أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير قوطرش - الفقراء














المزيد.....

الفقراء


زهير قوطرش

الحوار المتمدن-العدد: 3088 - 2010 / 8 / 8 - 01:03
المحور: الادب والفن
    




لا أستطيع أن أكتب عن الفقر والفقراء,وأنا ممتلئ البطن من الأكل والشرب . وإن تجرأت لأكتب بعض السطور عنهم ,فسوف أخاطب نفسي, بأن محاولتي هذه لا أكثر ولا أقل من نوع الترف الأدبي .
لأن من لا يعرف الفقر ,من لم يجرب الفقر ,من لم يشعر بألم المعدة من الجوع ,وينام على جوع....لأنه لا يملك قوت يومه .فأنه لا يعرف متاعب الفقر الذي يسكن في غالبية البيوت الفقيرة.

وقَفت بخشوع أمام دكان أبو سعيد اللحام ,وكنت من بعيد أراقبها ,وأسأل نفسي من تكون هذه المرأة التي تلفحت بالسواد من رأسها حتى أخمص قدميها.

لماذا تقف وكأنها متخفية إلى الجانب الأيمن من مدخل محل القصابة .ما حاجتها إذا كانت لا تسأل عن شيء !!!! .....أسئلة دارت في رأسي.وكنت مصراً على معرفة السر من وجود هذه المرأة الغريبة في هذا الزمان والمكان .
ثيابها العتيقة ,تفضح سر ألمها ومعاناتها. القطط السمينة والمعروفة عند أبناء الحي ,وقفت بجوار المرأة اللغز ,تراقب حركة القصاب أبو سعيد ,عله يرمي إليها بقطع من الشخت (نوع من الغضاريف النتاج عن تنظيف اللحم عن العظم).
فجأة ,سقطت المرأة على الأرض ,مبعدة القطط السمان ,بكلتا يديها ,لتلتقط قطعة الشخت التي رماها القصاب .ثم انتصبت لتضعها في كيس صغير ,مربوط على خصرها تحت العباءة السوداء.وعدلت من وقفتها منتظرة نصيبها من الشخت الذي سوف تتقاسمه مع قطط الحي.
قلت في سري لعلها تربي بعض القطط ,وهي بحاجة إلى إطعامهم .وتخجل من سؤال القصاب حاجتها.
ألقيت السلام على صديقي القصاب ,ودخلت دكانه ,وفي راسي ألف سؤال وسؤال.
ومن فوري سألته عن هذه المرأة إن كان قد شاهدها قبل اليوم.
نظر إلي ,وأجابني وفي صوته لحن حشرجة وأكوام من البؤس ,تدفقت وكأنها كانت محبوسة في وجدانه..... وقال لي ...يا عزيزي ,هذه المرأة ,وغيرها الكثير اللواتي يمرنَّ يومياً على هذا الدكان وغيرها من أجل الشخت,هي الصورة الغير مرئية لبؤس الفقراء ,الذين يعيشون من حولنا في هذا الزمان المادي الذي لا يرحم ,ولا ندري عنهم شيئاً. يجمعون الشخت من دكاكين القصابة ,ثم يجمعون نفايات الخضر من الأسواق الشعبية ...ويعدون منها طعاما لهم ولأطفالهم الذين لا حول ولا قوة لهم..... يا عزيزي...هؤلاء على كل حال ,أفضل حالاً من الذين يتقممون على مزابل المدينة ,ليلتقطوا زكاة طعام الأغنياء الزائد عن حاجتهم وسط الزبالة.



#زهير_قوطرش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتركوا لهنَّ ...الحجاب والنقاب والبرقع
- صورة حمار
- لا تقتلوا حرية الأطفال وكرامتهم.
- نفس الكلاب يقتل بكتريا الهيلوكوباكتر
- عيداً للحرية (في ذكرى سقوط شهداء قافلة الحرية ) معدل
- عيد للحرية ...(في ذكرى سقوط شهداء قافلة الحرية)
- طبيعة النظام المصري والتغير(رأي شخصي)
- الحب والوفاء
- خطيئة شرف
- الشهيد سردشت عثمان
- البعد الاجتماعي للتوحيد
- زوجة سعودية ذكية
- التبشير الإسلامي في الغرب
- الكافر بالإيمان
- أُريُدكَ أنثى .
- هل قوانين القرآن الكريم تقدمية أم رجعية؟
- عندما لا تغري الأجساد
- ماذا فقد الشباب بسقوط النظام الأشتراكي
- حنان الفلسطينية
- مشكلة القهر والفقر أم المباشرة في الدبر


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير قوطرش - الفقراء