أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رعد الحافظ - المشايخ الهباب.. وجينات الإرهاب















المزيد.....

المشايخ الهباب.. وجينات الإرهاب


رعد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3083 - 2010 / 8 / 3 - 19:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سأحاول تبسيط فكرتي وتوضيحها دون لفّ ودوران , فالأمر مُعقّد أصلاً ولا يحتاج مزيد من التنظير والتعقيد و( الفلسفة بالعراقي ) .
فهل المشايخ أو على نطاق أوسع ( أفكار الآخرين ) تؤثر في جيناتنا سلباً أو إيجاباً ؟
الجواب عندي دون مواربة : نعم هذا صحيح
الإثبات العلمي :
كلنّا نعرف تأثير الجينات , عن طريق الوراثة الإعتيادية / قصة الأنف اليهودي مثلاً
البعض ( حتى من العامّة ) , يُجيبكَ عن سبب تميّزهِ بالقول / التزاوج القريب عندهم والإبتعاد عن التهجين مع الغرباء هو السبب العلمي غالباً .
وسيكون هذا القول منطقي ومقبول , لو أخذنا فكرة عامة عن إنتقال الجينات عبر الأجيال .
ويتوقع القاريء الآن (المتابع لما أكتب ) حتماً , بمن سوف أستعين لتوضيح الفكرة .
إنّهُ معلمي الثاني / العالم ريتشارد داوكنز , بالطبع , ومن كتابهِ الأخير
The Greatest Show On Earth / The Evidence For Evolution
أو أعظم عرض على الأرض / دلائل التطور , يقول فيه ما يلي :
{ الحيوانات تحمل الجينات وتخلطها ( كما نخلط الورق ),و تورثها للأجيال اللاحقة لتحدث التعددية ,وهكذا من جيل الى آخر .
هذه الجينات قد تظهر أو لا تظهر في صفات الأجيال القادمة
لكنها تكون دائما موجودة بالخلية الحية كملف تاريخي لكل كائن حي جينوم .
اليوم مُربي الكلاب و مولدوها يستخدمون الإنتقاء الصناعي كي ( يشكلّوا ) الكلاب حسب مواصفات يرغبون بها , مثل ذيل أقصر , أو بوز أطول !
نفس الشيء يحصل في الطبيعة إلاّ أنّ الإختيار يكون طبيعيا , وهذه هي نقطة القوة في فكرة دارون } .. إنتهى
ماذا نفهم من المقطع السابق ؟
الخارطة الجينية موجودة أصلاً عند جميع البشر وهي واحدة تقريباً
في الطبيعة عملياً ,يحدث الإنتقاء الطبيعي ( من ذاتهِ ) دون تدّخل الناس . ( ربّاني بتعبير المتدينين ) .
لكن في عملية الإنتقاء الصناعي يقوم المختصين بوضع لمساتهم لتغيير شكل الكلاب مثلاً .
وهنا بيت القصيد عندي (وربّاط الحچي ) , حيث يقوم المشايخ الكرام , بوضع لمساتهم على جيناتنا صناعياً بواسطة أفكارهم ((الحُبيّة)) , تجاه الآخرين .
دليل عملي :

عرضت قناة الفيحاء الفضائية أمس , شريط مصوّر عن لقاء تلفازي مع بعض الإرهابيين الذين وقعوا في يد العدالة في العراق .
تحدّث معهم السيد / د. محمد الطائي وهو مدير الفضائية كما أظن وبطريقتهِ الهادئة والساخرة أحياناً , وسألهم عن أسبابهم التي دفعتهم لقتل وتفجير وتفخيخ كل شيء .
أجاب أحدهم وإسمهُ / محمد عبدالله حسن ناصر الشمري ( سعودي الجنسية ) , بأنّه دخلَ العراق عن طريق سوريا عام 2004 وأنّه طيلة الست سنوات الماضية لم يذبح سوى إثنين من رجال الشرطة فقط ! ! وكان ذلك في ديالى , وأضاف أنّه قد تزوّج من أخت زميلهِ العراقي وعمرها 15 عام وإسمها نبراس ورزقا بطفلة عمرها الآن سنتين .
المهم والأغرب في كلامهِ كان بخصوص التمويل , (يعني الذبح مو مشكلة / عادي ) , حيث قال :
كان يصلنا التمويل الخارجي ( البعثي والعربي ) وذكر أسماء 5 دول رئيسة يصل منها الذبّاحون العرب , وطريق التمويل هو نفس طريق وصولهم أنفسهم .
لاحظوا كلامهِ القادم
يقول , فلمّا توقف التمويل الخارجي بسبب نشاط القوات الأمريكية والعراقية في محاربة الإرهاب , بدأنا نعتمد طريقة خطف الشيعة ومقايضتهم مع ذوويهم مقابل مبالغ من المال تصل الى 30 ألف دولار أحياناً . ( هنا أشار لتبرير فكرتهِ بأنتشار العداء الشيعي السني وقتها ) , يعني يقصد ليس هم الذين أشعلوا الحالة بل هي حدثت بالصدفة فإستغلوها هم لجني المال الذي يحتاجونه في عملياتهم .
ويضيف نفس الإرهابي قوله : ولمّا لم يعد يكفي مصدر المقايضة مع ذوي الشيعة المختطفين
بدأنا نخطف السنّة أيضاً على إعتبار أنّ بعضهم متعاون مع السلطات الحكومية .
هل رأيتم كيف إذن ؟ هكذا الأخلاق والمباديء والإيمان ... ولاّ بلاش .
خلال كل حديثهِ كان يقاطعهُ د. محمد الطائي قائلاً : كيف تذبحون وتقتلون وتفجرون ؟
هل هناك فتوى دينية بذلك ؟
الجواب كان نعم , الفتاوي تصلنا دوماً في وقتها المناسب .
فتوى الذبح مثلاً نشرها الزرقاوي ونفذّها شخصياً بيديه , وإستند على آية ( وإضربوا فوق الأعناق ) , ثم يعود نفس المتهم ليقول بصيغة الندم , لكن عرفنا بعدها أن ضرب الأعناق سابقاً لهُ مايبررهُ كون السلاح كان سيفاً , بينما اليوم يوجد المسدس وما شابه نستطيع قتل الشخص بهِ دون السيف . شفتم ؟
( هنا سؤال مُضحك من محمد الطائي / ومن أينَ لكم بالسيف ؟ ) .
وفسّر أيضاً باقي الفتاوي بشأن التفجير والتفخيخ وإختطاف الناس ومقايضتهم أو قتلهم
وسوى ذلك من الأعمال التي قاموا بها .
كل موضوع كان لهُ فتوى دينية خاصة تستند على آيات وأحاديث بعينها .
***

السؤال الآن / هل يشّك عاقل بإمكانية المشايخ في صناعة عقل الإرهابي ؟
لكن لمن سيعترض على علاقة ذلك بالتأثير على الجينات , أرجو منهُ التركيز في نفس قصّة هذا الإرهابي الذي رويتُ لكم شيئاً عنهُ .
لقد تزوج وخلّف بنتاً عمرها اليوم سنتين . فلو إستمر في عملهِ وحياتهِ فماذا ستتوقعون أن تكون أفكار إبنتهِ أو إبنهِ المستقبلي ؟
لاتنسوا أنّ هناك ملايين منهم يتكاثرون وتنتقل أفكارهم الى أجيالهم .
هل سمعتم بتجارب حول إكتشاف الجين العصبي والجين الإجرامي وسواها ؟
لمن لا زال غير مقتنع بما أقول , ربّما لعلّة بي في عرض الصورة , سوف أحيلكم الى د.معتز محي عبد الحميد ومقالتهِ العلمية / جينات السلوك الإجرامي لدى الأطفال , المنشورة في جريدة الصباح العراقية ورئيس تحريرها / عبد الزهرة زكي , وسوف أضع الرابط وإليكم جزء يسير من المقال المحترم حيث يقول :
{ في المدة الأخيرة توصل العلماء الى العنصر الضابط لكل هذه السلوكيات . وكانت المفاجأة الكبرى إن هذا العنصر يتمثل في جين موروث غالباً يظهر لدى الذكور و يُعّد هو المسؤول عن الميل الى العنف لكنه يتأثر بالبيئة المحيطة وطريقة التربية ومدى المعاناة التي يتعرض لها بعض الصغار في سنوات أعمارهم الأولى .
الاكتشاف المفاجئ الذي توصل اليه فريق من العلماء في العاصمة البريطانية - لندن - بعد إجراء دراسات بحثية على 1037 طفلاً ولدوا عام 1972 بينهم 422 طفلاً ذكراً .. واستغرقت الدراسة 26 عاماً من الولادة وحتى وصلت العينة البحثية الى سن البلوغ ثم الشباب .
وقد قام الباحثون خلال الدراسة بمتابعة سلوكيات الاطفال بين أصدقائهم وأفراد عائلاتهم الى جانب التحقق من سجلات الشرطة بصفة مستمرة كما ركزوا على التربية الوراثية الجينية وعلاقتها بالبيئة المحيطة والظروف التي يتعرضون لها .
وخلال الدراسات كان الاكتشاف المذهل الذي غير مسارها .
إنّ غالبية الأطفال الذكور الذين لديهم جين معين ( موروث ) , هذا الجين يتحكم في إفراز إحدى الأنزيمات يعرف باسم , مونوا مينو كسرازا MOAOA وإن هذا الأنزيم يؤدي الى تعطيل أجهزة الإرسال العصبية أو المواد الكيمياوية التي تنقل الرسائل .
كذلك اكتشفوا ان إفراز هذا الإنزيم يرتبط بالحالة النفسية والتعرض للعنف . لذلك كانت العقاقيرالمضادة للاكتئاب يمكنها وقف إفراز هذا الإنزيم .
وبناء على هذه الملاحظات أعلن العلماء أنّهم في طريقهم للتحكم في عمل هذا الجين .
وهو ما سيؤدي الى تقليل حدة الجرائم بل وأختفائها ربّما في بعض الحالات .
وأضافوا ان وجود هذا الجين من عدمه يمكن أن يتم وضعه في الإعتبار عند اختيار الأشخاص قبل تعيينهم في الوظائف الحساسة } إنتهى وإليكم الرابط
http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=10481
أعتقد أنّي أطلتُ عليكم رغم محاولتي الإختصار والتركيز والمباشرة .. إعذروني
لكن يتوجب عليّ إعادة سطر واحد هو ملخص فكرة المقال
الجينات موجودة أصلاً في الجميع منذُ القِدَم , لكنّها تتأثر بالمحيط وتغيراتهِ وأفكارهِ .
عن طريق التأثير النفسي الذي يسبب إفراز أنزيمات معيّنة تغير من طبيعة الجينات مستقبلاً .

تحياتي لكم

رعد الحافظ
3 أغسطس 2010



#رعد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الرعب من علم التطوّر ؟ داوكنز من جديد
- من وحي المفكرين / سيّد القمني وكامل النجار
- حالات شغلتني هذا الأسبوع
- عندما يعبث الغرب / قضية المقرحي مثلاً
- إختلاف المشايخ .. رحمة أم نقمة ؟
- دعوة لتخفيف الصيام في أشهر القيظ
- فيفا إسبانيا / مبروك كأس العالم
- هل الساسة العراقيون مخلصون لبلدهم ؟
- آن الأوان لدخول التكنلوجيا في تحكيم كرة القدم
- الفوفوزيلا وأصل الإنسان
- في الطريق الى مالمو
- الحوار المتمدن / وجوه الحقيقة المتعددة
- أسوء كارثة بيئية تواجه العالم
- أنا ضدّ الإعدام .. ولكن !
- هل هو خلقٌ جديد ؟
- فيفا برشلونة
- الدنيا كلّها تبكيك ..سرواً : رثاء البطل سردشت عثمان
- مشهدين.. للنقاش
- رِحلَة نحو الموت
- الرماد البركاني وفرح المؤمنين


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رعد الحافظ - المشايخ الهباب.. وجينات الإرهاب