أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - طارق عزيز والاكتشاف المتاخر














المزيد.....

طارق عزيز والاكتشاف المتاخر


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 3087 - 2010 / 8 / 7 - 22:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بغداد المنصور و الرشيد تستقبل هذة الايام حكومتها "النفطية" العتيقة الجديدة مثلما استقبلت في امسها القريب همرات الفاتح بالورد . وبغداد كل يوم في شأن . ومشكلة سماء بغداد انها لاتدوم لاحد فارضية قصورها الفارهة شهدت دفن كل الاصناف من حكومات تلاشت مثل الملح .وتسابقت في شوارعها كل ماركات الدبابات التي اجتاحت قصورها في ظلام الليل وسحلت بالحبال سكان تلك القصور حتى حلت في اخرها الهمر تعيد بسمة لوجهها الذي لم يبتسم بعد لترسم لها فرشات الفاتح لوحة ديمقراطية وان جلس على ضفتيها اليمين . فكانت ديمقراطية بالايمن فقط يتربص احدهم بالاخر عبر موازنات لاتستند على قوانين محددة مجردة من الفعل .
وديمقراطية بغداد التي تشدق الكل بها وتغنى هي ديمقراطية مشوهة عرجاء صماء بكماء ولولا همر هذا الفاتح لاستحالت الى دكتاتوريات دينية بشعة تفوق بشاعة صورتها كل دكتاتوريات وفاشيات الماضي القريب العسكرتريارية .
فدواخل هذة الديمقراطية تمتلى باجندة مليشيات مخفية لاحزاب لاتؤمن بصميم هذة الديمقراطية و تتحين الفرصة للانطلاق حين تتهدم اركان هذة الديمقراطية لتعيد عالم السجن والموت من جديد .
ولان هذة الديمقراطية لم تنبع من صميم العمل ومن لب الطبقات التي تصنعتها حين تتضارب المصالح ويصل الامر بها حد التطاحن على مسك مقود السلطة فتكون الديمقراطية حلها الامثل بدل زوال يلف الكل مثلما نمت هذة الديقراطية قبل اكثر من الف عام في اثينا وعادت بشكل جديد في اوربا الطبقات والعمل .لكنها في ارض الفقية اسم مجرد من محتواة اشبة بالمركب الكيمياوي البسيط القلق الهش الذي يتحلل بسرعة الى محتوياتة الاولية تحت تغيير المعادلة حين تتغير الظروف لنعود من جديد الى حكم الصحابة والاولياء والمليشيات المدججة بالسلاح من الشمال الى الجنوب في دولة لم تتعرف على معنى العمل المنتج بعد في اقتصاد بدائي ريعي يعتمد في كل ايراداتة على بيع النفط الخام . ولان السلطات التي تمتلك عوائد أموال النفط والثروات الضخمة تكون دائما غير عابئة بشعبها لانها غير محتاجة الى نشاط الجماهير الاقتصادي الفعال في مجالات الصناعة والزراعة والخدمات بل تهمل ناتج العمل ومردودة لانها بدل ذلك تستبدلة بالاستيراد الجاهزمن السلع والخدمات بكفالة أموال النفط وتلك الثروات .
لذلك كان الشغل الشاغل و العمل الاساسي لتلك السلطات النفطية هو تدعيم سلطانها بخلق الجيوش والاجهزة الامنية والقمعية والانفاق على تسليحها لمواجهة نقمة الشعب وغضبه وأشغاله بالقضايا الجانبية غير الجوهرية مثل صراع المذاهب والفتن الداخلية بدل بناء الطبقات المنتجة وانشاء المصانع ومكننة الدولة . .
وعلى هذا المنوال لم تصنع الطبقات في تراب ميسوبوتاميا ولم يتناقض عقل هذة الارض بجدل منتج يتقدم في صيرورتة الى الامام فكانت طبقاتة المنتجة تتبدل الى طوائف وملل ومذاهب يعوزها العمل تتخاصم على الماضي البعيد ووجدت فيها السلطات المستبدة تدعيما لمركزها واداة طيعة لبقائها الابدي.
قد يكون هذا الكلام صعبا في اذان اولئك الذين ذهبوا بعيدا في تصورات عالم الخيال ووصل الامر بالبعض الى تسمية هذا الحدث الهائل بالانقلاب الديمقراطي الذي اخل الموازنات بثورة عقل على مفاهيمة .لان هذا العقل ببساطة لم يمتلك بعد مفاهيمة الخاصة ولم تترسخ فية المفاهيم فهو لازال في طفولتة البدائية يستقبل المفاهيم بلا فحص وبدون اخضاع الى محاكمة الواقع المتغير في عالم مجتمع لازال يعيش عالم ماقبل الديكارتية .
فليست الطبقات العراقية الناخبة سوى شتات بسيط من الموظفين الموزعين في وزارات غير منتجة استهلاكية في طابعها تعيش على مردودات النفط بثلاثة ملايين موظف يتوزع نصفها في وزارات السلطة بين الدفاع والداخلية وطبقة سكولائية وسطى من المعلمين وصغار الموظفين ونصف مليون طالب جامعي من الذين لم يبدا لديهم بعد بوادر التفكير المنطقي . ويتبقى من التسعة عشر مليون ناخب اكثر من عشرة ملايين من العجزة وكبار السن الاميين من الذين لايفرقون بين ناقة السياسة وجملها . ولايتعدى مدى حيز معرفتهم سوى تمييز فصول السنة واسماء شيوخ الجوامع ولم تكن عقلية اثقف الناخبين العراقيين في مثل تفكير ابسط ناخب بريطاني اوفرنسي يعرف مقدما اهداف اليمين وبرامج اليسار وماهو اختلاف برنامج "ساركوزي" عن برنامج " رويال" وكيف تكون الدولة اذا فاز اليمين وشكل الخدمات في حالة حلول اليسار بل ان مصادر معرفة هذا الناخب العراقي سماعية فهو ينتخب من يسمعة في نشرة الاخبار يرفع لة راتب المعيشة ويعين لة الاولاد العاطلين فقط في واقع فقر مدقع لم تغيرة حكومة الدين الذي انهزم في اخر امرة حين وجد نفسة عالة على سياسة عولمة اليوم . وعلى شكل عقلية الناخب كانت عقلية المرشح المكون لعقلية السلطة التي لم و لن تختلف عن عقلية سابقتها حين تستلم مقاليد الحكم لتبدا بكيل التهم والشتائم وانواع المسميات لسابقتها وتحملها كل اخطاء الماضي المشين بدل العمل المنتج البناء وصنع الطبقات . لذلك كانت ضرورة الهمر مسالة حياة او موت في بلد الفقية من اجل اعادة التوازن لهذة الطوائف والمذاهب المتناحرة على من يملك بئر النفط والنقد وان نسى "طارق عزيز" الذي استفاق متاخرا الخطوة الحيوية الثانية للهمر والتي تتجسد باعادة الانتعاش لهذا الاقتصاد المنهار بمشروع اشبة بمشروع "مارشال " يكون النواة الحقيقة لصنع طبقات منتجة عراقية ترسخ قيم الديمقراطية اشبة بقيم ومبادى من اجل ان نرى الاشياء ونعرفها كما هي في حقيقتها لنتغنى بعد ذلك بديمقراطيتها الرائعة التي لم تتكون بعد ...
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية. تلك الحقيقة التي سيصلها الانسان
- منتظرنا القادم بعد ثلاثة شهور
- ارسلية الى XXL يا قناة -وصال-
- هل نعود يوما الى ارهاب البعث ؟
- - ويا أبا حاتم- الثورة التي وهبت جدي بستانا أخضر ..........1
- دعاء - الصباح- الجديد لكل عراقي
- من يعيد لنا اثبات -العراقية- المفقودة
- المجد للافتة تورنتو . الثورة مازالت هي الحل .
- مونديال العراق . مونديال الفرن
- وفشل الحاكم الجعفري
- اننا بحاجة الى حكومة عمل و عدالة في توزيع الثروة . ولا اكثر ...
- هل يتقبل العراقيون قادسية ثالثة ؟
- -ثابت - الحرمنة في العقلية السلطوية العراقية
- قناة -صفا- ونشر الغسيل وذكريات ماركسية
- لماذا الصراع على كرسي الزعامة في ارض الطوطم ؟
- العراق نسيان الواقع بايهامات تكوين السلطة
- الشيوعية مجتمع الاحرار . هل تستحق الشعوب الذليلة نضال المارك ...
- ليس للبروليتاريا الا الويتها الحمراء
- جهاز -حنين- القادم ......1
- بشرى - المعهرة- التي لم نبتشر بها بعد


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - طارق عزيز والاكتشاف المتاخر