أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون خوري - تأملات ..قيثارة ..وبيانو .. وعود















المزيد.....

تأملات ..قيثارة ..وبيانو .. وعود


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3093 - 2010 / 8 / 13 - 14:56
المحور: الادب والفن
    


ربما على المرء أحياناً توجيه الشكر لبعض الظروف الطارئة ، التي قد تمنح المرء فرصة لإعادة التفكير والتأمل بقضايا عديدة ، أو مراجعة مواقف سابقة . وقد تغير مجرى ما تبقى من حياته . وفي مطلق الأحوال ، هي فرصة لإتقان " تقنية التأمل " على طريقة " حكماء الصين " . وإمتلاك نظرة ثالثة ، محايدة إتجاه مختلف نواحي الحياة . التي تعرضت كعادتنا أحياناً الى بعض الأحكام المطلقة السريعة ، أو مواقف تجاوزها الزمن. هكذا هي الحياة ففي البدء كانت الكلمة ، والكلمة هي الفكرة والتعبير الأكثر وضوحاً عن الرمز المقصود . أو عن الفعل المطلوب ، عن تلك الأفكار التي تتجول في دماغنا ، ونحن نبحث عن موقع هذه الكلمة ، لكن أحياناً لا نبحث عن تأثير هذه الكلمة في الطرف الأخر المقابل إيجاباً أو سلباً. ربما بعد فوات الأوان ، عندها يصبح إصلاح الشئ أصعب من إعادة توليده مرة أخرى . ما هو موقع الكلمة في الحياة ..؟ الكلمة هي الثقافة والمعرفة الإنسانية التي ندعوا لها دون تمايز ولا إختلاف ، ولا " فيتو " على أحد . الكلمة هي الديمقراطية التي تعبر عن حق الكلمة في التعبير الفاعل عن ذاتها . علماً وصناعة ومعرفة . عن ذاتها دون نيابة لا من نص ولا من محامي لغائب مجهول إلصقت به كافة الأعمال القاتلة للكلمة . ولا من لغة لا تجيد سوى إستعراض ذاتها بتفوقها الوهمي على لغات العالم الأخرى . الكلمة الطيبة تعبير جميل ، لكن الأجمل هو صدق الكلمة ذاتها حين تمتلك قوة التنفيذ ، مهما كانت جغرافية هذه اللغة .
الكلمة عندما تتحول الى لحن موسيقي ، يقدس الحياة بما عليها . لأن الطبيعة هي سمفونية الحياة الخالدة . نغم من قيثارة ، لحن بديع من بيانو ، وعزف على العود ، أو تغريدة لطائر . أو ضوحيكة لطفل صغير ، بعد صرخة الإحتجاج الأولى لولادته . الكلمة هي الموسيقى التي تحمل الإنسان الى عوالم أخرى . يسرح العقل ، يرتاح ، يهدأ ، يبحث عن بقايا حب في ذاكرته لمن مروا في حياته . يبحث عن حياته في ثنايا الزمن المتسارع كمتسابق مع زمن أخر بلا عداد للثواني .
أحياناً عديدة لا تدري كيف يسرح خيالك ، يركب موجة الأثير ويرحل الى عوالم غريبة ، الى فضاءات خيالية . باحثاً عما يمكن أن ينجزه في الزمن الباقي ، وليس عما يريده . والفارق كبير بين ما تريد عمله ، وبين ما يمكن أن تفعله . على رأي الشاعر ، ليس كل ما يتمناه المرء يدركه .. تجري الرياح بمالا تشتهي السفن . ومن حسن حظ الإنسان أن التخيل ليس عليه رقيباً . فلا على اليمين ولا على اليسار مقعد لأحد . فأن تتخيل جسداً برأس عنزة مثلاً أو حورية بحر ، أو جسد حصان برأس رجل ، أو رأس حمار بجسد إنسان . مثلما تخيل القدماء في الحضارات القديمة . كم هائل من الفنتازيا الجميلة ..؟ ترى هل هذا له علاقة بعلم " الإستنساخ " أو " التهجين " الذي توصل اليه العلم ... بمعنى هل كان تصوراً مبكراً لما يمكن أن يحققه العلم ..؟! مثلما كانت مخطوطات غاليلة وكوبر نيكوس والفارابي وإبن سينا الخ ؟ ربما .. حتى في القص الأسطوري " الديني " هناك كم هائل من التصور الفنتازي ، تضمنت صور إبداعية جميلة ، مثل رحلة " الحصان المجنح " نحو السماء كما في قصة الإسراء والمعراج .. بغض النظر عن زمن بناء المسجد المختلف مع سياق زمن حدوث " الرواية ". أو في قصص كيفية ولادة " الأنبياء " أو كما في قصة " يونس والحوت ". أو حتى سليمان والنملة . كافة هذه الأساطير الفنتازية إعتمدت على سحر الكلمة وغرابتها ، وأسطرت معها الإنسان . وحتى في قصص " الخلق " الأولى لكافة المعتقدات الأرضية والفضائية معاً . شكلت الكلمة مفتاحاً لإختراق عقل الإنسان البسيط قديماً . وهي قصص بعضها ذات طابع دراماتيكي ، أو تراجيدي ، والبعض الأخر كوميدي مضحك . نوع من العرض المسرحي لشخوص وأدوار أريد لها لعب دور الساحر أو كاهن القبيلة . حتى ممارسة الطقوس العبادية الجماعية ، شكل من أشكال العمل المسرحي . في " تركيا " هناك مسرح إغريقي قديم عمره أربعة آلاف عام يتسع الى خمسة وعشرون ألف متفرج . ترى كم عدد البشر الذين حضروا عروض هذا المسرح ..؟! وما هي الأثار الثقافية التي خلفها وراءه .؟
للحقيقة ، شخصياً أحترم جداً كتبة هذه الفنتازيا الجميلة وقدرتهم الإبداعية التخيلية في الكتب الثلاث . أما مشكلة التعامل مع هذه " القصص الفنتازية " كقوانين فهي مشكلة إنحطاط العقل . فعلى سبيل المثال ، لو جرى إستبدال إسم " يونس " في قصة الحوت ، بإسم أخر ، ألا تصلح بعد ذلك لكي تندرج في خانة " أدب الأطفال " تلك الحكايا التي تقص على مسامع الأطفال قبل النوم ..؟! أو كيف لحق " سليمان " خلف عشتار ملكة صيدون دون معرفة زوجته " بلقيس " . التي أحضرها " عفريت " من الجن ..؟ بغض النظر أن البعض قد يعتبرونها " خيانة زوجية ..وهي مشابه لقصص " ذيوس وهيرا" في الميثولوجيا الإغريقية القديمة . بيد أن الحب أقوى من كل القوانين .. أليست شبيهة بقصص حب أخرى حتى ذات " قداسة " لدى البعض ..؟
هنا يحضرني التساؤل التالي ، ترى لماذا جرى تصوير " الملائكة " في القص الديني ، وفي مراكز العبادة على هيئة أجساد بشرية تملك أجنحة .. هل المسؤل هو " مايكل أنجلو " فقط ، أو أن " جبرائيل كان له " ستون " جناحاً ..؟! ولا أدري كم عدد أجنحة بقية " الملائكة " وكل حسب قدرته .. ثم ذاك " العفريت " الذي نقل " بلقيس " بأقل من رمشة عين .. شخصياً لا أنتظر الإجابة على سؤالي من النص المسرحي الوارد في العقائد " الفضائية " وهنا إستبدلت تعبير " السماوية " بالفضائية ليكون تعبيراً أقرب الى الحقيقة العلمية وهو أنه لا توجد " سماوات طباقاً " بل فضاءاً لا متناهي . وهو على كلا الحالات تعبير يلائم سحرة وكهان الفضائيات في العالم الشرق أوسطي . كل ما هنالك أن العقل البشري في حينها لايمكنه هضم فكرة الطيران دون أجنحة . لذا كان على سحرة العقائد مهمة تبسيط الفكرة لكي تتحول الى صورة قابلة للهضم ، وإحتلال العقل الغريزي لذاك الإنسان . الأن تبدو الفكرة مضحكة لمعظم الشعوب التي تعرفت على قوانين " الجاذبية " ومع ذلك فإن في خلقه شؤون . عندما ينتقل العقل بالوراثة كما تنتقل ملكية العقار .
على مر التاريخ شكل التخيل أو فنتازيا العقل أحد عوامل التطور والتحول . كافة الإختراعات بدأت بفكرة متخيلة .. بكلمة تحولت الى فعل . بيد أن الكلمة التي لا تترك أثراً ولا ذات معنى ودلالة ، فهي مجرد تثاءب لامعنى له .. كقولنا " نحن أمة المجد والفخار وذات رسالة خالدة " هنا نصبح أمام بكائيات ليس على الأطلال ، فلا أطلال لدينا ، بل بكاء على ضياع الكلمات بدون مناسبة . مثل " معظم " المقالات السياسية التي تذخر بها أعمدة الصحافة " العربية " التي تصلح لكل زمان ومكان ، فقط في عالمنا الشرق أوسطي. لأن بقية العالم في تحول وتطور . عالمنا خارج مفعول وفعل الزمن ، نفس الأنظمة ، نفس الحكام ، ذات الأحذية العسكرية أو ما شابهها .. نفس الأمراض ، ونفس الطرابيش المخروطية .. وبالتالي نفس الصحافة ، نفس النفاق .. نفس وعاظ الملاطين . إستبدلت " صرة " الدراهم " بحسابات بنكية فضائية .
نحن نتخيل أشياء كثيرة ، أو بالأحرى نحلم بأشياء بسيطة ومتواضعة .. أليس من حق الإنسان الحلم والتخيل .. كما في رحلة العقل خلال النوم نحو فضاءآت مجهولة وأحياناً غير واقعية .. من يملك القدرة على التحكم باشكال تحليق أحلامه .. حتى ممارسة الجنس سواء أكان حراماً أو حلالاً .. مع إعتذارنا " لفرويد " وتفسيره لمعنى الحلم . سواء أكان تعبير عن مكبوت أو رغبة ما .
ألم يصور أبي العلاء رحلته الشهيرة الى " جهنم " في رسالة الغفران مصير وعاظ السلاطين من شعراء زمانه المنافقين ، وكذا " إبن شهيد " في كتابة " الزوابع والتوابع " في وادي الجن ..؟ كلاهما أبي العلاء وإبن شهيد تضمنت رحلتهم رسالة للبشرية أنذاك ، رسالة ذات مغزى ، أن زخرفة النص والتهديد والوعيد ليس برهاناً على مضمون النص . فهو مجرد تخيل فنتازي جميل أو مخيف ، والأمر سيان . وبغض النظر عن أصول النص . تتحول الكلمة الى مفتاح للعقل ، عندما تملك برهانها ، فإن يقول عاشق ما " أحبك " فإن ترجمة كلمة " حب " تقتضي فعلاًً يبرهن على مصداقية الكلمة . أو أن الفيل أكبر من الضفدع ، فإن الحقيقة قائمة بفعل وجودها المادي . بيد أن تقول أن أصولنا وحسبنا ونسبنا نحن أبناء أمة العرب ، فهو مجرد قول لا يقدم ، بل يؤخر نظراً لشوفينية التعبير . وهو مجرد هواء طنان .. ترى هل بقية الشعوب الأخرى لا تنتمي الى العرق الإنساني ..؟! ما الفارق بين أطفالك وأطفال الأخرين ..؟
حتى الرسام " سلفادور دالي " في عوالمة الغريبة للبعض ، تضمنت رسوماته جرأة غير عادية وجميلة في التعبير عن الكلمة أو الرسالة التي أراد إيصالها للبشرية ، وهي أن العقل البشري يملك إستقلالية التفكير في التحليق في العوالم التي يختارها . ولولا هذه الإستقلالية لما تمكن العلم من التوصل الى ما وصل اليه الأن من تطور غير عادي في سنوات قليلة . يكفي المقارنة بين أسلوب تفكير الأبناء والآباء في الحكم على الأشياء لمعرفة فارق الإختلاف والتطور الحاصل حتى في أضيق الحلقات المحيطة بالإنسان .
نحن ننتمي الى عائلات فقيرة ، تخيلاتها لم تكن تتجاوز إستدارة رغيف الخبز ، حتى في الحب وصفنا وجه الحبيبة كأنة رغيف خبز محمر ومقشب .. حتى القمر كان يبدو مثل رغيف الخبز . حتى العيون الكحيلة كانت أشبه بسمكة المسكوف في وادي العظماء . ومن الليل جدلنا شعرهن مثل غصون اللبلاب والياسمين . كل ألوان الذهب بالنسبة الينا كانت نحاساً أصفراً .. قدوراً للطبخ والعجن .. وليس حلياً وعقوداً ونفاقاً. تخيلنا أشياء كثيرة معظمها جميل وراقي وإنساني ، بيد أني لم أتخيل نفسي يوماً ما ، رئيساً أو حاكماً لأنه ليس حراً . بل هو عبد وأسير أجهزته ، لا يعرف معنى الحرية . ومن لا يعرف معنى الحرية لا يعرف معنى الحب . كل شئ حولة مزور ، مزيف ، تعبير عن وهم الحياة . من المخجل أن تتحول المنطقة الى مجمع للإسرى المواطنين ، لا يملك أحدهم سوى حق إختيار سيده ، ما بين العمامة أو حذاء الجنرال الجمهوري
كنا نشتهي وطناً صغيراً ينعم أبناءه بالحب والأمان والمساواة والعدالة ، دون أحقاد ولا تمييز تتجاور فيه كل مراكز العبادة لكافة " الديانات " دون منافسة على إكتساب " زبون " جديد لإله مغيب . فالعقل وحده الذي يقرر مصير إنتماءه لهذا الفريق أو ذاك . أو كما في حالة تأييد الفرق الرياضية . فعندما لا يعجبني آداء برشلونه ، قد أويد منافسة ريال مدريد أو حتى مانشستر يونايتد . دون أن أكون مضطراً لدفع فاتورة ثمن تأييدي السابق لهذا الفريق أو ذاك . ترى لماذا في شرقنا التعيس يتحول " الدين " الى مافيا الخروج منه وعنه يستوجب ما يستوجب ..؟! هل هو منطق ثبوتية الزمن وإرتهانه للماضي فقط . .. أم أنه منطق " العراب " وهل الماضي هو المسؤول عن حالنا وأحوالنا الراهنة ..؟
كافة بلدان العالم تمكنت من تحقيق تحولات ما في حياتها . تطور الفكر الإنساني ، وتبدلت الثقافات . ففرنسا الأمس ليست فرنسا اليوم ، ولا الأمبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس هي ذاتها اليوم . الإخلاق إختلفت معاييرها وتبدلت نحو الأفضل . إنتقل الإنسان من ثقافة الكلمة كصورة ورمز الى ثقافة تجسيد معنى الكلمة – الحقيقة بإزاحة النقاب والحجاب وغموض النص حول معنى الحياة . بيد أننا في عالمنا الشرق أوسطي المسمى " العالم العربي " لازالت زخرفة النص وقشيبه هي التي تتحكم في تقرير مصائر ملايين من البشر لحساب فقهاء تغييب العقل . أليس غريباً أن نلوم النص أم يفترض أن نلوم حملة الرؤوس التي على الأكتاف ..؟! النص ضحية جزارين للحياة .
كنا نحلم بوطن صغير ،؟ جدلت الألهة من ليلها جدائل صباياها ، ومن أشعة الشمس طلة بهية لإمهات عرفن كيف يرضعن أبناءهن لبن الحقيقة . فالأصل هي الأم وما عداها هو الفرع . لا نقاب ولا حجاب ولا كل تلك الأقنعة التي تخفي الإبتسامة . رسالة الشفاة الى الشفاه المقابلة .
وأقسم بالهواء والماء ، أني لم أرى في حياتي نقاباً إلا في السنوات الأخيرة في الصحف ووسائل الإعلام . ترى هل كنا نعيش في عالم أخر .. ربما ..؟! بيد أن " أم أحمد " لم تكن منقبة رغم أنها تمارس فروضها العبادية كانت تضع شالاً على شعرها أو منديلاً . وزهرة " أم جورج " لم تكن محجبة .. رغم أنها لم تنقطع عن زيارة الكنيسة أسبوعياً ، و " أم سليمان " بدورها لا ادري أين كانت تمارس قناعاتها " الدينية " وحتى " أم يعقوب " لم تختلف يوماً مع إحدى صديقاتها . .. ماذا حصل حتى تصحرت حياة هذه المنطقة ..؟! ما أعرفه لا يتجاوز حدود ما يعرفه غيري .. بل أن ما يعرفه غيري من سكان بلادنا السابقة أكثر مني ، بيد أني على قناعة ، إنه داء " الإيدز الطائفي " الذي ضرب هذه البلاد المسماة بلدان الشرق الأوسط . نتيجة نقص المناعة العقلية . إنه " تسونامي " الطائفية والعنصرية والهوية الفرعية الأثنية . إنه داء توحد الديكتاتورية مع وعاظ الملاطين . الملاطين .. ربما هو تعبيراً مناسباً " الأن " في هذه المرحلة ، أكثر من تعبير الطيب الذكر الراحل " الوردي " " السلاطين " .. الملاطين من مفردة ملاط أو ملط .. ومذكره ملا .. من سمع منكم بهذا التعبير قبل سنوات قليلة ..؟!
لقد حصل إنقلاب في الجغرافيا إستناداً الى نظرية " زحف القارات " في علوم الجيولوجيا ، وإنتقلت " باكستان " للسكن في بلادنا .. نتيجة فيضانات الملالي .. من أفغانستان . أما بلادنا فقد رحلت الى جهنم .. مع" إبن شهيد " في " وادي الجن "
في زمن مضى ، هناك قول للراحل " لينين " أعطني جريدة أعطيك حزباً . تطورت الأحوال وتبدلت ، نحن الأن نقول أعطني موقعاً ديمقراطياً نعطيكم شعوباً جديدة خالية من الأيدز الطائفي ، لا يهمني كثيراً شكل النظام أكان جمهورياً أم ملكياً ، بل أن ينعم أبناءه بالعدل والمساواة وبالحرية
الفيلسوف الصيني " كونفوشيوس " 559 – 479 ق. م مارس مهنة التعليم الخاص عندما لم ينجح بالحصول على وظيفة رسمية . أي كان معلماً . كانت الصين حينها تغرق في فوضى من الظلم الإجتماعي ، والفساد . والإستبداد السياسي . إعتبر " كونفوشيوس " في حينها أن علاج الوضع في الصين ، يتطلب إصلاح نظام الحكم ... وحتى تحقق أو تنجز إصلاح نظام الحكم ، لابد من نشر المعرفة على أوسع إطار ممكن لخلق ثقافة جديدة وبديلة عن ثقافة الخنوع والخوف من الإصلاح . بعد 250 عاماً قرر ملوك إسرة " هان " تكليف أتباعه أو تلاميذه في ترجمة أفكاره وتحويلها الى برنامج عمل . كانت الحلول تستوطن الأرض وليس السماء . لم يعتبر نفسه نبياً مرسلاً من " السماء " ولا ناطقاً شرعياً ووحيداً بإسم أحد . بل مجرد معلم متواضع ، يتعلم من الناس كيفية وضرورة إصلاح نظام الحكم وأهميته .ندعوا الى ثقافة بديلة ، ثقافة المساواة ، والعدالة الإجتماعية ، والتسامح الديني ، ووأد الطائفية والعنصرية ، وتوزيع عادل للثروة ، والحفاظ على البيئة ، ومكافحة الجهل والمرض والفقر والثراء الفاحش ، ترى هل كفرنا بالذي خلق من علق أو من طين أو من عفاريت .. بإستثناء "ملائكة " الحوار المتمدن فهم بلا أجنحة ، سلاحهم كلمة طيبة وصادقة ومحبة الإنسان .
نحن في عصر سحب العلم فيه من الجغرافيا والزمن والمثولوجيات ، سطوتهما السابقة على الإنسان . فلم تعد تأشيرة السفر ولا الديانة ولا الزمن تتحكم بالتواصل بين البشر ، فالعالم ليس قرية واحدة .. بل عائلة واحدة . فما أجمل أن أقول لصديقي في أمريكا صباح الخير ، وأن تقول عاشقة لمحبوبها البعيد ودون رقيب أحبك .. إنها حرية عصر الحريات ، فما أجمل القيثارة ، والبيانو ، وعزف العود ، وكلمة حب صادقة .
" بمناسبة شهر رمضان ، لكافة أصدقائي المسلمين كل عام وأنتم وفقراء بلادنا بخير "



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصيف .. صديق الفقراء والعشاق / والمهاجرين والمتعبين ..
- ملائكة - الحوار المتمدن - تغني للفرح ... ولنكهة الحناء .
- ملاءات بيضاء ...وقمرُ أحمر ..؟
- أسطورة خلق أخرى/ في عشرة أيام ..!؟
- ماذا يريد الإنسان من الحياة ..؟
- أبو مين ..حضرتك ..؟!
- لماذا يعشق البحر النساء ..؟
- كتالونيا
- مطلوب دولة حضارية .. تستقبل / اللاجئين الفلسطينيين من لبنان ...
- الطبيعة الا أخلاقية / لإسطورة الخلق الميثولوجية ..؟
- إنه.. زمن التثاؤب..؟
- العالم العربي .. وظاهرة إزدواجية السلطة مع الأصولية
- من إسطورة نوح الى المسيح المنتظر / الى سوبرمان العصر القادم ...
- بلدان للبيع .. أو للإيجار ..؟
- التكنولوجيا.. آلهة العالم الجديد / من مبدع لها الى عبد لها
- التكنولوجيا ... آلهة العالم المعاصر .؟ / من مبدع لها الى عبد ...
- البحث عن نموذج جديد للعدالة
- إرهاصات ماقبل التغيير القادم ..؟/ اليونان نموذجاً
- مسيرة المليون / شهود على ما حدث في أثينا
- مارغريتا .. آه ..يا مارغريتا


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون خوري - تأملات ..قيثارة ..وبيانو .. وعود