أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الفتاح المطلبي - الحلقة الرابعة(4) من سيرة المحموم في زمن الحمى















المزيد.....

الحلقة الرابعة(4) من سيرة المحموم في زمن الحمى


عبد الفتاح المطلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3086 - 2010 / 8 / 6 - 00:51
المحور: الادب والفن
    


السيرة الذاتية لمحموم غي زمن الحمى ألحلقة الرابعة(4)

ليس لما قلت تواً علاقة بدواعي الكدر الذي استشعره اخي هو والذين يحيطون به في مكتبه الواقع على ركن الرصييف المقابل لساحة السباع.. مبتورة الذيول والتي لم تفهم لهذه اللحظة مغزى ان تحمل ما يشبه الطبق فوق رؤوسها... وقد استحالت الوانها الى الوان ضياع.. حتى انني لاحظت ان احدها كان ينظر بعين واحدة الى براثنه ليتأكد من حقيقة كونه سبعاً ام ضبعاً.. سألني ان كنت ارى الموضوع من جهتي بوضوح، لانه لا يستطيع ان يحرك رأسه فيقع الطبق ومافيه.. قلت ان احد المخالب في قائمتك اليسرى قد انكسر مخلفاً ما يشبه ضلع ضبع.. لان عواصفاً من بارود ورصاص تهب احيانا في كناس السباع.. ذلك كان سابقا لما كنت اريد قوله.. عن اخي الذي اختار مكتبه مقابل تلك السباع.. الهذا علاقة بعمله؟.. وتجارته .. فكرت انه ربما اختار ان يكون مكتبه امامها مستعملاً اجتماعها بتلك الصورة التي حرصت بها على ان تخفي مؤخراتها تحت الطبق الذي وضع فوق رؤوسها بحيث ان كل سبع يدير مؤخرته للاخر.. كتميمة يتفائل بها كلما فتح اقفال المكتب ناظراً اليها.. زاعقاً ياالله.. تحسباً من شر الثلة التي تحيط به من لصوص وقتلة ودجالين ومحتالين كبار وآكلي اليرابيع المسكينة واشباه ، الجحوش، كل اولئك واخي ايضا ليس لهم علاقة بما ذكرته سابقاً عن دواعي الكدر لكنهم.. في نفس دائرته.. وضمن مداه.
ان ما يهم اخي هو كدره المردود لدواعي الكساد الحاصل في عمله ويبدو ان الثلة التي تحيطة لها نفس المشاعر المتكدرة.. بسبب ما يجري فوق وتحت ومن الجهات الست.. جميعها.. ذلك انهم جميعا قد احتفظوا بشيء من الاسى على المخلب المفقود من رجل السبع الذي يتفائلون كثيرا بمخالبه.. وانيابه.. غير ان اثنين منهم كانا يعلمان بما يجري ولا يدفعان الا نحو مزيد من الكدر.. ومما يزيد حزن اخي انه واقع تحت قبضة هؤلاء الشركاء بحكم المديونية الكبيرة لهم عنده، لذلك قال وهو حائر في ما سيبتدع من حديث يلهيهم به مبعداً عنه احتمال تذكيره كما يفعلون دائما بمستحقاتهم عليه..
ـ هل عرفتم شيئاً..؟ هل وصلتكم اخبار..؟
ران على الجميع الصمت وكأنهم أخذوا على حين غرة.. وقد شعروا ان اخي يلوي افكارهم نحو وجهته.. زاعما انه لم ينم ليلته من الكدر الهابط على الجميع..
وبعد فترة صمت قصيرة قال لص من لصوص (الاورفه لي)..
انني سمعت ان ما نعانيه من كدر هو ما قيل عن نناسخه الذي حصل منذ زمان ليس ببعيد.. حيث قذف البحر رجلاً جنوبياً بقاربه المصنوع من شجر الغرب ومسامير صنعها حداد مندائي اصيل.. وقار جيد جلب من عين نفط خانة التي كانت تقذف القار ولا يعرف الناس لم كانت تفعل ذلك لكنهم علموا بعد كثير من الوقت انه من اجل طلاء القوارب.. كان قارباً متيناً اوصله موج البحر الى شواطىء الهنود الحمر.. الذي شاركوا في الانتخابات الرئاسية الاخيرة.. دون ان يعلم احد، لان ذلك كان بعد انقضاء مدة طويلة من الزمن على وصول هذا الجنوبي الاصيل ، حيث صبر على العطش صبر الاجداد في ارباعهم الخالية إلا من الرمال.. وشد الحزام على البطن متحملاً جوع الكرماء.. ايام المجاعات التي يؤكل فيها الحجر.. وطوال تقاذف الموج لقاربه كان يضع يده على عقالة لكي لايقع لان ذلك الموج وتلك الريح لم ولن تكون تبريراً امام القبيلة اذا وقع عقاله من فوق رأسه لا سمح الرب بذلك.. وكان يعلم علم اليقين ان عقال المرء شرفه ومن لا عقال له لا شرف له حتى ان معظهم قال: يولد المرء وعقاله معه.
كان اخي يرمق المتحدث بنظره كلها عتب مشوب بالعجب لانهم جميعاً كانوا بلا عقال.. واكمل لص الاورفلي بان الرجل علم ان الهنود الحمر قبائل محترمة تقفو اصول الاجداد وعندما اعجبتهم طريقه صناعة زورق الرجل.. كلفه زعيم القبيلة بان يعلم صبيانها هذا الفن فاستضافة في كوخه الفاخر وقدم له له غليون السلام.. لذا اصبح واحداً من القبيلة..
ولبقاء المعلم فترة طويلة بينهم فقد عرفهم جميعا.. عرف ان فلانة زوجة فلان وان علانة زوجة علان وان تلك ابنة ذاك وان ذاك صهر ذاك.. وهكذا فقد عرفهم كما يعرف نفسه، وعصر يوم من الايام غزا الكدر قلب المعلم فاراد ان يروح عن نفسه بان يتمشى قليلاً في الغابة القريبة من القرية.. فرأى عجيباً لم ير مثيله في قبيلته في الجنوب .. حيث العقال يولد مع المرء.. ارتد الى الوراء جافلا جفول فرس غير مدربة. فرجع الى كوخ الزعيم وقد تفاقم كدره حتى بان عليه.. لاحظ زعيم القبيلة الذي يحبه كثيراً دون ان يحجم عن اعدامه في أي لحظة مزاجٍ عكر بدعوى ان الآلة التي تقف هناك وسط ساحة القرية قد امرته بذلك.. لاحظ همة وكدره، قال له ما الأمر..؟
أطرق صاحبنا ولم يرد عليه..
قال الزعيم.. ان روح الاجداد تلعب في رأسي فاخبرني وإلا غضبت..
قال صاحبنا: كيف اخبرك بما لا استطيع لخطورته وحساسيته .
قال زعيم القبيلة: افزعتني يا رجل قل والا..
قال: اخاف ان ذلك سيؤدي الى غضبك وربما ستقتلني غير قاصد اثناء فورة الغضب.، ثم بعد ذلك تكرمني بمنصب شهيد الغضب.
قال: لا تخف لن اغضب ، فقل لقد زاد قلقي وبدأ الفأر يلعب مع الاجداد في رأسي.. وانت تعرف عندما يجتمع الفأر مع ارواح الاجداد في رأسي.. سينتج عن ذلك قرار خطير.. فقل ولا تتردد.
قال الرجل: يا زعيم انا كما تعلم صرت واحدا منكم.. ولقد رأيت فلانة زوجة فلان تحت علان.. ورأيت علانة تحت فلان آخر.. ورأيت المحروسة ابنتكم تضاجع زوج شقيقتك الكبرى.
قال الزعيم .. اية .. وبعد.
قال الرجل وهو يشعر بالعار والخوف: هذا كل شيء.
ضحك زعيم الهنود الحمر حتى استلقى على قفاه.
قال الزعيم: هون عليك يا رجل.. دعني اسألك واجتي بصراحة..
قال الرجل: نعم.. الا انه كان مرعوباً
قال الزعيم: أرأيت غريباً بينهم.. اقصد أراأيت احداً من غير قبيلتنا بينهم
قال الرجل وهو متعجب لا كلهم من قبيلتك.
قال الزعيم: والولد الذي يخرج بارادة الآلهة.. نتيجة ما رأيت هل سيخرج غريبا؟
قال: لا سيخرج هندياً ومن قبيلتك خالصاً..
قال الزعيم: اذن ماالمشكلة.. وضحك.. انا لا ارى في ذلك شيئاً سيئاً..
وربت على كتفه وطيب خاطره المجروح.. قائلا كلهم اولادي..
يا رجل لقد افرحتني.. نحن نتناسخ كما يجب..
لكن الرجل بقي بين لحظة واخرى يمد يده الى عقاله متحسساً الاضرار التي لحقت به.. دون ان يكون له أي ذنب في ذلك غير انه كان يفكر بان الذي رأى.. شارك في الفعل.. لذلك فان عقاله لم يعد كما هو حين كان يقاوم العواصف والامواج واضعاً يده عليه لكي لا يقع.



#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلقة الثالثة من السيرة الذاتية لمحموم في زمن الحمى(3) ((ال ...
- السيرة الذاتية لمحموم في زمن الحمى- الحلقة الثانية
- السيرة الذاتية لمحموم في زمن الحمى
- العنقاء بغداد -قصيدة
- قرار السيد الوزير -قصة قصيرة
- مرثية-لبغداد
- ذات الوشاح
- السر-قصة قصيرة
- سلاما لبغداد- قصيدة
- صديقي فارع الطول-قصة قصيرة
- رهاب- قصة قصيرة
- وظيفة محترمة - قصة قصيرة
- حصيات شيرين الجميلات- قصة قصيرة
- مياه ضحلة- قصة قصيرة
- ريب الضباب-قصيدة
- الفقاعة-قصة قصيرة
- يوميات
- سل الفؤاد-قصيدة
- مولعون بالوهم
- مسامير الأوغاد - شعر


المزيد.....




- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الفتاح المطلبي - الحلقة الرابعة(4) من سيرة المحموم في زمن الحمى