أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عطا مناع - يا شهر رمضان- صرنا فرجة














المزيد.....

يا شهر رمضان- صرنا فرجة


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 3092 - 2010 / 8 / 12 - 12:44
المحور: حقوق الانسان
    


بقلم-عطا مناع
أنا انتمي لشعب فقير، شعب انقسم بشكل حاد بين غني متخم وفقيرُ يتضور، والأكيد أن حال شعبي لا يختلف عن بعض الشعوب العربية التي حرمت من خيرات بلادها بسبب الطغم المسيطرة على اقتصادها، طغم جاءت بهدف التغيير وها هي تدير الظهر للوعود التي قطعتها على نفسها.
وبلدي كما كل البلاد العربية العاربة تتلذ بحملها الكاذب الذي تحول لوحش التهم ما فيها من أصالة وقيم ورثها الابن عن الأب، الابن الذي ابتعد عن العيب في علاقاته الاجتماعية ، تلك هي قيمنا التي تربينا عليها اجتماعيا ووطنيا، وهي عبارة عن منظومة من الأخلاقيات التي لا تتجزأ، منظومة تدعو للتكافل ومساعدة الأخر وعدم التبجح بمد يد العون للذين جار عليهم الزمان، وهذا هو مربط الفرس.
أنا أحاول أن اقنع نفسي بأننا لم نصل الي الدرك الأسفل وان الهبوط الذي يعصف بشعوبنا العربية مجرد سحابة صيف سرعان ما تمر بسلام، ولكن المرض يستعصي وينتشر في كل الاتجاهات على شكل ظواهر مقززة تعكس السادية التي تمارسها الطبقة المسيطرة في بلدنا من محيطها إلى خليجها وبالتحديد في فلسطين المغلوبة على أمرها التي لم يتركها العرب العاربة في حالها.
جاءنا رمضان الذي يفترض أن يحمل لنا كل القيم النبيلة وهذا واقع، لكن البعض المتبجح مصمم على ضرب هذه القيم وتعميم ثقافة الذل والمهانة في وسطنا باستخدام أساليب هابطة تحت شعار مساعدة الفقراء وأبناء السبيل، وقد ينطبق ذلك على العواصم الكبرى التي تعد بالملايين لكنة مختلف عندنا.
ومن منطلق أننا صرنا فرجة يقيم بعض أصحاب الرأسمال خيم رمضانية تقدم وجبات الإفطار الساخنة للفقراء وأبناء السبيل كما يدعو، مع العلم أن المنطقة التي اسكن فيها تقطعها من أولها إلى أخرها خلال عشرة دقائق إذا ركبت سيارة، وما يميز منطقتنا وباقي المناطق الفلسطينية أن الناس يعرفون بعضهم البعض، وهي منطقة تنسجم مع الكل الفلسطيني في الوضع الاقتصادي الصعب والفقر المنتشر.
بالطبع للبنوك التي تنحرنا على مدار العام وتقدم لنا وجبتها الساخنة في رمضان دورُ كبير في نشر هذه الظاهرة المستحدثة، وسؤالي المباشر للبنوك ومن يسمون أنفسهم أصحاب الأيادي ، ألا توجد طريقة أخرى لكي نساعد بعضنا البعض؟ وإذا كان الهدف من خيامكم الرمضانية مساعدة الفقراء ألا توجد عناوين لهؤلاء الذي نسيتم أنهم بشر؟ لكن الحكاية يا سادتي مختلفة وينطبق عليها المثل الشعبي القائل "اللي بعرف بعرف واللي ما بعرف بقول كف عدس" وكف العدس هذا لا يخرج عن إطار الدعاية والإعلان بطرق هابطة ورخيصة تستخدم كرامات الناس للوصول إلى الهدف .
واذ1 توسعنا أكثر في حالتنا المزرية لا بد أن نقف أمام حالة الانفصام العربية وشكل المساعدة المقدمة للشعب الفلسطيني، هؤلاء الذين يهدفوا إلى تحويلنا لشعب الشحادين، والمتابع للحالة العربية يستطيع وبسهولة فهم اللعبة، فاليوم على سبيل المثال قدمت الجمهورية العربية الاشتراكية والديمقراطية .....الخ الليبية 110 الآلاف وجبة ساخنة وهي عبارة عن وجبة لكل مواطن في قطاع غزة، بالطبع هذا المشروع الضخم جداً جداً جاء بالتنسيق مع وكالة الغوث ومؤسسة ألقذافي العالمية..... انتهى الخبر.
الم اقل أننا صرنا فرجة، قد نقبل هذه الصدقة أو المساعدة أو أللفتة سموها كما تريدون لو أنها جاء في السياق الطبيعي، ولكن أن تأتي هذه الحركة بعد الصفقة المشئومة التي عقدتها ليبيا من دولة الاحتلال بالإفراج عن الجاسوس إسرائيلي المصور رفائيل حداد لدرجة أن وزير خارجية دولة الاحتلال المتطرف افيغدور ليبرمان وصف ليبيا بأنها شريك موثوق بة، وقال أنة سيحترم مطالبها بخصوص بعض القضايا الفلسطينية منها تمويل وكالة الغوث لبناء شقق سكنية للفلسطينيين في قطاع غزة، والطامة الكبرى أن السفينة الليبية التي كانت متجهة لقطاع غزة منعت من الوصول وكان ذلك معروفا للسلطات الليبية.
صرنا فرجة لأننا نفتقر للموقف البوصلة الاستسلام للضغوط التي تمارس علينا، ضغوط تسحبنا بقوة إلى الأسفل، وإذا كان المشهد الفلسطيني غارق في الفقر والحصار والاعتقالات وسلب الأرض وتدمير القبور في القدس التي تذبح من الوريد إلى الوريد، إذا كان هذا هو المشهد....على ماذا نعول؟؟؟ انعول على المفاوضات المباشرة؟ أم على الوعود الأمريكية التضليلية؟ وإذا كنا لا نثق بنتنياهو لماذا نناقش الفكرة ونقبلها؟
ما يعصف بالساحة الفلسطينية خطير، والواضح أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي بمساندة الولايات المتحدة الأمريكية المدعومة بالموقف العربي تسعى لتوجيه الضربة القاضية للشعب الفلسطيني، وقد تحدث الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن الضغوط التي لا تحتمل، والسؤال لكل فلسطيني... ماذا يمكن أن نخسر أكثر مما خسرنا؟ ولماذا لا نجرب الطريق الأخر وهو الصمود في وجة الضغوطات؟ الواضح أن لكل منا إجابة وتفسير.
صرنا فرجة والالون تداخلت وانصهرت وتشكلت من جديد على شكل قيادات المرحلة الجدد ليتداخل الاجتماعي بالاقتصادي والقمعي بالمقاوم وبيع البلد بالتكتيك والإستراتيجية، صرنا فرجة لأننا نطالب الدولة الاحتلال بالالتزام بالقوانين الدولية واتفاقية جنيف ونحن ندوسها، وصرنا فرجة لأننا نفرق بين بضاعة المستوطنات والبضاعة الإسرائيلية ، قاطع أيها الشعب البضائع القادمة من المستوطنات ومعلش اشتري البضائع القادمة من دولة الاحتلال، أليس هذا تدليس وضحك على اللحى خاصة عندما تسمح وزارة الاقتصاد لشركة "ميكي عوز عكسيم" بتسويق منتجاتها في الضفة المحتلة تحت شعار أنها تقاطع المستوطنات الإسرائيلية. بصراحة لازم نخرج في مسيرات تأييد لوزير الاقتصاد الوطني والحكومة التي تعلمنا المقاطعة على أصولها.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن المفتاح العتيق واصل الحكاية
- الحكومة داخلة فينا شمال
- المشهد الفلسطيني والاستئناس بالخازوق
- عن غسان كنفاني والمخيم وتباشير الفجر
- خبر فلسطيني عادي جداً
- الحلقة المفقودة في لجم أطراف الانقسام الفلسطيني
- المصالحة والانتخابات المحلية ضدان لا يلتقيان
- مؤتمر مناهضة التطبيع وأبله دستوفسكي
- شكراً حماس
- في ذكرى النكبة 62: كان المخيم
- هل تنوفا ألذ من الجنيدي؟؟؟
- في يوم تشيع شهيد معركة الأمعاء على الجعفري
- مات على الحاجز؟؟
- يا سيدي: من حقي أن أعود وأنت لا تمثلني؟؟
- يوم الأرض 2010
- لماذا تستهدف دولة الاحتلال أطفال فلسطين؟
- الزميل عبد الناصر النجار: لا يكفي حرق أثاث النقابة
- هل تريدون انتفاضة في مناطقC ؟؟
- شعب بلا قيادة وقيادة بلا شعب
- الثامن من آذار وجرائم..الشرف؟!


المزيد.....




- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب
- البرلمان البريطاني يقرّ قانون ترحيل المهاجرين إلى رواندا
- ماذا نعرف عن القانون -المثير للجدل- الذي أقره برلمان بريطاني ...
- أهالي المحتجزين الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو ويلت ...
- بريطانيا: ريشي سوناك يتعهد بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في ...
- إخفاقات وإنجازات.. الخارجية الأميركية تصدر تقرير حقوق الإنسا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عطا مناع - يا شهر رمضان- صرنا فرجة