أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - قيس مصطفى - لا قداسة في «قصائد الخطوة السابعة» عندما يقود سعدي يوسف سيارة ال «لادا»!!














المزيد.....

لا قداسة في «قصائد الخطوة السابعة» عندما يقود سعدي يوسف سيارة ال «لادا»!!


قيس مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 3088 - 2010 / 8 / 8 - 13:56
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


حين نتكلم عن شاعر من عيار سعدي يوسف، فإننا نتحدث عن شاعر يعطي باستمرار معاني شعرية جديدة تشتغل على تأجيج فكرة الوطن الضائع. ومن هذا المنطلق، لا بدّ من التعاطي مع قصائد سعدي يوسف بطريقة خاصة. تقارب مفهومه لحالة الفقد تلك، إذ لا بد من تعاطي، يوصل إلى النقطة المركزية والأساسية التي تشكل قصيدة سعدي يوسف التي غالباً ما يكتبها بسرعة.
نتيجة لدفق شعري مستمر. ولعل كتابة القصائد بغزارة، تجعل من تلك القصائد تيرمومتر حقيقياً لقياس تبدلات حقيقية على مستوى الوعي الجمالي والقيمي والموقف اليومي الحياتي.
يخطو سعدي يوسف (1934) خطوته السابعة. والخطوة الجديدة تعني مجلداً شعرياً سابعاً سيضيفه سعدي يوسف إلى أعماله الشعرية الكاملة. وفي خطوته السابعة، يتحول سعدي يوسف إلى عين، وكاميرا توثق كل شيء. في المنفى الذي صار قدراً للعراقيين. هكذا ينشر سعدي يوسف ديوانه الشعري «قصائد الخطوة السابعة» عن (دار التكوين- 2010).
خمسون قصيدة كتبت في أقل من عام واحد. يذهب سعدي يوسف فيها إلى ممارسة تدوين شعري من نوع خاص، ويحافظ على أشجانه المتعلقة بوطنه الممزق، ويستمر في إخلاصه لفكرة «الشيوعي الأخير». ولعل أهمية شعرية سعدي يوسف في كونها تدافع عن شيء ما. بوجهة نظر واضحة. يتم التعبير عنها في الكتابة من منظور خاص. وبخصوصية محددة المعالم. هذا الثبات في الموقف يجعل من قصيدة سعدي يوسف متوقعة بشكل من الأشكال على مستوى المقولة. في حين يبذل «حفيد امرؤ القيس» جهده لإدهاش من داخل الجملة الشعرية الواحدة على صعيد الصورة وعلى صعيد الرّتم الموسيقي والعالم الذي يفترض بالقصيدة أن تبنيه أو تهدمه. وبهذا يقود سعدي يوسف قارئه بشكل مستمر، وبحذر شديد، إلى تلك الخصوصية العراقية المعقدة، ثم يقوم بتفكيكها شعرياً ببساطة تامة، حتى يحس القارئ أنه فهم العراق من وجهة نظر شيوعي مخلص للبريق السابق لتلك الكلمة. وهذا الفهم يبدأ من مقولة صارخة، تصدر عن شاعر غاضب « آن أن أقذف قنبلة نحو من يتهدد معنى العراق». أو في قصيدة أخرى «احذر، يا منتظر/ القتل (وأعني قتلك) صعب في السجن/ ولكنك، يا منتظر الزيدي، ستبقى هدف المحتلين الأول/ لن ينسوا أنك وحّدت العلم الوطنيّ/ جعلت العلم الوطني/ يحلق مقذوفاً/ ويصيب..). وفي مكان آخر: «لكني أتوهم أن هناك، بأقصى الأقاصي، بلاداً تسمى العراق/ وأن بها بشراً يسكنون الشواطئ والقفر/ أن الهواء بها ليس يقتل من يتنفسه..)
تأملات سعدي يوسف لعلها الأكثر مباغتة جمالية. وعناصرها القليلة والمستعصية تعبر عن فرادة هذا الشاعر الاستثنائي. الثعالب واليعاسيب والفراشات الأسماك تتحول بقلمه إلى كائنات ذات علة وجود أخرى. الوجود الذي لا يتحقق إلا بإتمامه لعالم الشاعر الذي يمارس سطوته على تلك الموجودات على أطراف البحيرات أو تلك التي يرقبها من النافذة عندما يسقط الثلج في الغربة المستمرة منذ وقت طويل: « في مثل غيابي.. حطّ على إبهامي يعسوب ذهب. لم أعرف: هل أنظر أم أشعر/ واليعسوب../ أهذا اليعسوب الذهب، الشيء أم الرؤيا/ لكنّ اليعسوب، خفيف، وشفيف، وحقيقيّ أيضاً ويحط على إبهامي). من جهة أخرى تأتي تلك التأملات أرضية، غير متعالية، منفصلة عن قداسة الرقم سبعة المتضمن في عنوان المجموعة.
يجوب سعدي يوسف مدناً وبلاداً كثيرة. وهذه المدن ترد بشكل أساسي إلى المكان الأول. من برلين إلى براغ إلى عمان ودمشق وغيرها. كلها أماكن يفتش فيها سعدي يوسف عن ذلك الخيط الرفيع الذي يصل الأماكن ببعضها. محاولة مستمرة لاستنزاف الجغرافيا التي هي بشكل آخر خريطة كل العراق. بهذا المعنى يصبح دخول المدن جهداً من أجل اقتفاء أثر ما لشيء ما، واضح وضبابي في ذات الوقت. وإذا كانت بعض البلاد أولئك الذين يحبهم سعدي فيها، فإن بعض البلاد الأخرى هي تلك الأشياء التي يكرهها فيها. امتعاض مستمر ودائم من فكرة المنفى الذي يثير الهواجس والخوف. مع أن المنفى قد يتيح أشياء كثيرة. لكن لسعدي يوسف تلك الرغبة العارمة للعودة إلى عراق يترأس جمهورية الشعراء فيه. أو شيوعياً يقود سيارة (اللادا) من ذوات (المبدل اليدوي والدفع الرباعي) بأعلام حمراء فيها مناجل ومطارق، في تظاهرة من أجل.. تحرير العراق.



#قيس_مصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن حضيض المجتمع الثقافي الأهلي قي سورية
- سقوط الشعارات الثقافية في سورية
- رهان على ذكاء المتلقي


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - قيس مصطفى - لا قداسة في «قصائد الخطوة السابعة» عندما يقود سعدي يوسف سيارة ال «لادا»!!