أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة رستناوي - مع موريس بوكاي و خلق الإنسان و الإعجاز العلمي ج2/3















المزيد.....

مع موريس بوكاي و خلق الإنسان و الإعجاز العلمي ج2/3


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 3084 - 2010 / 8 / 4 - 22:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


و لنتابع مرحل الخلق كما وردت في كتاب بوكاي
ثالثاً: حضانة البويضة الملقحة
يورد بوكاي:
"يتحقق استقرار البويضة في الرحم بنمو الزغابات أي الامتدادات الحقيقية للبويضة التي تتشعب كالجذور في الارض لتمتص من سماكة العضو ما هو ضروري لنماء البويضة.هذه التخلقات تعلق البويضة في الرحم تعلقا قويا , و هذه كلها لم نعرفها إلا في الأزمان الحديثة.
لقد ذكر هذا التعلق في القرآن خمس مرات,
أولا في الآيتين الأوليتين من السورة 96
"اقرأ باسم ربك الذي خلق ,خلق الإنسان من علق" و ترجمة العلق باللغة الفرنسية quelque chose qui s, accrochr أي شيء ما يتعلّق , و هو معناه الأصلي , معنى مشتق من الفعل, أما صورة " دم متجمد أو كتلة دم" المكررة في الترجمات فهي غير صحيحة و يجب التنبه إلى ذلك, إذ أن الإنسان لم يمر مطلقا في مرحلة "الدم المتجمد أو كتلة الدم" كما أنه كذلك بالنسبة للترجمة الأخرى المعطاة و هي "الالتصاق"الذي هو أيضا تعبير غير صحيح.
و المعنى الأول هو كما ذكرنا "شيء ما يتعلق" يلتقي تماما مع الحقيقة المثبتة في هذه الأيام." "8"انتهى
التعليق:
الكلمة الواحدة تحتمل دلالات متعدِّدة, و هذا يتعلق بسياقات استخدامها, فالرحم مثلا تعني القرابة, و تعني رحم المرأة, و كلاهما دلالتان صحيحتان فلا يحق لنا تخطيء إحداهما و نعتها ب "غير صحيحة" دون قرائن من داخل السياق .
و لكي نجزم بأن هذا المعنى صحيح, و هذا المعنى غير صحيح , فالمرجع في ذلك سياقات النص و كذلك الدلالة المتعارف-التوافقية- عليها في اللغة .
لنستقصي دلالات كلمة علق في قاموس "لسان العرب"
- ( علق ) عَلِقَ بالشيءِ عَلَقاً وعَلِقَهُ نَشِب فيه
- وعَلِقَت المرأَة أَي حَبِلَتْ
- العَلَقُ الدم ما كان, وقيل هو الدم الجامد الغليظ, وقيل الجامد قبل أَن ييبس وقيل هو ما اشتدت حمرته والقطعة منه عَلَقة, وفي حديث سَرِيَّةِ بني سُلَيْمٍ فإِذا الطير ترميهم بالعَلَقِ أَي بقطع الدم
- كل دم غليظ عَلَقٌ, والعَلَقُ دود أَسود في الماء معروف, الواحدة عَلَقةٌ , وعَلِق الدابةُ عَلَقاً تعلَّقَتْ به العَلَقَة , وقال الجوهري عَلِقَت الدابةُ إِذا شربت الماءَ فعَلِقَت بها العَلَقة
- والعَلَقَةُ دودة في الماء تمصُّ الدم والجمع عَلَق" انتهى
فالمعنى القريب المتداول هو أن العلق قطعة من الدم الجامد الغليظ " و هو وصف ظاهري" و الجنين في أطوار تخلقه الأولى يكون وصفه الظاهري شبيه بالعلق.
و هذا معروف من الخبرة الحياتية لمعظم الشعوب و بما هو مواكب زمنيا لعصر النبوة , و يمكن الاستناد إلى حوادث و ملاحظة حالات الإسقاط المتكررة للجنين غير المكتمل.
و من المعاني التي يذكرها لسان العرب أن العرب تقول علقت المرأة بمعنى حبلت. و هو استخدام مجازي لكلمة "علق" مما يدل على أن هكذا استخدام كان وارد و ذو صلة بالحبل .
و يذكر ابن حيّان في تفسيره "البحر المحيط" أن خلق الإنسان من علق كان مما يقر به العرب في ذلك عصر النبوة.
"وإنما ذكر من خلق من علق لأنهم مُقِرّون به- يقصد مشركي قريش- ، ولم يذكر أصلهم آدم ، لأنه ليس متقرراً عند الكفار فيسبق الفرع ، وترك أصل الخلقة تقريباً لأفهماهم .انتهى
فدلالة كلمة علق واضحة في العربية و هي متداولة و معروفة, و تتوافق مع التصور السائد آنذاك عن خلق الإنسان , و خلق الإنسان من علق يُفهم منه
ما أوضحه المفسرون, و هو وصف مورفولوجي صحيح لإحدى مراحل تخلق الإنسان. و دلالته كاشتقاق لغوي هي بالفعل من علق- تعلق..الخ
و لكن استثناء المعنى المتداول و المعروف للعلق من التفسير و حصره ب
"شيء ما يتعلّق" فهو تعسف من قبل بوكاي.
فنحويا ً: فالشيء الذي يَتَعَلَّق هو "مُتَعَلِّق" , وكلمة "علق" لم يجد المفسرون و المعاصرون للنبوة زمنيا صعوبة في فهمها .
و الإشكالية هي محاولة بوكاي تأويل الآيات القرآنية بناء على معنى محدد مسبق الصنع هو المعنى الذي استقرت عليه النظرية العلمية الحديثة في علم الأجنة.
و ربط عملية تعشيش البيضة الملقحة في جدار الرحم بتأويل اشتقاق لغوي.
فطالما أن النطفة تستقر في الرحم و تتخلق فهي متعلِّقه به, و إلا سقطت و لم يُتح فرصة لنمو الجنين و تعلقه بالرحم . و عندما يفقد الجنين تعلقه سيحدث الإسقاط و الإجهاض, و هذا مما يعرفه عموم الناس بحكم الخبرة الحياتية قديما و حديثا ً, و من التعسف تأويله كسبق علمي أو إعجاز للعلم.

و للمفارقة سأثبت وجهة نظر أخرى- من خارج كتاب بوكاي - تضيف توافقا مع وصف الآية السابقة لخلق الإنسان بمرحلة العلق "المشتق من الدم الجامد- و شكل دودة العلق" بأنه إعجاز علمي للقرآن الكريم .
" أما إذا أخذنا المعنى الحرفي للعلقة (دودة عالقة) فإننا نجد أن الجنين يفقد شكله المستدير ويستطيل حتى يأخذ شكل الدودة .
ثم يبدأ في التغذي من داء الأم، مثلما تفعل الدودة العالقة، إذ تتغذى من دماء الكائنات الأخرى، ويحاط الجنين بمائع مخاطي تماماً، مثلما تحاط الدودة بالماء.
ويبين اللفظ القرآني "علقة" هذا المعنى بوضوح طبقاً لمظهر وملامح الجنين في هذه المرحلة.
وطبقاً لمعنى (دم جامد أو غليظ) للفظ العلقة، نجد أن المظهر الخارجي للجنين وأكياسه يتشابه مع الدم المتخثر الجامد الغليظ لأن القلب الأولي وكيس المشيمة، ومجموعة الأوعية الدموية القلبية تظهر في هذه المرحلة. انتهى ""9"
بخلاف وجهة نظر بوكاي التي سبق أن عرضها بوكاي و التي يوجزها في :"أما صورة " دم متجمد أو كتلة دم" المكررة في الترجمات فهي غير صحيحة و يجب التنبه إلى ذلك, إذ أن الإنسان لم يمر مطلقا في مرحلة "الدم المتجمد أو كتلة الدم" كما أنه كذلك بالنسبة للترجمة الأخرى المعطاة و هي "الالتصاق"الذي هو أيضا تعبير غير صحيح."انتهى الاقتباس
يتبع
****
"8" " و هذه الحقيقة مذكورة في أربع آيات أخرى تستعرض تطورات متعاقبة تبدأ من مرحلة النطفة المنوية و تنتهي في أجل الولادة: "فأنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة "سورة 22 آية 5
"ثم خلقنا النطفة علقة" سورة 23 آية 14
" هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة"سورة 40 آية 67
" ألم يك نطفة من مني يمنى , ثم كان علقة فخلق فسوى"سورة 75 آية 37-38" الصفحات 242=243
من كتاب التوراة و الإنجيل و القرآن و العلم

"9" عنوان المقال" وصف التخلق البشري طورا العلقة والمضغة"- موقع المعهد العالمي للإعجاز العلمي . أثبت في مقدمة المقال ثلاثة أسماء" كيث. ل. مور- أستاذ علم التشريح والأجنة- عميد كلية العلوم الطبية الأساسية في جامعة تورنتو ـ كندا, الشيخ عبد المجيد الزنداني - رئيس جامعة الإيمان ـ صنعاء, الأستاذ مصطفى أحمد "
http://iiquran.com/view_article.php?newsnumber=6&title=%D9%88%D8%B5%D9%81%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AE%D9%84%D9%82%20%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D8%B1%D9%8A%20%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%82%D8%A9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B6%D8%BA%D8%A9
ملاحظة: يمنع توظيف هذه الدراسة لأغراض التبشير الديني و الصراع الطائفي.



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع موريس بوكاي و خلق الإنسان و الإعجاز العلمي ج1/3
- عين على قصيدة الومضه-قراءة في كتاب-
- تهافت الاعجاز العلمي في القرآن الكريم
- فبركات زغلول النجار و الأحد عشر كوكبا
- حول تجربة الشاعرة فوزية أبو خالد
- الشاعر المنتظر
- مدينة الموتى
- العقل بين الميتافيزيقيا..و طرائق التشكّل
- في البحث عن خرافة جوهر الانسان
- حول مصطلح نزع القداسة
- بيوت الله, أم بيوت في خدمة المستبد؟! طاجكستان نموذجا
- بوتريه الكهف
- الالحاد كإيديلوجيا شمولية ؟! ماجد جمال الدين نموذجا
- الشاعر غسان حنا في : -روحان لجسد واحد-
- العلمانوية .. و البحث عن محتوى لمقال فارغ؟!
- حول صلاحيات الايمان
- هل الالحاد إحدى طرائق تشكّل الايمان؟!
- ماجد العويد في الليلة الثانية بعد الألف
- شعرية العاطفة.... بين الشعبي و الثقافي
- قراءة للخطاب الاسلامي المعاصر في كتاب جديد - أضاحي منطق الجو ...


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة رستناوي - مع موريس بوكاي و خلق الإنسان و الإعجاز العلمي ج2/3