أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - نحن كشاجميون














المزيد.....

نحن كشاجميون


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3089 - 2010 / 8 / 9 - 14:28
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل أن أفسّر عنوان مقالي الغريب على كثيرين، فإنني سوف أطرح إحدى عيوب مجتمعنا ، وهذا العيب آخذٌ في الانتشار سريعا، لدرجة أنه تحوّل إلى ظاهرة،وقد يعتبره آخرون مرضا من الأمراض الاجتماعية.
يمكنني أن أضع عنوانا ( شعبيا) آخر للمرض أو الظاهرة التي سأصفها في هذا المقال وهي ظاهرة (أبو العُرَّيف)!
يبدو أننا على عتبات عصر يصبح الجميعُ فيه من فئة أبو العريف، أي ( كشاجميون) فنادرا ما تلتقي بشخصٍ من الأشخاص، يقول لك:
(إنني لا أعرف في هذا الموضوع) فقد أصبحت ظاهرة الإفتاء في كل موضوع مطروح، صفة شائعة عندنا، فجينة السلالة العربية، هي وريث التعريف المشهور للأدب:
( الأخذ من كل شيء بطرف) !
فالجميع خبراء عارفون علماء، يُفتون في كل القضايا المطروحة التي يسمعونها، وأنا هنا لا أتحدث عن السياسة، فالشعب الفلسطيني من أبرع شعوب الأرض في (فقه)التحليل السياسي، أي أنه من فئة ( أبو العريف).
بالأمس التقيتُ أحدهم، وشكوتُ له مرضا، ولم ينتظر أن أكمل ذكر أعراض المرض، بل عاجلني بعدة أسئلة كعادة الطبيب المختص، ثم شرع في وصف الدواء الناجع، وحتى أنه لم ينس أن يذكر أنواع الدواء وشركات الصناعة!
ابتسمتُ وأنا أستمع لوصفاته الدوائية ، وتذكرتُ بأنه مصابٌ مثلي بالمرض، وأنا يعاني من المرض ذاته منذ سنوات!
ولما رأى ابتسامتي، قرَّر أن يلجأ لموسوعته الأخرى في سرد أسماء وعناوين الأطباء الأكْفاء القادرين على وصف العلاج الصحيح، المهم في الأمر، أنه استطاع أن يُبرز لي كفاءته في فن أبو العُريف!
وهو أيضا خبيرُ بطب الأعشاب وطب الشعوذة!
أما في المجالات الاجتماعية، فآباءُ العريف يصعب إحصاؤهم، فهم ملمون بكل تفاصيل وقوانين القبائل والأسر، وعارفون بطرق حل المشكلات، ويحفظون أسماء رجال الجاهات.
وفي مجال زراعة الأشجار حدِّث ولا حرج، فالجميع يملكون وصفات زراعية لكيفية زراعة الأشجار ولعلل الثمار، ومواسم الغرس والقطف، وللأدوية الزراعية الملائمة.
أما في موسوعات البناء وآليات التشييد والطلاء والتجهيز ،فما أكثر الخبراء والمهندسين!
ولا أنسى أحد أنصاف المتعلمين ممن قرر أن يخوض الغمار الثقافي ، وهو يرتدي، عباءة أبو العريف، فأصبح يسوق نفسه في المجال الأدبي، ويدعي بأنه يملك ذائقة روائية، وعندما يسمع الشعر فهو أيضا شاعر، وعندما يتحدث أحدهم في الفن فإنه خبير بالفنون التشكيلية والتراثية، وبارعٌ في فن النحت والجداريات.
واهتديت إلى تحليلٍ نفسي لهذه لظاهرة، فوجدت أن لها خصائصَ حسنةً، فهي تخفف الاحتقان الناجم عن القهر والإحباط والسجن والحصار والظلم والفقر، وتحول حامل (مرض) الكشاجمية إلى إنسان مبدع خلاّق، حتى ولو كان إبداعه ادعاء، وهذا يُشعر صاحبه بالنشوة المؤقتة.
أما عن عنوان المقال، فهو مقتبس من اسم الشاعر( كشاجم) واستخدمتُ اسمه الغريب عنوانا لجامعي المعارف والثقافات والخبرات.
الغريب أن هذا الشاعر هو فلسطيني المولد والنشأة اسمه الحقيقي( محمود حسين الرملي) مولود في الرملة بفلسطين في نهاية القرن العاشر الميلادي 970م ، وكان يدعي بأنه موسوعة تسير على قدمين، فاختار اسمه المكون من الكاف والشين والألف والجم والميم.
فالكاف من (كاتب) والشين(شاعر) والألف (أديب) أما الجيم (جدلي) والميم ( منجم)
فما دام الشاعر كشاجم من ربعنا، إذن حريٌّ بنا أن نفخر بسلالتنا الكشاجمية !



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخبار صحفية ليست بريئة
- لذوي الشوارب فقط
- أشجار الدر
- الإعلام ولغة الهعخع !
- الشامي والمسيري هل نضيع تراثهما؟
- إسرائيل هي بطل كأس العالم في كرة القدم
- قصة قط الشيخ عبّاس
- نوادر عن الأحزاب والتطرف
- كتاب نصف السماء وقتل النساء
- التاريخ الفلسطيني بالمقلوب
- شكرا يا إسرائيل
- دعوة اليهود للهجرة من فلسطين
- ألفية القدم، لا القلم
- الإعلام يغتال أطفال فلسطين
- شخصيات إسرائيلية تصف إسرائيل
- إسرائيل تغرق في البحر 1/6/2010
- لقاء حصري مع برنارد لويس 30/5/2010
- صحافة التطريز
- معلمو حل الاختبارات
- إسرائيل تشبه كوريا الشمالية


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - نحن كشاجميون