أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - إدارة أوباما تكرس واشنطن قطباً عالمياً أوحد















المزيد.....

إدارة أوباما تكرس واشنطن قطباً عالمياً أوحد


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 3082 - 2010 / 8 / 2 - 06:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما دخل باراك أوباما إلى المكتب البيضاوي في يوم20كانون ثانييناير2009قال الكثيرون بأنه ،وهو الوارث عن بوش لفشل وتعثرات في المهمة المعلنة مع حرب العراق عن"إعادة صياغة منطقة الشرق الأوسط" مع ماانضاف على ذلك من نتائج على الوضعية الأميركية في العالم من مترتبات نشوب الأزمة المالية- الاقتصادية في أيلولسبتمبر2008، سيكون في وضعية جيمي كارتر الآتي مع انتخابه في عام1976 في ظرف كانت الهزيمة الأميركية في فيتنام قبل سنة ونصف(أيار1975)تلقي بظلالها على واشنطن،قبل أن يأتي الجمهوري رونالد ريغان بعد أربع سنوات على برنامج مناقض ل"الضعف الكارتري"ويقوم بالإنتصار على السوفيات في الحرب الباردة(1947-1989)،وفي حالات أخرى قام البعض الآخر من القائلين ب"قرب انهيار الامبراطورية الأميركية"بعمل مقارنات بين وضعية أوباما وتلك التي كانت لرئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشمبرلين في أواخر الثلاثينيات والتي دفعت به لتقديم تنازلات لارضاء شهوة هتلر التوسعية في مؤتمر ميونيخ(أيلول1938)وصلت إلى حدود القبول بإبتلاعه لتشيكوسلوفاكية.
خلال عام ونصف لم يكن أوباما في وضعية كارتر ولافي تلك التي كانت لتشمبرلين في مؤتمر ميونيخ،وإنما كان أقرب إلى وضعية نيكسون(1969-1974)الوارث عن سلفه جونسون انغراساً لنصف مليون جندي أميركي في الوحول الفيتنامية،ليقوم بالإلتفاف على هذا الظرف الفيتنامي عبر"استراتيجية خروج من فيتنام"كانت مظلتها هي سياسة الوفاق مع موسكو بريجنيف التي توجت في قمة موسكو(أيار1972)وفي الوقت نفسه سياسة أميركية تقاربية مع بكين ماوتسي تونغ- شوإن لاي منذ زيارة هنري كيسنجر السرية للعاصمة الصينية(تموزيوليو1971)أضعفت الأوراق السوفياتية والفيتنامية معاً بحيث لايمكن بدونها قبول بريجنيف بسياسة الوفاق وموافقة الفيتناميين الشماليين على اتفاقية باريس(كانون ثانييناير1973)المنظِمة للخروج الأميركي من عموم الهند الصينية والتاركة للتوازن المحلي على الأرض أن يحسم الأمور وهو مافعله الشيوعيون لصالحهم بربيع عام1975في فيتنام ولاوس وكمبوديا،ولكن مع تزامن فقدان الهند الصينية لصالح حلفاء موسكو مع فقدان الكرملين لنفوذه في الشرق الأوسط بدءاً من القاهرة في العام1974.
هنا،كانت سياسة أوباما متحددة أساساً عبرمحاولة خطب ود الدول الكبرى بعد سياسة تجاهلية لها قام بها بوش الإبن طوال عهده.ظهر هذا في قمة الناتو بربيع 2009ثم في قمة الدول الثمانية بالصيف اللاحق،ليتبع أوباما هذا في شهر آب2009بالتخلي عن برنامج الدرع الصاروخي ارضاءاً لروسيا،وبوضع سياسة استخدام قضايا تايوان والتبت وراءه من أجل المساومة مع بكين أوللضغط عليها:قاد هذا النهج إلى وضع كانت أحد مظاهره المشهدية ماجرى يوم 9حزيرانيونيو2010في نيويورك لماوقفت الدول الأربعة الكبرى صاحبة حق الفيتو بمجلس الأمن (زائد ألمانية)وراء واشنطن في تبني القرار1929الذي افتتح مشهد عزل ايران دولياً،وهو مالم يستطعه بوش منذ بداية الصدام الأميركي- الايراني بشهر آبأوغسطس2005حتى نهاية عهده،إذا لم يكن العكس قد حصل عندما كان المد الإقليمي الإيراني في منطقة الشرق الأوسط بين عامي 2005و2009مرفوقاً بإنقسام الدول الكبرى واختلافها مع (القطب الواحد للعالم)حول الموضوع الايراني. قبل هذا المشهد النيويوركي كانت ثمار هذه السياسة الأوبامية ظاهرة في تعاون الدول الثمانية الكبرى وبالذات الأقوى مالياً،أي بكين وطوكيو وبرلين،مع واشنطن في سياسة مشتركة لمواجهة أزمة أيلول 2008المالية- الاقتصادية العالمية،وهو مالم يحصل من طوكيو وبون في أثناء أزمة الدولار بعهد كارتر في السبعينيات.
من جهة أخرى، حصد أوباما من هذا النهج الجديد القدرة على لجم حركة الدول المتوسطة القوة لمنعها من تجاوز"الخطوط الحمر" كماحصل مع القرار1929الذي كانت ارهاصاته قد بانت بعد ساعات من اتفاق طهران بين ايران وتركية وايران(17أيارمايو2010)حول الملف النووي الايراني(وهو لايختلف كثيراً عن اقتراح الدول الخمس الكبرى زائد واحد الذي رفضته ايران قبل سبعة أشهر) عندما أعلن عن اتفاق أميركي – روسي – صيني على مشروع القرار كان التصويت عليه بنيويورك مولداً لمشهدية أظهرت اتحاد الدول الكبرى ضد دولتين متوسطتي القوة هما تركية والبرازيل.
في هذا السياق ،لايمكن عزل التعاون الذي تبديه روسيا في الموضوع الأفغاني مع أوباما عن تلك الصورة،وإن كان يجب أن يضاف لذلك الموافقة الضمنية الأميركية(أوغض البصر)،مقابل التعاون الروسي في كل تلك المواضيع،على استعادة موسكو لنفوذها السابق في المنطقة الممتدة بين كييف وبشكيك. أيضاً يحصل شيء مماثل من قبل الصين والهند تجاه واشنطن وقلقها المتنامي من الأوضاع في كابول وفي الموضوع الباكستاني المتفجر،وهو شيء لايمكن أن يعزل عن ماتناقلته العديد من الصحف الغربية عن اتفاق "ما" صيني- أميركي حول السودان في نيسان الماضي قيل إنه تضمن موفقة أميركية على حفظ المصالح النفطية الصينية في السودان بمافيه الجنوب ودارفور،ماتزامن مع سحب مرشح"الحركة الشعبية"ياسر عرمان لترشيحه للرئاسة ضد الرئيس عمر البشير،ثم اتجاه مسارات الحكومة والجنوبيين بعد ذلك الشهر نحو قبول ضمني بإنفصال متوقع كنتيجة لاستفتاء كانون ثانييناير القادم في الجنوب.
في المجمل،يمكن القول ،كمحصلة لعام ونصف من عهد أوباما،بأن التوقعات حول "انهيار القطب الواحد" قد ابتعدت احتمالاتها مع سياسة أوباما الجديدة،ولوأدت سياسته إلى تقوية دول كبرى أوتعايش وقبِل بذلك مقابل مكاسب أميركية.بالمقابل،فإن الدول الكبرى،بمافيها الصين وروسيا من دون الحديث عن فرنسة ساركوزي،لاتتجه نحو تبني سياسة مناهضة أوالسعي لهدم الأحادية الأميركية في العلاقات الدولية البادئة منذ عام1989،وإنما تتجه نحو استغلال واستثمار الضعف الأميركي المستجد لتحقيق مكاسب ذات طابع اقليمي موضعي وليست ذات طابع عالمي كماكان يفعل بريجنيف ضد نيكسون أوديغول ضد ثنائية قطبي الحرب الباردة. أيضاً،يمكن القول بأن الضعف الأميركي البادىء في النصف الثاني من عهد بوش الإبن،ربما نتيجة طموحات امبراطورية عالمية هي أثقل من قدرة كتفي واشنطن على الحمل،هو أصبح أقل في النصف الثاني من عام2010 عماكان يوم دخول باراك أوباما إلى البيت الأبيض.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملتحقون بالأجنبي
- أزمات السودان وإعادة صياغة الدائرتين العربية والإفريقية
- هل انتهت مرحلة التسوية للصراع العربي الاسرائيلي؟
- الدول المتوسطة القوة
- ايران اقليمياً
- الدولة الغيتو
- أردوغان في المدّ والجزر أو... عدنان مندريس مستعاداً
- مناخات حروب الصراع العربي الاسرائيلي: نموذجا1956و1967
- حركات الأقليات الإثنية في السودان:محاولة لمقاربة الذهنية الس ...
- حسن الترابي كنموذج سياسي
- روسيا والجمهوريات السوفياتية السابقة
- اهتزاز القطب الواحد للعالم
- نظرة عربية جديدة إلى المرحلة العثمانية؟
- الجوار الافريقي للعرب
- قراءة سوسيولوجية لنتائج الانتخابات البرلمانية العراقية
- ما يشبه الحاج أمين الحسيني...
- أوباما وناتنياهو:تفارق في النظرة إلى المنطقة
- العلمانية والدين
- العملية السياسية في ظل الاحتلال:العراق نموذجاً
- نمط جماعة الإخوان المسلمين في الخلاف والانشقاق


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - إدارة أوباما تكرس واشنطن قطباً عالمياً أوحد