أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - التنمية السياسية















المزيد.....

التنمية السياسية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3094 - 2010 / 8 / 14 - 19:55
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل الخوض في الموضوع لا بد من أن تعرفوا بأن أنظمة الحكم السياسي العربي كافةً من الخليج إلى المُحيط هي أنظمة حكم فاسدة تعتمد على الرشوة والفساد في تثبيت الحكم ولا تعتمد على العلم ولا التحديث ولا المنطق.

وأي دائرة حكومية تجد بها أن المدير يعمل ضد تطويرها بل ويعرف ما هو التطوير ومع ذلك يعمل ضد التطوير وضد الموظفين الأكفّاء والمتميزين والمبدعين منهم ,وإذا كان مثلاً تطوير الدائرة أو المؤسسة بحاجة إلى 1000دولار فإن المدير على استعداد بأن ينفق 10 آلاف دولار في سبيل إحباط مخططات التنمية والتطوير والتحديث, ويقال وهذا كلام مؤكد 90% بأن الدول العربية تنفق 6 مليارات سنويا على تدمير الحالة النفسية للمثقفين وللمبدعين في الوقت الذي تنفقُ به إسرائيل لوحدها نفس هذا المبلغ على دعم البحث العلمي والتطوير.

واللي بد أحكيلكم إياه مش وهم ولا خيال ولا هو فانتازيا ولا هو أساطير بل قصة واقعية عن أحد الباشوات أو المخاتير في منطقتنا وعاش حياته وهو يقول : لا اتعلموهمش..لا تفتحوش ليهم مدارس..بُكره إذا يصيروا يفهموا ما ابتقدرولهمش..والله إذا صاروا يقروا ويكتبوا غير يجننوكوا ..ديروا بالكوا لازم ما يعرفوش يروحوا على الشام أو بغداد ..والله بكره إذا عرفوا وصاروا يروحوا ويجوا إنكوا ما ابتقدرولهم ..بُكره بغلبوكوا وبتبطلوا اتمونوا عليهم ..ديروا بالكوا من المدارس لا تفتحوش ليهم مدارس وقد أعذر من أنذر.

استيقظ (مختار ) البلدة مبكرا من نومه حيث رأى حلماً أفزعه , رأى عرشه يطوف على الماء ورأى سفينة محطمة, لذلك قرر أن يجمع الناس أو مجلسه الاستشاري للتشاور في هذه الرؤيا ومن بينهم شيخ الجامع وعضو المخترية الأول وعضو المجلس المختري الثاني وكلاهما عضوان بارزان جداً للأمام , وجمع غفير من مؤيديه وقص عليهم رؤياه فقال الشيخ:
-كل الزعماء يهتمون بتثبيت حكمهم لأن في ثبات الحكم الأمن والطمأنينة للناس ولولاك يا مختار ما كان الناس لا في أمن ولا في سلام , والفرعون في الكُتب المقدسة رأى حلما أفزعه ولأجل ذلك طارد العلماء والمثقفين وشردهم عن بكرة أبيهم لكي يستتب له الأمن والنظام.
-المختار: طيب ما هو كل الشباب باخذوا رشوه , مش بعدهم بوكلوا بالرشاوي ؟

- مش كلهم يا مختار , في ناس صارت اتعيش على شهاداتها العلميه وإبداعاتها .

- شو ؟ هذول اكحشوهم .

-إحنا بنشتغل حسب توصياتك يا مختار.
- اممممم ..طيب هسع كيف بدي أعرف أولاد الكلب اللي بدهم ياخذوا المختره مني ؟ ويبثوا الرعب بين صفوف المواطنين ويحرموهم من النعيم والرخاء اللي كل الناس عايشين فيه بفضل الله وبفضلي.
-العضو الثاني: والله بفضلك يا مولانا بس ..إحنا عايشين.
-المختار: احمممممم ..امممممم.
-عضو المجلس الأول: بسيطة .

-عضو المجلس الثاني : طبعا بسيطه , همه أكيد عندهم خطه للنهضه , وهذه الخطه إذا كشفناها أكيد رايحين نكشف معها الناس الملاعين , والعكاريت .
-المختار: جيبولي إياهم هالزعران ملاعين الحُرسي والعكاريت والقوادين , والله غير أدكهم بالحبس.
-العضو البارز: لالا مش هيك إحنا اليوم صارت عندنا أساليب متطوره , شو سجن وما سجن , في حقوق إنسان بُكره ببهدلونا وبتبطل تيجينا مساعدات أمريكيه وأوروبيه , ما هُمه أصلا بساعدونا شريطة الإصلاحات الديمقراطية ونشر ثقافة حقوق الإنسان , وإذا بنتجاوز هذه الشروط ببطلوا يدعمونا وبصيروا يدعموا اليهود لوحدهم عشانهم متقدمين جدا بالحريات العامه.

-الشيخ: لالالا شو بدنا فيهم حتى أنجيبهم ونقضي عليهم أو نسجنهم ؟ في خطه ثانيه أحسن من كل هذه الخطط , إحنا لو جبناهم وقضينا عليهم ما راح تنتهي المشاكل معهم , هذول بعتبروا أنفسهم مثقفين وسياسيين وأي مشكلة معاهم رايحين يصيروا مناضلين وشهداء , ورايحه صورتنا أمام الحارات الغربيه تهتز , وسين وجيم وتحقيقات وانتهاكات لحقوق الإنسان .

-ألمجموعه: كيف بدنا نعرفهم..في ناس بطلت تاخذ الرشوة , وهذا موضوع خطير جدا , كيف بدنا انعيش بدون رشاوي؟.

-المختار: بالرشوة بثبت حكمي وبتحافظوا على مراكزكم جميعا .
العضو الثاني: بس في ناس بدهم يحاربوا الرشوة باسم الفساد ومكافحته .
-المختار : لعنة الله عليهم أجمعين.

-الشيخ: إلى جهنم وبئس المصير , هذه ليست رشوة بل رزق ساقه ألله الينا وهدايا ومكافئات وحوافز.
-العضو: بدنا نلعن أخت أختهم ..هذول عدم الموالين للمختار تبعنا .
-الشيخ: ممكن ندعوهم لاجتماع عاجل من أجل النهضه التي يدعونها وهي كلها والعياذ بالله كذب في كذب وتحمل أجندات دول خارجيه وعدوه , وهذول المثقفين بدهم إيانا أنبيع المختار , وإحنا ما بنبيعك يا سيدنا ويا تاج راسنا , خلينا بالأول ندعيهم لاجتماع من أجل التطوير والحرية والديمقراطيه ونشوف خططهم كالعادة ونستمع لهم ولِما يقولون وبعد ما ينهوا أقوالهم بيجي دورنا وبنشتغل ضد كل ما بقولوه , وبهيك حاله بنضمن عدم التقدم .
- وبنضمن عدم التطوير .

-والله صحيح.

- يسلم ثمك يا الشيخ .

-طال عُمرك يا طويل العُمر.

-كلكوا على راسي من فوق.
وبعد أسبوع اجتمع أصحاب دعوى النهضة والتطوير والتحديث وكشفوا عن خطط التنمية وكتبوا بتوصياتهم للمختار ولأعضاء مجلس المختار وحين اطلع عليها المختار قرر ما يلي:
-متابعة كل مُدعي للثقافة وكل متشدق بكلمات ذات طابع يخدم أجندات أجنبية, مثل الحرية, التنمية, المساواة, المرأة, الأحزاب, الجمعيات, الأندية.
-ملاحقة المواهب الفنية والأدبية نظرا لأنها تشكل عائقا في وجه النظام الحالي القائم على بؤس المواطن العربي.
-عدم دعم الثقافة والكُنب إلا التافه منها والرديء , نظرا لقلة الإمكانيات .

-السير قُدما في عمليات الإصلاح وفق منهج كل المخاتير في كافة الحواري والقُرى والمدن وذلك عبر إحياء التراث والمحافظة على إرث الأجداد .

-مكافحة التطوير والتطور الذي يستهدف عاداتنا وتقاليدنا.

-دعم الشخصيات المترهلة وغير المتطورة والساقطة اجتماعيا لتكون هي المؤسسة الحاكمة ومحاصرة المثقفين واستبعادهم من كافة الأنشطة والفعاليات الرسمية, وخنقهم في أنشطة صغيرة.
-تخريب كافة التجمعات التي تنشأ عن حركات طلابية جامعية بحيث يصبح لهؤلاء تبادل أفكار وأطروحات ووجودهم بعد الدراسة الجامعية مع بعضهم البعض يشكل خطرا إذ يصبح تجمعهم يشبه التجمع الحزبي.
-ملاحقة ومتابعة كافة القوى الوطنية وإلحاق الضرر بها باعتبارها تنتمي للوطن ولا تنتمي للمختار.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أفضل من يتحدث عن الفساد؟
- عيد ميلاد ابنتي لميس
- الفقراء أعداء الثقافة
- على حافة الهاوية
- أولادي يسألونني عن وفاء سلطان
- لستُ غنياً لأشتري صناعه عربيه
- إحدى أهم مشاكل الإسلام
- هل تثق كمواطن عربي بجهاز المخابرات؟
- وين زُلم أيام زمان !
- اخترنا لكم : عصمت سيف الدولة /مختصر تاريخ البشرية
- مؤسسات الحكم حسب الترتيب
- عندنا جهاز كشف الكذب
- أين التحديث؟
- اللغة الميتة
- اللغة العربية لغة إقليمية
- هذا ولدي وأنا أبوه وذاك حماري
- الطاعة العمياء
- الجريمة الكبرى
- عيد ميلاد ابنتي برديس
- الهدية بلية


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - التنمية السياسية