أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باسم محمد حبيب - ( الحلقة الرابعة ) يوميات سكين














المزيد.....

( الحلقة الرابعة ) يوميات سكين


باسم محمد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3085 - 2010 / 8 / 5 - 13:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بعد تناولنا الطعام مع الشيخ وأخذنا قسطا من الراحة كلمنا الشيخ في موضوع السكين وأبلغته بوجه نظري بان وراء هذه السكين سر ما كنت أتكلم لوحدي فقد لاذ أخي بالصمت ولم ينبس ببنت شفة كأنه شارد البال أو غير عابئ بوضعي حتى بعد أن أراد الشيخ اخذ رأيه بدا مرتبكا غير قادر على إعطاء جملة مفيدة واحدة فكلماته بدت أشبه مشتتة أو بكلمات متقاطعة :
- إنها لعنة لعنة السكين واللعنة لها سر والسكين لها سر
لم يجد الشيخ في كلمات أخي ما يخرج به بنتيجة أو يسد حاجته إلى المعلومات التي بدت شحيحة للغاية واقتصرت على روايتي لما حصل لذا اكتفى بطرح رأيه موجها حديثه إلى أخي :
- نحتاج إلى بينة فالبينة على من ادعى واليمين على من أنكر
فأجبته في الحال :
- لدينا السكين
- لكنه ينكر علاقته بها
- إذن دعه يقسم على انه لم يشاهد هذه السكين ولم يبعها لي
- وهذا ما سنفعله

ثم غادرنا بيت الشيخ على أمل أن نلتقي في جلسة القسم أردت أن استجلي رأي أخي بشان ما توصلنا إليه فالسيارة تسير ببطء ولابد أن نقضي الوقت الطويل بالحديث قبل أن نصل إلى البيت تفاجات أن أخي كان في تلك اللحظة يستغرق بنوم عميق كأنه وجد في السيارة ملاذه من اليقظة التي بات الكثيرون يعانون منها بسبب الكهرباء والحر فانا وهو على طرفي نقيض هو يهرب من اليقظة وأنا اهرب من النوم لكن شتان بين وضعي ووضعه على الأقل لأنه لا يعاني من شيء اسمه سكين وفي تلك اللحظة التي كنت فيها منشغلا بنفسي طرق إلى سمعي صوت التكبير وهو يمتزج مع صوت بكاء امرأة أجلسوها في الوسط وقد أحطنا بها من كل جانب تكلم الذي في جانبي :
- يا لها من امرأة لا تستحق أن تموت
- ولماذا تموت
- لأنها زوجة احد الضباط
- أهذا هو ذنبها ؟

رمقني الرجل بنظرة استغراب
- أليس هذا بكافي لكي تقتل ؟ فقد حذرنا زوجها من مغبة العمل كضابط ولكنه لم يلتفت لتحذرينا وان الأوان لكي يذوق الألم من الكأس الذي شرب منه
- ولا تزر وازرة وزر أخرى
- هذا يوم القيامة أما الآن فللضرورة أحكام
- وللعنف أحكام أيضا
- سيكون موتها ضربة قاصمة له ألا ترى كم هي جميلة ؟

ثم تكلم القيادي : " وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون – أخواني هناك طرق عديدة للجهاد ترتبط بالواقع والظروف التي يعيشها المجاهدون فما دام الجهاد حكم ثابت فان كل الوسائل ممكنة لممارسته فما يعتبره البعض عنفا نعتبره نحن جهادا ومن مسؤوليتنا العمل على إدامة حالة الجهاد حتى لا نخسر ديننا فلا مكان لدينا للعواطف التي هي من اختصاص النساء فقد عزمنا على أن لا تأخذنا بالحق لومة لائم " ثم نظر إلى وجوهنا جميعا كأنه يريد أن يستجلي وقع كلامه فينا ثم توقفت نظراته أمام وجهي ما جعلني اشعر بالذعر لعل الرجل قد لمس فيً جبنا فأغدو ذبيحتهم بدل المرأة لكني تنفست الصعداء بعد أن لاحت منه ابتسامة فشعرت أن دما جديدا نزل في وجهي ثم تكلم معي :
- سأعطيك شرف ذبحها

فقلت بين نفسي وهل أصبح الذبح شرفا ثم ترددت إلى أسماعي تشجيعات الجالسين الذين وصفوني بالمحظوظ لأني احضى باهتمام القيادي لكني أردت أن اطرح رأيا عسى أن يجدوا فيه بديلا عما عزموا عليه قلت لهم والخوف يملا سريرتي من ردهم على رأيي:
- لماذا لا نجعلها خادمة بدل أن نقتلها

قهقهة القيادي بعد سماعه هذه الكلمات ومعه قهقهة الجالسون كأني أطلقت نكتة ما فشعرت بالحرج مما أنا فيه وبينما كنت منشغلا بنفسي وما ستجره كلماتي من ازدراء وتندر سمعت صوت القيادي وهو يرد على اقتراحي :
- اعلم انك لم تقل ذلك بدافع العطف والشفقة بل بدافع البحث عن سبيل لخدمة المجاهدين لكن عليك وعلى الجميع أن يعلموا أننا عندما نقتص من احد فإننا نفعل ذلك تطبيقا لشرائع الله وشرائع الله تنهانا عن فعل ما يخالف مبادئ الأخلاق والمرأة كما تعلمون ملك الله وملك زوجها وما علينا إلا احد خيارين إما العفو عنها فنخسر فرصة سانحة لممارسة الجهاد أو القصاص منها بإثم زوجها

وهنا رد احد الحاضرين :
- لن نخالف رأيك فأنت أدرى بمصالحنا من أنفسنا
- بارك الله فيك

ثم وجهوا أنظارهم إلي فأصابتني نظراتهم بالارتباك وشعرت إني أصبحت كالمنْوم مغناطيسيا لا املك لنفسي ضرا ولا نفعا شعرت بإقدامي وكأنها تتحرك رغما عني ويدي تمسك السكين بدون إرادة مني ثم وقفت أمام الفتاة التي ملأت المكان صراخا ما دفعهم إلى تكميم فمها ومع ذلك بقي جسدها يتحرك من شدة هلعها وضعت السكين على عنقها البض تمنيت أن تنشق الأرض وتبتلعني ثم امتلأ المكان بضجيج الجالسين وهم يحثوني على إنهاء المهمة بسرعة
- اجلس لقد وصلنا

إذن هو كابوس آخر وألم آخر فقد أصبحت هذه السكين لعنة كما وصفها أخي وأنا أصبحت أسير كوابيسها التي لا تنتهي .



يتبع



#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (الحلقة الثالثة ) يوميات سكين
- يوميات سكين ( الحلقة الثانية )
- يوميات سكين
- من اجل حملة وطنية لمواجهة الفقر في العراق
- هل تعتذر الامم المتحدة عن الحصار الاقتصادي الذي شهده العراق ...
- حتى تدوم نعمة الديمقراطية
- تفخيخ العمارات السكنية تكتيك ارهابي جديد
- إذا كان النفط ملك الشعب العراقي لماذا هذا التفاوت في دفع الأ ...
- هل نطلب من دول الجوار انتخاب الحكومة العراقية !
- زيارة الأربعينية والعراق الجديد
- أل التعريف في اسم الإله المقة اله السبئيين
- النبي محمد ( ص ) : هل كان يعرف اليونانية ؟
- صوت الفقراء
- لماذا لا ينظر في دعوة رئيس الوزراء لتبني النظام الرئاسي ؟
- الإعلام في العراق سلطة مع وقف التنفيذ !
- الشعب مدعو لمقاضاة أعضاء البرلمان العراقي
- لنناضل من اجل حد أدنى عالمي للمعيشة
- سكة حديد برلين – بغداد
- العراق : هل يستطيع أن يحلم بالانضمام للاتحاد الأوربي ؟
- مشروع تقييم أداء البرلمان العراقي ورفع دعوى ضده


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باسم محمد حبيب - ( الحلقة الرابعة ) يوميات سكين