أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - اوباما ... سيف المراجل حكم















المزيد.....

اوباما ... سيف المراجل حكم


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3084 - 2010 / 8 / 4 - 21:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الرسالة التحذيرية التي بعثها الرئيس الأمريكي اوباما مع ممثله ميتشيل الى محمود عباس رئيس حكومة رام الله أوقفت كل اللغط واللغو داخل افواه العرب والفلسطينيين كما وضعتهم في الزاوية الصحيحة التي يستحقونها.
من خلال هذه الرسالة عرّى الرئيس الأمريكي نفسه وحدد هويته الصحيحة في تعامله مع القضية الفلسطينية، كما أنه قام بتعرية العرب أكثر وفي مقدمتهم محمود عباس والداعمون له في القاهرة والرياض وعمان.
جاءت هذه الرسالة بمثابة الفصل الذي كشف الحقيقة لان اوباما لم يعد يحتمل اكاذيب ودلع وغنج محمود عباس التي لها علاقة بالمفاوضات مع حكومة نتنياهو الفاشية، لان عباس من صنع أمريكا اذن وحدها من يقرر اذا كان عباس ممثلها في حكم الفلسطينيين داخل الضفة الغربية، وحدها من يقرر كيف يجب أن تكون طبيعة وصورة وموعد وسيناريو هذه المفاوضات.
لم تات رسالة اوباما من فراغ فالقاهرة والرياض وعمان وتل أبيب وعباس يعلمون بها قبل أن يحملها ساعي البريد ميتشيل، الجديد فيها أنها جاءت بصيغة الأمر بهدف اذلال سلطة عباس أكثر وكشف رخاوة الأرض التي يقف فوقها، لقد أذلت هذه الرسالة كل فلسطيني وداست فوق كفاحه ونضاله منذ النكبة حتى اليوم، انها رسالة تعاقب الطرف الضعيف وتتحاشى الطرف القوي وهي اسرائيل.
لم يعرف الشرق الأوسط رسائل قبلها وباسلوبها المذل سوى القليل من بينها الرسالة التي وجهتها بريطانيا وفرنسا الى مصر سنة 1956 بعد تأميم قناة السويس طالبت من خلالها الجيش المصري الابتعاد عن قناة السويس مسافة 15 كم كي تنتظم الملاحة بالقناة على اعتبار أنها دولية، لكن الرئيس البطل جمال عبد الناصر قذف الرسالة في وجه الانجليز والفرنسيين وقال جملته التاريخية من داخل الأزهر عندما كان عرين الثوار والأحرار قال: لن نقبل الإنذار ، سنقاتل... سنقاتل، قبل عبد الناصر هذا التحدي لأنه كان يملك ارادته وقراراته مستقله.
أما محمود عباس وحملة الطبول الذين يدورون حوله فقد انبروا للدفاع عن رسالة اوباما، يخدعون المواطنين ويخدعون أنفسهم، قال أحد قادة هذه السلطة " نبيل شعث " لقد حملتم هذه الرسالة أكثر من طاقتها، انها ودية خالية من اي نغمة للتخدير والإنذار، هذا هو رد الجبناء والضعفاء على مطالب الأقوياء، انه اعتراف من حكومة رام الله الخالية بأن الفلسطينيين في الضفة الغربية سلموا بفقدانهم لاستقلالية القرار الذي انتزعوه من الملوك والرؤساء العرب خلال عمر الثورة، وقد دفع الشعب الفلسطيني مهر انتزاعه ألاف الشهداء في أيلول الأسود وتل الزعتر وبيروت والبقاع وغيرها.
المضحك المبكي هو الرد الذي صدر عن محمود عباس رئيس السلطة الوطنية، لقد أدان نفسه مرتين من خلال هذا الرد، في المرة الاولى لم يوجه الى الرئيس الأمريكي اوباما صاحب رسالة البهدلة أية انتقاد ، كأن رسالة التهديد لم توجه له وهذا يؤكد مدى فشله وتواطئه في التعامل مع قضايا لها علاقة بمصير الشعب الفلسطيني.
لقد وضع عباس المبررات لاذعانه لمطالب اوباما بالرضوخ للشروط التي حددها بينيامين نتنياهو بالعودة الى المفاوضات المباشرة، وقد حمل مسؤولية غياب أية وزن نوعي له وأن موافقته جاءت لرغبة لجنة المتابعة الصادرة عن وزراء الخارجية العرب، وأن من صلاحية هذه اللجنة أن تقرر ما هي الخطوات التي يجب على حكومة رام الله القيام بها.
الكل يعرف أن عباس وفرقة الطبالين الذين يصفقون حوله هم من أختار هذا الطريق القصير والمريح وهو طريق التفاوض الى ما لا نهاية مع اسرائيل دون وضع أية بدائل في حالة وصول هذه المفاوضات الى طريق مسدود، ان موافقة لجنة المتابعة العربية جاءت بعد موافقة عباس وحكومة القطط السمان التي تشد على يديه، لقد اقام أعضاء هذه الحكومة تحت مظلة المفاوضات القصور الفارهة من أموال الفقراء والمخدوعين انهم يملأون بطونهم من العصارة المسكوبة من سويداء قلوب من طال انتظارهم للعودة، الحقيقة ان لجنة المتابعة العربية ما هي إلا ورقة يستخدمها عباس لتبرير عودته للمفاوضات، لأن عباس يملك سجلاً طويلاً في ادارة مثل هذه المفاوضات الفارغة من كل مضمون وأنه أي عباس قد أصبح محترفاً بسبب المفاوضات العبثية مع أولمرت.
في كل الحالات ماذا كان القرار الحاسم حقيقة بأيدي لجنة المتابعة العربية فالمصيبة أكبر لأن عباس خنع لها وهو يعرف أكثر من غيره ما معنى تسليم مصير القضية الفلسطينية من جديد الى الجامعة العربية، ان كل فلسطيني يعرف تاريخ هذه الجامعة ودورها التاريخي في دفع الطوفان الذي حمل معه بنكبة سنة 1948، هذه الجامعة تجسد سياسة الملوك والرؤساء العرب خاصةً في هذه المرحلة المظلمة، الهم الأول لهؤلاء القادة اليوم هو استمرار الولاء لواشنطن وعدم استفزاز اسرائيل والتعامل معها بكفوف مخملية وتوسيع دروب التطبيع معها.
لقد جرّب الشعب الفلسطيني يا عباس هذه الجامعة واكتوى من خذلانها وعجزها وفشلها فحاول التخلص والهروب من هذا الفشل وقطع شوطاً طويلاً من النضال والكفاح دون الاعتماد عليها، قدم خلالها عشرات الآلاف من الشهداء، اليوم بعد هذا المشوار النضالي المرير قرر عباس مدعوماً من العديد من الأنظمة العربية المتواطئة مع اسرائيل وواشنطن العودة الى نقطة البداية، نقطة الصفر، قرر الاعتماد على هذه المؤسسة المفلسة لتحرير عتبات الأقصى وقبة الصخرة ، ان عباس وحكومته في رام الله غير قادرين على تحرير الشعب الفلسطيني من نير الاحتلال لأن سلطته الفلسطينية بكاملها خاضعة للعبودية من قبل واشنطن وتل أبيب والدول العربية الراكعة لأمريكا.
لو لم يعرف اوباما أن وكليه في الضفة الغربية محمود عباس قد اكمل مهمته بتدجين الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ونزع سلاحه وقضى على روح المقاومة لما أصدر الأوامر الى هذا الوكيل بصورة مذلة ومهينة، ان عودة عباس بالطريقة التي عاد بها الى المفاوضات لن تحرر شبراً واحداً من أرض فلسطين، ولن توقف الاستيطان ولم تمنع استمرار المشاريع الصهيونية بتهويد القدس، والسبب أن سيف المراجل الفلسطيني قد كسره عباس، ولم يعد هذا السيف حكماً في الصراع، الحكم هو سيف اسرائيل وحدها التي تملك البدائل في ظل تقهقر المقاومة التي كانت دائماً ضاغطاً يلوح به الفلسطينيون...



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة التاريخية بين ثورة يوليو وعرب (48)
- شرم الشيخ عاصمة التواطؤ لنظام مبارك
- القمم العربية تجتر فشلها
- كلنا في النكبة سواءُ
- انا مًقاطع
- العودة للمفاوضات كالنفخ في قربه مثقوبة
- تغريبة عرب اسرائيل
- صفحات من وجع النكبة
- الصمت العربي يغذي غدد الاستيطان
- عبد الرحيم عراقي ما زال في الذاكرة
- ضرب الحبيب زبيب
- يا ريت ما رجعوا من تونس
- هابي بيرث دي فؤاد
- هل يدخل المجلس الاسلامي الأعلى أنفاق السياسة؟
- ماذا فعل سلام فياض في مدينة هرتسل


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - اوباما ... سيف المراجل حكم