أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - داليا محمد علي - قصاصات صفراء















المزيد.....

قصاصات صفراء


داليا محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3080 - 2010 / 7 / 31 - 12:01
المحور: سيرة ذاتية
    


قصاصات صفراء

احضر ابني من رحلة شهر العسل سيف ... سيف جميل رائع الشكل بمقبضه المزين.. به قوي غريبة.. ولا اخفي ولعي بالسيوف فهي حقا جميلة.. خاصة القديم منها... لا ادري هل ولعي بها يعود لحبي لتلك الحقبة حيث كانت الحروب مواجهة فيها القوة وجمال وأناقة المبارزة... أم لولعي وتعلقي بها كنوع من أنواع الرياضة التي طالما أمتعني ممارستها... لكن بالنهاية أحب السيوف ومن الواضح أن هذا الحب انتقل جينيا لي عبر الوالد وتسرب للابن فقد حمل السيف ولعب حتى في بلد المهجر وكم كان جميل في تلك البدله البيضاء والوقفة الشامخة والطعنه الرشيقة..... استحضر كل هذا في ذهني أوقات رائعة ما بين مشاهدة المباريات وما بين خوضها... حين كنت اعد فيلم حفل الزفاف وأضيف صور طفولته وشبابه وصور مبارياته ملحق بها صور تسلم جده اللاعب الاولمبي تلك الميداليات والكؤوس من الملك فذاك الشبل من ذاك الأسد ويحق له أن يفخر الجد بالحفيد كما يفخر الحفيد بالجد

احضر ابني السيف وعلقه بنفسه في صدر بيته قبل أن يغادره لبلده الثاني.... ولم ينس أن يضم له سيف جده وكم من الكؤوس التي ورثها عنه... وترك لي مهمة استكمال المهمة فعلي رصد التاريخ وأضيف كتاب لكتابي الخاص وهو كتاب تاريخ الجد والحق الميراث كبير

كم من الميداليات اوليمبية عالمية شرق أوسطية علي الاعتناء بها وتاريخ أحداثها.. وأضافت صورها للكتاب

كم من من الأوراق الصفراء قصاصات صحف ومجلات تحمل عبق التاريخ وجمال اللحظات التي مرت وفخر معاني ما فيها

انطباعي الأول بعيد عن فخري الخاص كان.. كم كنا والحزن علي ما وصلنا له .... وجدت كتاب almanac مصري ولمن لا يعرف معني الكلمة فهي تعني كتاب أو كتيب وفي الغالب هو دوري وهو مثل موسوعة تضم معلومات عن الرياضة الجو الفلك وغيرها وهو دوري سنوي للأسف هذا كان في مصر من زمن ولا اعلم عنه اليوم ... الكتاب مصدر عام 43 يتكلم عن دورة أثينا ويضم معلومات رائعة.... محل شملا بإعلانه الرائع عن بيع كل متطلباتك الرياضية لصورة امرأة تلعب التنس عام 43 وأتكلم عن مصر والكتاب وان كان فرنسي فهو مصري....... الصحف المعارف حتى هذا الكتيب كان فرنسي... بالرغم من الاحتلال الانجليزي لكن الطبقة العليا كانت تتكلم الفرنسية الثقافة فرنسية النكهة...... مصر كان لها شأن في الرياضة ومن أوائل الدول التي أرسلت فرق في الألعاب الاولمبية
بالرغم من إنها لم تكن المرة الأولي التي أتجول فيها داخل هذا العالم الجميل داخل وداخل التاريخ ولكني لأول مرة ينتابني هذا الإحساس مزيج من الفخر والإحساس باني املك هذا التاريخ ميراثي الخاص وكيف شكل هذا الميراث ما أكونه اليوم وكيف شكل ميراث من عاش علي ملاية لف وطشت ميراثه الخاص كيف شكل من لا تاريخ له فكره اليوم وكيف شكل تاريخي الخاص فكري فما بالك عما يشكل تاريخ أمم فكرها وكيف تتشكل تلك الأمم التي لا تاريخ لها .....

أوراق صفراء مع كل سطر أعيش لحظة فخر... مع كل صورة حملتها صحيفة استعيد فخر ومجد تاريخ واصل... مع كل تعليق علقه مصري أو غربي أغوص داخلي والمس خط حفره ميراث انتقل من خلال جين وترسخ بداخلي....
أوراق صفراء تخط تاريخ وتزيح ستار عن موروثات تفتح ابواب تسكرني رائحتها تدغدغ مشاعري معانيها تملئني النشوة كلما أزحت غبار السنين عنها واستطلعتها يقرءاها قلبي قبل عيني

أوراق صفراء من صحف قديمة هنا بطولة عالم وميدالية ذهبية هنا بطولة اولمبية معني هذا علم ونشيد وطني ... هنا نيشان ممنوح مع كل سنة تقدم طبقة... هنا خريطة موناكو وصورة الملك رينيه يسلم لوالدي كأس هنا دعوة شاي مع الملك وصورة ملكية هنا الملك يقدم الكأس وهنا دعابة عن زئير لاعب بلجيكا الأسود نعم الم تحتل بلجيكا زائير وهاك لاعب أفريقي ضمن فريقها يزأر ويخيف الحضور بينما يبتسم له والدي قليل الحجم ليس فقط أمام عملاق بلجيكا الإفريقي ولكن الأقل ضمن الجميع وابتسامته الساحرة البريئة مع كل طعنة رشيقة تنتزع الفوز بالنهاية من ذاك الأسد الإفريقي الذي تتطاير عينه شرارا .. كتعليق الصحفي العبقري.... هنا صورة حسنين باشا يكرم في عيد ميلاده فهو أول لاعب سلاح مصري اولمبيي وهاك صورة الجنازة يتقدم والدي حامل النياشين الم يكن رئيس الديوان الملكي وجنازته ملكية يتقدما والدي بالطربوش والنياشين... وهنا أتذكر صور احتفظ بها وأضفتها للكتاب حيث يحكم رئيس الديون علي مباراة والدي وحيث وقع له صورته باللبس الرسمي والنياشين متمني له كل ما رآه به يومها هنا صورة خريطة الوصول لويمبلدون في اولمبيات لندن وهناك صورة الفريق المصري في صحف ستوكهولم وحقا فاز الفريق المصري ونال المركز الثالث في تلك الاولمبياد هنا كتيب يصف سيف علي ذوالفقار فلا فتي إلا علي ولا سيف إلا ذوالفقار... هنا تاريخ والدي تفصيلا في كتيب بطولة العالم وهنا صورة فوزه بتلك البطولة للمرة الثالثة واحتفاظة بالكأس للأبد... نعم هو احد الكؤوس التي تتوسط مجموعة الكؤوس في صدر منزل الوالد صورة ما تذهب عن الذاكرة ذاك الدولاب الكبير في صدر هذه الجدارة يشع دائما بتلك الكؤوس التي تلمع فوقه وبداخله تلك الميداليات المختلفة

جميل أن يكون للإنسان تاريخ اصل.. جميل أن يكون للإنسان ما يفخر به
ولو بحثنا لوجدنا الكثير ممن يحاولوا هدم أصولنا داخلنا ما يفعلوا هذا إلا لافتقارهم للتاريخ للأصل لان يكونوا لان ينتسبوا لشيء لان يكونوا شيء...

احضر ابني لنا السعادة بزواجه بفخره بتاريخه بجده بحبه لكل شيء وإحساسه بجمال كل شيء....
الحب جميل ومسكين من لا يقدر قلبه علي الاحتفاظ به من تفتقر ذاكرته للحظات محبة مسكين من لا تاريخ له يفخر به من لا ماضي وعراقة مسكين من لا يعيش لحظات حياته فتهرب منه مسكين من يستبدل الإحساس بالجمال ورؤيته بمرارة الشك والبحث عن أي شيء سيء في كل الأشياء .. كل شيء لابد وان يصبغ بعين سوداوية وقلب مقهور لا يشعر بغير الظلم ومن كثرة استمراء الأمر لم يعد بمقدور اي شخص ولا قوي المخابرات الأمريكية معرفة ان كان فعلا ظلم ام خيل له... نعم لا شيء كامل ولكن كل عين تري ما تريد أن تري هناك عين دربت علي رؤية الجمال وبالتالي تعيش علي الجمال وبالتالي قلوبها تكون ببياض ونقاء تفكيرها وظنونها وعيون دربت علي رؤية القبح البحث عنه معيشته قلوبها مغلقة تحيطها سلاسل الكراهية وسلاسل الشعور الدائم بالقهر والبحث الدائم عنه ليعيشوه ويكتروه فهو الزاد الوحيد الذي تدربوا علي الاستعانة به ليكون لهم وجود هو الشيء الوحيد الذي يحسسهم بوجودهم فقط رؤية الظلام والسواد في كل شيء

أوراق صفراء جميلة جميلة مثلما الحياة بكل ما فيها جميلة
نعم أحب الحياة أحب الجمال أحب أن أحب وان لا يشعر قلبي غير بجمال الحب ولا يشغل باله مشاعر وقهر و وأحقاد وغل لا يفيد ولكنه يأكل القلب والحياة ... قالت لي صديقة في احد المرات أنت تعيشي بعقل طفل انت ما نضجت ... وانا أحب حتى هذا الذم فهو بالنسبة لي وبالنسبة لرؤيتي الطفوليه هو مدح فما أجمل أن يحتفظ الإنسان بقلب الطفل بداخلة نقي ابيض جميل يري الجمال ويحتفظ به,,, ويظل علي نقاءه وسط غبار وتلوث الحياة التي تحفر خنادق من الألم والحزن والأحقاد والإحساس بالقهر الدائم قلب طفل يعي معني الجمال يفرح بكل شيء ويندهش لكل شيء كل يوم يحمل له دهشة جديدة وسعادة أكيدة



#داليا_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة جميلة فلنعيشها ولنغنم كل لحظة فيها


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - داليا محمد علي - قصاصات صفراء