أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الفتاح المطلبي - الحلقة الخامسة من سيرة المحموم














المزيد.....

الحلقة الخامسة من سيرة المحموم


عبد الفتاح المطلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3087 - 2010 / 8 / 7 - 23:46
المحور: الادب والفن
    



في المدن الحية لا تحتاج الى اجهزة او معدات لاكتشاف ذلك الدفىء المنبعث من مفاصل واذرع علاقات الناس.. حتى ان ذلك يوصف احياناً بالحرارة فيقال صافحه بحرارة.. واستقبلني بحرارة وهذا الرجل لطيف دافىء.. لكنني توقعت انهم يقولون ذلك حتى في الصيف اللاهب هنا في بيتنا.. الا ان المفارقة الاكثر عجباً وخيبة انه بالرغم من هذا الصيف اللاهب الذي تصل فيه درجة الحرارة الى 60 مئوية في الشارع اشعر ببرودة العلاقات بين الناس وفتورها وجمودها احياناً فكرت ان ذلك بسبب الكدر الهابط على المدينة وبالتالي فهو هابط على اخي وامي وانا وحدي من يشعر بحرارة حمى تقترب.. وارجعت اسباب برودة مشاعر اخي وامي والجميع بسبب الكدر لذا لا مجال لان افكر عليهم هذا العذر الغادر.. لذلك فان الناس يكونون يقظين عندما يستيقظون وعندما لا يدرون والوقت المسترخي كحيوان بين تلك اليقظة ووقت النوم لا يدرون الناس ما يفعلون به.. فقد كان ككومة من الخيوط يصعب نكثها وفرزها خيطاً عن خيط.. لذلك فقد ملوا محاولات نكث كرة الخيوط والقوها جانباً فتحولت الى حيوان مسترخي.. في ظل حائط..
ولا مجال لتدفئة البرودة في المشاعر.ز وانك مهما فعلت فلن تستطيع ان تحيد من واقع الامر الذي يجتاح مدننا ذلك الواقع الذي لا تريد الناس تصديقه وقبوله كحقيقة واقعة ويومية ولأن الناس هنا اسماك في بحيرة موبوءة بصنارات صيد عنيدة ومراوغة، تساءلت هل ان الانسان مجرد سمكة لا يعنييها الامر، انا لا اميل الى ذلك لانني اعرف السمكة مخلوق ماكر لكنه لم يزود بذاكرة ، لذلك بعد ان تعلق سمكة بصنارة يهرب السمك بعيداً في لحظة الحدث ، ثم بعد لحظات عندما يهدأ الماء مرة اخرى تاتي سمكة من تلك الاسماك التي كانت هاربة تواً لتغريها الصنارة، فيتكرر الامر على هذا النحو ذلك يجعلني شبه متيقن من ان الاسماك لا ذاكرة لها بالتالي لا علاقة لها بقواعد البيانات وتحليلها واتخاذ مواقف تجاه الحدث.. ولو كان عكس ما استنتجته لانقرضت مهنة صيد السمك.. انها تقداد .. ولا تعي..
فكرت ان ذلك يفسر استمرار الناس بالمرور من الطرقات التي تجتاحها العصابات وجيوش القتلة والقناصين بالرغم من ان حادثة مروعة قد حدتث بالامس على هذا الطريق او ذاك كيف يمكن لي تجاهل ذلك وانا ماض في التنبيه لموضوع الحمى التي تغزو جسدي وبرودة المشاعر تتفاقم حولي.
كيف يعتاد الناس على القتل والموت اليومي وينسون اعتبارهم على الحياة؟
الا انهم اسماك بلا ذاكرة..؟ ام ان الحياة هنا بدأت بالاختلاط بالوت لتشكل قواماً ذا طعم آخر مثلما نخلط الشمس مع البطيخ.. ام انهما صارا وجهين لعملة واحدة كما يقولون.. ام اننا محض غرائز تسير نحو مصائر غير محسوبة ولا يعني حسابها شيئا، ام ان الظل الداكن الذي يغطي المنظور كله يجعل الناس لا يفرقون بين رجل ميت وآخرنا ثم وهم سائرون كالنيام في الطرقات.. ذلك ما كنت افكر به اثناء حملي فوق نقالة المشفى ووضعي في جوف سيارة الاسعاف الفرنسية الصنع من طراز حديث، حيث بدأت الامم المتحدة ننشط هذه الايام في التحضير للكوارث.. فهي دائماً لا تقدم الحلول.. بل تحصد النتائج .. وكانها معنية بمشروع سيحل أزمتها المالية الخانقة هناك في هذا البيت الزجاجي الطويل جداً والذي لا اعرف لماذا لا ينهار.. رغم انهيار جبال في العالم.. وانهيار ابراج ملنهاتن وانهيار امم وشعوب وغرق قارات وجفاف بحار.. لكن هذا العملاق الزجاجي لم تنكسر فيه زجاجة واحدة.. كانت الحمى لم تتوغل بعد في كياني المنحل والمفتول به وان المشفى يقع في منطقة منفلتة من مناطق المجد المنقرض المؤشر على مواقع الانترنت وخرائط الامم المتحدة.. والمنظمات التي لا نعرف لا احتصاصاتها ولا نوع عملها.. والتي انتشرت كالوباء تماهياً مع الوباء الحاصل حالياً والتي لا تسيطر عليه الحكومة ف ياغلب الحالات ذلك لان الحكومة شكلت على عجل كطبيخ غير ناضج.. فاستطاع بعض زعامات عصابات معروفة التسلل الى قاعة جلوس الحكومة والاختلاط معها وكأن الامر لا يعني احداً.. وهو كذلك.. اذا سلمنا ان قواعد العمل المعولم المحضون والمفبرك كتماثيل دادائية يمكن ان تجد فيها الطين والرصاص ومسمار الحديد وقصب من اهوار الجنوب..
وشيء ناشيء لا يشبه الافق مطلقاً ولكن الفنان الدادائي يقول لك بكل برود الفلاسفة.. انه انف.. لا ادري لماذا تتجه افكاري هذا الاتجاه رغم انني عند انطلاق سيارة الاسعاف حاولت ان لا افكر ولا احاول ذلك لانني وددت ان اصبح خارج الموضوع بحيث لا اسمع تلك الرشقات من البنادق الاتوماتيكية التي استهدفت سيارة الاسعاف من زقاق قريب من المشفى, حطمت الرصاصات زجاج السيارة الامامي وجرح السائق في ذراعه



#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علبة أمي الفارغة- قصة قصيرة
- الحلقة الرابعة(4) من سيرة المحموم في زمن الحمى
- الحلقة الثالثة من السيرة الذاتية لمحموم في زمن الحمى(3) ((ال ...
- السيرة الذاتية لمحموم في زمن الحمى- الحلقة الثانية
- السيرة الذاتية لمحموم في زمن الحمى
- العنقاء بغداد -قصيدة
- قرار السيد الوزير -قصة قصيرة
- مرثية-لبغداد
- ذات الوشاح
- السر-قصة قصيرة
- سلاما لبغداد- قصيدة
- صديقي فارع الطول-قصة قصيرة
- رهاب- قصة قصيرة
- وظيفة محترمة - قصة قصيرة
- حصيات شيرين الجميلات- قصة قصيرة
- مياه ضحلة- قصة قصيرة
- ريب الضباب-قصيدة
- الفقاعة-قصة قصيرة
- يوميات
- سل الفؤاد-قصيدة


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الفتاح المطلبي - الحلقة الخامسة من سيرة المحموم