أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - مشرط ياسين الزكري في تهويمات فاطمة الفلاحي















المزيد.....


مشرط ياسين الزكري في تهويمات فاطمة الفلاحي


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 3093 - 2010 / 8 / 13 - 18:16
المحور: الادب والفن
    


مشرط ياسين الزكري في تهويمات فاطمة الفلاحي

ياسين الزكري : صحفي وأعلامي - اليمن السعيد

الحديث عن فاطمة الفلاحي يبدو كحديث عن حالة من الندرة في زمن التيه هذا..ذلك انالحديث عن شابة موسوعية أمر يبدو أقرب الى أزمنة الجهد المكثف ..ازمنة الاشتغال لانتاج فكر او صناعة ثقافة..وهو امر عز وجوده اليوم حين توفرت المعلومات بغزارة فتضاءلت الحقيقة وتحول النت الى موسوعة ونحن الى باحثين كسالى..
هذه المرأة تناقض هذه الصورة شبه المعممة على الشباب اليوم ولا اقول انها معممة بالطبع فهي باحثة نشطة وذات نتاج متنامٍ بشكل لافت ..هي عقل متقد يصير اكثر اتقادا يوما بعد آخر..
الحديث عن فاطمة الفلاحي يعني الحديث عن امراة غزيرة الاطلاع .غزيرة الانتاج معا وهذه مسألة تحتاج الى وقفة مطولة ..
هي امراة في سن الشباب وتمتلك خانة لابأس لها في مكتبة القصيدة والقصة العراقية الحديثتين..الى جانب أنها حاضرة في اكثر من مكان في ذات اللحظة بل وتدير موسوعة ادبية متنامية بشكل لافت..



تهويمة في سماء فاطمة الفلاحي

ايهاالرجل ..تغيضني خياناتك.. تمتعني مراوغاتك الآسفة

من حدائقها
(1)

- توقفي نحن نموت ببطء ولأني لم أستطع أن أثبت برائتي وإسعادك ..فأما أموت غيضاً ،
ولكن حاولي أن تصدقي إني مازلت أحبكِ حد أحتضانكِ للنهاية .. نحن في ورطة فلا وقت للغضب. .
- تركلني بعيداً عنك بتصرفكَ هذا .. سأمر على عائلة أخيك للأطمئنان على حاله وسأعود ليلاً .
- أرجوكِ عودي عصراً لأن الغروب يزهق روحي .. أحتاجك لأمر ما ..
- لن أذهب سأراه لاحقاً بعد ما أعرف ماالأمر .. ؟

(2)

متململاً :هل لي بعض من عطْرِ مَنْشِمك ؟

قلت : لِمَ؟

قال :اعود صاحبي انه سقيم جداااا..............

قلت : ومتىتعود ؟

قال : قد اغتدي، والليل في سواده



(3)

أجبتهُ بإقتضاب وبعينٍ دامعة ..

- أبطالُ روايتكَ هم أبطالُ روايتي . لِمَ نحن لا نخرج من حدود عالمنا والعشيرة ...؟

- لانستطيع ..تلزمنا سرعة أكبر من سرعة الصوت .

- هل ما زلت تبكين ؟

- نعم

- أعطني نصف مناديلكِ وأنفكِ الأحمر .

- لم تعدْ مناديلي كافية .

- أنت إنسانة حساسة ، ومناديلكِ بدتْ قليلة ، ودموعكِ بالأطنان ، أنا الآخر لاأريد أن أؤذيك ، ولكن حسبي وحسبك إن الملائكة لا تنجب ولا تتزوج

،مجرد ان تحتفظ بحبها، وبريقها الذي له التماع دموعك ...

- أضيعُ معكَ ..



(4)



- كم أنت رائعة .. لا تبكين عندما يضربكِ سيف الانسانية .

- أفقد الشعور بالانتماء لكَ ..

- هل تحرضيني على كرهكِ ؟ فأنت مخطئة .. بل تحرضيني على فهمكِ.

- أنا بعيد عن لجامكِ لي ، أنا سائسُها الأمين ، وهي مليكتي ،والأعرافُ تطلب مني الزواج من الأميرة ، لكني أستطيع الإنقلاب .

- لا تتمكن .....

- شيء واحد يعيقني ربما .. صدقي معكِ .


التهويمة

قبل أن تتحدث عن تميز الأديب فإنك تتساءل حول ما اذا كان يمتلك اسلوبا يبعده عن مسألة ان يكون نسخة اضافية لسواه..وهو في حالة قصيدة الفلاحي او قصتها امر لايتطلب الكثير من الجهد فللشاعرة القاصة اسلوبها المعمد بنكهتها المائزة..

تعمل الفلاحي بطريقة التصوير على طريقة عين الطائر فهي تسلط كامرتها الابداعية من منطقة مرتفعة مايتيح لها الحصول على مساحة مشاهدة واسعة تمكنها من تتبع مسارات الموضوع الهدف حينا والتنبؤ بوجهته التالية احايين كثيرة..

تشتغل الفلاحي على ثنائية اللحظة العاطفية في نقاطها الاخطر ورغم ان المشتغلين بذلك كثر كما قد يقال الا أن مايميز الفلاحي انها تقدم قراءتها للمشاهد المستهدفة من زوايا خاصة وبآلية مغايرة.. الامر الذي جعلها صاحبة أسلوب في هذا الاتجاه..

هي عالية الاحتراف والحساسية لاستكشاف التمرد وعالية الاحتراف في تقديم التمرد بأسلوب يجعلك تتقبل معطياته بأعصاب هادئة..
فمثلما تمثل الخيانة تمردا على سبيل المثال فإن امتصاص اثرها هو تمرد ايضا من جهة الآخر..

سأتحدث هنا عن بعد واحد بشكل اكبر الا وهو ذلك الذي يتجه نحو توصيف حالات خيانية بين شريكين ..
تكمن خطورة هذا الأسلوب في انه لايفتح امامك فرصة المصادمة بغرض خلط الأوراق.. فهي لاتمارس الضغط كسبيل لانتزاع الاعتراف ..بل تقدم دلائل الإدانة لتناقشك في المهارات والكيفيات .. فتدعوك النشوة للدخول في الموضوع دون ان تدري ان بدء النقاش يعني قبول فرضيات الوقوع في الخطأ .. ان تناقش يعني انك قبلت بأن ذلك قد حدث..
هي لاتدين بقدر ما تتساءل.. ولكن ليس بحثا عن إجابة بل بحثا عن تفسير..الأمر الذي يدعوك للجلوس على الطاولة برغبتك..والاعتراف بسعادة..
هي أشبه بمحققة تراهن على علم النفس أكثر من مراهنتها على الأدلة في قضايا يسهل اخفاء ادلتها ببساطة فليس هناك من رجل يمكنه العودة إلى البيت دون ان يكون قد استخدم منديلا في ازالة اثار احمر الشفاه الذي تركته قبلة مسروقة..او ممتنة على اعلانه العملي لهذه المرأة او تلك بأنها فاتنة لدرجة تصبح معها الخيانة خيارا يمتلك المقدرة على تخدير الضمير ساعات كافية لإجراء عملية عشق مفتوح دون حدوث وخزة مؤثرة..

لا تحتاج الحبيبة إلى دليل على حدوث الخيانة فهي لاتبحث عن معاول هدم للبيت او العلاقة لكنها تبحث عن فرصة تمنح نظرتها المعاتبة قوة التأديب اللازمة لإصلاح خلل فني ما أصابك ذات تأثير متبادل..

المرأة التي تفتش هاتف الزوج وثيابه بحثا عن شعرة او عطر او رسالة ليست تلك التي تغري فاطمة لتتبع قصتها فهذا النوع من النساء خاسر مرتين ولا يسهل الرهان عليه كونه ممن يختارون الخروج من اللعبة..

تتتبع فاطمة المرأة التي تحرص ان تظل في اللعبة حتى لوخسرت شوطا من اجل أن تكسب المباراة في الشوط التالي او حتى في الدوري القادم او مايليه لكنها بعد تحقيق النصر لن تسمح للدونجوان بالخروج من دائرة الهزيمة..والاساليب في ذلك كثيرة ليس منها الاذلال ولا رفع البطاقة الحمراء ..ذلك ان طرد اللاعب من الملعب تفقدها متعة اللعب حين تغدو اللعبة حكرا على فريق واحد كتعبير عن توقف اللعبة من الأساس.. بل ربما الإقناع بالتحول إلى لعبة اخرى او رياضة من نوع آخر بما يعيد تعريف البطولة في ذهنه المحشو بقراءات خاطئة..

الاكتشاف الذي أود إعلانه هنا بدافع من كثير احتمال بأن أحدا لم يسبقني اليه من قبل هو ان وراء سطور فاطمة تختفي طاقة مهولة في كتابة الدراما الحقيقية..واقول الحقيقية لان كتابة الدراما لدى كثير من المشتغلين والهواة في شأن الدراما مايزالون خارج حسم مفهوم المتناقضين المتكافئين ذلك ان بعضهم توقف عند حسم الامر في الأولى فقط والبعض حسموا الثانية لكن من حسموا أمر الاثنتين نادرون بالفعل..

القول بأن الدراما صراع بين قوي وضعيف او غني وفقير او خير وشر قول يتجه صوب الحديث عن دراما غبية..تدرك نتائج التفوق فيها من اللحظة الاولى..

الدراما صراع بين نقيضين متكافئين بمعنى انهما يمتلكان وسائل واليات صراع متكافئة ويقفان في موقعين متناقضين وليس العكس وهذا ما تشتغل عليه الفلاحي بمقدرة لافتة..

هي كاتبة دراما بامتياز لكنهاربما تحتاج الى كاتب سيناريو ثرثار بشكل ما ذلك انها ملكة الايجاز الهادف في صناعة الصورة مكتملة الملامح في اقل عدد من الكلمات..
هي اقرب إلى الكاميرا في تصوير المشهد من زاوية احترافية وفي لحظة خاطفة هي تلك اللحظة التي تجتمع فيها أبعاد الصورة بطريقة خاطفة..

عقدة العلاقة بين الحبيبين الشريكين غيرة المرأة او شك الرجل..اما آفة العلاقة فشك المرأة وذكاء الرجل..لكن شخصيات فاطمة تأتي دوما اذكى من ذلك بكثير وهنا التميز الاكثر ابهارا ..فتوصيف حالة صراع بين اعلى واقل ذكاء هو ككتابة الدراما بطريقة الغني والفقير معروفة النتائج مسبقا..

تتناول فاطمة مثلا حالات من نوع أن يخون الرجل وهو في غمرة عشقه للتي يخونها وليس للتي يمارس معها الخيانة وتدرك الحبيبة انه يخونها بالأدلة الأنثوية والمشاعرية الراقية الكاملة ..لكن ذلك يلتقي في ذات اللحظة مع إدراكها الواضح لقضية ان الحبيب يعشقها حتى الثمالة..هذا هو التوازن النادر الذي يغري فاطمة بالتناول والمتابعة وليس الرجل المكرر أو المرأة المكررة..ولذلك ورغم إمكانية إدراك المساحة التي تتحرك فيها فاطمة من بوابة الندرة إلا أننا لانجد في تناولاتها تكرارا بين قصيدة وأخرى أو قصة وأخرى وهنا يمكنك الحديث بأريحية عن الاحتراف..

اسهل شيئ في الدنيا ان تفكك شيئا قائما ..ان تصنع الموت..ان تنثر الحطام في المكان..واصعب الامور مااختارته هذه المرأة وقلة قليلة من المبدعين الشباب وسط كثرة لاننكر لها اسهاماتها في هذه او تلك بالطبع..
تلعب فاطمة ليس على تجميع المفكك بل على ايجاد توازن يسمح للمفكك ان يظل قائما متماسكا بروابط من نوع تجيد هي حياكته.. وتدهش انت بأنه منطقي وواقعي لكنك لم تهتد اليه ولم تكن تظنه او تتوقعه..تلعب على قوانين صناعة الحياة في ظل اكتمال ظروف الموت..على إبقاء المزهرية واقفة بعد تطبيق البرنامج الكامل لإحالتها حطام..

في كثير من أعمالها قد يبدو للبعض وللوهلة الاولى انها تتصيد اخطاء الرجل لتجميع ملامح صورة الانثى المظلومة ..هذا امر لن يصعب الكشف عنه في ثقافة المرأة اليوم بالذات لكنه ليس قضية فاطمة لان ذلك ببساطة امر يسهل توقعه وهذا مالايروق لملعبها استضافته.. وهي قراءة قد تفاجئ فاطمة ذاتها ربما لكنها حقيقة اثبتها خلال السطور القليلة القادمة..
لنتتبع لبعض الوقت بعض شخصيات هذه القاصة الشاعرة..

يهرب الحبيب الى خيانة ما ..لكنه يعود الحبيبة وهو أكثر شغفا بها..
يهددها بان له وسائله لاذاقتها ثمن هذا الهدوء ثم يتحول الى الشكوى بين يديها..
يرتكب الكثير من الحماقات خارج السور لكنه لا يجد بركة نقية يمكنها غسل خطاياه سوى عينيها..
المحور هنا هي المرأة وليس الرجل ياسادة..وهذا ما هدفت لإبرازه بشكل اظهر وهذا جديد فاطمة..

المرأة التي تدرك انها تمتلك كل هذه الآليات وتعلم كيف يمكن ادارتها والاستفادة منها لاتفكر في غلق الباب على الحبيب حتى لايرى سواها فيظل يعشقها هي ..لان هذا ليس منطقيا فقد ينفتح الشباك يوما على مرور امرأة في الشارع على اقله فيعلن الثورة على الحبيبة "الشاويش" الواقف على باب الزنزانة المنزلية..

مشكلتنا في قراءة الخيانات اعتبار أن أرضيتها واحدة لكن روعة ما يتدفق من قراءات الكاتبة أن الأرضية ليست واحدة ..ومثلما لغير المحب فرصة فإن للمحب العاشق فرصة أيضا وتبقى مساحة النقاش بين الحالين مفتوحة..

تلعب فاطمة على طريقة المرأة التي تغشى الحبيب عشقا ثم تفتح له كل الأبواب المتاحة للانطلاق بحثا عن من يحبه أكثر.. ليعود خاسرا في كل مرة..

تلعب على طريقة المرأة التي يجد الشريك ذاته أحيانا في موقف الطفل المشاكس الذي اخطأ وعاد طالبا النجدة لكن باعتراف مفبرك فتلعب معه لعبة الضحكة المستغربة المعجبة من محاولاته المراوغة المشيرة بشكل ما الى اقتراف الخطأ فتضمه كأم لحظة تنسى الالموت ستتمتع بالمشاكسة المفضوحة ..

لن اتمكن هنا من سرد كل النماذج فهي كثيرة لكني فقط اوردت مايدلل على رؤية هذا الاتجاه الذي يقوم على أساس عملقة المراة وليس تقزيمها واظهارها بلا حول ولاقوة.. وتقزيم مساحة الذكاء الذهني للرجل في الخديعة العاطفية تحديدا..لان العاطفة والقلب النابض والمشاعر المرهفة الحساسة ليست حكرا عليه وحده فكيف يمكن ان تلعب من خلال خطة يمتلك الخصم ذات تفاصيلها الدقيقة ..وتود ان تنتصر..

القضية هنا ان تصل الى شيء من نوع ..كل الذي لديك احسه واشعر بمثله لكني لا اخون..ثم فكر أنت في الرد المناسب..هذا طبعا في حال اتجهنا صوب خط انتاج الرجال الصالحين في مصنع الفضيلة وهذا واحد من الابعاد هنا وليس جميعها..


المرأة التي تنتظر حبيبها حتى منتصف الليل وهي تعلم انه كان في عشق أخرى فتقوم لتحضر له القهوة تعلم ان هذا الرجل بحاجة لإصلاح وتتبنى هذا التحدي وهنا التحدي الفعلي لممكنات الذات المتينة وليس في تركها البيت وفتح الباب للأخرى.. فهي تستطيع بعد سهرتين ان تغلق الباب وتلغي شارات الشارع المؤدي إلى الثانية من ذهن الشريك وقلبه ..

اعلم ان كثيرا من الفتيات هنا سيثرن على كل جملة لكني أقول حبذا لو تختبر الواحدة منهن ذاتها بما يكفيلان تكون شخصية من شخصيات فاطمة أو لاتكون..وبشكل آخر من هي المرأة المكررة فيهن ومن هي المرأة السوبر..

ربما اشبه بالاكيدة ان لو امتلكت النساء ايمان شخصيات فاطمة النسائية بامكانياتهن وقوتهن الذاتية لانتهت الخيانة من العالم بأسره.. سيقال الخيانة باقية ..اقول نعم لان شخصية المرأة المكررة هي الأوسع انتشارا حتى الان ولذلك حددت فاطمة مساحة تحركها سلفا فنحن لانناقش حال العالم هنا بل حال نساء متواجدات ربما بقلة لكن في ذات الوقت بقوة تملك وسائل صناعة الحياة في ظروف الموات..
هن متواجدات ربما في كل حارة او بين حارتين او اكثر ..ولعل من يفكر فقط لدقيقة في محيطه سيجد دليلا واحدا على الاقل وان لم ففي ذاكرته من حكايا الأسرة او غيرها عن نموذج حي من هذه النماذج التي حولت س او ص من الرجال الـ.... إلى شخصيات لافتة..والعكس ايضاً..






بين منطقين


قد يقول قائل أن هذا الذين تجول فيه غير منطقي حسنا لنقل انها فرضية فهل يمكن إثبات عكسها..
ولنبدأ من الأسئلة التالية ..
امرأة اقترنت بشريك لايحبها فخانها
رجل اقترن بامرأة لاتحبه فخانها..
احدهم لا تعنيه مشاعر الآخر


اين المنطق في تسمية الخيانة هنا ..هي لا تريده او هو لا يريدها او الاثنتين معا..اليس من الخيانة هنا أن لا تحدث الخيانة..ربما المؤلم هنا في اتساع مساحة المظلومات في مساحة من العالم تشكل فيها الزيجات غير القائمة على الحب المسبق نسبة غالبة تماما كنسبة عفتهن هن على الأغلب ..ولان مسلمات الأشياء ليست منطقة دهشة لن نطيل الحديث هنا..

الخائبون كما الخائبات متوفرين في كل اتجاه لكن المسألة هنا في ممكنات تحويلهم ليس الى صالحين بل الى مميزين وليس في اخراجهم خارج دائرة الاهتمام فهذا فعل العاجز الضعيف والإجراء الأسهل لكل من ليس لديه مساحة جهد ينذرها للقيام بمسؤولية من نوعما..

لا اتحدث هنا عن ردة فعل المرأة وهي تغادر البيت حنقا لان حبيبها ابتسم لضيفة جاءت لزيارتها..بل اتحدث عن امراة لاتدرك ان خروج الرجل نتيجته ذرف الدمع وان خروج المرأة نتيجته خراب البيت.. اتحدث عن نجاح اخرى في اقتناص الفرصة وانقاذ البيت وبالتالي استحقاق الإخلاص على انقاض حمية جاهلية..لا اتحدث عن نموذج تفعله ملايين النساء لانهن تكرارات لذات النسخة الواحدة ..أتحدث عن نسخة فريدة حتى ولو كانت واحدة..
اتحدث هنا عن المرأة التي تعيد صياغة حبيبها بالشكل الذي يصنع حياة أجمل.. ولا أتحدث عن العكس الشائع..

ترى هل اقول لا داعي هنا لإعلان الثورة علي أو على القاصة الشاعرة فلماذا نبدأ من فرضية أن جميع النساء سيلتقين رجالا خائنين نحن فقط نتحدث عن حالات محددة..ثم لم تثور امرأة على النتائج هنا طالما وهي افترضت ان تقترن بشريك خائن وقبلت ذلك..الا تكون الثورة هنا امرا غير طبيعي ايضاً..مجرد سؤال محشو بالكثير من حسن النية..




استفزاز علني جدا..

لو ان امرأة فكرت لحظة بمعنى ان تبدا حياتها قرينة فلان ثم تصير بعد عام او عامين ام فلان وتزيح فلان السابق من صفحة الاعتراف والسيادة..
لو أن امرأة فكرت ما تعنيه عودة الرجل من مصادمات المنافسين والحيتان والزوابع كل بحسب مساحة بحر هو رياحه ليجد نفسه في قبضة شاويش او وكيل نيابة .. منتظر على مسافة خطوة من مدخل المنزل لإدانته والزج به في زنزانة النظرات القاتلة دون محاكمة عادلة..
لو ان امراة فرقت بين خشية الحب على الحبيب وبين الغيرة كشاهد فاضح غريزة التملك التي تحيل الرجل سلعة مملوكة اوعبد مملوك في حين ترفض ان يلقي عليها الأوامر كالجارية ..
لو ان امراة فكرت في معنى ان تتحول الى عامل غسيل او طباخ مطعم وانه يجد بجوار مقر عمله او في الشارع المجاور للبيت عشرين غسالة وخمسين مطعم ارقى خدمة واكثر تدليلا ..
لو ان امرأة تذكرت كم مرة تانقت للأعراس والمناسبات والضيوف وقارنتها بكم مرة تانقت لتعيش لحظة غزل جميل مع الشريك لأدركت اين يقع عنوان مدرسة تعليم الخيانة..وأغلقتها وحولتها إلى إصلاحية بدلا عن زنزانة ..



استفزاز جد علني


لو ان رجلا ادرك ان ذلك الطفل الذي يبدأ الصراخ حال الخلوة..
لو ان رجلا ادرك مرارة ما تمربه المراة لحظة تجديد فترة الخصوبة..
لو ان رجلا ادرك ان ما لم تتذكره الشريكة في غمرة الزحام يمكن مناقشته واعادة لفت انتباهها اليه..
لو ان رجلا قرر ان يضع شكواه على طاولة المطبخ مع شريكته ولم يتجه لبثها لاخرى بهذه الطريقة او تلك..
لو ان رجلا وامراة عرفا جيدا ان الحب قابل للزيادة والنقصان ونميا معارفهما وخبراتهما فيما يساعد في النمو ويقلص فرصة التراجع ..

ترى لو ان كل تلك الأمنيات تحققت فما كانت ستكون النتائج المتوقعة..
في رأيي ليس أكثر من حياة مملة..
أو لكان الكون انتهى لان وسائل الصراع انتهت وما الحياة سوى صراع تثاقل المادة وحرية الروح"الطاقة".. وما الموت سوى انفصالهما ببساطة..
هذا يعني ببساطة ايضا ان الانفصال بين عاشقين موت مؤكد للعشق والتحول إلى كائنات راغبة ولكن غيرعاشقة






ملحوظة


الدعامة الأساس في كل السطورأعلاه فرضية واحدة حياة بين شريكين عاشقين وليس زوجين كيفما اتفق..





مقترح

ربما كان من الجيد هنا أن اضع المقترح التالي للنقاش ..
قبل التوجه الى محاكمة أي علاقة علينا ان نعيد النظر في عدد من المفاهيم الأساس من نوع..
الإعجاب
الشعور بالأمان
الاشتهاء
الحب
العشق
وان نخلص إلى التفريق بينها بوضوح..
ذلك ان اللبس فيما بين هذه المفاهيم في رأيي على الأقل يقف وراء تحقق نسبة فوز الزعيم العربي في الانتخابات الدائمة..99.99999% من حيث الفشل الضمني والتام في علاقات الارتباط في عالمنا العربي.



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تكن في صف الملائكة، فهذا في غاية التحقير..ديفيد هربرت لور ...
- بيني وبينك
- إن جسمي يشدّني الى شكل فلاح روسي حقيقي...ليو تولستوي – الادب ...
- سوء التغذية وعمالة الطفل وختان الفتيات ، من امراة من الشرق و ...
- قميص منفاي
- العنوسة والتمييز ضد المرأة الموريتانية ،المعيل الوحيد ،واستر ...
- قلب امرأة ، العاشقة الروسية والغادة الاسبانية في سجن طولون ل ...
- أُحبك
- كيفية التعامل مع الرجل وفق الابراج
- الدنيا في فكر يكتنزه الورق من قرأت لهم
- -الزمن هو المادة التي أنا مصنوع منها ، وأنا - لسوء الحظ –خور ...
- العنف الاسري والعنف ضد المراة - من امرأة من الشرق ، وثلاثية ...
- لك بين جوانحي عشق
- أن الشيوعية تقدم حلاً للمعضلة الصعبة... لبرتراند راسل من الا ...
- شموع لعمال العالم ، وشمعة لي
- العنف الاسري وطفولة مسلوبة لأطفال الشوارع والتحرش ، من إمرأة ...
- انعتاق وطن
- اقوال الرفيق ماو تسي تونغ .. . من كَلِمُ لا يَنفَد
- إعترافات
- ومن ذا الذي سينزل العقاب وسيسبغ النعم؟...من كَلِمُ لا يَنفَد ...


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - مشرط ياسين الزكري في تهويمات فاطمة الفلاحي