أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال مجيد - حكومات العالم الثالث تخدم اسيادها















المزيد.....

حكومات العالم الثالث تخدم اسيادها


كمال مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 3083 - 2010 / 8 / 3 - 19:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ تأسيس اول دولة عملت الحكومة فيها لخدمة من اسسوها. ففي ايام العبودية كانت الحكومة تخدم اصحاب العبيد من النبلاء. فكان حق التصويت في العملية الديمقراطية في اثينا، مثلاً، ممنوح لـ 90 الفاً من الاحرار الاثرياْ، دون العبيد البالغ عددهم 365 الفاً. اما السيادة الوطنية فقد تم الاتفاق عليها سنة 1648 في ويستفاليا بالمانيا وانحصرت بالدول الاوروبية التي وقعت على الاتفاقية ولم يكن بين الموقعين احداً من اسيا اوافريقيا او امريكا اللاتينية.

الا ان الاصطدامات استمرت بين الدول الموقعة على الاتفاقية حين حاولت كل دولة الحصول على اكبر قسط من المستعمرات. فجاء مؤتمر برلين في 1885 لتتفق القوى الغربية على حل الخلافات حول ملكية افريقيا. وبعد ان قدموا كونغو الى ليوبولد، ملك بلجيكا، كهدية اتفقوا على اعتبار (( أية محاولة لاعادة تقسيم افريقيا بعد المؤتمر بمثابة اعلان الحرب بين القوى التي تحاول ذلك.))

لم يكن للمستعمرات حق تأسيس الدولة بل كان المستعمر لبلد ما يشكل حكومة محلية لتنظيم الحياة فيه حسب مصلحته. فيشير جاكسون و روزبرغ ( راجع International Political Science Association s Congress. Paris,1985 ) الى ((ان الدولة في العالم الثالث قد تكونت كمخلوق استعماري قبل ان تتوفر الظروف الاجتماعية المحلية... فتظاهرت وكأنها تمثل المصالح الاقتصادية والادارية والثقافية المحلية.))

لقد قامت الجامعة المفتوحة (Open University ) في بريطانيا بدراسة العلاقة بين الراسمالية العالمية والدولة في العالم الثالث وتوصلت الى النتائج التالية:

1 – ان الدولة الحديثة تكونت من قبل الراسمالية الاوروبية ثم انتشرت في العالم لتنفيذ متطلبات النظام الراسمالي.

2 – تتدخل الدول الراسمالية في تصرفات السوق العالمية بغية زيادة ارباح الشركات المسجلة عند كل واحدة منها.

3 – ان التقسيم السياسي للعالم الى دول منفصلة يتم حكمها من قبل الدول الرأسمالية، بصورة مباشرة او عن طريق الحكومات المحلية، جاء تلبية لسلامة النظام الرأسمالي. (راجع The Idea of the Modern State. Open University Press, 1984 ).

وفي كل بلد قام المستعمرون بتنفيذ المشاريع الضرورية لتحقيق اغراضهم فبنوا بعض الطرق، مثلاً، وفتحوا بعض المدارس لتدريب العمال والمستخدمين وابنائهم الذين سوف يتم استخدامهم في المستقبل. وبصورة خاصة اختاروا الحكام المحليين، كالملوك والوزراء بل وقادة الاحزاب، من اللذين يمكن الاعتماد عليهم للسيطرة على السكان. وفي كثير من الحالات تم تدريب هؤلاء وابنائهم في البلدان الغربية لتحسين قابلياتهم في الحكم وللتأكد من ولائهم. وكلما وجدوا الصعوبة في الاعتماد على احدهم قضوا عليه ، كما حدث مع الملك غازي في العراق والملك طلال بن عبدالله في الاردن وذوالفقار علي بوتو في باكستان ومبوتو في كونغو وغيرهم. وبمرور الزمن تمكنوا من تكوين جهاز كامل وثابت من ((الكومبرادور)) يعمل على المحافظة على المصالح الاستعمارية بصورة مطلقة. ولهذأ من الضروري عدم الاستغراب حين يقوم الحكام المحليون الانقضاض على السكان، من ابناء جلدتهم، كلما طالب هؤلاء بابسط حقوقهم.

والملاحظ أن تركيب الحكومة في هذه المستعمرات بقي محافظاً على حاله حتى بعد تأسيس عصبة الامم اوهيئة الامم المتحدة، حيث اعطي لعدد من المستعمرات الاستقلال الشكلي بل المزيف في معظم الحالات. ولهذا بالضبط توسعت حركات التحرر في مختلف ارجاء العالم ونجح الكثير منها. الا ان المستعمرين عملوا المستحيل لابقاء سيطرتهم الاقتصادية على البلدان ((العاصية)) ومن ثم استخدموا مختلف الطرق، بما في ذلك العديد من الحروب والانقلابات العسكرية، لكي يعيدوا اتباعهم الى الحكومة في الاغلبية الساحقة من البلدان. ولهذا اعتدت الولايات المتحدة على فيتنام ولاوس وكمبوديا وافغانستان والعراق ولبنان والصومال وكوبا ونيكارغوا وباناما وغرينيدا بينما حاربت بريطانيا ضد الشعوب في ملايو وقبرص وفلسطين وكينيا وروديسيا ( زيمبابوي ) وعدن وقناة السويس ومالفيناس (ضد الارجنتين). ولهذا ايضاً حدثت الانقلابات العسكرية في البرازيل واندونيسيا وباكستان وايران (ضد مصدق) والسودان وتركيا ونايجيريا.

فحين استولى الجيش على الحكم في البرازيل في 31/3/ 1963 ، مثلاً، بعث السفير الامريكي هناك برقية الى واشنطن اعلن فيها: ((ان قادة الجيش قد نفذوا انقلاباً ديمقراطياً وان الثورة كانت انتصاراً عظيماً للعالم الحر وتخلق مناخاً افضل للاستثمارات الخاصة.))

اذن لم يحدث اي تغير جوهري حين تبدل الاستعمار القديم الذي كان يحكم بالطرق العسكرية الى ما يعرف الآن بالكولونيالية الحديثة التي وصفها اعلان هافانا الثاني بخصوص امريكا اللاتينية، مثلاً، بأنها (( اكثر ضراوة واكبر قوة واشد قسوة من الاستعمار الامبراطوري الاسباني.))

وبحجة ايقاف التوسع السوفياتي عند حده ركزت الدعاية الاستعمارية على ضرورة نشر الديمقراطية ((التعددية)) التي يتبناها ((العالم الحر)) وذلك لاقناع الناس بان للدول الغربية هدف شريف الغرض منه هو رفع الشعوب الى مستوى القبول بالديمقراطية كبديل انساني للشيوعية الملحدة. وما ان انهار النظام السوفياتي وعظم شأن الولايات المتحدة حتى ان بعثت بجيوشها لتحطيم وتفتيت البلدان التي تقاومها كما حدث مع العراق وافغانستان ويوغسلافيا والصومال ونيكاراغوا والتهديد بضرب ايران والسودان وزيمبابوي وفنزويلا وغيرها.

وبعد بناء القواعد العسكرية في اكثر من مئة بلد وسيطرة الشركات العابرة للاوطان على اقتصاد معظم البلدان فقدت السيادة الوطنية معناها. ويبرر آرت شولته ذلك بالقول (( ليست الدولة ذات السيادة ظاهرة ازلية ... وليس هناك اي سبب لبقاء هذه السيادة الى الابد. فمع انتشار العولمة اخذت السيادة الوطنية تتقهقر وتنكمش بالرغم من ثبات جهاز الحكم The State apparatus الذي زادت قوته وهيمنته على الشعب. لقد فقدت السيادة الوطنية اهميتها مع نمو العلاقات الاقتصادية التي اخترقت حدود الدول ... والتي استخدمتها الشركات العابرة للاوطان للسيطرة على اقتصاد العالم... )) ( راجع Globalization of World Politics, Oxford University press, 2001 ) فالحكومات المحلية فقدت سيطرتها على تجارتها الخارجية وعلى عملتها النقدية وفي كثير من البلدان طغى الدولار على العملة المحلية. والأهم من ذلك فقدت الحكومة المحلية سيطرتها على الجيش، بل ذهب الامريكان الى حد تدريب الجيش المحلي في العراق وافغانستان، مثلاً، لقتل السكان.

والى جانب كل هذا تم في بروكسل، سنة 1994، تأسيس مشروع ((شركاء السلام)) الذي يركز على التعاون السياسي والعسكري بين حلف الاطلسي و26 دولة، من قرغيستان وتاجيكستانن بل معظم الجمهوريات السابقة للاتحاد السوفياتي، وحتى فلندة والنمسا وسويسرا والسويد وذلك (( للقيام بالتدريب والتخطيط المشترك للمناورات العسكرية ...والقيام بالعمليات العسكرية بعد موافقة هيئة الامم.)) وفي سنة 1995 تم تأسيس لجنة للتعاون العسكري بين الحلف وكل من مصر واسرائيل والاردن وموريتانيا والمغرب وتونس وذلك ((لانشاء المقرات العسكرية في بعضها وتوسيع غيرها في البلدان التي فيها المقرات العسكرية الامريكية)) كاسرائيل ومصرحيث قوات النجم الساكع. ( راجع The Statesmen s Year Book, 2001 )

كل هذه الحقائق تؤكد على ان الحكومات المحلية في معظم بلدان العالم الثالث كانت ومازالت تخدم اسيادها في الولايات المتحدة وحلف الاطلسي. ولهذا يرفض ملوك ورؤساء الدول العربية، مثلاً، الاهتمام بمآسي شعوبهم. ذلك لأن هؤلاء الرؤساء يدركون ارتباط مصيرهم بالأوامر التي يفرضها اسيادهم. لقد ادرك جمال عبدالناصر وعبدالكريم قاسم وشكري القوتلي والملك عبدالله في السعودية، هذه الحقيقة حتى قبل سقوط الاتحاد السوفياتي فعملوا ما في وسعهم لانقاذ اوطانهم من شر المستعمرين. ان تجربة هولاء بل تجارب الشعوب الاخرى في فيتنام وفلسطين وكونغو والصومال وشيلي كلها تؤكد على أن نجاح حركات التحرر لا يتم الا بتوحيد جهود كافة الشعوب المقهورة. فالتعاون بين المقاومة العراقية والافغانية والفلسطينية مع ايران، مثلاً، ضرورة لابد منها لأنهم يواجهون نفس العدو. ومن الضروري تثقيف المعارضين لهذا التعاون وعزل المتعصبين منهم وفضح نواياهم العرقية والطائفية. هناك الان ما يدعو الى التفائل. فالامريكان اعتقدوا بأنهم يستطيعون اشعال الحرب في العراق وافغانسنان، اي في اكثر من بلد واحد في نفس الوقت. ولكنهم فشلوا وهم الان يعملون على الانسحاب مع التغطية على اثار هزيمتهم. وهناك حركة واسعة في البرازيل وفنزويلا وبوليفيا ونيكراغوا والنيبال التي حققت نجاحات ملموسة في التحرر السياسي بل وحتى الاقتصادي. وعلاوة على هذا لقد اصيب النظام الرأسمالي بازمة اقتصادية قاتلة مما يبشر باننا نقترب من ساعة الصفر لحركة شاملة.

لندن

كمال مجيد

في 1/8/



#كمال_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الادلة الثبوتية لفاشية امريكا
- فشلت أمريكا فلنتحد لقهرها
- رسالة مفتوحة الى الدكتور ابراهيم الجعفري


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال مجيد - حكومات العالم الثالث تخدم اسيادها