أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عماد ابو حطب - عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة 7/القسم 2: قيادة شهريارية وقاعدة تصبو للشهادة















المزيد.....

عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة 7/القسم 2: قيادة شهريارية وقاعدة تصبو للشهادة


عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 3091 - 2010 / 8 / 11 - 18:09
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


لا اسعى هنا لتحليل ظاهرة،أو لتعرية أحد ،أو للتقليل من شأن أي كان،ولكن ااذا اردنا ان نفهم لم يصعد الفكر الديني الان ويتراجع الفكر التنويري لا بد من التوقف امام مكامن الخلل في تجاربنا خاصة انها تتكرر الان في الوطن وان باشكال اخري وتحت عناوين تبدو مختلفة.قد تبدو العناوين قد تقادم عليها الزمن ولكن اعتقد انه من المفيد التطرق لها لاستخلاص بعض العبر.....في احدث انشقاق تعرض له اليسار الفلسطيني،كان الخلاف اساسه سياسي،وان غلف بمقولات نظرية لها علاقة ببدء تفكك الاتحاد السوفيتي ومرحلة البروسترويكا.كان الخلاف حول اي خط سياسي يمكن انتهاجه في فترة بدء الاتصالات مع الادارة الاميركية وارهاصات مؤتمر مدريد الذي عقد في العام 1991،فقد بدأت الخلافات تحتدم قبل عقده باكثر من عام بين خطين في الهيئات القيادية احدهما اتخذ موقفا يطالب بالانخراط بالعملية السياسية مع فتح وعدم مقاطعة الحوار مع الادارة الاميركية التي لاول مرة تقيم مثل هذا الحوار علنا،والذي قد ينتج عنه تسوية تفتح الابواب امام اقامة الدولة الفلسطينية ،خاصة ان المؤشرات كلها تدل علي ان العرب ماضون في اتجاه مؤتمر سلام تحت الرعاية الاميركية.وبين خط اخر وجد ان مثل هذا الحوار يجب مقاطعته وعدم الانجرار والمشاركة به.العنوان الاساسي كان سياسيا وجذره الفعلي هو صراع بين خطين باتا واضحين خط يميل للاقتراب من التنسيق الكامل مع فتح وعدم ترك الموقف الفلسطيني رهن بالحسابات الاقليمية،وخط اخر وصف بالمتشدد رأى ان مثل هذه المراهنة خطرة وانها ستعرض الفصيل لمخاطر كبرى بسبب اجراءات انتقامية اقليمية منه.الخلاف بقي معلقا في القمة فترة طويلة دون حسم ،وكان ممكن حسمه من البداية لو توجه الطرفان الي حزبهما بنقاط الخلاف ودعيا الي مؤتمر عام لتحديد النهج السياسي الذي يجب اتباعه.لكن الطرف الممسك بالقيادة اعتقد انه مادام يملك اغلبية بسيطة في القيادة فبوسعه اجبار الاقلية علي الانصياع لوجهة نظره.وفات هؤلاء ان الخلاف لم يكن ازاء تفصيل او تكتيك صغير وانما يتمحور حول خيار استراتيجي لم يكن بالامكان حسمه ،لو كان التنظيم يملك حدا ادني من الديمقراطية الداخلية الا بالرجوع لمجمل الحزب لاقرار اي سياسة يتخذها ازاء هذا التحول المفصلي.ولكن القيادة لم تكن تثق بقدرات حزبها وكادرها،وكانت تري انها الاقدر منه علي اتخاذ القرارت المصيرية.وهكذا سقطت في امتحان مدي ديمقراطيتها التاخلية،وهي ليست المرة الاولي التي تتصرف بها القيادة بدكتاتورية واضحة. فهي القيادة التاريخية للحزب وهي التي تملك البصيرة والخبرة .والمضحك المبكي ان الخلاف حينما تسرب الي عموم الحزب لم ينتقل اليه بالطرق الحزبية الصحيحة والتي تنم عن احترام للقاعدة الحزبية وتقدير لنضجها،فقد انتقل الخلاف للاسفل بعقلية تأمرية من كلا الطرفين،وسادته اسوأ اشكال التشهير ولجأ كلاهما الي استمالة البطانة اولا ومن ثم الكادر المقرب من كل منهما وترك هذا الكادر ليخوض صراعه مع الطرف الاخر بأقذر الاساليب و اكثرها همجية.لقد لجأ الطرف المهيمن علي القيادة الي وصف الطرف الاخر بانه مرتبط بقيادة م.ت.ف ويسهل ولوجها نفق التسوية من بابها الامريكي مطلقا اوصاف اليمين والمنحرف عليه،بينما قام الطرف الثاني بوصف الاول بالارتهان للحسابات الاقليمية والاستقواء باجهزة المخابرات العربية لحسم الصراع الداخلي.لقد قال كل طرف في الاخر مالم يقله مالك في الخمر.وليت الامور توقفت هنا فقد بادر الطرف الممسك بالقيادة عند شعوره بخسارته بعض الاقاليم المهمة باللجوء الي السلاح واستخدام مجموعاته الامنية لاحتلال المكاتب التي اعلنت انحيازها للطرف الثاني...في اشهر قليلة تطور الخلاف السياسي الي احتراب،وظف فيه الفكر والامن والعسكر والمال وحتي العلاقات الاقليمية والوطنية لحسم الصراع .صراع اظهر هشاشة البنيان التنطيمي.لقد كان من اهم اسلحة الاستقطاب الولاء العشائري والمناطقي في العديد من الساحات.كان السباق بين الطرفين علي استمالة مفاتيح كل ساحة،فبعدها تكون الامور قد حسمت.من راقب الصراع الدموي لا بد انه اكتشف للاسف ان كل الحديث عن احزاب تقدمية ليس الا خيالا وافتراء،فحين كان الزوج يحسم خياره بالاصطفاف لصالح طرف كانت الزوجة تلحق به وبخياره وكذلك الاولاد،وما ان يحسم كادر مهم (من صفد علي سبيل المثال)موقفه حتي يتنادى ابناء صفد للحاق بخياره دون تفكير،وهكذا اظهرت هذه الازمة هشاشة التركيب الداخلي في التنظيم واعتماده علي مفاتيح فردية وعلاقات جهوية وعشائرية وقبلية،كما اظهرت الازمة حينها ان القيادة لن تسلم مقاليد السلطة بسهولة لاي كادر مهما امتلك من تجربة او نضج،والا كيف نفسر بقاء القيادة في مناصبها منذ تأسيس فصائل اليسار وحتي الان،ولا تغادرها الا بسبب الوفاة او الموت او المرض الفتاك.وكان اليساريون العرب يتندرون سابقا علي الانظمة العربية وخاصة الجمهورية ان الرئيس بها دائم الي الابد،واذ بنا نرى ان العدوي قد انتقلت اليهم فبات الامناء العامون واعضاء المكاتب السياسية خالدون الي الابد الي ان ياخذ الله امانته ويتولانا برحمته،عندئذ قد يضخ دم جديد في شرايين القيادة.وهكذا ومن تجربة باتت تتكرر في كل الفصائل اليسارية يبتدء الامر بتعارض سياسي،مايلبث ان يتحول الي خلاف سياسي،تركب له ارجل وايدي ويصبح خلافا ايديولوجيا /سياسيا،وينتهي بحرب ودم وصراع قاتل او مقتول.وينتهي المطاف بانشقاق جديد يحمل من اليسار اسمه ويافطته بينما هو الاخر لا علاقة له باليسار وفكره وانما هو نتاج ارث يتم تقاسمه مع التنظيم الام.ولعل تجارب انشقاقات اليسار الفلسطيني تؤكد هذا الامر،فما ان ينقسم الفصيل الي قسمين،يبادر القسم الذي احتفظ بالاسم الي ملء الشواغر من المكتب السياسي واللجنة المركزية والقيادات الفرعية بقرارات ادارية من اعلي تسبغ علي البطانة المخلصة العطايا والترفيعات.اما الطرف المغادر ،والذي انشق لان الوعاء القديم غير ديمقراطي ولا علاقة له بالتجديد والدماء الشابة،نراه يعمد سريعا الي تنصيب الجزء القيادي المنشق قيادة له سرعان ما تقوم هي الاخري بتركيب لجنتها المركزية الخاصة والقيادات الفرعية...ويمكن القول ان كلا الطرفين يقومان بملء الشواغر علي ارضية المحاصصة بين اعضاء المكتب السياسي ودون ان يكون مبدأ الكفاءة هو اساس التقييم.وهنا يستحضرني حادثة جرت في مؤتمر تأسيسي لفصيل يساري انشق هو الاخر عن التنظيم الاكثر يسارية،في المؤتمر التأسيسي لولادة الفصيل الجديد اصر المكتب السياسي علي ترشيح كادر لعضوية اللجنة المركزية وقد رفض هو ترشيح نفسه،رغم هذا فلم يسمح له بسحب ترشيحه مما اضطره لوضع ورقة بيضاء حين الانتخاب،وقد نال هذا الكادر اصوات جميع المندوبين في المؤتمر الا صوته الذي حجبه عن الجميع لملاحظاته حول الية المؤتمر ذاته،وتفوق بنتيجة التصويت هذه علي جميع اعضاء القيادة .وحين اجتمعت اللجنة المركزية لانتخاب المكتب السياسي تكررت اللعبة ذاتها حين تم ترشيحه لعضوية المكتب السياسي رغما عن ارادته،ولانه لم يكن مقتنعا بما ال اليه المؤتمر وضع ورقة بيضاء مجددا،لكن الامر الذي لفت انتباه جميع القاعدة الحزبية فور اعلان نتائج الانتخابات انه لم ينل اي صوت من اصوات اللجنة المركزية حتي الاربعة الذين اصروا علي ترشيحه حجبوا اصواتهم عنه،الامر الذي فسر بانه تحجيم لهذا الكادر وافهام الفصيل الوليد انه ليس مؤهلا لان يكون قياديا في الصف الاول رغم نيله ثقة جميع اعضاء المؤتمر.والطريف فعلا ان المناصب وزعت بين القيادة الجديدة كانهم لم يغادروا تنظيمهم القديم،وبقيت ممارساتهم وادارتهم للتنظيم كما هي وكأنك يا ابو زيد ما غزيت...او تيتي تيتي متل ما رحتي متل ما جيتي...لعل هذه الحادث توضح لنا ان المشكلة اعقد من ملائمة النظرية للبيئة المحلية فهي تتجاوزها الي سؤال كبير هل يمكن صنع المستقبل بادوات من الماضي اكل الدهر عليها و شرب...وهو سؤال لا بد حين التطرق اليه من تناول المجتمع الفلسطيني وتكوينه ومدي انتشار الديمقراطية داخله...لعل من المفيد التطرق لبعض النقاط التي اوردها الصديق العزيز رائد دبس حول الحلقة السادسة؛-اوردت تسمية اليسار وهو توصيف سياسي وليس طبقي للعلم،حتي لا نقع في فخ تسمية القوي الوطنية والتقدمية،وبالتالي فان كل من هو خارج هذه القوي سيكون لاوطنيا او رجعيا،وهو تقسيم قاس ولا يمكن ان نرجم به القوي الاخري حتي لو كانت من اشد خصومنا .-لم اقل ان الخطأ كان التحالف في حد ذاته مع البرجوازية الوطنية الفلسطينينية ،لكن الخطأ كان ان يكون التحالف علي ارضية برنامج لبرجوازية السياسي وتحت قيادتها.-اما عن مسألة التنويرين العرب و استلهام تراثهم في نشر الفكر التنويري فلسطينيا وعربيا فهنا لم يكن المجتمع العربي والفلسطيني قد بدأ يتبلور طبقيا واجتماعيا وكانت افكار هؤلاء الواد تمثل قفزة كبري في الفكر النهضوي العربي،وهنا ليس المهم انحدارهم من شرائح اجتماعية ميسورة ومتوسطة وانما يتم تصنيفهم حسب الفكر الذي يطرحونه اهو فكر يعبر عن البرجوازية او عن الطبقات المسحوقة والفقيرة والمعدمة،ولعله من المفيد هنا القول ان الكثيرين من مفكري النهضة كانوا ينتمون الي الفكر الديني المتنور وابدعوا في نشر امهات الكتب كالشيخ محمد عبده والحصري فهل نأخذ منهم موقفا معاديا بسبب انتمائهم للمدرسة الدينية.اظن انه علينا ان نفرق ما بين الفكر وانتاجه والاصول الطبقية للفرد.ولعل هذا هو الجوهر الانفتاح علي كل الفكر الانساني بغض النظر مصدره ان كان هذا الفكر تنويريا وليس ظلاميا.



#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة 7/القسم الاول: قيادة شه ...
- حكاية السعد وعد/حكاية من حكايا ستي اليافاوية اللي لسه ما حكت ...
- حكاية سيدنا النملاوي/قصة قصيرة/عماد ابو حطب-محمد راضي عطا
- طواف وسعي مشكور
- هنالك من سرق رأسي
- رحيل
- ‫غريبان
- مرآة مكسورة
- اختفاء جيفارا-فصل من رواية-الفصل الخامس
- لم تكوني هنا...أو هناك..
- عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة6/عن اي يسار نتحدث?
- عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة 5/قابيل وهابيل يقتتلان ...
- اختفاء جيفارا /فصل من رواية/الفصل الرابع
- عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة3
- عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة 2
- اختفاء جيفارا/فصل من رواية/3
- اختفاء جيفارا/فصل من رواية/2
- المثقف الفلسطيني ما بين التهميش والالغاء والنواح من غياب الم ...
- حكاية اللصوص والفقير/ حكاية من حكايا ستي اليافاوية اللي لسه ...
- القروش الستة/حكاية أطفال من حكايا ستي اليافاوية اللي لسه ما ...


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عماد ابو حطب - عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة 7/القسم 2: قيادة شهريارية وقاعدة تصبو للشهادة