أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مختار العربي - في المجتمع والسياسة قضايا الديمقراطية والاشتراكية (1















المزيد.....

في المجتمع والسياسة قضايا الديمقراطية والاشتراكية (1


مختار العربي

الحوار المتمدن-العدد: 938 - 2004 / 8 / 27 - 13:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتجلى مقولتي الفشل والنجاح في أرقي صورة لهما وأعظم حالة في مدى تماسك الفرد واستمساكه لخطابه الذي يخاطب به نفسه والجماهير ، ولعل الأنظمة السياية في العالم العربي ولعت باستيراد النظريات السياسية من خارج محيطها وبلا دوافع وطنية حقيقة أنتجتها الحاجة الماسة لخدمة مجتمعاتها ,وحاولت إنشاء بدائل للأعراض التي تعانيها والأوهام التي تعتنقها و لأن المجتمعات العربية تعاني من النقص الحاد في إيجاد مواصفات إنسانية تحددها أفكار تنبع من الفكر الوطني والذات الوطنية التي هي تعبيراً عن أزمة حقيقية وجودية يعانيها بفعل عوامل الثقافة والسياسة والأفكار الأنانية الموجهة لتصرفات قادته و مفكريه ، ولكي تعالج نفسها من داء السلطة وعبادة الفرد المنتج للفكرة والمنتهج عملياً بواسطة نظام سياسي موحد ورؤية علمية تتخذ من الطرح السياسي الثقافي موجهات تشكله وتطبعه وتحدد أوجه قراءاته وتمنح الجماهير المتعطشة للحماية الثقافية رؤية موضوعية وطرح خلاق بشأن أسئلة مهمة وقلقة في ذات الوقت، والمجتمعات العربية يصيبها الخوف من نقد البناءات التي شكلت لها في وقت ما! ملاذاً ومفراً من قسوة المستعمر ، ومن أهم هذه البناءات تلك التي اتخذت من الاشتراكية منهجاً ولغة تفكير وأسلوب للحكم و شعاراً وتوجه، ولعل من المثير في القصة أن ينتاب المرء منا شعوراً بأنه أخذ دون أن يعتذر والبعض يروج لمفاهيم هي خليط ومسوخ من النظريات التي يسمونها ظلماً نظريات اشتراكية ولكن ولكي نكون أكثر علمية نقول أننا من أنصار الحقائق (فليس الأغلبية دائماً على خطأ) ولا (الأغلبية دائماً على صواب) ، فالمقولات السياسية / الثقافية التي تناولت وتعاطت الاشتراكية أري أنها وفي حسباني تنقسم إلى وعيين لا ثالث لهما :
أولاً: مقولات سياسية ترمي إلى القول بأن المجتمع مزاولاً بناءه وتفوقه في فهم قضيته الاجتماعية الملحة وهي كيف يمكن تأسيس كيانات اجتماعية مختلفة وصهرها لتعمل ضمن منظومة سياسية موحدة؟ وهذا هو بناء هرمي يكون عادة في أعلاه الصفوة أو المثقفون وهكذا تتدرج الأسماء والأوصاف والدرجات فينتج التفاوت الطبقي في أسوء صوره وأقبح مبرراته .
ثانياً: سياسة السقراطيين: أي أنه لا وجود لبناءات أو هرمية في تقييم المجتمع بل بناء فوقي يمنح الصوت العالي للبناء التحتي!
وبهذا يفشل الإقرار بالنجاح النسبي للاشتراكية العلمية التي تدعيها النظم السياسية في العالم العربي ، فأحياناً هي اشتراكية وطنية "تقع في شباك النازية" وأحياناً هي اشتراكية ماركسية " تتطور في سياق تاريخي وظرف ثقافي فتتحول بالفعل الذنب والإدانة إلى شمولية قاسية" ، وأحياناً هي اشتراكية الطبقة المتوسطة "رأسمالية - ليبرالية" ، وبين كل هذه الأشكال لنبحث في قواميس النظم العربية ومسألتها الاشتراكية لنغوص في الفشل المعرفي ونتساءل! ما حدود الفعل الصحيح والفعل الجبان؟.
ولنجيب على هذا السؤال يبقي السؤال سؤال: إلى أي مدى نجحت الأنظمة العربية في تحقيق شعارات الاشتراكية ، وحققت برامجها بالفعل السياسي الواضح المرامي المؤسس على فهم واقعي للتغيرات التي تحدث في المجتمع ، ومنحت الصوت الصحيح للقضايا الإنسانية الجادة واسهمت في إيجاد الحلول ونفي الأسباب الهدامة المحّدة من الفعل الاشتراكي الحقيقي المادي؟ ، فالثورات التي انتقمت من الجماهير باسم الاشتراكية الزائفة (ثورة 1952م) (ونميري في السودان في بداية عهده) زالت وبقيت الجماهير ولكن بمرارة الماضي وسرطانات الفعل السياسي الممارس عليها ويحيا في ذواتها ليتحكم في تقييم روحها الآن! واغرق الساسة الشعب والجماهير في شعارات وألفاظ جديدة لم تعرف طريقها إلى اللغات المحلية والثقافات التاريخية التي هي العامل الحاسم في نجاح أي تغييراً يطرأ على مجتمع في حالة تبنيه رؤية للعالم جديدة! فكان التحول الخاطئ وإدعاء الوعي الاشتراكي المخادع ولكن بتبني الشعارات وترك الجسد الحقيقي للفكرة.! ورغماً عن ذلك رأينا كيف كانت تصدر هذه اللغات اللعينة البعيدة عن الاشتراكية أشد البعد بفعل القهر والوحدة [بين مصر وسوريا] أكبر دليل على ذلك!
دفاتر الاشتراكية نقرأ فيها : التحول نحو الاشتراكية في معظم الثورات العالمية ابتداء بثورة أكتوبر العظمى 1971م [لينين المتوفى - 1924م] كان يرمي إلى توطين السياسات وتحقيق الوعي الوطني وعمال فلم يكن لينين يطمع في تصدير هذه الثورة بل أكتفي بالاشتغال داخل محيط النهضة بالاتحاد السوفيتي وجمهورياته ، ومسألة التصدير التي يقول بها المغالون في فهم الشيوعية لم تكن لينينياً أبداً بل اضطلع به تروتسكي.
الشيوعية كمصدر أصيل وفاعل للأفكار الماركسية ومفاهيم المجتمع الاشتراكي:-
نظرة نلقيها على ثورة ماو تسي تونج ( الصين الشعبية) الاشتراكية الصينية حالة شاذة ولا يوجد مقابلاً لها في ثورة 1971م ، وذلك في عدة نقاط أهمها:
1. إن الصين الشيوعية دولة محدودة التأثير الخارجي رغم التاريخ الطويل وتنوع الثقافات.
2. ماوتسي تونج رجل يختلف عن لينين في التحليل النظري العملي الجدلي للمادة الهيجلية وديالكتيك ماركس.
3. لينين يؤمن أشد الإيمان في مسألة العالمة الكاملة وأساس العدالة الاجتماعية أي تقسم ساعات العمل على أكبر عدد من العمال يقابلها في الدول الرأسمالية مرتبات البطالة .
4. ماو يرجح كفة العمالة صاحبة الكفاءة وهذا دليل على أن الصين في فترة ماو جمعت بين الرأسمالية الراقية والنظرية الاشتراكية المعدلة ماوياً.
أزمة الاشتراكية في مصر:
كان لوجود الملك فاروق ملك مصر والسودان على سدة الحكم ووجود وزارة مصطفى النحاس باشا على رأس حزب الوفد كخليفة لسعد زغلول أكبر الأثر في خلق التوجهات نحو الاشتراكية والاعجاب المذهل بما فعلته ثورة أكتوبر المجيدة ، وكان حال الملك فاروق ملك بلا صلاحيات إلا اللهم ما يدر عليه الذهب ويأمر الوفديين بالمحافظة على قوت الشعب والوفديين في سلطة شعبية بلا صلاحيات دستورية لها فلم تكن مصر صاحبة دستور وطني بعد فعندما ينفي زغلول تخرج الجماهير ويصمت الساسة ، ونعلم دور قوى الإمبريالية في ذلك الوقت (إمبراطورية بريطانيا العظمى) في ما بعد الحرب العالمية الثانية.
السبب الرئيسي في مضربنا للمثل الاشتراكي العربي اعتماداً على ثورة 1952م هو أنها أول الثورات العربية التي دعت صراحة إلى إلغاء الوعي الطبقي لا نشره وهذا فعلاً قد كان، اهتمت ثورة 1952 كغيرها من الثورات بأن لا تعد الجماهير بشيء محدد كما هي حالة ثورة أكتوبر المجيدة 1971م ، فالفعل الثوري هو العمل على إزالة الغبن السافر والظلم الواقع من قلوب المعذبين ولعلها قصدت (ثورة 1952م) بأن تقضى على الرأسمالية والبرجوازية الوطنية العدو التقليدي لأي ثائر عربي فكانت أزمة الثورة في برامجها وهكذا ثورات الاشتراكية العربية تقع فريسة للغة دون أن تحلل وتواكب تطورها ، فلا يكفي حشد الجماهير لينتهي الفساد.
أزمة الديمقراطية في السودان:
في السودان نستشهد برأي ثوري محنك الأستاذ/ محمد إبراهيم نقد، أزمة الديمقراطية في السودان ليست في الحكم العسكري فحسب بل المشكلة هي إنه كلما كانت هنالك ديمقراطية تزاح بقوة العسكر ولا تصمد أكثر من سنوات معدودة يشملها الصراع الطائفي الأعمى ويرجع الأستاذ / نقد فشل الديمقراطية في السودان بأنه لا توجد أسس علمية للديمقراطية في السودان بمعني أخر ليست هنالك وجود جديدة على الساحة السياسية السودانية مما يعني أن الديمقراطية في السودان ليس إلا انبعاث جديد للبرجوازية الوطنية.
ونواصل



#مختار_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب التاريخي الإسلامي - أنبياء قبل الإسلام المحمدي (1/4) ...
- فضيلة عدم الكفاح - أصالة النص في الخطاب التاريخي الإسلامي (3 ...
- صفحات من التوبيخ – الإنسان حزيناً كل عام…
- مذكرات رجل قتله المجد- الحلقة الثانية
- المعرفة الهادئة – الكهانة والنص الكارزمي 2
- مذكرات رجل قتله المجد - الحلقة الأولي
- فيدل كاسترو - نموذج للإنسان العالمي..
- الحوار من منظور إسلامي - والإسلام السياسي كعقيدة جديدة!
- اكتشاف الذات! - ذلك الهم الوجودي
- ستالين - رجل الطبيعة النبيل!!
- المرأة ومهمة الجنس التعبدي!!
- المعرفة الهادئة - قراءة في الخطاب التاريخي الإسلامي1
- التخبط وممارسات التجهيل – حسن بن محمد بن بزرجميد - نموذجاً
- المرأة من منظور جاهلي / إسلامي (أزمة النص الديني) (3)
- نظرة لواقع العبودية في مجتمع الجاهلية والإسلام 2
- الرق في الإسلام - نظرة موضوعية 2)
- العبودية في الإسلام - نظرة موضوعية
- لغة القهر وشرعية الأماكن!!
- في مفهوم الاضظهاد - دهشة الخوف
- دعوة للثورة على الوهم - المرأة من منظور جاهلي إسلامي 2/1


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مختار العربي - في المجتمع والسياسة قضايا الديمقراطية والاشتراكية (1