أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - الطقوس المذهبية والأحزاب الإسلامية














المزيد.....

الطقوس المذهبية والأحزاب الإسلامية


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 3080 - 2010 / 7 / 31 - 23:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ارض السواد اسم أطلقه القرشيون مجازا على العراق بسبب خضرة وكثرة نخيله وأشجاره وإعشابه ومراعية وبساتينه، وعندما غزوا ارض العراق نهبوها وصادروها ونقلوا خيراتها إلى المدينة واحتكروها لهم ولأولادهم ولورثتهم من بعدهم وتركوا أهلها يتجرعون أصناف العذاب. وكما فعل أسلافهم، حول قادة الأحزاب الإسلامية الحالية العراق إلى ارض السواد، هذه المرة فعلا وليس مجازا، لم تحول الأحزاب الإسلامية العراق إلى جنة عدن كما وعدت ونظرت قبل أن تتسلم السلطة، فحين آل لها الأمر، أهملت زراعته وصناعته أنهاره وأراضيه. نهبت أثاره وثرواته وهربوها إلى بنوك الدول الأجنبية. أهملوا ناسه وأهله وبساتينه ونخيله والبسوا نساءه السواد وخيم الحزن والألم على القلوب فحجب هو والغبار شمسه الساطعة.
لم تقدم الأحزاب الإسلامية إي منفعة للمواطن إذ انقطع شريان الحياة العصري الكهرباء وشح أساس كل كائن حي الماء وانعدم الدواء، ورغم إن الصراع بين الأحزاب الإسلامية هو جزء من طمعها للسيطرة على مراكز الثروة والحكم وفرض الإيمان على الناس بالقوة، إلا انه أيضا جزء من لعبتها للضحك على ذقون الفقراء بتحميل هذا الطرف أو ذاك مسؤولية التدهور المعيشي والأمني، لا فرق بين زيد ولا عبيد، ولا يختلف حزب المالكي عن حزب الحكيم أو حزب الفضيلة أو حزب الصدر أو الحزب الإسلامي في الحكم، جميعهم وجوه لأيدلوجية دينية تقسم الناس إلى قسمين، الخاصة والعامة، الخاصة هم رجال الدين وأصحاب الامتيازات والعامة هم عامة الشعب الذين عليهم تحمل المعاناة والعذاب في الحياة لأنها ابتلاء من الله ليختبرهم أيهم أحسن عملا، ومع إن القرآن يشير إلا إن الذين تحملوا العذاب ليس عامة الناس بل خاصة الناس مثل الأنبياء وعلى رأسهم أيوب، إلا إن رجال الدين قلبوا الآية وأصبح على عامة الناس تحمل صعوبات الحياة وعذاباتها بينما هم يتمتعون بنعم الحياة والجاه والثروة والحكم والسيطرة.
وإذا كان الخوف واتقاء شر عذاب الله هو أساس الإيمان، فان أساس تبعية الناس للأحزاب الإسلامية هي الطائفية والخوف من الثاني المختلف وإشغال الناس في الروتين ألطقوسي الشعائري وإبعادهم حتى عن التفكير العميق في إبعاد الإيمان والدين وفلسفته.
الطائفية تقسم الناس إلى معسكرات متنافسة يجد المواطن نفسه حتى دون إرادته، بل غالبا ما يفرضها الأخر عليه، محشورا في كونتاناتها سائرا تحت رايتها حتى وان رفضها، وما التهجير ألقسري للمحسوبين على الطائفة الشيعية من المناطق السنية والعكس صحيح إلا نموذج لهذه التبعية المفروضة على المواطن رغم انفه. وهنا يكمن احد المبررات المفتعلة لوجود الأحزاب الإسلامية التي ليس لديها برنامجا اقتصاديا ولا سياسيا ولا ديمقراطيا ولا مدنيا ولا تفهم سوى بتعليمات الدين والمذهب، إذ تبرز وكأنها الحامية والمدافعة عن المواطنين المحسوبين على الطائفة الذين يملكون مفاتيح حل الأزمة، لكن ليس عن طريق حل النزاع والاحتراب الطائفي بل عبر إبقاءه وإذكاءه والفصل بين المعسكرين وتفعيل المحاصصة.
بينما تعلب الطقوس الدينية دورا كبيرا في السيطرة على الناس عبر إثارة العواطف والمشاعر وإبقاء شعلة الانتقام والحقد والأسف والحزن مشتعلة في نفوس الناس على أشخاص انقطعت اخبارهم، درسوا وانقرضوا ولم لهم اجداث، وأحداث مرت عليها مئات السنين ابقيت حية في النفوس لنوازع سياسية.
ليس هناك ضررا كبيرا من هذه الطقوس لو أنها بقيت ضمن الاعتقاد الديني الحر للمواطن، لكنها في عهد الأحزاب الإسلامية تحولت إلى سياسة حكومية تخصص لها ملايين الدولارات وتخصص لها الفضائيات لنقلها حيا وعلى الهواء مباشرة، بينما تقطع الطرق العامة لعبور ألاف السائرين على الإقدام وتخصص الجيوش لحمايتهم من الإرهابيين الذي رغم كل هذا التجنيد الهائل من اجل ضمان سلامتهم، يستطيعون قتل عشرات أو مئات منهم في كل مرة.
إن تحويل هذه الطقوس إلى برنامج عمل لحكومة الأحزاب الإسلامية هو احد المرتكزات الأساسية لتبرير حكمها وسيطرتها على ثروات البلاد. لذلك تخصص هذه الأحزاب ميزانيات هائلة لدعم الإعلام الديني المخصص لإدخال فكرة أهمية هذه الطقوس الدينية للمواطن، وان أهم انجازات الأحزاب الإسلامية هو حرية ممارستها وتحويل مناسباتها إلى عطل رسمية وإعطائها بعدا طائفيا خاصة إذا ما عرفنا إن المعسكر المقابل يحاول ان يفرض طقوسه المذهبية أيضا حتى بوسائل إرهابية لتبرير وجوده هو الأخر.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الولدين
- الأحزاب الإسلامية والحرص الزائف على الوحدة الوطنية.
- الأحزاب الطائفية والمكونات العراقية.
- الله والاسلاميون
- اليسار العراقي والغبار الحسيني المقدس
- ألا يتعظ هذا الرهط الاسلامي الفاسد!
- أحزاب البطانيات والمسدسات!
- الدولة الاستهلاكية للأحزاب الإسلامية
- البعث الإسلامي
- الإرهاب والمنائر
- الحوار المتمدن حقل الأفكار المزدهر
- من الأفضل المِحرم أو قماش المجلس الاعلى الإسلامي الأخضر؟.
- معجزات الله ومعجزات الإنسان.
- المثقفون الاسلاميون والتحريض على الارهاب.
- عندما يموت الله لا يشيعه احد.
- دماغ سز!
- سماحة السيد طلع كذاب!!
- اسلامقراطية
- العلمانيون والاسلاميون حب من طرف واحد
- حميد الشاكر قلم مريض ام قلم حاقد.


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - الطقوس المذهبية والأحزاب الإسلامية