أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم منصوري - ...وسار على الدرب عاما حافي القدمين














المزيد.....

...وسار على الدرب عاما حافي القدمين


إبراهيم منصوري

الحوار المتمدن-العدد: 3087 - 2010 / 8 / 7 - 01:06
المحور: الادب والفن
    


ازداد مصطفى في ليلة من ليالي شتاء جبال الأطلس المتوسط بالمغرب الأقصى. كانت أسرته لا تعرف معنى العيش في كرامة ومن أين لها الكرامة والفقر والجهل يعششان في رحابها كما يعشش النمل؟ شاءت الأقدار أن تموت أمه وهو ابن ثلاث سنوات ونيف. تزوج أبوه امرأة ثانية ليساهم من جديد في إذكاء نار النمو السكاني، ولم لا ما دام كل فرد من البشر ينزل من بطن أمه متأبطا خبزه. سجل الطفل في المدرسة القروية وعمره ثماني سنوات وكم كان حظه سعيدا في ذلك الزمن الرديء، زمن الأمية والهذر. كانت وسائل العيش لا تكاد تسد رمق الأسرة، بل لا تسدها قطعا في أحيان وأحيان. كلما دخل الطفل مصطفى إلى غرفة الضيافة وأبوه يستضيف صديقا أو قريبا، نهره وطرده قائلا: "ألا تستحيي يا ولد؟ إن هذه الغرفة للكبار ولم تبن أبدا للصغار مثلك، اذهب عند أمك من أبيك وكن مؤدبا". لم يكن الولد الصغير يطيق العيش في ذلك الزمان والمكان. خرج كما هي العادة مع أصدقاء الخير والسوء وكلهم سواء. ذهبوا كلهم إلى الغدير القريب. كان عمره حوالي إحدى عشر حولا. كان يرتدي ثوبا شفافا وحداء مطاطيا إذ كان الوقت صيفا وكل الفصول مطاط. جاء السيل فجرفت الرجل وما حملت الرجل. جرف السيل حداءه المطاطي وفي عقله شيء من حتى. ذهب السيل بما حمل الرجل، شكرا للسيل الذي لم يذهب قط بالكائن البشري الذي يفكر. "طز على الحداء فكلما ذهب حداء جاء حداء"، كان مصطفى يتمتم في قرارة نفسه. وصل إلى منزله في تلك القرية النائية فلقي أباه حافي القدمين. "أين حداؤك يا ابني، لقد اشتريته بثلاثة درهم؟". "جرفه السيل يا أبي، إنه لعين هذا السيل يا أبي". "أنت اللعين أيها الوغد، كيف اعتذرت للغدير حتى طاف بحدائك وجرفه؟". "منذ اليوم يا ولدي، لن يكون لك حداء كجميع الكائنات البشرية، أنت منذ اليوم كجميع الحيوانات

، أستاذ الاقتصاد بجامعة مراكش/المغرب



#إبراهيم_منصوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربع وعشرون ساعة في أمستردام
- قصة قصيرة ولكنها من الواقع: (الفحام الوقح الجريء: زوجته وأتا ...
- بوكماخ في بلاد السنغال
- ذكرى الوالدة
- في مدح النمو: أشعار في مفهوم غير مفهوم
- قصيدة شوق جديدة: من اللسان الأمازيغي إلى لغة الضاد
- في مدح صاحب الجلالة أصل النمو: حفنة أشعار في مفهوم الادخار
- شركات الأمن الخاص بالمغرب: احترافية متدنية واستغلال بشع للعم ...


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم منصوري - ...وسار على الدرب عاما حافي القدمين