أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد ناصر - الجامعة العربية وفضيحة دارفور














المزيد.....

الجامعة العربية وفضيحة دارفور


فهد ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 937 - 2004 / 8 / 26 - 13:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتابع العالم قاطبة تفاصيل الكارثة او المأساة الانسانية التي يعيشها مئات الالاف من سكان مناطق دارفور غرب السودان،يتابع أعمال القتل والتهجير وحرق القرى الذي تمارسه مليشيات الجنجاويد المسلحة والمدعومة بشكل مباشر من الحكومة القومية والاسلامية في السودان .
عمليات القتل والتهجير او التطهير العرقي الذي تمارسه عصابات الجنجاويد ضد السكان الافارقة في دارفور ليس جديدا ألا أنه وصل الى الحد الذي دفع بجهات كثيرة في العالم لاعلان أستياءها ورفضها لما يحدث محذرة من كارثة أنسانية -هي واقعة فعلا-أذا لم يتم أيقاف الجرائم التي ترتكبها عصابات الجنجاويد ووضع حد للانتهاكات المرعبة التي يتعرض لها سكان دارفور .
الدعم الذي تتلقاه مليشيات الجنجاويد -قطاع الطرق- من الحكومة السودانية يتماشى تماما مع نهج الحكومة المذكورة الساعي الى محاربة كل ما لا يمت للقومية العربية بصلة كون سكان دارفور من اصول افريقية وليست عربية،لهذا فأن قتلهم او تشريدهم وحرق قراهم يتماشى تماما مع النهج القومي الشوفيني الذي تنتهجه حكومة السودان خصوصا وأنها تعيش أزدواجية السلطة القومية والاسلامية .
كثيرة هي الاطراف التي سعت للتدخل في ماساة دارفور وسعت الى أيجاد سبيل لحلها ،أمريكا،الاتحاد الاوربي،الاتحاد الافريقي والامم المتحدة التي توجت أعتراضاتها ضد الجرائم التي ترتكب بحق الانسانية في دارفور بقرار لمجلس الامن الدولي يبيح التدخل العسكري من أجل أنهاء المأساة في الاقليم المذكورومثلما تدخلت أطراف كثيرة او سعت للتدخل فان جامعة الدول العربية تدخلت هي أيضا،غير أن تدخلها كان لصالح استمرار مأساة سكان دارفور ،فكل دعوة لوضع حد للازمة القائمة او دعوة الحكومة السودانية لان تضع حد لهمجية ووحشية عصاباتها من الجنجاويد،يعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية السودانية من وجهة نظر جامعة الدول العربية،او تهديدا للامن القومي لهذا البلد او للامن القومي العربي برمته.
التصفيات العرقية والابادة الجماعية والقتل المتواصل وتشرد ما يقارب مليوني أنسان وبروز واحدة من اكبر المآسي الانسانية لايعني الجامعة العتيدة بشيء بل هو شأن داخلي وأن الحكومة السودانية قادرة على حله،وعلى الرغم من أن العالم بدوله وحكوماته ومصالحة المتداخلة والمتناقضة في آن معاَ قد حذر من الماساة التي يعيشها سكان دارفور الا ان لجنة تقصي حقائق الجامعة العربية التي زارت دارفور قالت ان الوضع لا ينذر بكارثة أنسانية إإإ رغم المجاعة التي حولت أجساد مئات الالاف الى هياكل عضمية مرعبة،ورغم الكم الهائل من القرى المحروقة والمشردين المعرضين لهجمات ورعب الجنجاويد.
الامن القومي لحكومة السودان وبقاء كرسي البشير وحكومته أهم بكثير من الموت والتطهير العرقي والمجاعة المروعة التي تفترس سكان دارفور .موقف الجامعة العربية هذا يذكر حتما بموقفها من المقابر الجماعية التي أكتشفت وأزيل عنها التراب في العراق بعد سقوط نظام الاجرام والابادة الجماعية والتطهير العرقي ،نظام البعث القومي الشوفيني ،حيث لم يصدر عن الجامعة العربية أي رد فعل يوضح موقفها او أستنكارها لتلك الجرائم التي أرتكبت بحق العراقيين .كما يذكر أيضا بصمتها أزاء الجرائم التي ترتكبها الحكومات العربية بحق مواطنيها.
كل يوم تثبت الجامعة العربية أنها ما وجدت الا للدفاع عن حكومات مستبدة ودكتاتورية وتثبت كل يوم أيضاَ أنها في وادٍ واكثر من 250 مليون أنسان في العالم العربي بمشاكلهم وهمومهم في وادٍ أخر.



#فهد_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعا عن النقد ...حزنا على سعدي يوسف
- ألأغلبية الصامتة...الصمت على ماذا؟
- أبو غريب - قساوة الذاكرة
- البدائل السوداء... (أمارة الجنوب الاسلامية) نموذجاَ
- أبداع التوريث
- الآباء القتلة
- مشايخ الازهر...عودة محاكم التفتيش
- الاختطاف والقتل رسالة الارهابيين السوداء
- المجلس القومي لمناهضة حقوق الانسان
- حين أكل عرفات ناجي العلي
- حمى التسلح...حمى القتل
- الانسان والشيوعية ..الجسارة والامل
- أسمنت عربي لجدار الفصل العنصري
- دعاية وأعلان
- أمنيات طفل على بوابة الحكومة الجديدة
- منصور حكمت أعاد للشيوعية وجهها الانساني
- مواسم الامراء
- سكاكين و غزل
- مايكل مور فهرنهايت السياسة الامريكية
- سقوط الامام - ...في مواجهة فتوى الازهر


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد ناصر - الجامعة العربية وفضيحة دارفور