أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل الخياط - عبد الخالق حسين ونموذج الزعيم الوطني الأصيل 2-2















المزيد.....

عبد الخالق حسين ونموذج الزعيم الوطني الأصيل 2-2


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 3084 - 2010 / 8 / 4 - 08:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



توطئة : أضع اللوم على نفسي وعلى تقنية الحوار المتمدن , على نفسي لأني عندما وضعت هذا الموضوع في خانة " إضافة الموضوع " لم أضع 1-2 بإعتبار أن الموضوع عبارة عن جزئين .. وعلى الموقع , لأن أحيانا كثيرة يُوضع الموضوع في خانة الموضوع الإضافي , لكن في حقل النص يُوضع عنوان الموضوع وما فيه من متعلقات من قبيل 1-2 بمعنى أن الموضوع بجزئين .. ولذلك أقول للسيد عبد الخالق , أن تداعيات المقال الأولية كانت مجرد تذكير تاريخي لأنه لابد من هذا السرد التاريخي كتذكير للذي يعرفه وللبينة للذي يجهله , لابد من ذكر ماهية مرجعية المالكي ,فدون ذلك لا قيمة لأي كلام.. - مع إستثناء الرد على بعض النقاط التي تجاهلها من مثل غرابة ان يربط عمار الحكيم بإيران في وقت ان عمار هو بيدق إيران .. أما في هذا الجزء سوف أقول لك الجوهر فيما ورد في مقالاتك التمجيدية عن المالكي , وإليك المُراد :

................................................................................


قضية التكنوقراط : نعم أتفق مع الكاتب عن أن التكنوقراط ليسوا ملائكة ,
لكن المالكي صاحبك هو الذي قد نفق عدة مرات حول مسألة التكنوقراط في مُحادثاته مع " السيستاني " .. ومع ذلك إذا تجاوزنا الوزارات , فإن مجالس المحافظات الجنوبية والفرات أوسطية يُسيطر عليها تكتلات المالكي الحكيم والصدر , وهذه المجالس من الجهل والفساد والرشوة وضياع الذمم ما لا تستوفيه المُفردات في إستهتارها بالخلق لحد أن لفيف صدام كان مثاليا جدا قبالة أولئك القوم المُنسلخين عن كل ما له صلة بدنيا الناس ! والمعنى العام أن التكنوقراطي صاحب الخبرة والمستوى العلمي مهما يكن يظل هو الأنسب لأي دور في مؤسسات الدولة , وإذا كان الإحتجاج كما يقول عبد الخالق : إنه ليس ملاكا , وأوعز لذلك من خلال وزير الكهرباء , فالقول الفصل - أيضا أتفق - التكنوقراطي مثل السياسي , من الممكن أن يكون نذلا وفاسقا ولصوصيا , وهذه الحالة لا تخص العراق أو أي بلد متخلف عن ركب الحضارة , إنما حتى في العالم المُتحضر , لأن نوازع الدناءة والخير عموما غير معنية بشعب ما , إنما نوازع يشترك فيها كل البشر , لكن الفارق بين بريطانيا وفرنسا والسويد وغيرها من بقاع العالم المتحضر ,وبين العالم المتخلف , أن هناك شفافية وقانون صارم هو الذي يحكم العالم الأول , أما العالم الآخر فغير خاضع لهكذا قانون , وعلى هذا التأسيس تحدث المطبات والكوارث .. وهنا على من تقع التبعة ؟ بالطبع تقع على حامي الحمى رئيس الوزراء بإعتباره هو الذي يرصد تلك الإختراقات , إختراقات القانون , وبالطبع من خلال وُزرائه الأفذاذ , والذي يخفيه الوزير الفلاني والعلاني فإن وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني وغيرها هي التي تفضح السرقة والرشوة وعدم المسؤولية , فهل يا ترى كان المالكي طيلة تلك السنوات خاضعا لذلك المراقب ,- هل دفعته وطنيته لحماية صحفي عراقي حاصرته حِراب السلطة الدينية لمجرد انه كتب موضوعا عن رشاوي البطانيات - أم أنه كان صدى لموروثه المتخلف كونه سليل حزب ديني عشائري غير ذي صلة بتلك المفاهيم وأن التشبث بالسلطة هو أهم ما يدور في خُلده وحزبه ؟!

مسألة البديل

عبد الخالق حسين مع تقديري لجهده من خلال مقالاته في وضع فانوسا مضيئا في طريق الإنعتاق والبناء لعراق جديد , لكن للأسف تقولبه على عينات بعينها تضعه في موضع لا يُحسد عليه , فالبنسبة لقضية البديل ضمن قناعاته تشبه الأسود والأبيض , تشبه الحزورة أو لعبة المحيبس , يتحدث عن الديمقراطية بكل جوارحه ويستثني التماسيح , من هم التماسيح , كلهم تماسيح , الشعب العراقي كله تماسيح قادرة أن تدير شؤون البلد , وبمقدورك أن تستشف ذلك من خلال أعضاء البرلمان - الحجاج والحجيات - فما فرق أولئك عن المالكي في المقدرة على إدارة شؤون البلد , ما الفرق مادام جميعهم بنفس العقلية , أو نفس مستوى العقلية , إذا كان عبد الخالق يعتقد أن المالكي يختلف في مستوى العقلية فهذا بحث آخر , ننتظر منه ردا عن مدى تفوق المستوى العقلي والسياسي للمالكي على بقية سياسيي العراق وحجاجه , أو ان عبد الخلق يدعي أن المالكي تكونت لديه خبرة خلال وجوده في السلطة لأربع سنوات , وهذه من البساطة بمكان , فما قيمة أربع سنوات في مخاض عاصف مثل المخاض العراقي ّ؟ وبالنسبة للوطنية الأصيلة التي تُميز المالكي هذه كنا قد أشرنا إليها , أما بالنسبة للأرقام التي ذكرها فمن الممكن أن يُحاججه الآخر أن علاوي هو الذي حصل على الأغلبية في الإنتخابات , أو كما رد أحدهم عليه عن مدى مصداقية هذه الأرقام , يبدو أن الرجل لا هم له سوى جمع الأصوات التي تؤيد المالكي , ولا تدري لماذا يشغل نفسه بتلك الترقيمات .. إلى ذلك نعود إلى صلب السؤال عن الأسود والأبيض , ومثل هذا التساؤل يضع النقاط فوق الحروف ويخترق الحناجر : هل القضية برمتها , أعني قضية العراق وما يمر به من صراع , هي ان المالكي هو الخيار ولا بديل عنه , أم نحن بخصوص بلد ينهار تدريجيا وبحاجة إلى إنسلاخ عن الذات الدنيئة , فهل نحن بصدد مراهنات خيل وهجن أو صراع ديكة أم كيف يعني ؟ أو بمنطق آخر ما هو سر تشبث صاحبك المالكي إلى هذا الحد برئاسة ثانية إذا كان المفهوم الديمقراطي قد تشرب به إلى هذا الحد , ليعتق نفسه , يا أخي ليعتق نفسه وإن كان غيره سوف لا يُحقق المراد ليطفق ثانية كمُحرر أزلي مثل بوليفار الجنوب الأميركي , ولا أعتقد ان أحدا من السذاجة بل من الغباء أن ليس بإمكانه أن لا يدرك أن تشبث المالكي بالسلطة ليس مُتأت من روحه الوطنية البيضاء , وأعتقد أن عبارة باللهجة العراقية : ( هو يِكدر واحد ياخذها حتى ننطيها في اليوتيوب الذي على علم به القاصي والداني , دليل صارخ على تلك الوطنية الناصعة كـ .. كماذا , لا أعلم , خُسفت التشبيهات قبالة الضيم الأزلي ) ..وأظن أن ما تضخه من قدرات في صاحبك هو ذاته سوف لن يُصدقها وانه رغم جهالته ونرجسيته سيقول : أن ثمالة عبد الخالق في الإطراء قد بلغت المُطلق إلى حد أن أعداءنا سوف يضعوننا في متناول قذفهم " كما أظن كذلك أنه سوف يقول لك : على رسلك يا سيد عبد الخالق فضراوة الإطراء قد تنقلب نقمة علينا .

الضجيج الإعلامي
الضجيج الإعلامي قضية مفروغ منها في أي إنتخابات , أي تنظيم في أي بقعة في العالم يدافع عن حقه الإنتخابي بكل الوسائل , وكأن عبد الخالق يريد أن يقول لنا أن المالكي لم يُثر زوابع إعلامية أبان الإنتخابات وما بعدها .. أو يريد أن يُقنعنا إن إئتلاف المالكي ليس هشا وليس من الممكن أن يُفرط في أية لحظة , مثلما أشار إلى العراقية , والله العظيم هاي كلش حلوة , إلى حد أن المالكي من شدة الحلاوة كاد رأسه يُفرقع بعد تبين تفوق العراقية , ولعل شدة الفرقعة قد بلغت الذروة بعد الفرز اليدوي ! يا سيد على من تنثر كلماتك , علينا أم على رعيل المالكي الذي نفسه لم يقتنع بها !

نقاط عبد الخالق الأخيرة , أو المُحصلة وبيت القصيد كما يقول :

الجواب هو السيد المالكي " كيف ؟ لأنه قاد السلطة لأربعة سنوات في أحلك الظروف ..... "

تضحك أم تبكي أم تُكذب كل حروف التاريخ والفنون والآداب والسياسة وعلم النفس وغيرها .. فما معنى أن شخص مسؤول في دولة , المسؤول الأول لا يكترث بأمن هذه الدولة التي يحكمها , حتى لو كان مسؤول هذه الدولة ديكتاتورا صرفا مثل صدام حسين , وتلك مسألة في غاية البساطة وهي ان العبوة الناسفة التي تنفجر في مكان عام , والميليشيا الفلانية التي تحتل أو تثير قلاقل في مدينة أو ناحية أو قرية ما , كل تلك الأشياء تُمثل تحديا لسلطة الدولة أو بالتحديد رأس هرم هذه السلطة , وإذن تُمارس أو يكون التعامل معها بكل عنف ,وقبل المالكي كان علاوي قد أشار في حديث له أنه يتوجب الإستفادة من الخبرة الفرنسية في مكافحة إرهاب جبهة الإنقاذ الإسلامية الجزائرية ما بعد إنتخابات 91 وما أعقبها من مجازر إرهابية .. إلى ذلك أن عبد الخالق حسين وصل به الأمر إلى ترديد نفس ترنيمة جماعة حزب الدعوة عن القضاء على الميليشيات وما إلى ذلك , أو , لماذا وصل به الأمر , فهو أساسا يقول لك : إذهب لموقع دولة القانون وسوف تعرف ما هي إنجازاته .. هي هكذا , نحن نستفيد أو نأخذ النبأ اليقين من موقع دولة القانون ,وكأن العقول ضامرة في إستبيان الواقع من خلال آلاف وسائل الإعلام أو من ذوينا داخل العراق , مع أن الذي ينقله عبد الخالق عن موقع دولة المالكي تكتنفه مغالطة مفضوحة , فالجميع يعرف ان الذي قضى على الميلشيات الشيعية هم الأميركان إلى حد إستخدام الطائرات المقاتلة وليست المروحيات فقط سواء في البصرة أو مدينة الثورة , وبخصوص جماعات القاعدة فإن كل نبض يعرف ان الأميركان قد بذلوا جهودا كبيرة - وسط موجات الرفض لهم في تلك المناطق - في تكوين مجموعات الصحوات في مناطق الغرب وانهم هم الذين كانوا يدفعون الرواتب , وأن الزرقاوي تم قتله بعد بحث إستخباراتي أميركي طويل , وفي النهاية قُتل بغارة أميركية .. ومن هنا وكذلك ولعله فأن أسلوب عبد الخالق في السرد التمجيدي وبهذا التمويه المفضوح يشبه الإعلام العراقي أبان الحرب الثمانينية : تم قتل مئة إيراني أما خسائرنا فهي شهيد واحد في جميع القواطع !!

وقبل الخاتمة نسينا نصاعة المالكي الأخرى الغير خاضعة لأية دولة أجنبية كما بقية هشيم التكتلات السياسية العراقية .
بالنسبة لي , وحتى لا أقع في التناقض , ذكرت في مقالين أو ثلاثة أن ثمة تقاطع بين حزب الدعوة وملالي إيران والمجلس الإسلامي بقيادة الحكيميين منذ منتصف الثمانينيات تقريبا , لكن الواقع أنه تقاطع ليس بذلك الحجم , يعني تقاطع شكلي , أو حب من طرف واحد والطرف الآخر يستحي أو .. لكن في النهاية كلاهما ينهلان من نهر بعينه ويصبان في مستنقع واحد , وحين تتوخى الأشياء تجد ان " محمد باقر الصدر " كانت تربطه بـ " محمد باقر الحكيم " علاقة وثيقة إلى درجة أن " الصدر " يذكر في مؤلفه , " إقتصادنا " عبارة : أن الذي مدَني أو زودني بالمصادر في إنجاز هذا الكتاب هو عضيدي وأخي " محمد باقر الحكيم " تضيف إليها أن الخميني كان هو الذي أوعز أو بصراحة " وَرَط َ " محمد باقر الصدر للبقاء في العراق ومواجهة صدام حسين علنا مع انه لا يمتلك أي رصيد لتلك المواجهة .. وعليه فإن الإثنين وجهان لعملة واحدة : الحكيم والصدر وحزب الدعوة الذي هو أحد إختراعات الأخير " ومن هنا تستطيع القول أن الإختلاف شكلي وليس عضوي .. وهذا الطرح من وجهة نظر تاريخية , أما الوقت الراهن فبالتأكيد أن كل شيء قد صهرته التفاعلات والأحداث السياسية .. بعد الفتح العظيم لابد أن يُضخ كل عضو في الجسم البشري بالتخمة : الرأس فهو مصدر الزهو والكبرياء والتشدق والبراغماتية , والبطن التي هي مصدر العفن , والأوداج تعني اللذة الكارثة , ولو تجاوزنا الأخيرتين كونهما حاصل تحصيل للحمل الأول فإن السياسي العراقي لابد أن يعتني أشد العناية بهذا الحمل , طبعا جميع السياسيين وليس عينة بذاتها , لكن الأكثر إكتراثا هو السياسي المنطاد الذي يُحلق كنبراسا أو بوما دكتاتورا للقطيع الآخر , والسياسي المنطاد هو المالكي , ولكي يظل مُحلقا في المنطاد , وكونه قليل الخبرة تاريخيا , ولأن ثمة تكتلات كثيرة اليوم تقف في مواجهته , فلا بد من الإستعانة بأبوام وغربان أشد شراسة .. بالنسبة للسيد عبد الخالق سوف يقول : إنه ليس بحاجة إلى أبوام وغربان , لأنه يمتلك قدرات خارقة في قيادة المنطاد ولو توجب الأمر إنه سيُفجر نفسه في المنطاد ولعنة الله على المنطاد وأهل المنطاد .. لنصيغها في إتجاه آخر , عبد الخالق حسين مُغرم بالترقيمات , على وتيرة ( 50 + 1 ) لكن ترقيماته تأتي عندما يكون الترقيم ضرورة ردعية أو إثباتية في أحقية المالكي القدسية في الإعتلاء , أما في موضع آخر - الموضع الذي يتنكر له في فقرات بعينها - تصير الأشياء هلامية أو دعائية في تثبيت قناعاته , لماذا لا تُؤخذ إفتراضاتك طابع التهويل والدعائية عندما لا تخضع للترقيم الذي تطفحه على الناس , لماذا مسؤولي العراقية يُشار لهم بالتبعية للدولة العلانية والفلانية , في حين تتجاهل زيارات عشرات المسؤولين من حزب المالكي لإيران ؟ هل العملية ضرب بالقداح أم كيف , هل عبد الخالق عل يقينية مُطلقة مثل ترقيماته أن المالكي غير خاضع لإيران وأن الآخرين تابعين لسوريا والسعودية والإمارات وغيرها , هل الزيارات هي المقياس , أم أن ثمة سِريات تفوق كل ما تنفثه علينا كل وسائل الإعلام , كيف تكونت يقينية عبد الخالق إزاء الآخرين ما دام يؤمن بلغة الأرقام ؟ .. ألم يُشر عبد الخالق في إحدى مقالاته أن إتفاقا مبدئيا بين السعودية وإيران وسوريا لتدمير العراق , وعندما يفترض عبد الخالق تساؤلا ما عن ماهية الربط بين السعودية وإيران , تراه يُجيب على التساؤل المُفترض : صحيح , لكن هناك أجندة سرية بين السعودية وإيران لتدمير العراق رغم الإختلاف العضوي بين السعودية وإيران " ... وعلى هذا التأسيس فإن العملية تُقاس على ثوابت في غاية الهشاشة , ثوابت لا يُمكن أن تُولد قناعات حتى لديدان الأرض , بمعنى أن ثمة سيناريو سرية بين السعودية وإيران وسوريا لتدمير العراق , على المستوى الموضوعي الفعلي هذه مفهومة ولا تحتاج إلى نصل مُشفر , أنا ذكرتها في إحدى مقالاتي قبل أن يذكرها عبد الخالق , وقد يكون قد إستنسخ الفكرة مني أصلا , ولا ضير فالملاحظات ليست حِكرا على فلان وعلان .. الدول الثلاثة أرسلت إرهابيين للعراق من منطلقات شتى : طائفية بالنسبة للسعودية , ونظام برلماني تعددي لا يروق لا لإيران ولا لسوريا بإعتبار إن الذي يتحكم في هذين البلدين هو نظام شمولي , لكن على المستوى السياسي كيف تُقاس , كيف نقيسها على المستوى السياسي : علاوي تابع للسعودية وسوريا , وسوريا والسعودية متحالفان ضمنيا مع إيران .. المالكي غير تابع لأي من تلك الدول , لذلك يجب أن يسقط .. فرضا سقط المالكي وتولى علاوي رئاسة الوزراء , هل ستقتنع تلك الدول بإستلام علاوي للوزارة وتساعد في الإستقرار .. قد يروق مثل هكذا تفسير لجماعة علاوي .. لكن المشكلة أن علاوي ظل في جميع إنثيالاته يتهم إيران في التدخل في شؤون العراق , لا أدري لماذا علاوي يتهم إيران , كذلك لا ندري لماذا المالكي يتهم السعودية وسوريا ولا يطرأ على عقله بتوجيه أية ملاحظة تجاه إيران !؟

المهم , القول الفصل , انه من حق أي سياسي - ضمن العرف البراغماتي في السياسة - أن يلجأ إلى المؤسسات المالية الكبرى والدول النافذة , وتلك عملية مفروغ منها حتى في الدول المتحضرة إنتخابيا , يعني من حق المالكي أن يعتمد على المد الإيراني , تلك عملية طبيعية وليست تكتيكية : شخص مسؤول حزب ديني وشيعي المذهب إلى من يتجه , إلى تركيا , إلى السعودية , إلى سوريا .. بالطبع يتجه نحو إيران .. وآخر علماني نقيض الأول , يتجه إلى إلى من , أيضا بالطبع إلى الدول التي أساسا ثمة صراع بينها وبين إيران مع إستثناء سوريا ... لكن هنا سوف تقفز إلى الفقرة التي دائما ما يُرددها عبد الخالق عن حزب البعث وكيف أتى للسلطة بعد إنقلابي 63 و 68 .

في البدء لا بد القول أن تشبث عبد الخالق بمسألة حزب البعث غير خاضعة لأبسط جزئيات المنطق , لأن عشعشة البعث في عقله وما فعله جعلته ينسلخ كُليا عن تطور الزمن : ما فعلته العولمة بالدول وعقليات الناس , الإنكفاء المريع للأفكار القومية , التطور الثوري للمعلوماتية من خلال الإنترنت , الأزمات الإقتصادية , الهجرة , نشاطات منظمات حقوق الإنسان , الإنعتاق الأميركي عن الحركات المُتطرفة التي كانت تتبناها السياسة الأميركية من خمسينيات القرن المنصرم إلى نهايته والتي كانت حصيلتها الختامية تفجيرات 11 أيلول , لأنها في النهاية تؤدي إلى عدم الإستقرار , وعدم إستقرار أي بقعة في الأرض اليوم يعني عدم إستقرار العالم أجمع إقتصاديا وأصوليا ( ونحن نرى اليوم أن أميركا وصلت إلى قناعة أن التفاوض مع طالبان هو الحل الأمثل , مع وصول قناعات دول حلف الناتو أنه لا نهاية لحرب أفغانستان , واليوم بالذات بدأت هولندا الإنسحاب من أفغانستان ) وغيرها الكثير التي أفرزها تطور الزمن , لكن الأهم هو بروز التطرف الإسلامي الذي غطى على كل ما له صلة بالقومية .. وهنا هو المِحك : أن خشية عبد الخالق من جرثومة البعث جعلته في إصطفاف يحتمل ذات جرثومة البعث وذات توجهه , بمعنى أن المالكي يُحذر من البعث وهو ذاته يتبنى توجهه .. وتلك عملية مفضوحة لا تحتاج إلى إلهام , كل الحركات الإسلامية اليوم في العراق تضخ في هذا الإتجاه , إذن , المفروض من عبد الخالق أن يُحذر من بعث جديد وليس من البعث القديم المُنقرض .

على أي حال , لست بصدد هدم قناعات الرجل , لكن الواقع العراقي غير ما يعتقده , كذلك أنا سوف أكون مُخطئا من وجهة نظره , والزمن بالتأكيد سوف يكون هو الذي يفرز الخطأ من الصواب , لكن عندي ملاحظة أخيرة
وهي : أنه لماذا بعض الكتاب يستشهدون بهلاميات أو بالمُبالغة في الرصد .. يعني مثلا عبد الخالق يذكر أن " معاوية بن أبي سفيان " قال لولده يزيد , : إذا لم تقل لأهل العراق نعم فإنهم سيشهرون عشرة آلاف سيف في وجهك .. وآخر يقول لماذا أهل العراق يختلفون , هل لأنهم , ثم يذكر الغرين والطين وإختلاف الحر والبرد , وكأن الغرين والطين والشطوط غير موجودة في كل بقاع العالم ( شطوط وغدران ونفط , والكهرباء والماء دائما مُعطلين ! ) .. والحجاج قال : يا أهل العراق يا أهل الكفر والنفاق .. وعلي بن أبي طالب قال مثلكم كالمرأة الحامل , حملت فلما أتمت أملصت " يعني أن أهل العراق بعد أن أصبح النصر قاب قوسين أو أدنى , تخلوا عن القتال " .. والعرب اليوم يقولون عن العراقيين عُنفيين ومنافقين , والمتعاطف يقول : عاطفيين , عُلماء , شعراء مرموقين , وحسني مبارك قال كذا وكيت ..و.. و .. و .. لا أدري , هل صحيح نحن نختلف , أم أنها من أوهامنا عن أنفسنا ؟؟ .. وفي هذا الصدد ربما أستحضر عبارة للكاتب " كريم عبد " : ما مدى تصوراتنا عن أنفسنا ؟ " ..

ملاحظة أخيرة , نرجو من عبد الخالق أن يرد بمنطقية على تلك النقاط , كما نرجو أن يرد على تعليقات المُعلق " صادق التميمي " التي تضرب في الصميم , لماذا يرد فقط على التعليقات التي تلهج بإسمه ؟ بالتأكيد أن ذلك يدمغ نمطية عبد الخالق في السرد .



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - عبد الخالق حسين - ونموذج الزعيم الوطني الأصيل !
- أن تتبنى - الكويت - نيابة عن - دمشق - مشروع تحويل نهر دجلة , ...
- بلدية البصرة ترفع رسالة ترويح للمالكي عن إغلاق آخر دور سينما ...
- العد اليدوي يمنح دولة القانون خمسين بنس
- هلهولة للإئتلافين بعد التوحد - والله خبر تازة -
- ماذا يحدث - للمالكي - بالضبط هذه الأيام ؟
- عراقيو الجنوب والفرات الأوسط يستمرأون العمالة للعجم !
- إضحك على أمبراطورية - مردوخ - العربانية الإعلامية !
- أحدثْ قاسم مُشترك بين - شافيز - و - صدام -
- أياد علاوي النقشبندي و برهم صالح النجادي
- لجنة نوبل للسلام تستشير المُلة عُمر !
- خُرافة السنة - السنين - الجديدة
- البابا شنودة إيدك بيد حجي عودة
- بُثينة شعبان ضيف ثقيل على جريدة الشرق الأوسط
- تصريحات عمائم إيران تشبه سندويج الدجاج
- لماذا يُركز البعثيون على مسألة العشائرية ؟
- القذافي يدعو الإيطاليات إلى إعتناق الإسلام !
- حكاية المليون دينار وبرلمان النحس العراقي .
- يوتيوب نازي في وجه بشار دمشق؟
- ضع تفجيرات البعث في نحره , الأمم المتحدة لا تنفع


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل الخياط - عبد الخالق حسين ونموذج الزعيم الوطني الأصيل 2-2