أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمشيد ابراهيم - اتركوني ارجع للرحم 2














المزيد.....

اتركوني ارجع للرحم 2


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3081 - 2010 / 8 / 1 - 14:57
المحور: الادب والفن
    


كانت الشمس تشرق على غير عادتها و دافئة نسبيا في اواخر الشهرالتاسع بداية فصل الخريف لانها اصبحت عملة نادرة حتي في الصيف في هذا البلد البارد الذي يبخل علينا كل شئ او اصبح لكل شئ اسعار وسعرات حرارية معينة. لا ادري لماذا انا بالذات هنا في هذا البلد البارد وسط هذ الحشد الكثيف من الناس التي لا تعرف الهدوء و السكينة وتمشي بسرعة و بنرفزة كالمطارد من مكان الى مكان و من محل تجاري الى محل تجاري خاصة اذا كان اليوم التالي عطلة رسمية وكانها تموت من الجوع اذا لم تملي بطونها وبراداتها و مجمداتها بالمواد الغذائية. يتهيأ لي احيانا ان البلد تحول باكمله الى محل تجاري عملاق كان بالاحرى ان يطلق عليه الجمهورية التجارية الاتحادية. ولكن المال اصبح اهم من الوجود في جميع انحاء العالم لان الناس في اي مكان كان لاتهتم بماذا انت بل بماذا عندك. لقد تحول البيع والشراء الى عملية تسيمية و سكر و ثمل. دعني اقول لك كم اشتقت الى الربع الخالي و خلوة الصحراء المحرقة و افقها البعيد الذي يطلق العنان لبصري مطلق الحرية الى النظر الى ابعد نقطة ممكنة بعيدا عن عوائق و دخان و سيارات المدن.

فجأة فاتت امرأة حاملة لربما في الثلاثين من عمرها امامي و هي في لباس الحمل الاصفرو ذهبت لتجلس في الشمس لوحدها على كرسي امام المقهى. بدت و كأنما تخجل من نفسها و هي في الاشهر الاخيرة او الاسابيع الاخيرة لانني لا استطيع ان احكم خاصة اذا كانت رشيقة قبل الحمل و لكن دعني اعترف لك باني من المعجبين جدا لحد التعصب بمنظر المرأة الحاملة و لا يهمني الرشاقة هنا. لذلك عدلت عن الذهاب للعمل و اتجهت صوب المقهى لاجلس على الاقل بالقرب منها و اتمتع بمنظرها. لم اتمكن النظر اليها الا خلسة لكيلا تتهمني بالمضايقة و لكنها سرعان ما حست بنظراتي العطشانة و استفسرت: لماذا تنظر لي هكذا؟ جاء سؤالها كصاعقة و احرجني لحد التلعثم: عفوا... لم استطع ...السيطرة... على نفسي بسبب...
قاطعتني لاتخجل ليس هناك شئ يستحق النظر الى امرأة حاملة هنا.
قاطعتها بسرعة و قلت بالعكس ليس شئ اجمل منها اسمحيلى ان اجلس معك؟
تفضل لابد انت من بلد دافئ ماذا تعمل هنا في هذا البلد البارد؟
لا ادري كيف قذفت الى هنا و لكن اكيد زوجك سعيد بالمولود القريب؟
ضحكت بالم و قالت انا وحدي و سوف اكون ام لطفل دون اب.

بعد فترة قصيرة وعلى غير العادة اتت خادمة المقهى بطبق مجوف او مدور من البطيخ لان الناس نادرا تاكل البطيخ هنا. فواكها الرئيسية هي عادة التفاح والبرتقال و الموز و العنب. تعجبت و لكن قبل ان اسالها اضافت: انت بالتاكيد تحب اكل البطيخ؟
نعم بسبب النكهة و الطعم العسلي وكونه مسهل
انا آكل البطيخ لاني حاملة
و لكن ماهي العلاقة بين الحمل و البطيخ؟
انا حاملة و آكل البطيخ رغم اني اعرف هذه جريمة؟
جريمة؟ كيف؟
لو تمعنت في البطيخ لوجدت انها لاتختلف عن المرأة الحاملة. الحقيقة جميع انواع الفواكه هكذا. القسم الذي نأكلة ناعم و حلو كالرحم لاجل وقاية الحبوب و البذور كالجنين. نحن نأكل الرحم.
نعم صحيح و لكن ماذا نأكل اذن؟
استمرت: الرحم دافئ يصون الجنين من البرد و قساوة الحياة. يمكن لهذا السبب يبكي المولود عند الولادة.
نعم المرأة تقبلية و الرجل اختراقي. هذه هي الحقيقة و لكن ليس هناك حمل بدون رجل.
ساتني: هل انت اب؟
قلت اتمنى ان يكون لي بنت من لحمي و دمي او بالتبني و لكن...
و لكن ماذا؟
والدتي لم تنجب غير اولاد.
قالت: قال لي الطبيب سانجب بنت عن قريب و بعد الولادة سأهاجر الى بلد الشمس. هل تريد ان تذهب معي؟
www.jamshid-ibrahim.net



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوامة العربية vortex الرهيبة
- مسألة الانانية
- الحضارة في العربية
- العلاقات الكردية الاسرائيلية 4
- العلاقات الكردية الاسرائيلية 3
- العلاقات الكردية الاسرائيلية 2
- العلاقات الكردية الاسرائيلية
- الفنون التشكيلية Gestalt
- الثورة ام التنمية
- ديالكتيكية العلم و الادب و الدين
- تهميش الاعلانات الاسلامية
- ديالكتيكية الصوت و الخط و الصورة 2
- ديالكتيكية الصوت و الخط و الصورة
- هل تصلح العربية الفصحى للغناء؟
- مشكلتي مع العربيات 3
- مشكلتي مع العربيات 2
- مشكلتي مع العربيات
- مقبرة حوار المتمدن
- كيف نعرف؟
- بروز الزمان في المكان 3


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمشيد ابراهيم - اتركوني ارجع للرحم 2