أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء الجصاني - حول بعض غزليات الجواهري... وعنها














المزيد.....

حول بعض غزليات الجواهري... وعنها


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 3088 - 2010 / 8 / 8 - 15:52
المحور: الادب والفن
    


ابتعاداً مؤقتاً عن أجواء السياسة والوطنيات والمواجهات واللواعج، دعونا نحط الركاب اليوم عند قبسات من عوالم الجواهري الغزلية وفي عشق الحياة والجمال، والتي مابرحت ترافقه حتى أعوامه الأخيرة، وهو في التسعينات من العمر...
ومن بين ما يقع تحت أيدينا مما يوثق لهيام الجواهري بجميلات الدنيا، واقعة تتحدث بنفسها عن نفسها في براغ عام 1961 حين طفحت مشاعره اعجاباً بحسناءَ من بنات التشيك، تتصفح كتابا ، صادف أن التقى بها في حافلة نقل عامة، فتصنّع دور المتسائل عن الوقت، ليتقرب منها، فصدته بذات الذكاء المعهود لديهن في مثل تلكم المواقف، ولتدير له ساعتها دون نظرة أو رد ٍ على سؤاله، وفلتت منه خلال الزحام، ولكنه اصطادها قصيدة، ودخلت التاريخ من حيث لا تدري... وتلكم خسارتها بالتأكيد، إلا انها أكسبتنا مطولة فريدة فيها ما فيها من العبر والموحيات:
حسناء رجلك في الركاب ... ويداك تعبث في الكتابِ
وأنا الضميء إلى شرابك، كان من ريقي شرابي
حسناء ساعتك التي دورت كانت من طلابي
حاولت اجعلها الذريعة، لاحتكاكي واقترابي
عبثاً فقد أدركت ما تنوي القشورُ من اللباب
كنت العليمة بابن آوى إذ تملق للغراب
ثم يرفع الجواهري الهائم، راية الاستسلام، معترفاً بفارق العمر حائلاً بينه وحسنائه المبتغاة، وليواصل توثيق الحدث، بصراحة الواثق بالنفس والأحاسيس الانسانية، ودون ان يخشى في ذلك لومة لائم صادق، أو خائب، أو من بينهما...
حسناء لم يَعسرْ طلابي ، لو كان ما بك مثلما بي
لكن بك المرحُ اللعوب ِ ، وسحرهُ ، ودم الشباب
وبيّ الذي لا شيء يعدل قبحه إلا التصابي
وخَط ُ المشيب كأنه ، كلاً تهيأ لاحتطاب
... ولأن الشيء بالشيء يذكر، نشير هنا إلى اننا كتبنا قبل فترة وجيزة ، في مثل هذه الايقاعات والرؤى عن مزاعم جواهرية أعاب عبرها التغزل والعشق في سبعينات العمر حين راح يقول في ديالوك مع النفس:
لجاجك في الحب لا يجمل... وأنت ابن سبعين لو تعقلُ...
تقضى الشباب وودعته، ورحت على لحده تعولُ...
ولكنه تخلى على ما نعهدُ ونوثق عن تلكم المزاعم، واستمر هائمًا في الشعر على الأقل – ومن يدري - بجميلات الدنيا، أينما حلّ، ورحل... ولمن يريد دليلاً على ما نقول، ذلكم هو الشاعر الشاعر، يتغزل عام 1973 وبحشود الحسناوات التشيكيات، وجملة هذه المرة، وليس بواحدة منهن فحسب:
جاءت الأسراب تترى مقطعٌ من نشيد الصيف يتلو المقطعا،
وتقاسمن الصبا ميعته ، وشذاه ، والهوى والمتعا
وتخففن فما زدن على ، ما ارتدت حواء إلا اصبعا
وإن كان ما سبق لا يكفي برهاناً، ها نحن نستزيد فنشير إلى بائيته المنظومة أوائل الثمانينات الماضية في صبايا وفتيات في ريعان الشباب، شاركن في استعراض ٍ جماهيري حاشد في برلين انتصاراً للسلام والأمن العالميين، فقال فيهن، وعنهن:
أفأنتن للسلام ... من ترى ظلّ للحروبْ
أو زحفاً إلى الأمام ... سلمت تلكم الكعوب
لا تلوحن بالسلاح ... لديكن ما ينوب
ما تهادى على الصدور ، وما ضمت الجيوب
وبما لمّت الرموشُ ، رؤى عالم ٍ تجوب
لا وعينيك لن أتوبَ ، لن أتوبَ ، لن أتوبْ
وهكذا ظلّ الشاعر، وطوال عمره المديد كما أسلفنا القول، يستريح، ويأخذ نفسا بين الحين والآخر، من المواجهات واللواعج وهموم العباقرة الأفذاذ، فيستظل بأفياء من "زنَّ الحياة"... منذ بدء الخليقة وإلى اليوم، بل وكل يوم...



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجواهري وبعض ذلك الصمت المريب
- ثلاثة عشر عاماً على رحيل الجواهري
- الجواهري ... هموم ولواعج بلا حدود
- الجواهري عن جمهورية الرابع عشر من تموز
- الجواهري في نقد التخلف وتبجيل التنوير
- أيضاً …عن خمسينات الجواهري والعراق
- أيضاً عن خمسينات الجواهري
- في خمسينات الجواهري والعراق
- الجواهري الكبير في المَقامة اليونانية
- رؤيتان عن الجواهري
- عن بعض عراقيات الجواهري.. ووطنياته
- الجواهري بلا حدود
- من مكاشفات الجواهري ..وثوابته
- -أربيلياتٌ- جواهريةٌ راهنة...
- ايضا... عن بعض البغداديات الجواهرية الراهنة
- الجواهري في بغداد اليوم - 1
- في بعض ثمانينات الجواهري ... والعراق
- حينما يصبحُ الأرقُ وحده ، نديمَ الشاعر ِ ورفيقَه الخلوص
- الجواهري هائماً في حب الحياة والجمال
- عن بعض -دمشقيات- الجواهري.. وسورياته


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء الجصاني - حول بعض غزليات الجواهري... وعنها