أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - مغالطات ترجمة الكوتا المسيحية على انها قومية














المزيد.....

مغالطات ترجمة الكوتا المسيحية على انها قومية


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 3093 - 2010 / 8 / 13 - 16:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



طُعُم برّاق ذو الوان زاهية بلعه الحزب الآشوري من سنارة الصائد المجرب حينما منحهم كوتا مسيحية ، فأقبل الحزب الآشوري ملتهماً الطعم ، وليس المهم ان كان عن جهل او تجاهل ، فالكوتا هي كوتا مسيحية وليست غير ذلك وبالعربي الفصيح : انها ليست قومية ، اي ليست كلدانية او سريانية او آشورية او أرمنية ، فالعرب يقولون كوتا اخواننا المسيحيين وبينهم من يقول اخواننا المسيحيين العرب ، والأكراد يقولون كوتا اخواننا المسيحيـن وبينهم من يقول كوتا إخواننا المسيحيين الأكراد .
للامانة والتاريخ اقول إن الحزب الآشوري الوحيد الذي أدرك المطب ، وكان الحزب الوطني الآشوري الذي ندد بشكل ما بأن الكوتا المسيحية ينبغي ان لا نقبل بها ، وقال ينبغي ان نضع النقاط على الحروف ، فعلينا المطالبة بكوتا قومية وليست دينية ، نعم هذا ما استنتجته من ادبيات هذا الحزب .
وأنا اقول إن الكوتا المسيحية هي كوتا دينية وهي عملية إن كانت اهدافها بريئة او غير بريئة لكن نتائجها واحدة وهي تهميش الفكر والشان القومي إن كان آشورياً او كلدانياً او سريانياً او أرمنياً .
لكن حزب الزوعا وحزب المجلس الشعبي استمرءأ الطعم وأسكرتهم لذة وحلاوة الكيكة ، ولتكن مسيحية دينية ، وما الضرر بذلك ؟ إن كان الهدف هو الجلوس على الكرسي الوثير ، كانوا يقولون " إمارة ولو على حجارة " وأقرأ الفاتحة على الشعارات القومية .
ولكن يبدو ان الزوعا والمجلس الشعبي لم يكتفياً بتمرير هذه الخديعة وإنما يريدان ان يمضيا قدماً في إلغاء الفكر القومي والمهم هو إلغاء الفكر القومي الكلداني التاريخي وبأي طريقة وبأي ثمن كان ، حتى لو يتم التهديم على طريقة شمشون الجبار حينما هدم الهيكل بقوله : عليّ وعلى اعدائي .
المجلس الشعبي بطريقة غير نزيهة التف على التسمية في مسودة الدستور في أقليم كوردستان وغيّر التسمية الكلدانية والآشورية الى تسمية مشوهة غير منطقية وغير لائقة ، وحصل ذلك رغم انف وإرادة الشعب الكلداني ومنظماته وكنيسته وكتابه ومنظماته ، رغماً عنهم جميعاً غيّر التسمية في مسودة الدستور ، منتهجاً سياسية القطيع السيئة الصيت في التعامل مع الشعوب وإرادتها ، فضرب عرض الحائط إرادة الشعب الكلداني واستعمل نفوذة في هذا الأقليم لكسر شوكة الشعب الكلداني وإجباره على الرضوخ ، ناسياً ان تلك التسمية كانت بإرادة الشعب الكلداني وإن تغييرها رغم إرادته يعتبر عملاً دكتاتورياً لا يمكن ان يستمر الى الأبد .
اما الدعوات المريبة الأقصائية الأخرى خصوصاً من بعض الكتاب الكلدانيين المطيعين للحزب الآشوري والذين يعملون بإشارة منه فإنهم طفقوا يلمحون اليوم الى التوجه الى الدستور العراقي لتغيير التسمية كفعلتهم الأستبدادية في اقليم كوردستان ، إن هؤلاء يعتقدون ان الفائزين بالكوتا من حقهم ان يغيروا التاريخ ويفعلوا كل شئ ، فهل الفائز المسلم يحق له تغيير القومية الكردية للشعب الكردي او التسمية التكرمانية للشعب التركماني ، إنها مغالطة مقصودة من قبل كتابنا الكلدانيين في معرض تمجيدهم وخضوعهم للحزب الآشوري على حساب شعبهم الكلداني وتاريخه العريق .
لو قدر للكوتا ان تكون قومية لخصصت ثلاثة مقاعد للكلدانيين يتنافسون عليها في الأحزاب الكلدانية فقط ، ومقعد واحد للسريان ويتنافسون بينهم عليه ومقعد واحد للاشوريين ، وهذه اسمها العدالة واسمها الكوتا القومية .
الاخوة الفائزين في الكوتا المسيحية تنطوي عليهم واجبات في الدفاع عن حقوق المسيحيين في ايجاد قوانين تزيل آثار وأفكار معاملتهم بأحكام اهل الذمة بل معاملتهم كمواطنين عراقيين من الدرجة الأولى ، ومن ثم العمل على تثبيت حقوقهم والمطالبة بإجراء التحقيقات للظلم والقتل الذي طالهم وطال ممتلكاتهم وأرزاقهم وعمليات التحايل والنصب الذي تعرضوا لابتزازهم وتهجيرهم والأستيلاء على بيوتهم ، مع العمل لتوظيفهم في دوائر الدولة دون تفرقة ومعاملتهم معاملة إنسانية في الدوائر الحكومية والدفاع عن تراثهم وحقهم في ممارسة طقوسهم دون خوف وغيرها من الواجبات .
هذا هو واجب النواب الذين فازوا في الكوتا المسيحية وليس نسيان جميع هذه الأمور والتوجه الى الدستور لتغيير مواده . إن السادة الفائزين بالكوتا المسيحية نكن لهم جزيل الأحترام إن دافعوا عن المسيحيين بشكل شفاف ومصداقية ، وإن هم تدخلوا في امور ليست من اختصاصهم كمحاولة لتغيير الأسم القومي الكلداني في الدستورالعراقي فستكون هذه محاولة غير شريفة وتحوم حول تخوم خيانة الشعب الكلداني ومحاولة لمسح تاريخه وعمل غير ديمقراطي لمعاملته كقطيع لا رأي له .
إن الأشخاص في الكوتا المسيحية هذه لم يكن لهم جهد في تثبيت الأسم الكلداني في الدستور ، فليس من حقهم تشويهها او إلغائها ، حينما ذكر اسم القومية الكلدانية في معاهدة سيفر المبرمة عام 1920 لم تكن بمسعى من الحزب الآشوري ، إنما كانت بمسعى من الشعب الكلداني وقادته ، فلماذا يريد اليوم الحزب الآشوري ان يكون سيداً لنا ؟
إن التسلط والدكتاتورية قد مضى زمنها فنحن في عهد منح حقوق الأنسان وتحريره من الوصاية ولا يمكن فرض وصاية على شعب رغماً عن إرادته ، إن لوي الأعناق من قبل الحزب الآشوري لشعبنا الكلداني وإركاعه ليس عمل قومياً او وحدوياً إنه عمل استبدادي تسلطي ليس له مكان في مشروع ولوائح منح حقوق الأقليات في العالم المعاصر .
إن من يمثل شعبنا الكلداني هي احزابه وكنيسته ومنظماته ومفكريه وليس الحزب الآشوري او الكلدانيين الذي يعيشون على فتات موائده .
إن القومية الكلدانية ثبتت في الدستور العراقي بناءً على إرادة الشعب الكلداني وأحزابه وكنيسته ، وكل من يحاول تغيير هذه المعادلة فهو خائن لشعبنا الكلداني ولأحزابه ولكنيسته . فليتصرف كل شخص في المحيط الذي يزاول تخوم سلطته ، فهذه كوتا مسيحية عليها ان تدافع عن الوجود المسيحي وليس مسح تاريخه او التلاعب المشبوه باسم القومي االكلداني التاريخي الذي يحترمه الجميع لأنه يشكل صفحة مشرقة من تاريخ الوطن العراقي العظيم .
حبيب تومي / اوسلو في 13 /08 / 10



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقل طاقم حكومة اقليم كوردستان الى بغداد لتتولى امور العراق
- اين يقف كلدانيو اميركا من الفعل السياسي والقومي الكلداني ؟
- الحزب الآشوري والأسلوب الدكتاتوري بل الديمقراطية مع الشعب ال ...
- السيد وزير شؤون الشهداء والمؤنفلين لا نقبل بتهميش شعبنا الكل ...
- دماء شهداء الشعبين الكوردي والكلداني تمتزج في صوريا الكلداني ...
- ماذا بعد المؤتمر الثاني للحزب الديمقراطي الكلداني ؟
- الى منظمة الأقليات العراقية ..نرفض إجحافكم بحق شعبنا الكلدان ...
- القيادة الكوردية وتعقيدات المشهد الجيوسياسي الى اين ؟
- وداعاً ايها المناضل العراقي الكلداني حكمت حكيم
- لماذا الغضب من منافحة الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدا ...
- لكي لا يتخذ شعار الوحدة القومية ذريعة للانقضاض على الفكر الق ...
- من يحق له التحدث باسم الكلدان ؟
- طلبة بغديدا في القلب والبركة بوحدتهم وقوة إرادتهم ولا لتسييس ...
- مطلوب اعتذار بول بريمر لشعبنا الكلداني
- موقف غير ودّي وغير مقبول من قبل الأخوة في منظمة الزوعا في ال ...
- العرب والديمقراطية شئ ما يشبه شئ
- غبطة البطريرك عمانوئيل دلّي هل يرضيكم تغييب شعبكم الكلداني ع ...
- بمناسبة عيد اكيتو هل يعيد العراق امجاده البابلية الكلدانية ؟
- نعم سُلب مقعد المجلس القومي الكلداني ومنح للحركة الديمقراطية ...
- الكلدان قادمون


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - مغالطات ترجمة الكوتا المسيحية على انها قومية