أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء الدين ميرغني الطاهر - السودان ومصر:















المزيد.....

السودان ومصر:


ضياء الدين ميرغني الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3086 - 2010 / 8 / 6 - 18:16
المحور: المجتمع المدني
    


السودان ومصر:
أزلية العلاقة وضرورة تحريك التماسك الشعبي بفهم جديد


ودائما كان النيل وسوف يظل شريانا تتدفق مياهه لتنبض غرف القلب التي تمثلها السودان ومصر، إذ خلافا لكل دول الحوض تُوجد في السودان ومصر عددا من القواسم المشتركة التي تجمع بين شعبيهما بأكثر مما يتوفر في الدول الأخرى. ولكن علي الرغم من ذلك كان هناك علي الدوام ما يُعِكََر صفو هذه العلاقات ليس علي المستوى الرسمي الحكومي فقط، بل وعلي المستوي الشعبي بين شطري الوداي.
المثير والغريب في الأمر أن هنالك إصرار كبير من النخبة الحاكمة المصرية والمرتبطين بها، علي إدامة علاقة مصر بالسودان بشكل يثير الحساسية وبالتحديد علي المستوي الشعبي السوداني. حتى تحولت لبداية تصَدُع، لست أشك في أنها ستصل إلي نهايات غير حميدة ما لم يتم الإنتباه إليها ومعالجتها بشكل جدي خارج منظور الصيغة الأبوية والتوصوية من شمال الوادي إلي جنوبه.
هذا ما نلاحظه حتى في كتابات بعض المثقفين المصريين الحريصون علي ديمومة العلاقة الرسمية والشعبية بين السودان ومصر. وهذا ما يؤكده الأستاذ الشاعر فاروق جويدة والذي يتمتع بتقدير عالٍ من السودانيين لكتاباته وشعره إلي حد الوله، في ما ذهبنا إليه بخصوص وجود أزمة حقيقية بدأت في التنامي *1، من خلال مقدمة مقاله في (السودان وغياب الدور المصري) والمنشور بصحيفة الشروق ، وإن أتي في السياق القديم نفسه الذي لم يتفَهم الوعي السوداني بالذات وندية العلاقة بين البلدين.
نعم من حقائق التأريخ أن مصر رفدت السودان بالكثير من أسباب نشر الثقافة والسياسة والعلم. وذلك لأنها كانت مسئولة في أغلب فترات التاريخ قسرا أو طوعا عن محاولة تطويع نُظم الحكم في السودان ودعمها. إلا أنها بالمقابل لم تستطع رسميا ولا شعبيا النفاذ لاستقصاء ومعرفة النزوع الثقافي والسياسي والعلمي السوداني.
بالرغم من وجود بحوث*2 كثيرة تعَرضت بالدراسة الوافية للشئون السودانية المصرية كما أوردها الكاتب المصري الأستاذ فهمي هويدى في مقاله بجريدة الشروق المصرية تحت عنوان، مصر في السودان غيبة أم غيبوبة ؟، والذي طرح فيه أسئلة في غاية الأهمية علي لسان أكثر من 26 باحثا من الطرفين السوداني والمصري كان أهمها في تقديري الأسئلة التالية:-
لماذا يتخذ التعامل بين الحكومات دائما طابع حماية الأنظمة لا حماية الأوطان؟ ولماذا فشلنا في تحديد الصلة الشعبية وركزنا سعينا على الصلة الحكومية ؟ لماذا تتوتر العلاقة الشعبية كلما شاب التوتر علاقات الحكومات؟
وأُضيف: ما هو السبيل لإرساء علاقة شعبية راسخة ومتطورة بغض النظر عن النظم السياسية الموجودة؟
وفى اعتقادي أن ذلك لن يتم إذا لم تقم النخب المثقفة في البلدين بالإنفتاح علي بعضهم البعض في إتجاهين، من وإلى وليس في اتجاه واحد كما يحدث الآن.
لقد تعامل الإنسان السوداني مع المكون الثقافي والنفسي والأخلاقي للإنسان المصري بكل تفاصيله الدقيقة.فهل وجد هذا الاهتمام منه ما يوزايه من الاهتمام بشأنه عند المواطن المصري؟
في الغالب الأعم يذهب كثير من المثقفين المصريين عند دراستهم للعلاقات بين البلدين إلي أن أميز وازهي فتراتها، كانت في عهد الرئيس الراحل جعفر نميري (1969-1985) الذي عاصر أنظمة مصر الثلاثة، (عبد الناصر – السادات – مبارك)، لاعتقادهم بأنه يكَنُ حبا لمصر بأكثر مما يُوجد لدي بقية السوادنيين!!!
حتى حدا به الأمر للسماح بالتدخل المصري العسكري في الشأن الداخلي السوداني (أحداث الجزيرة أبا-وعقد اتفاقية الدفاع المشترك- والتوقيع على منهاج التكامل عام 1974 )، دون أخذهم في الحسبان أسباب هذا التوجه الذي *3( كان فيه الشعب السوداني مسلوب الحقوق، ويعاني من وطأة نظام دكتاتوري لا يهتم بمصالح البلاد العليا بقدر اهتمامه وتشبثه بكل ما يعزز بقاءه في الحكم وتسلطه على الشعب لأطول فترة ممكنة.
وكذلك كان التحرك الأمني لنظامي السادات ونميري وأنظمة أخرى في المنطقة، قد قادتها جميعا إلى إلتماس التحالفات السياسية ). د.بكرى خليل ص 195كتاب الوعي الذاتي وهوية السودان الثقافية.

ولم تختلف المساعي لإقامة علاقات جيدة بين السودان ومصر على اختلاف توجهات أنظمة الحكم فيها عبر العديد من الحقب الزمنية، من زاوية المصلحة السياسية والاقتصادية لهذا النظام أو ذاك دون الإهتمام بالبعد الشعبي في العلاقة بين الأشقاء في وادي النيل.
وقد قاد هذا التوجه إلى جهل أو تجاهل الحالة النفسية والشعورية والتي يتميزبها المواطن السوداني عند المواطن المصري. وهي في تقديري أساس مهم لفهم بعضنا البعض . ورغم وجود القواسم المشتركة والجامعة بين الشعبين السوداني والمصري وتمظهرات ذلك في العديد من وسائل الإعلام المشتركة إذاعات وصحف ومجلات إلا أن ذلك كله لم يساهم في الإنفتاح الثقافي المتبادل، فعلى مستوى الثقافة والفنون وبرغم أن مصر كانت وستظل على الأرجح لفترة من الزمن قِبلة للفنانين العرب في جميع المجالات ونقطة إنطلاقهم إلا أنها فشلت في التعامل بشكل موازي مع الفنانين والمثقفين السودانيين مثل بقية نظرائهم في الأقطار الأخرى.
بينما كان إنفتاح مثل هذه المجالات بين السودان وبعض الأشقاء أكبر (سوريا) أكبر من مصر في مجال التمثيل الدرامي مثلا.
وعلى جانب أخر ذاع صيت الشعراء السودانيين في العراق من خلال مهرجانات الشعر السابقة كالمربد وغيره بأكثر مما يحدث في مصر التي يتوافدون إليها دائما ويطبعون دواوينهم وأشعارهم فيها. ولا يمكن إرجاع ذلك بالتأكيد لخلل في الثقافة والفنون السودانية أو ضعف فيها. إنما لضعف الحس المصري تجاه رصيفه السوداني.
وحتى رياضيا فما حدث في مباراة مصر والجزائر بأم درمان مؤشر قوي يدل على البرم الذي بدأ يسود ويتسع عند المواطن السوداني إزاء ما تعتمد عليه سياسة النظامين المصري والسوداني بخصوص العلاقة بين البلدين. وانه تعبير أكثر عن فشل السياسة الرسمية المصرية/السودانية وسقوطها كما عبَرتُ عن ذلك في مقال سابق بهذه المناسبة (راجع مقال*4 أنها ابعد من مباراة، إنها سقوط نهج كامل – منشور في العديد من المواقع الالكترونية) وذلك بالرغم من محاولة تلطيف الأجواء عبر اتفاقيات الحريات الأربعة وبعض الإجراءات التي اتبعها البَّلدان مثال ذلك ما يحدث في مصر تجاه المواطنين السودانيين الزائرين والمقيميين.
إننا أمام مرحلة مفصلية في تأريخ العلاقة السودانية المصرية في بُعدها الشعبي. وأرجو أن لا نتوهم بأكثر مما يجب. فنموذج العلاقة التي يكادُ ينفصم عراها بين شمال السودان وجنوبه، دليلا يُمكن إمعان النظر فيه، إذ لم تستطع قوة الدفع ألتأريخي ولا النضالات المشتركة في وطن واحد، ومنذ عهد قديم، في أن تنقذها من المصير المحتوم الذي سيتقرر وفق استفتاء يناير 2011، بسبب سياسات الأنظمة المتعاقبة في السودان. وهو ما يشبه إلى حد كبير شكل ومسار العلاقة المصرية السودانية.
إن أهم الملفات الرسمية ذات المساس الشعبي تتلخص في ثلاث قضايا:-
• قضية حوض النيل ومياهه.
• قضية حلايب وأحقيتها.
• وقضية جدل الوحدة أو الانفصال بين شمال السودان وجنوبه.
ومن المحتم أن يكون مصيرهم مظلما في ظل التحركات الخاطئة من كلا النظامين في محاولاتهم لإيجاد حلول ظرفية ومؤقتة لهذه الإشكاليات، دون النظر في البعد الإستراتيجي لاستشراف آ فاق مستقبلية تضع الحل، في إطار العلاقات الراسخة، وعلي المستوى الشعبي، وليس الرسمي فحسب، علي وجه الخصوص بين السودان ومصر.

ضياء الدين ميرغني ناشط سوداني مقيم في هولندا
والأمين العام للمنبر الديمقراطي السوداني - هولندا



#ضياء_الدين_ميرغني_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء الدين ميرغني الطاهر - السودان ومصر: