أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماهر طلبه - طوارئ 2010














المزيد.....

طوارئ 2010


ماهر طلبه
(Maher Tolba)


الحوار المتمدن-العدد: 3091 - 2010 / 8 / 11 - 14:36
المحور: الادب والفن
    


سنده المخبران وهو ينزل من العربة .. مال برأسه على كتف أحدهما ، عاجله الآخر بضربة على وجهه عدّلت رأسه المائل النازف دون أن يَصْدُر عن الرأس صوت ألم أو تذمر..
- أين كان ..؟
أشار المخبران إلى مركز الكون .
- اتركاه مكانه ..
تركاه .. استلقى على وجهه عاجلته ضربة قدم فتكور حول نفسه فى وضع جنينى ، لكنه لم يستطع الوقوف .. تحرك المخبران إلى حيث يلقى الضابط بظله الثقيل ووقفا كظله .

ما قبل الحادث بدقائق
دون أن يدرك أن هذه كلماته الأخيرة سأله ...
- ماذا تفعل ؟
- أحاول أن استعدى الكون بأن أعيده إلى نقطة الصفر .
- ماذا تفعل ؟
- أحاول أن أعيد طلائه من جديد بلون غير هذا الرمادى لعلنا نرى
- ماذا تفعل ؟
انهزم أمام السؤال ... فقال
- أرفع فيديو على النت
وسكت لأنه عرّى السماء .

ما حدث
1- القسم
أثناء مرور قوة من المباحث لمتابعة الحالة الأمنية ، شاهدت القتيل (سابق اتهامه فى 4 قضايا سرقة ، حيازة سلاح أبيض ، تعرض لأنثى بالطريق العام ، هروب من الخدمة ، مطلوب ضبطه فى حكمين بالحبس شهرا فى قضيتى حيازة سلاح أبيض ) .. و ..... بحوزته لفافة ( يشتبه) أن بها مادة مخدرة ، و ....... فر هاربا ، إلا أن الشرطيين تمكنا من ضبطه ..... لكنه ابتلعها .. ليصاب بحالة (إعياء شديدة ) نقلاه على إثرها ........ للمستشفى ......... إلا أنه فارق الحياة.

ملاحظة : لم يستطع الشرطيان التعرف على ملامح الجثة وربطها بالقتيل وإن أكدا أن هذا الشكل – الذى لا يشبه الإنسان – كثيرا ما يقابلهما فى عملهما أو بعد عملهما.

2- شاهد عيان
رفض الشاب التفتيش فانهال عليه المخبران بالضرب ، دفع أحدهما برأسه إلى الحائط فاندفع الدم منها ، عندها طلبتُ منهما الخروج من المقهى وأغلقته .. .... فى الشارع لم يتوقفوا عن ضربه .... (رغم الدماء ) ... حتى سقط على الأرض .... سحلوه إلى مدخل عقار ... ودُفع رأسه لأكثر من مرة فى البوابة الحديدية وفى السلم .... بالضرب المبرح حتى صمت الشاب عن الصراخ وظلا يعتديان عليه رغم صمته .... أن نقول لهم إنه مات ، لكنهم ... إنه (يدعى ) الموت .... فأكد لهما أنه مات ..... اصطحباه داخل سيارة الشرطة ، ثم عادا بعد قليل وقاما بإلقاء الجثة على الأرض ومن ثم استدعيت الإسعاف ..

ملاحظة ... سأل الشاهد المحقق فجأة ... كيف لإنسان أن يدخله كل هذا الحقد والغل ؟ .. أى آلة تستطيع صنع مثل هذه النماذج الحيوانية ؟ .. تعتقد أنا هأقدر أموت موتة ربنا؟

3- بيان صادر عن مكتب النائب العام
أثناء سيره بالطريق العام ..... الشرطيان تتبعا المجنى عليه ..... وشل مقاومته ، وتقييد حركته ، (بدون وجه حق ) ، وحاولا انتزاع اللفافة .... من (يده عنوة ) ، فتمكن من (مغافلتهما ) وابتلاعها وإثر ذلك تعديا عليه بالضرب ، ودفعا رأسه ليرتطم بجدار من الرخام فى المقهى .... حيث واصلا التعدى عليه بالضرب ... فأحدثا به الإصابات الموصوفة .....
إن التحقيقات (انتهت) إلى استبعاد جريمتى " القتل العمد " ، و"الضرب المفضى إلى موت " ... لانقطاع (رابطة السببية ) .... وأنه لا دخل للإصابات بالوفاة ....
إن الأحكام الغيابية تقضى إعلان المحكوم ضده بالحكم ..... وقد ثبت .... أن الحكم الغيابى الصادر ضد .... لم يكن قد تم إعلانه ، (مما لا يجوز معه القبض عليه )

فقرة من كتاب فاقد للقيمة
الحرية الشخصية حق طبيعى وهى مصونة لا تمس وفيما عدا حالة التلبس ، لا يجوز القبض على أحد أو تفتيشه أو حبسه أو تقييد حريته بأى قيد أو منعه من التنقل ، إلا بأمر تستلزمه ضرورة التحقيق وصيانة أمن المجتمع ، يصدر هذا الأمر من القاضى أو النيابة العامة وذلك وفقا لأحكام القانون
(الدستور المادة 41)

صورة للقتيل
للأسف لم يستطع القاص أن ينقلها لأن وجه القتيل قد مُزق تماما وما بقى لا يصلح ليكون إنسانا أو شبه إنسان .

العفو ..... منه
قالت منظمة العفو ...... إن الصورة المرعبة دليل صادم على أن الانتهاكات جارية فى مصر ....
هذه الصورة هى إشارة نادرة ومباشرة للاستخدام الروتينى للقوة الوحشية من قبل قوات الأمن ... فى مناخ من عدم المساءلة والحصانة .... قانون الطوارئ يوفر المظلة ..... إن هذه الانتهاكات قد تستمر بضمان عدم مساءلة مرتكبيها .
.........
نزل وكيل النيابة من العربة .... نظر إلى الضابط والمخبرين ، سأله ..
- تم الأمر هنا ؟
هز الضابط رأسه .
نظر وكيل النيابة إلى الوضع الجنينى وأعاد رسم وضع الجسد بقدمه وفتح باب الأسئلة
- هكذا كنت ... أليس كذلك ؟
-
دعنا نعود إلى البداية ... أنت مثلى ترى السماء عارية لا يحجب شمسها ظل .. فلا تدعنا نقضى يومنا بعيدا عن مكاتبنا.
- هل تعرف هذين الشخصين ؟.. هل تعرف وظيفتيهما؟
-
- هل صحيح أنك قاومت ..؟ .. وأنك بصقت فى وجه الأول ، وسببت الآخر بأمه التى لم ترها...؟
-
-هل تعترف بأنك مدمن ؟ وأنك حين قبض عليك كان معك .... وابتلعتها مما أدى إلى موتك ؟
-
- أتقر بأن صمتك دليل على اعترافك بكل ما هو منسوب إليك ؟
-
- أتقر بأنك عوملت فى الشارع – كغيرك – بكل الاحترام الواجب أن يعامل به شخص – كغيره- مات من قبل آلاف المرات ؟
-
-
-
-
أقر المجنى عليه بما نسب إليه .. يقفل التحقيق فى ساعته ، وتنقل الجثة إلى المشرحة ...
أشار الضابط للمخبرين ... رُفع القتيل إلى العربة من جديد .



#ماهر_طلبه (هاشتاغ)       Maher_Tolba#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تفهم ؟!! - قصة قصيرة
- فستان وبدلة - قصة قصيرة
- صديقى وحديث النمل
- الثمن - ثلاث قصص قصيرة جدا
- ابناء الأسد - قصة قصيرة
- تلوين - قصة قصيرة
- حلم /قال :هذا انا وهذه أنت فلما لا..
- جن سليمان وقصص قصيرة جدا أخرى
- خيال علمى - قصة قصيرة
- مصباح - قصة قصيرة
- شيوعية - قصة قصيرة جدا
- حج - قصة قصيرة
- ليلة انتظار الموت
- ملل .. قصة قصيرة
- العهد المفقود - قصة قصيرة
- الهامش - قصة قصيرة
- يوسف والحلم
- الضرير والديك - قصة قصيرة
- حديث عبده الصامت
- الفار الذى اكل القط


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماهر طلبه - طوارئ 2010