أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد عبد القادر احمد - العلمانية بين الحالة والدلالة














المزيد.....

العلمانية بين الحالة والدلالة


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3093 - 2010 / 8 / 13 - 02:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يتفاقم اقليميا الحوار بين المثقفين ( كتاب الرأي ), حول العلمانية, فيشغلهم الانحياز, عن الانجاز. وتشظى القوى الى اطر تتباين فيما بينها بمقدار تباين درجات الدلالة الفكرية التي تعرف العلمانية بينهم, ولو اردنا ان نرسم صورة الخلاف في تعريف العلمانية بينهم لوجدناها تنطوي على عملية تفكيك لاجتماع (الدلالة والحالة) في مقولة العلمانية, في الحين الذي ليس مطلوبا فيه تفكيك اجتماع هذين المستويين, ( الدلالة الثقافية في صورة المطلب ومقدار تحقق المجتمع حضاريا الذي اتاحه مسار التطور الموضوعي في صورة حالة) بل المطلوب قراءة وضع التمايز بينهما, وتحديد معيقات تحقق التناغم والانسجام بينهما.
العلمانية كدلالة ثقافية, هي مرشد تطور حضاري بات العقل الانساني قادر على تحديد اتجاه الحركة نحو افقه الذي بات منظورا على الصعيد الفكري النفسي السلوكي ومستواه التقني المعرفي الادواتي, وهي دلالة مشروطة غير مطلقة, تنتج عن قراءة تاريخ قدرية المجتمع.
اما كحالة موضوعية فهي مستوى الحالة الحضارية المتحققة في الواقع القومي, ليس قياسا بصورة رئيسية الى المتحقق في مجتمع قومي اخر, ( وهو المفهوم السائد ), وان يكن واحد من مقاييسها, بل قياسا الى الصورة الحياتية المثالية كما تتوقعها مخيلة الانسان في العلاقات والانجاز, وهذا هو المطلق غير المقيد في التصور العلماني, والذي يعطي للعلمانية تعريفها الدقيق في انها تجاوز الحضارة الانسانية لمعيقها من الانجاز والمكتسب التاريخي السابق,
ليس هناك مجتمع لم يعرف العلمانية في مسار تطوره الحضاري اما كمكتسب من التجربة الذاتية المباشرة او بتاثير مكتسبات الغير, فكل مجتمع حاز في مسار تطوره الحضاري على عمليات انكفاء للقديم في مواجهة المستجد, وتقلبت بين المجتمعات العالمية سرعة وتائر معدلات التطور الحضاري, وتسارع دورة تفاعل العوامل الحضارية فيها, حيث تباطئت لدى البعض بعد تسارع سابق وتسارعت عند البعض الاخر بعد تباطؤ سابق.
فكما ان تحقق العلمانية نسبي في المجتمعات وبينها, فان حالة تخلف العلمانية في هذه المجتمعات وبينها نسبي ايضا. لكنه موجود فيها جميعا ومتحرك بمستوى تسارع يشترطه الظرف القومي, وتبادل التاثير العالمي, لذلك نجد انه من الخطأ ان نرفع الصورة النمطية لدول الاستعمار العالمي كمثال ( مطلق ) للتصور العلماني ودلالته الثقافية, فهي تخلو من الشفافية الانسانية وتتمحور حول تحويل القوة المعرفية الادواتية الوسائلية الانتاجية الى قوة قمعية استعمارية مسئولة عن اعادة انتاج التخلف ليس عالميا فحسب, بل وفي مجتمعها الخاص ايضا, والذي ياخذ صورة تنامي الاتجاه اليميني بها. والتراجع عن المكتسب الديموقراطي كما نراه يحدث الان في هذه المجتمعات. تحت مبرر الحفاظ على الامن الاجتماعي داخليا ومكافحة الارهاب عالميا, بل نجد قصورا في الدلالة الثقافية المرشدة لهذه المجتمعات بعد ان وقعت قواها المثقفة اسيرة رشوة الرفاه على حساب باقي المجتمعات الانسانية. وهو الامر الذي يطرح تساؤل عن علاقة مطلب الاصلاح بمطلب التغيير في الرؤية العلمانية, حيث اصبحت هذه القوى اصلاحية في هذه المجتمعات المتقدمة.
ففي مجتمعنا الفلسطيني مثلا , كذلك في الوضع العراقي فان مطلب الوحدة الوطنية وتجاوز حالة الانشقاق السياسي هو مطلب اصلاحي يحاول عبر انجاز ديموقراطي ثانوي ان يستجيب لمهمة وطنية مباشرة ازاء احتلال اجنبي في حين ان تجاوز الانقسام والانشقاق الاثني العرقي الثقافي هو المطلب الرئيسي لرفع مستوى التحضر في المجتمعين والمؤسس لمطلب وحدة التوجه قومي وطنيا وديموقراطيا معا, وهو في حالة انجازه يشكل الرافعة الاساسية لتحديث الاساس الاقتصادي معرفيا وتقنيا...الخ.
في حين انه في مجتمعات اخرى من الواقع الاقليمي نجد ان التخلص من الاريستقراطية القبلية والعشائرية الحاكمة والمسيطرة حتى على وتائر التطور الراسمالي البرجوازي في مجتمعاتها هو المعيق الرئيسي لتحقيق تطور حضاري, لانها صمام امان وجود حالة الانشقاق الثقافي الديني, والذي تستخدمه لتعزيز سيطرتها في المجتمع وايضا بدعم واسناد من الدول الاستعمارية ( المتحضرة العلمانية)
كذلك نجد في واقعنا الاقليمي الناطق باللغة العربية ان غياب مقولة القومية الحديثة عن وعي مجتمعاتها وسيطرة مقولة القومية العربية الواحدة دون دليل من مؤشر علمي على ذلك, اصبح الديانة الفكرية المجتمعية حتى لدعاة العلمانية, ودعاة اليسار والشيوعية. وهو انما يعني الغاءا للواقع واحلالا للارادي مكانه, لا نجد في ظله امكانية لحصر معيق تحقق العلمانية في المجتمع, لانه يصبح مجتمعا مفتوحا غير محدد وغير قابل للقراءة النقدية. لذلك نجد الدعوة العلمانية تركز على فنية الوصول للحالة الحضارية مع شرط استمرار ارتباطها بمعيقها ذي النوايا العرقية الدينية العنصرية التي تستهدف استرجاع حالة تفوق استعماري اندثرت تاريخيا, ومع ذلك لا زال لها فاعلية اجهاض الواقع.



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي يرغب به حقا السيد محمود عباس:
- الله يغادر الموقف السياسي الفلسطيني؛
- الماء في فم الفلسطيني
- رسالة الى يعقوب بن افرات /سمات اسرائيل الخاصة :
- لهذا السبب الدستوري, يجب عدم الانتقال للمفاوضات المباشرة, وو ...
- ما الذي يجري ترتيبه في المنطقة؟/ نص كامل
- ما الذي يجري ترتيبه في المنطقة؟
- سقوط الحضارة الامريكية: من الملوم؟
- رسالة الى الدكتور صائب عريقات:
- دور حزب الله في تاريخ لبنان السياسي الحديث
- لماذا ( لا ) انتخب....؟؟؟
- كيف نفهم خطة الروسي ليبرمان وكيف نتعامل معها؟
- وجهة نظر فلسطينية في انتخابات الرئاسة المصرية:
- هل يحتاج الفلسطينيون الى التسول؟
- التحرر القومي هو قضية الشتات الفلسطيني:
- الاردن والية اعادة انتاج الازمة الاقتصادية:
- دولة اسرائيل قابلة للهزيمة والزوال:
- موقف من مسالة سفك الدم في فلسطين :
- من من نتحرر اولا؟
- بيان سياسي للحزب القومي الفلسطيني


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد عبد القادر احمد - العلمانية بين الحالة والدلالة