أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - رفاق الفرقة














المزيد.....

رفاق الفرقة


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3083 - 2010 / 8 / 3 - 19:23
المحور: الادب والفن
    


كانت مساحة الضيق أفقي، كأنما ذيول المغفرة لا تسع، تاهت في لوة الحمد حين أفصحه شفاعة لبرودة الحال، وهروبا من حرج اللحظة، لم أكن لصا بعد يسرق رائحة الشواء الذي يمتصه انفه المتخم بانسداد الشهوة في زحمة الظهيرة أو في حيان الظلمة. في كل الصباحات، كنا نلتقي عند عتبة المقهى، يبتسم في وجهي ماكرا تتداعاه شماتة القفزة النوعية التي طالته أيام الغفلة، فرفعته إلى مكارم الموالي، وحاصرتني أنا، في السراديب القهرة.
تفسخت بيننا نعمة الفرقة.
أتاديه سيدي، يبتسم، فتمتصني ابتسامته.
أناديه السيد مذ قسمت بيننا الهوية، بالأمس كنا الرعية التي كانت تتقاسم بود هواجس المراهقة المشتركة، كنا نكتب للنساء نفس الرسالة، ونغني نفس الاغاني، نحلم بالحب الذي اعتلى فوق عتبات الطبيعة،ونشرب من نفس القطرة، نبيذا في الكأس المشتركة، واليوم حين انتفخت بطنه، بدا يحسدني على نشوتي الجامحة لابتلاع دخاخين المشوى، لذلك بدا ينفثها إلى ما فوق، وأنا كنت اتحسسها رغم انفه، وحين أكاشفه، وأحمله على هواجس الرغبة في توافق جديد، يكبر فيه الحنين إلى ما قبل انسداد الشهوة.
كنا نلتقي في المقهى ذاتها التي تربعت على عرش المدينة، قبالة قضيب نافورتها الوحيدة التي تنفث السراب، كانت وحدها رمز هذا الضياع الذي يكتنفنا وتولي بيعتها في كل حين، لمواسم الأعراس الماجدة تحت شرفة الموالي ، كان يتربع على عرشها في كل موسم انتخابي قبيلة، وكانت كل قبيلة تمهلنا أن نسير في رحابها، وكنا نمانع ، فاحتلت أسماؤها المقاهي، فكنا نمانع، فدشنت في كل الأروقة التفاهة، وكنا نعشق الأروقة، واصبحت المدينة تعشق أيضا سادة القبيلة.
كنا نلتقي في المقهى ذاتها، كان يكبر الصدع بيننا يوما بعد يوم، ينفخ صدره كالدجاج الهندي وانا كنت أسخر منه لانغماسه في زمن الولاء، كنت أحتقر فيه حتى تلك الشفقة التي يحيطني بها عندما يمضي يؤدي قسيمة قطرة البن التي حطها النادل بين يدي، ورغما مني، ولفتح مساحة الضيق، كنت أتجرعها ثمنا للمودة التي يقضيها استمالة للذين رفعوه فوق مستوى قدي ليأخذ كرسيا ثمينا في مجلس المدينة، كان يفعلها على حسابي وكنت حينها قد بالغت في حاجتي إلى وده، تيمنا بأيام المراهقة عندما كنا ننتمي إلى نفس الهوية، والآن أصبحنا في المفترق، صنعت لنفسي قفصا آخر للهوية، وصرنا رفاق فرقة.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النيولبرالية المتوحشة3 : وضع الطبقة العاملة المحلية
- حكايا من المهجر: آلة الوتر
- النيوليبرالية المتوحشة (2)
- اشراقات أمازيغية
- النيولبرالية الجديدة: الزراعة المكثفة نموذجا، إلخيدو (ألميري ...
- إعلان عن احتجاج عمال مهاجرين بألميريا (إسبانيا)
- العمالة المهاجرة: ودور التنسيق النقابي
- مدخل لفهم نمط القطاع الخدماتي
- سلام لذاكرة المعتوهين
- هل حقا انتفت الطبقات
- الإجماع الوطني، أو ميتافيزقا الجلاد المغربي (دفاعا عن الجمعي ...
- يوميات مغارة الموت: إضراب 1990
- يوميات مغارة الموت: تداعيات الأزمة
- يوميات مغارة الموت: تجربة الحلم
- سفر الخروج.. إلى أين ؟-2-
- سفر الخروج .. الخروج إلى أين؟
- حكايا من المهجر -لاموخنيرا-
- أوهام ماوراء المتوسط: -الحريك-
- أمة التستر
- أوهام ما بعد المتوسط 2


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - رفاق الفرقة