أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - سهام الاتهامات الطائشة الموجهة إلى كوردستان! في ضوء تصريحات مسؤولين بشأن تهريب النفط















المزيد.....

سهام الاتهامات الطائشة الموجهة إلى كوردستان! في ضوء تصريحات مسؤولين بشأن تهريب النفط


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 3084 - 2010 / 8 / 4 - 19:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بالأمس أعلنت الجماهير أنَّ السيلَ بلغ الزبى وأنَّ الأزمة فاقت الاحتمال، فخرجت في مظاهرات عارمة فيما سميّ بانتفاضة الكهرباء! ومن الطبيعي أن تشير هذه الانتفاضة لا إلى مشكلة الكهرباء وحدها وهي من الحجم ما يتطلب مثل هذا الاحتجاج بل إلى جملة من التراكمات في فشل حكومي خطير بتلبية الحاجات الإنسانية الضرورية بحدها الأدنى؟!

وفي كل مرة، لا تحظى الناس بإجابة سوى بترحيل الأزمة ووضعها بالكامل على أكتاف الماضي ومخلفاته! وحينما أصبح من العسير ترحيل أسباب الأزمة بجملتها ووضعها على أكتاف (بقايا الماضي) وحيثما صار صعبا التغطية بهذه الإجابات التبريرية على حجم (الفساد) الإداري والمالي، توجه المسؤولُ بخطابه الجاهز نحو وجهة جديدة قديمة.

إذ أنه ليس لديه سوى طريقة ترحيل أسباب الأزمة بالاتهام والمخادعة لتغطية الفشل الذريع العائد لفساد يتصدر القوائم عالميا ووسيلته لا تتمثل بالدفاع عن المسؤول مباشرة بل بالهجوم!؟ وطبعا الهجوم في ميدان آخر غير ميدان المسؤولية المباشرة لمزيد من التضليل (والتخفي) وإبعاد المساءلة الرسمية والشعبية..

فحيثما سألتَ ما السرّ في الخلل فيما يقع تحت مسؤوليتك؟ تأتيك إجابة المسؤول سريعا، انظر إلى الخلل فيما يقع تحت مسؤولية الآخر.. وهذا الآخر عادة ما يكون معرضا للتشويه والاتهام الجاهز في خطاب مسؤولي الفساد والتحريف والتضليل.

لقد أثارت تصريحات المسؤول الأول عن الطاقة في العراق بشقيها (النفط والكهرباء) بشأن مشكلة تهريب النفط وتصوير وجوده حصرا في كوردستان وتحديدا بحكومة الإقليم، ما هو أبعد من الاستغراب والاستهجان. إذ المساءلة الشعبية جاءت بوضوح على خلفية الفشل الذريع في تلبية [و لو] الجزء أو النذر اليسير من الحد الأدنى للطاقة المطلوبة؛ فيما التفاعل جاء بالحديث في ميدان آخر مغاير لا يجيب ولا يعنى بأمر من مطالب الناس وحاجاتهم المباشرة! ولا بالحقائق في ميدانها..

لا نقول إنّ فردا بعينه مسؤول عن جملة الخلل والفشل، ولكن من المفروض والصائب أن يتجه (المسؤول) إلى معالجة أسباب المشكلة بكامل الشفافية وبما يفضي لتلبية المطلب الرئيس.. وفي معالجتنا هنا نؤكد على أحد أمرين أما الشفافية والاستجابة للمطلب في سقف زمني مناسب للحاجات الإنسانية لمواطنينا أو استقالة المسؤول والتنحي والخضوع لمحاسبة قانونية عادلة من جهة فضلا عن إيجاد بديل موضوعي للمعالجة.. وما خلا ذلكم لا مجال لخطاب تبادل الاتهامات ورد الاتهام بنظيره..

ومن هنا تأتي معالجتنا هذه لا لتشخيص الوجع وموضعه تفصيلا ولكن للإشارة المختزلة إليه من أجل التركيز على مفردة تُعنى بفضح ما بات – اليوم - طاقية الإخفاء والتضليل بشأن الخلل الفاضح في مجال الطاقة النفطية والكهربائية؛ فضلا عن ممارسات (أولئك) المسؤولين في محاولاتهم تخريب ميادين أخرى أخطر وأبعد من قضية الطاقة!؟

ذلك أنّ إشاعة خطاب الاتهامات المستمرة للكورد شعبا ولكوردستان أرضا، إضافة لمجافاته الصواب وخطله، يصب أيضا في مزيد من تشطير الوطني [العراقي] بين قومي وطائفي؛ وهو تشطير مشوَّه ومضلِّل.. كما أنه تشويه للقضية الكوردية بتشويه كوردستان وجودا والفديرالية مبدأ وفلسفة اختارها الشعب العراقي - بأطيافه كافة - لمسيرته الجديدة.

لقد اختارت تلك التصريحات ترحيل ظواهر الفساد المستشرية في أعلى أجهزة وزارتي النفط والكهرباء العراقيتين بتشويه الآخر ووضعه تحت طائلة الاتهام.. والسر يكمن في تمسك غير مبرر بالمنصب (إلا إذا كان ذاك المبرر مزيدا من التغطية على جرائم الفساد المستشري)..

ويبدو للمتمعن أن التصريحات تحظى باستقبال لدى فئات مضللة بالتهم الجاهزة من جهة أو لها مصالح وارتباطات حزبية ضيقة وفي جميع الأحوال تعتمد التهم على الخلط المقصودة أحيانا والناجمة عن جهل في أحيان أخرى بتعميم حالات فردية محدودة وتحميل حكومة الإقليم مسؤوليات يعرف أصحاب التصريح إياه من المسؤول الحقيقي عنها. فضلا عن أن أمورا لمعالجة جريمة تهريب، موقعها دوائر المسؤولية وآليات عملها وليس التشهير العلني في الفضائيات والصحف!

عليه لابد من التوكيد على أنه مضى زمن العبث المجاني والتصريحات التي تطاول مكونات شعبنا العراقي بهذه الفجاجة التي تمحو حقوق شعب بتصريحات غير مسؤولة أو تتجاوز على مؤسسات أثبتت الكفاءة في التعاطي مع أوضاعها إمعانا في عرقلة تقدم تلك المؤسسات الفديرالية كما هو حال المؤسسة الكوردستانية..

إن الناظر إلى واقع كوردستان ومسيرتها يجد بوضوح حجم الاستقرار والتقدم ونسبة النجاح في أداء الخدمات والسير ببنية الركائز على ما ينتظر من تصاعد وتائر البناء وتصحيح بعض الأخطاء وسد ثغرات هنا أو هناك.. ومن الصائب أن نعزز هذا الأمر ومن الواجب على الحكومة الاتحادية ومسؤوليها أن يدعموا هذا الاتجاه.. أما الواقع فلا يسجل لهؤلاء ومنهم السيد وزير النفط (والكهرباء اليوم) إلا ممارسة العرقلة بتصريحات واتهامات دأب على تكرارها وإن جدد ببعض مفرداتها وصيغها..

وسيبقى على الحكومة العراقية أن تصحح ما يمكن وإن كانت هي حكومة تصريف أعمال، إذ ليس موضوعيا أن تطلق الأمور على عواهنها بلا حسيب ولا رقيب.. وإذا كان البرلمان لم يباشر عمله فلا يعني أن الشعب يمكن استغفاله وأن ممثليه سيسكتون عن التجاوزات بحق أي مكون في العراق الفديرالي الجديد.. ولعل هذه الكلمة هي تسجيل لمفردة من مما-رسات الحكومة المنقضية ولايتها..

وخاتمة كلمتنا هذه تؤكد أن الشعب الكوردي يمتلك وجوده بكامل حقوق الحياة الإنسانية الكريمة ويمتلك قضيته العادلة في العيش بأرضه (كوردستان) الحرة من كل أشكال الاعتداء والتجاوز ومن أشكال التشويه وخطابات التضليل العدائية التي تنطلق بين الفينة والأخرى إمعانا في محاولات تعميد الانقسام والتشظي بالضد من القرار الحر للأطياف العراقية كافة في التعايش السلمي في ظلال الفديرالية والديموقراطية.

ولابد للعمل الوطني من مراجعات ومحاسبات في ضوء احترام آليات التوجه لدولة تعتد بقوانينها وبدستورها وبمواثيقها كيما نوقف مثل هذه الأخطاء الفادحة ونمنع تكرارها مجددا...



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات تأخير تشكيل الحكومة العراقية والمغامرة الخطرة؟
- حقوق الأكاديمي العراقي في المهجر؟ رسالة مفتوحة إلى من يعنيهم ...
- زيارة رئيس الإقليم والتعبير الواقعي الصريح لعلاقات كوردستاني ...
- آليات العمل الحزبي الحكومي والمعارض في الحياة البرلمانية
- آليات العمل الحزبي في الحياة البرلمانية
- دور المعارضة في ضبط تطبيق الدستور .. ما العمل في مطب أزمة تش ...
- موقع ألكتروني توثيقي للمنجز الأدبي الفني العراقي
- حملات تنتظر مساهمات كل صوت وطني إنساني نبيل
- مجلة الصوت الآخر... ترنيمة كوردستانية ملأى بالجمال، غنية بال ...
- لمن ستذهب أصوات الهولنديين من أصول أجنبية؟
- انسحاب القوات الأمريكية بين الأجندتين الأجنبية والمحلية.. في ...
- بعض برامج الأنشطة الثقافية لمنظمات المجتمع المدني العربية في ...
- مشروع جائزة الجواهري للشعر العربي
- قراءات في ضوء مجريات الأوضاع العراقية العامة اليوم
- عقدة تأليف حكومة الشراكة الوطنية
- استراتيجية السلام العربية ومستلزمات التفعيل
- دلالات توديع كوكبة أخرى من الأطفال ضحايا جريمة جينوسايد الأن ...
- رسالة المسرحيين العراقيين بيوم المسرح العالمي2010
- حول فكرة حصر المناصب السيادية بتوزيع عرقي طائفي؟
- تقرير البرلمان الثقافي العراقي في المهجر بشأن الانتخابات الب ...


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - سهام الاتهامات الطائشة الموجهة إلى كوردستان! في ضوء تصريحات مسؤولين بشأن تهريب النفط