أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - بعض ممرات العلاقات العربية العراقية فديرالية كوردستان ممرا إيجابيا














المزيد.....

بعض ممرات العلاقات العربية العراقية فديرالية كوردستان ممرا إيجابيا


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 3091 - 2010 / 8 / 11 - 19:35
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بعيدا عن طبيعة التفاعلات الإقليمية مع العراق في مستوياتها الرسمية وغير الرسمية، تلك التمظهرات التي تمتلك مبرراتها بسبب من ارتباك الوضع الداخلي العراقي سواء بفشل الفلسفة الطائفية في تسيير دفة الحكم أم باستشراء الفساد من جهة وتصاعد الأعمال الإرهابية وضعف النظام العام في إدارة الملفات الجوهرية... نقول بعيدا عن زاوية النظر هذه تبقى في الميدان فرص واسعة للتفاعل بمستوياته الشعبية والرسمية بين العراق الفدرالي الجديد ومحيطه الإقليمي العربي..

إنّ فكرة استعادة العلاقات العربية العراقية، بعد ارتباكها ولربما انحسارها في السنوات السبع المنصرمة لدواع عديدة، أمر يبقى من الأهمية بمكان. مثلها مثل مراجعة علاقاتنا الدولية بعامة مع خصوصية تنتظر التحديد الملموس في ضوء المراجعة والحوار.. ولكن السؤال الذي نركز عليه هنا: هو ما ممرات العلاقات العربية العراقية اليوم وغدا؟

إنّ متغير العراق الجديد يكمن في طبيعة خيارات نظامه السياسي وانعكاس تركيبته السكانية في دستوره وفي بنيته وطبيعة الأداء في إطارها.. حيث ما عاد ممكنا القبول بمركزية أحادية شوفينية تلغي التنوع والتعددية؛ وقد بات واضحا وجليا الدور المميز الذي تلعبه فدرالية كوردستان في مسيرة العملية السياسية الجارية ومسيرة العراق الفدرالي..

من هنا فإنّ الممر في العلاقات العربية العراقية، يكمن في بعد يرفض الفكر القومي (الشوفيني) الذي طالما أوقع السياسات الرسمية في أزمات واختناقات جاءت من جهة بالضد من دمقرطة الحياة الداخلية واحترام مكونات تلك البلدان من جهة ومن جهة أخرى بالضد من فعاليات (الاتحاد) والتنسيق بينها تحقيقا لمصالحها الإقليمية والدولية..

وفي ضوء سلسلة التجاريب السابقة، سيكون الممر المؤمل كامنا في التعاطي مع العراق الجديد من بوابة وجوده (الفدرالي) الذي يشير إلى البنية التي تعلي من احترام المكونات الوطنية والأدوار المتساوية للجميع في تسيير حركة الحياة الجديدة.. ولعل أبرز مشهد يمنح الوجود الفدرالي تمظهره الحقيقي وجوهر دلالته هو الدور الذي بات يمارسه الكورد بدخولهم الرسمي في قيادة مؤسسات الدولة، بعد أن اقتصرت أدوارهم سابقا على الأدوار النضالية الشعبية في إطار الحركة الوطنية الديموقراطية العراقية..

لقد أصبحنا نشهد علاقات متبادلة بين التمثيل الرسمي للدول العربية وبين القيادات الكوردستانية وصرنا نشهد التنامي في تلك العلاقات بمستوياتها بما يؤكد أن صفحة جديدة للدول العربية (رسميا) قد بدأت في ضوء إدراك المتغير الداخلي في العراق وفي ضوء صواب الاعتراف بتصحيح بنية مؤسسات الدولة بما يستجيب حقا وفعلا لتركيبة البلاد...

كما يأتي هذا التطور في العلاقات العربية الكوردية عبر متغير الابتعاد عن الرؤى الاستعلائية في التفاعل مع الآخر بالذات مع الشعوب التي تعايشت سويا على هذه الأرض طوال تاريخ المنطقة البعيد والمعاصر.. وعبر تعزز القناعة بأنّ أي تفكير جدي يدعم العراق الجديد واستقراره وتقدمه يمر من بوابة دعم الخيارات الفدرالية لمكوناته...

وأبعد من ذلك فإن ممر العلاقات العربية العراقية يمكنه أن يعزز ويتعمق بمقدار تعزيز العلاقات العربية الكوردية على أساس من التحالف بين شعبين وأمتين تجاورتا وتفاعلتا في مسيرتهما بنائيا إيجابيا.. وسجل التجاريب يشير إلى أنه حيثما أججت النظم السياسية الاحتراب والاقتتال كان التراجع والضعف والوهن يصيب الجميع..

وهكذا يمثل التحالف الاستراتيجي العربي الكوردي شعبيا ورسميا ركنا مهما ورئيسا في استقرار لا العراق لوحده بل منطقة الشرق الأوسط ودولها ويجعل من جهودهما تعاضدا متينا سيكون نتيجته إيجابا على إنهاء أعمال القمع وأشكال الاحتراب الموجودة في بلدان الجوار التي كثرما انتهكت السيادة العراقية وآذت أبناءه من مختلف مكوناته وأطيافه، بذرائع استمرار الاحترابات كالتي تجري في كوردستان بإيران أو تركيا وما يعقبها من ترحيل الأزمات وتكرر التجاوزات والاعتداءات على كوردستان العراق وعلى السيادة العراقية..

وبمقدار ما ستمضي سفينة العلاقات العربية الكوردية نحو شواطئها الآمنة وبمقدار ما تتعمق سيجري تعميد السلام والاستقرار وسيجري تفعيل التقدم والتطور الاجتماعي والاقتصادي وتلبية مطالب شعوب المنطقة ومنها الشعب العراقي بتنوع تركيبته وتعدديتها وحاجة البلاد لفعاليات داعمة لخيار الاتحاد الفديرالي...

وبالمناسبة فإن نجاح هذا الخيار يعزز الدفع باتجاه توجه تجاريب أخرى في المنطقة لاتخاذه مثالا وبدل خطاب التشطير والتشظي واتخاذ سبل الانفصال يتم تبني سبل الاتحاد وصيغ الفدرالية المناسبة بما يرعى مصالح الشعوب كافة..

غير أن ما يلزم للارتقاء بهذا الممر في العلاقات العربية العراقية يبقى بحاجة لرعاية مشتركة متبادلة وبحاجة لما يعمّد البدايات الصحية الصائبة ومن بين مفردات تلك الرعاية إشاعة ثقافة التعايش وتبادل الاحترام.. وأن يمتلك كل طرف أدوات خطابه ووصوله ومخاطبة الآخر.. وعلى سبيل المثال أن توجد صحفا ودوريات ومراكز دراسات مشتركة وفضائيات كوردية ناطقة بالعربية تعبر عن رؤى ومعالجات الحركات التحررية الكوردية وعن خيارها في الاتحاد عراقيا والتنسيق إقليميا والارتقاء بالأمر لمستوى التحالف الاستراتيجي وهو ما سيواجه محاولات الابتلاع والمحو الأقليمي المستمرة..

وبالتأكيد سيكون لعلاقات التحالف القائمة على الإخاء والمساواة فرصة مهمة لاستبدال خطاب الاستعلاء والمحق والعدوانية الجاري في المحيط القريب المباشر.. كما أن علاقات تقوم على تبادل الاحترام ستعمق مشروعات السلام وخطابات التسامح ومحو آثار الماضي البغيض.. فضلا عن إعلانها الصريح في أنها لن تكون موجهة ضد طرف ثالث بقدر ما هي جذب لأطراف أخرى لتبني هذه الفلسفة الإيجابية في العلاقات بين الشعوب والأمم بجوهر إنساني صادق..



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق العراقيين كافة، حقوق العراقيين في منافي العذاب، حقوق ال ...
- سهام الاتهامات الطائشة الموجهة إلى كوردستان! في ضوء تصريحات ...
- تداعيات تأخير تشكيل الحكومة العراقية والمغامرة الخطرة؟
- حقوق الأكاديمي العراقي في المهجر؟ رسالة مفتوحة إلى من يعنيهم ...
- زيارة رئيس الإقليم والتعبير الواقعي الصريح لعلاقات كوردستاني ...
- آليات العمل الحزبي الحكومي والمعارض في الحياة البرلمانية
- آليات العمل الحزبي في الحياة البرلمانية
- دور المعارضة في ضبط تطبيق الدستور .. ما العمل في مطب أزمة تش ...
- موقع ألكتروني توثيقي للمنجز الأدبي الفني العراقي
- حملات تنتظر مساهمات كل صوت وطني إنساني نبيل
- مجلة الصوت الآخر... ترنيمة كوردستانية ملأى بالجمال، غنية بال ...
- لمن ستذهب أصوات الهولنديين من أصول أجنبية؟
- انسحاب القوات الأمريكية بين الأجندتين الأجنبية والمحلية.. في ...
- بعض برامج الأنشطة الثقافية لمنظمات المجتمع المدني العربية في ...
- مشروع جائزة الجواهري للشعر العربي
- قراءات في ضوء مجريات الأوضاع العراقية العامة اليوم
- عقدة تأليف حكومة الشراكة الوطنية
- استراتيجية السلام العربية ومستلزمات التفعيل
- دلالات توديع كوكبة أخرى من الأطفال ضحايا جريمة جينوسايد الأن ...
- رسالة المسرحيين العراقيين بيوم المسرح العالمي2010


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - بعض ممرات العلاقات العربية العراقية فديرالية كوردستان ممرا إيجابيا