أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حمادي بلخشين - عن اسراف آل سعود(قصة بالمناسبة)














المزيد.....

عن اسراف آل سعود(قصة بالمناسبة)


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 3081 - 2010 / 8 / 1 - 16:02
المحور: حقوق الانسان
    


قبلة


ذات أمسية شتوية كئيبة سألت جدّي معاجزا:
ــ أخبرني عن كائن غير برمائي يتنفس تحت الماء.
لم أمهل جدي حتى أضفت منبّها:
ــ لا تقل لي سمكة و لا قوقعة ولا غواصا .
هرش جدي شعره الأشيب، عدّل طاقيته ثم ابتسم مجيبا:
ــ أذن هو الشاعر السوري نزار قباني صاحب بيت " إني أتنفس تحت الماء"!
قلت مزهوا بفشل جدي:
ــ لا .
ــ لن يكون لإذن غير المطرب عبد الحليم حافظ الذي غنى قصيدة نزار.
ــ لا هذا ولا ذاك.
ــ ...
ـــ لأن الشاعر و المطرب قد أضافا بعد البيت المذكور " إني أغرق أغرق أغرق"
ـــ ...
ـــ و لكن الكائن الذي سألتك عنه كان يتنفس فعلا تحت الماء، صاحيا و نائما آكلا و شاربا دون أن يغرق.
حين تبينت العجز في عيني جدي رحمت حيرته قائلا:
ــ هو حاكم عربي!
ـــ ...؟؟؟؟
ـــ أعني الملك السعودي فهد بن عبد العزيز
ـــ ؟؟؟
ـــ كان له قصرا تحت الماء بناه بمدينة جدة و كلفه أكثر من مليارين من الدولارات
تجهم وجه جدي حتى أشعرني بالندم لفتح هذا الملف القذر، أطرق طويلا ثم قال:
ــ رحم الله ابا بكر الصديق لقد أوصى بان يكفن في ثوب قديم له.. برّر ذلك الإجراء التقشفي بقوله رضي الله عنه " الحيّ أولى بالجديد من الميت"
أضاف جدي متحسرا:
ــ هذا في زمن لا تجد فيه تلميذة سعودية عباءة تستر به عورتها!
لم احتج الي سؤال جدي عن قصة تلك الفتاة فقد رويتها له قبل ذلك بأسابيع و ملخصها ان ناظرة مدرسة اكتشفت بعد طول تحقيق عن سبب تغيّب
منتظم لشقيقات سعوديات ثلاث إنهن كن يتبادلن عباءة وحيدة ليس لهن غيرها، لأجل ذلك تضطر الواحدة منهن للتغيب مرتين في الأسبوع .
قلت مؤيدا جدي:
ــ وهذا ايضا في زمن يباع فيه الطفل النيجري المسلم بمائتي دولار لفقر والديه!.. و في زمن ينام فيه المصري الغلبان بين القبور .
تنهد جدي ثم قال
ــ ليت خادم الحرمين تعلم من فرانسوا ميتيران التقشف و نظافة اليد
لم اسأل جدي عن حكاية الرئيس الفرنسي فرانسو ميتيران فقد روى لي بنفسه قبل اكثر من سنة أن زوجة الرئيس الفرنسي الذي قضي 14 سنة في حكم بلد غني قد عرضت أثاث بيتها وممتلكات زوجها الشخصية للبيع بالمزاد العلني بعد تعرض نجلها للتهديد بالسجن ان لم تدفع غرامة مالية لتمتعه بالسراح الشرطي!
أشرقت أسارير جدي وهو يضيف:
ــ عزائي ان الملك السفيه لا يسعه التنفس لا تحت الماء ولا فوقه!
قلت مخففا عن جدي كربه:
ــ هل تعلم يا جداه ان ملكا عربيا قد اقترن أخيرا بزوجة واحدة في حين كان أبوه يملك عشرات النساء .
قال لي جدي مستخفا
ــ و ماذا يعني لك ذلك؟
قلت متصنعا حماسا زائفا:
ــ ألا يدل ذلك على تقشف الملك الشاب الذي يؤشر الى إصلاح قادم؟
أجابني جدي مسفها:
ـــ مكره أخاك لا بطل!
زممت شفتي ثم أدرت راسي مستوضحا:
قال لي جدي ملوحا بقبضته الواهنة:
ـــ جدتك طالق ان لم يكن هذا الملك يؤتى كالنساء و الإ لما زهد وهو المترف في ربات الحجال!
استحييت من مزيد الجدال.. خصوصا وقد قيل لي و لم اصدق حينها ان الملك المذكور كان من عتاة المثليين.
قال جدي متحسرا:
ـــ رحم الله عمر بن عبد العزيز... لقد كان في بني امية كمصحف في بيت مجوسي..
تنهد بحرارة ثم أضاف:
ــ حين تولى السلطة، جمع امرأته و جاريته ثم قال لهما ما معناه لقد شغلني عنكما أمر عظيم فمن شاءت منكما بقيت دون معاشرة زوجية و من شاءت سرحتها.. و قد ذكرت زوجته فاطمة ان الخليفة العادل لم يغتسل من جنابة او احتلام من يوم تولى الحكم حتى قتل رضي الله عنه..
ضحك جدي ثم قال:
ــ قرأت عن حاكم عربي يحكم دولة مجهرية فقيرة كان يملك شركة طيران فيها اكثر من مائة مضيفة من أجمل ما في البلد رغم ان تلك الشركة لا تملك سوى طائرة واحدة! و قد اتخذ الموظفات كمحظيات.
سكت جدي قليلا، عاوده وجومه .. سرعان ما أضاف من حفظه ما قرأه عليّ في مناسبات سالفة حتى كدت أحفظه:
ـــ" كتب اليه عديّ بن أرطأة والي البصرة يقول: إن قبلي أناسا من العمّال"
ثم موضحا:
ــ أي المسؤولين الإداريين .
ـــ ...
ـــ " قد اقتطعوا من مال الله عز وجل مالا عظيما"
ثم موضحا من جديد:
ـــ أي استغلوا مناصبهم لتحصيل ثراء غير مشروع
ـــ ...!!
ـــ " لست أرجو استخراجه من أيديهم الا أن أمسّهم بشيء من العذاب،فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في ذلك فعلت ! فكتب اليه عمر:" العجب كل العجب من استئذانك إياي في عذاب بشر, كأنيّ لك جنّة من عذاب الله, وكأنّ رضاي عنك ينجيك من سخط الله عز وجل. فانظر من قامت عليه بينة, ومن اقرّ لك بشيء, فخذه بما أقرّ به. و أيم الله, لإن يلقوا الله بخياناتهم، أحبّ اليّ من أن ألقى الله بدمائهم". و كتب اليه أحد ولاته "إني قدمت الموصل فوجدتها من أكثر البلاد سرقة و نقبا، فإن أذنت لي آخذ الناس بالظنة و أضربهم على التهمة فعلت, و لن يصلحهم غير ذلك" فكتب اليه عمر رحمه الله:" خذ الناس بالبينة و ما جرت عليه السنّة, فإن لم يصلحهم الحقّ فلا أصلحهم الله !!"
بكى جدي حتى رحمته ثم تلا قوله تعالى (( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا و العاقبة للمتقين"
سألت جدي و في نيتي التخفيف عنه لا غير:
ــ ما حيرني يا جداه، هو كيفية صلاة الملك في قصره المائىّ
ـــ ....؟!!
ــ أعني كيف سيتصرف وهو تحت سطح البحر لإستقبال القبلة التي هي فوقه.
أضفت بسرعة وقد عجزت بنفسي عن ايجاد حلّ لهذا الوضع العجيب:
ـــ هل يصلى مستلقيا على ظهره مستقبلا سقف قصره؟
اجابني جدي ضاحكا:
ـــ يا غلام من شيد قصرا بمليارين من مال حرام لا بدّ أن يكون قد نسي القبلة ومن بناها والأرض و من سوّاها!
نهض جدي من فراشه تمطى كهرّ عجوز، ثم ختم بلهجة غاضبة قبل ان يغيبه الحمام
ــ تفووووه على من أسس الملكية الوراثية و أنشاها، و اخزى الله من بررها من كهنة السلفية ثم والاها!
أوسلو 27جويلية 2010



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف أوقعنا البخاريّ في مخرأة حقيقيّة( قصة بالمناسبة)
- حول ضعف وهشاشة دولنا العربية( قصة بالمناسبة)
- عن ظاهرة انتحار أصحاب الشهادات العليا( قصة بالمناسبة)
- عن تمجيد الذكر واحتقار الأنثى(قصة بالمناسبة)
- ما كان سيّد قطب إخوانيّا قطّ ( قصة بالمناسبة)
- على هامش ظهور القائم في العراق( قصة بالمناسبة)
- عن النصير الإيراني !( قصة بالمناسبة)
- لا مكان للمثليين في مجتمعاتنا( قصة بالمناسبة)
- مراودة ! ( قصة قصيرة)
- حول سقوط حماس الوهابية (قصة)
- العرب يتفرجون و الجزائر تواجه امريكا و بريطانيا منفردة
- أردوغان عدوّ الحريّة يسيّر سفينة الحريّة!
- فساد ( قصة قصيرة)
- انقلاب ( قصة قصيرة)
- رد على مقال زوبعة د. طارق حجي
- نجاسة ( قصة قصيرة)
- غباء ! ( قصة قصيرة)
- نقاب !( ومضة ادبية على هامش حظر النقاب في بلجيكا)
- كفى عملا بقاعدة يا ابن الكلب تعال أنوّرك!(على هامش مقال ادبي ...
- هجوم القرضاوي على سيد قطب أوقراءة متأنية في رسالة عشق إخواني ...


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حمادي بلخشين - عن اسراف آل سعود(قصة بالمناسبة)