أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حامد الحمداني - من ذاكرة التاريخ : الحزب الشيوعي ونظام عبد الرحمن عارف















المزيد.....

من ذاكرة التاريخ : الحزب الشيوعي ونظام عبد الرحمن عارف


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3093 - 2010 / 8 / 13 - 18:29
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الحزب الشيوعي وموقفه من السلطة:

منذُ أن أنتخب عبد الرحمن عارف رئيساً للجمهورية، بعد مقتل أخيه عبد السلام عارف، وقف الحزب الشيوعي موقف المعارض للسلطة العارفية، بل وزاد من معارضته تلك بأن شكل على عهد حكومة البزاز فصائل ثورية مسلحة سماها [قسائم الحسين] .
كان تفكير الحزب هو التهيئة للانتفاضة الشعبية التي يمكن أن تقدم الإسناد لأي تحرك من قبل الجناح العسكري للحزب داخل الجيش، متخطياً المواقف الرسمية للاتحاد السوفيتي من نظام الحكم في العراق، وتحسن تلك العلاقة بين الطرفين إثر قيام البزاز بزيارة الاتحاد السوفيتي، حيث أعرب السوفيت عن تثمينهم لسياسة عدم الانحياز التي يتبعها العراق، وجهود البزاز لوقف القتال في كردستان.

إلا أن الحزب الشيوعي لم يغير موقفه المبدئي من السلطة، واستمر على معارضته لها بكل الوسائل والسبل داعياً إلى إسقاطها، وتحرير الشعب العراقي من نير الدكتاتورية البغيضة، واستمرت قيادة الحزب في تشكيل الفصائل الثورية في الريف العراقي وفي المدن، لشن حرب أنصار ضد الرموز التي كانت تصرفاتها تتسم بالوحشية والقسوة.

إلا أن تلك المبادرات لم تثمر في إجراء أي تغيير ملموس، أو أي عمل ذو شأن ضد السلطة، والمعتقد أن قيادة الحزب فعلت ذلك من أجل إرضاء الكوادر وقواعد الحزب التي كانت تضغط على القيادة باستمرار للقيام بعمل من أجل إسقاط السلطة واستلام الحكم، فيما كانت اللجنة المركزية في صراع بين جناحيها [اليميني واليساري] حول السبل الواجب إتباعها لتحقيق أهداف الحزب الآنية والإستراتيجية، وساعد في إذكاء الصراع الانقسام الذي حصل في المعسكر الشيوعي بين اكبر دولتين فيه هما الاتحاد السوفيتي والصين الشعبية.

لقد أدى ذلك إلى ظهور نواة للمعارضة داخل الحزب والتي دعيت آنذاك [الكادر الثوري] حيث طالبت بحرية نشر الآراء والإفصاح عنها، ودعت إلى رفض الرأي القائل أن وحدة الحزب فوق المبادئ، وجاءت هزيمة 5 حزيران 967 1، وهزيمة العرب أمام إسرائيل لتزيد من نار الخلافات داخل قيادة الحزب من جهة وبين القيادة والقاعدة والكادر من جهة آخر.

انشقاق الحزب الشيوعي وتكوين القيادة المركزية

في 17 أيلول 1967، انفجر الصراع داخل الحزب عندما أنشق قسم كبير من قيادة وكوادر وأعضاء الحزب بقيادة [ عزيز الحاج ] و عضوية [حميد خضر العاني ] و[كاظم رضا الصفار] و[أحمد محمود العلاق] و[ متي هندو ] و[ بيتر يوسف] وغيرهم من الكوادر المتقدمة في الحزب، وتمكن المنشقون من سحب جانب كبير من قواعد الحزب وكوادره، متخذين لهم أسم [الحزب الشيوعي العراقي - القيادة المركزية].

ارتبطت القيادة الجديدة باسم [ عزيز الحاج ] الذي قاد الانشقاق، وأعلنت القيادة المركزية عن استقلالها في اتخاذ القرارات التي تهم العراق عن الحركة الشيوعية، ولكنها أكدت على تضامن الحركة العمالية العالمية، وأعلنت وقوفها مع التيارات الثورية في العالم أجمع.

أما موقف القيادة المركزية من النظام العارفي فقد كان موقفاً معادياً كلياً حيث دعت القيادة إلى تسليح جماهير الشعب، وإلى العنف الثوري، والنضال المسلح في كل مدن العراق وريفه، وقيام حكم ثوري ديمقراطي بقيادة الطبقة العاملة.

أما ما يخص موقف القيادة المركزية بالنسبة لعلاقات العراق العربية، فقد أعلنت وقوفها إلى جانب الوحدة العربية الثورية ذات المحتوى الاشتراكي.

كما سارعت القيادة المركزية إلى إدانة قرار مجلس الأمن الذي أيده الاتحاد السوفيتي في 29 تشرين الثاني 1947، والمتعلق بتقسيم فلسطين بين العرب وإسرائيل، والقرار الصادر في 22 تشرين الثاني 1967 الخاص بتسوية أزمة الشرق الأوسط، ودعت إلى القضاء على دولة إسرائيل، وقيام دولة ديمقراطية عربية يهودية، كحل نهائي للصراع العربي الإسرائيلي، معتبرين قيام حركة المقاومة الفلسطينية، المتمثلة بحركة التحرير الوطني الفلسطيني الوسيلة الوحيدة لفرض الحل النهائي المنشود.

رد فعل اللجنة المركزية للحزب الشيوعي على الانشقاق

ذكرنا فيما سبق أن القيادة المركزية استطاعت سحب أعداد كبيرة من كادر الحزب والجانب كبير من قواعده نتيجة اليأس الذي أصابها من السياسة اليمينية للحزب منذُ عام 1959، وما سببته من كوارث على الحزب والبلاد، وأدت إلى وقوع ونجاح انقلاب الثامن من شباط 1963 والذي تتحمل قيادة الحزب جانباً كبيراً من المسؤولية عنه.

وهكذا فقد أصبحت اللجنة المركزية في وضع صعب للغاية، وسارعت إلى الدعوة إلى عقد المؤتمر الثالث للحزب في كانون الأول 1967، وقد حضر المؤتمر 57 عضواً من الكادر الحزبي، منتخبين من اللجان المحلية وفرع كردستان، حيث لم يكن من السهل تأمين اجتماع لكل أعضاء الحزب في ظل العمل السري.

مثل أعضاء المؤتمر بنسبة 62 % من العرب، و31 % من الأكراد ، و7 % من بقية الأقليات، وكان العمال في المؤتمر يمثلون ثلث مجموع الحاضرين .
اتخذ الحزب قراراً بإدانة الانشقاق، متهماً هذا العمل بالنشاط الهدام للحزب، وناشد العناصر الطيبة التي دعوها بالمخدوعة بالعودة إلى أحضان الحزب، وهذا يمثل دليلاً على مدى عمق وسعة الانشقاق.
كما التزم الحزب فيما يخص مشكلة الشرق الأوسط بالخط السوفيتي المصري معتبرين أن حصر الحل بالحرب الشعبية كطريق وحيد عملاً ضاراً بالجهود الدولية لإزالة آثار العدوان الإسرائيلي في 5 حزيران 967 .

كما أنتقد المؤتمر الحكومة لعدم مشاركتها الفعالة في حرب حزيران، وتوجيه سلاح الجيش العراقي إلى صدور أبناء الشعب الكردي، واعتقال وطرد أعداد كبيرة من الجنود والضباط الوطنيين من صفوف الجيش.
كما أنتقد المؤتمر الاتفاقية النفطية مع شركة [ إيراب ] الفرنسية معتبراً إياها تفريطاً بالمصالح الوطنية وتشديد الهيمنة الإمبريالية على نفط العراق واقتصاده.

أما الاتحاد السوفيتي فلم يكن راضياً عن الانتقادات التي وجهها المؤتمر للحكومة العراقية، وأقدم على غلق الإذاعة التي كانت تبث من ألمانيا الديمقراطية آنذاك باسم [ صوت الشعب العراقي ]، وقد استغلت القيادة المركزية ذلك القرار لفضح تبعية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي للحزب الشيوعي السوفيتي، متهمة الحزب بتلقي الأوامر من موسكو، ومؤكدة على أن تكون سياسات وقرارات الحزب منبثقة من الإرادة الوطنية بالدرجة الأولى وعدم الخضوع للإرادة السوفيتية.
لقد سبب الانشقاق الذي قاده عزيز الحاج ضررا بليغاً لجهود الحزب الرامية إلى إسقاط نظام عارف، واستلام السلطة، في ظل ظروف كانت مؤاتية، حيث كان النظام في أقصى حالات الضعف والتمزق، ولا يتمتع بدعم جماهيري على مستوى الشعب، بل كان يمثل مجموعة من الضباط الممسكين بالسلطة، والذين لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية، إضافة للصراع المحتدم بينهم وبين الضباط الناصريين، وقد فسحت تلك الظروف المستجدة الطريق أمام البعثيين وزمرة النايف والداود للانقضاض على نظام عبد الرحمن عارف، وتنفيذ انقلاب 17 تموز 1968، في الوقت الذي كان الحزب الشيوعي مشغولاً بتضميد جراحه التي سببها انشقاق عزيز الحاج، وسأتناول في حلقات قادمة انقلاب 17 تموز 1968 ، وعودة حزب البعث إلى السلطة من جديد، ومصير الانشقاق الذي قاده عزيز الحاج المأساوي على أيدي البعثيين الذين جربتهم الإمبريالية في انقلاب 8 شباط في حربهم الشعواء ضد الشيوعيين.



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاكرة التاريخ : الصراع على السلطة بين الجناحين المدني وال ...
- الشيوعيون والبعثيون والناصريون ونظام عبد السلام عارف
- الدكتور شاكر النابلسي والرئيس بوش وغزو العراق والوحي الإلهي!
- من ذاكرة التاريخ : مأزق انقلابيي 8 شباط، وانقلاب عبد السلام ...
- بعد عشرين عاماً على غزو صدام للكويت، هل تعلم حكام الكويت الد ...
- حوار مجلة لفين الكردية مع المؤرخ حامد الحمداني / القسم الثان ...
- حوار مجلة لفين الكردية مع المؤرخ حامد الحمداني
- الشرق الأوسط بين فكي حكام تل أبيب وملالى طهران
- إلى متى يبقى العراق وشعبه على مائدة المقامرين؟
- ثورة 14 تموز في ذكراها الثانية والخمسين/ دروس وعبر/ القسم ال ...
- ثورة 14 تموز في ذكراها الثانية والخمسين/ دروس وعبر
- في الذكرى السابعة والأربيعين لانتفاضة الشيوعيين في معسكر الر ...
- أضواء على ثورة العشرين / بمناسبة الذكرى التسعين لوقوعها
- هل من سبيل للخروج بالعراق من المأزق الحالي؟
- في تأبين الشاعر والمناضل كاظم السماوي
- ينبغي انقاذ العراق قبل فوات الأوان
- إلى النضال يداً بيد من أحل ان تستعيد المرأة العراقية حريتها
- قائمة اتحاد الشعب 363 خير من يمثل طموحات الشعب العراقي في ال ...
- التصدي لمذبحة المسيحيين في الموصل مسؤولية وطنية ودولية وإنسا ...
- سنوات الجحيم/ اربعون عاماً من حكم البعث الفاشي في العراق / ا ...


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حامد الحمداني - من ذاكرة التاريخ : الحزب الشيوعي ونظام عبد الرحمن عارف