أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الفتاح المطلبي - السيرة الذاتية لمحموم في زمن الحمى















المزيد.....

السيرة الذاتية لمحموم في زمن الحمى


عبد الفتاح المطلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3078 - 2010 / 7 / 29 - 23:59
المحور: الادب والفن
    


في ما يلي سرد للسيرة الذاتية لمحموم في زمن الحمى
حلقات- الحلقة الأولى
(1)

منذ عدة شهور وأذا أشعر أن الحياة لا تجري كما يجب في جسدي الذي صار هزيلاً لكثرة الأدوية ووصفات العلاج الطبيعي واستنشاق رائحة الديتول المنبعثة من كل شيء في تلك الاماكن التي صرت ارتادها بشكل يكاد يكون يومياً، كذلك الزيارات العرضية والخاطفة لبعض من يظنون انهم حاملوا قدرات باراسيكولوجية وكذلك العارفون العالمون باسرار الابر الصينية والحاذقون في العصي الفتنامية والمثيرون لغيوم البخور الهندي وملهمي الاعشاب الطبية والمحللون الافذاذ لالغاز نجوم منقلبة واخرى معتدلة في خرائط صابئية تحمل روائح احداثٍ عتقية عنق الجثث المتعفنة التي تنتشل احياناً من النهر.. والتي كانت توقظ في خلايا دماغي المعنية بالشم ذكرى من ماتوا امامي في الحرب ولم يتسنى لاحدٍ ان يصل اليها لمواراتها التراب من شدة القصف المدفعي او كثافة نيران القناصة، وحين يصل بي الأمر لهذا الحدّ أتوقف عن التنفس لكي تذهب تلك الروائح جميعاً رغم انها ليس لها وجودٌ الاّ في الفكرة التي حفزت هذا الكائن المتنمر علي بغموضه لينبهر دائماً بالغموض الذي أطلقه حولي تواً.
كان علي ان ابتلع كل ما يريدونني ان ابتلعه، واشرب أي سائل مقرف يرون انه يجب ان يكون في جوفي، أما جلدي المطوي علي هيكلي المتهالك فكان عليّ ان اجعله مشاعاً لزراقي ابر البنسلين، واتيح لهم حرية اختيار اللحمة ان كانت موجودة التي يزرقون بها ابرهم تلك الابر المغموسة بالالم المالح رغم حاجتي الملحة لشيء بارد وعذب اطفىء به ملوحة الالم المصطخب بداخلي، واعمدُ دائماً لارتداء ملابس فضفاضة أوسع من حجمي قليلاً لكي أبدو بحالة جيدة، ويعلم الله كم يعاني واحدنا هذه الايام لكي يتفادى تلك الخيوط غير المرئية من الشماتة والكراهية غير المبررة بشيءٍ من اسباب مقبولة كان قد التزم بها الحيوان في احيان كثيرة ولم يستطع ان يلتزم بها بعضهم لاسباب ناتجة عن فوضى غرائزية غير مسيطرٍ عليها ولا أقول ذلك مدفوعاً بطبعي المستريب دائناً ولكنني تعلمت بعد جهل بعيد المدى ان الكلب القابع دائماً على كتف الدرب الذي اسلكه كان محقاً في قطع الطريق علي وهزّ ذنبه الابتر مزمجراًَ.. ونابحاً نباح كرهٍ أشعر انه يصل الى حدود الحقد المفضي الى عضّة ربما في فخذي او كعب قدمي..
وكنت اتساءل بغباء لماذا؟، كان دائماً يريد القول لا تخف مني في البداية انا كلبٌ مسالم ثم لماً كنت لا أفهم صار ينزعج من غبائي لدرجةٍ انه شمتَ بي ذات مرّة ثم ما لبث ان تحول الى حاقدٍ لعدم تصديقه لهذا الجبن الذي ابديه وهو يقول دائماً انني لا شأن لي بك وعندما علمت بما يفكر به ويريده، لم أعد افرز تلك الكمية الطارئة من الادرنالين الموثب والمحفز الذي يحولني الى ما يشبه كلياً نداً بشكل ما لهذا الكلب الذي ابدى ارتياحاً لنتيجة ما توصلنا اليه معاً في الوقت ذاته قلت انني اعمد لارتداء تلك الملابس الفضفاضة لابدو سميناً.
لكنني بالحقيقة هزلت هزالاً بدا لي حتى الذين كانوا يطلقون خيوط الشماتة نحوي بدأوا بسحبها قليلاً قليلاً.. لانني بنظرهم لم أعد استحق عناء شماتتهم.. ذلك كان لسببين، فانا ما عدتُ اتناول طعاماً كما يجب ولست قادراً على التحكم بشهيتي ، اذ ان الامر صار بيد غيري فغزا الهم قلبي لان الطبيب منع عني جميع ما اشتهي.. تقريباً ولم يترك لي الا حساء العدس وخبز مصنوع من دقيق غير منخول... والسبب الثاني انا لا أملك مالاً يكفي لان اشعر باستعدادي لتحقيق رغباتٍ بسيطة كانت تراودني احياناً وانا.. مار امام أحد المتاجز او اثناء جولاتي بين حين وآخر في الشارع التجاري.. أخي يسطيع ان يمنحني كل هذه الاشياء البسيطة لكنه لا يشعر بي.. وهو وسط هذه الشبكة من العلاقات المعقودة عقدا لا يمكن لسمكة مثلي صغيرة ان تفك ولو واحدة من تلك العقد المتشابكة.. وبينه وبين خليط غريب لكنه متجانس.. في المآرب والاغراض.. ويتفق تماماً مع امتدادات مآرب واغراض اخي الكبير المسبوقة بنيات عتيقة كالمخلل.. وتوق غاشم للعودة الى ما كان عليه سابقا..
ولانني لا أريد ان اقول.. ما اقوله الآن لأيٍ كان وخصوصاً له.. بقيت الحال على ما ترون.... انا ذاهب الآن الى عيادة الطبيب ومعي رزمة من أوراق الفحص عملتها في مشافي الحكومة، حيث انهم عادة لا يتعبون انفسهم بفحص بولك او برازك او دمك.. انما ينظرون الى وجهك ثم يكتبون علامات لا استطيع فك رموزها.. وقلبي يقول لي مالك ولها انهم يفهمون وحيث انتهي الى ما يشبه تقليب صفحة، منتهيا منها، تبدأ افكاري بالظهور في داخلي كحائط عتيق آيل للسقوط لا ينفع ان تستند عليه او تستظل به لذلك فأنه بدأ بالتساقط حجراً إثر حجر.... مما اضطرني الى الذهاب بعيداً عنه الى زاوية من زوايا كانت مهجورة تماماً في رأسي.. متحسساً صلابتها قبل الركون اليها ورحت افكرُ بحياتنا.. لست انا.. بل بحياتنا على قدر ما يتعلق الامر بما توحي هذه النون والألف الاخيرة، سأل شيءٌ ما في عما يمكن ان نضع بحياتنا.. فتردد الصدى معكوساً بل ما تضع حياتنا بنا.. أيا كان الامر فأنه يتعلق بشروطها وشروطنا التي تجيد صناعتها هي ولا املك ادنى اعتقاد باننا نجيد ذلك مثلما تفعل هي ويملأني ضحك مقهور حول هذا الجدل القديم والعقيم حول هل لنا خيار في العيش بهذا العالم ام انه ثمة آخر هو صاحب القرار بذلك، هل نعيش بارادة هذا الآخر. الآتية من خارج مربع الحضور ام بارادتنا التي رسمنا مربعها الذي نريد.. لان الامر يتعلق تماما بالنسبة لنا بحيازتنا لمربع ما.. في كل شيء... انت لا تستطيع ان تتحمل فكرة وجود فكرتك في عراء أجرد.. بل تعمد الى وضعها في مربع ما.. داخل تلافيف مخك الذي لا يقبل كثيراً فكرة المربعات وبفضل الاقواس بدلاً منها تماهياً مع ما وجد عليه هو.. لذلك ستجبر سريعاً على وضع فكرتك في مربع ورقي... او اسمنتي او معدني.. متخلصاً من فكرة العراء وفكرة رفض تلافيف المخ لموضوع المربع ... لذلك كان لزاماً علي ان انهي هذا الصخب المصطنع بسؤال بسيط.. هل امتلكنا حياتنا.. بطريقة واضحة المعالم.. كما كان يفعل الغزاة والفرسان.. ام انها ببساطة اعطيت لنا... عطية... بعد ركلها كالكرة بقدم ما باتجاهنا... ان انهض... هاك.. خذ.. هذه لك...... فتكون هذه الركلة هي البدء.. حيث تجيد الحلول محل الكلمة... لان الكثير ... الكثير ... لا يفهمون الكلمة بحق... لكن الجميع يفهمون الركل بوضوح تام ... ولأنك في موطن الصفر ستقبل لا خيار لك ... بالعطية .... ولو بركلة ... مقدسة .... ستظل تعيد تقديسها .... ولا تمل من ذلك حتى الرمق الاخير .......
أحياناً يتوهم بعضننا انه يملك حياته كما يملك حذائه ... لذلك فأنه لا يشعر ابداً حيث ينساب الوهم الى رأسه كالأفعى ... التي تبحث عن ضفدعة تبتلعها في ليل حالك لا يمتلكه الا هذه الافعى ... فيبدو الوهم مسيطراً سيطرة هذه الافعى التي ترى ولا ترى ... حيث تشتغل آلات الوهم المراوغة والتي تعمل على اغراء الفأر بالدخول الى المصيدة ... فتكون رائحة الجبنة في فخ الخسارة اقوى بكثير من جناح أي طائر يحلق في الرأس لتنتهي حياتك متوهماً انك صاحب القرار... ولكن ... كذب الظن لم تكن أ بداً الاّ فأراً ولم يكن الوهم الا قاتلاً .. وانت مقتولاً.. دون ان تعلم انك مقتول قبل ان تقتل بزمن معقول.. ... اما الامر الآخر المتيقظ خارج حدود الوهم يجعلنا نفهم اننا لا نملكها ابداً انما هي المالك الحقيقي .. هي الراعي .. ونحن الخراف ... ولكن بقبول يقظة لا يعنيها البريسم في شيء .. لذلك ترانا نتبعها .. اينما ارادتنا ... وحين نرى رغم اننا الخراف ان شيئاً ما يهددها ... يحاول محقها نتحول بطريقة غريبة الى ذئاب وكلاب شرسة تدافع عنها بكل الوسائل نهرع بهمة سنور وثقل فيل ... الى
الى المشفى والصيدلي ... والساحر ... والدجال ...
اما اذا كانت حمى .. فالامر مختلف .. يكاد يكون اعلاناً للحرب ... بيننا وبيننا ... لا هوادة فيها ... حتى تذهب الحمى ...، يصل الامر احياناً الى ان نركع .. امام حياتنا .. نتوسل ... نبكي ... ونحن نراها تضع لوازمها في الحقيبة .. لنفهم انها تريد ان ترحل... نقبّل قدميها ... ارجوك .. ابقي لنا لا ترحلي ... وفي الغالب لا ترحل ... ونرى انها لم تكن تملك حقيبة ولا نية للرحيل ... فتهدأ الحرب ... لننسى بسرعة ... ثم ننشغل بممارسة التهام الاشياء ... الكثيرة ... وقضمها ... وهضمها ... لنخوض حرباً سرية ولكن دون مستوى الدوي والزعيق .. تحت سطح شفيف من الرضا بما نحن عليه .. نذبح البقر والغنم ... نأكل الاكباد .. ونشوي اللحوم ... نقتات على أمم كثيرة من النبات ... والدواب وذوي الاجنحة ... وببلادة وبرودة وعنجهية المنتصر ... نخرب الطبيعة ... وتلوث الانهار ... ونستهلك كثيراً من الهواء ... ونخضع الماء للمرور عبر دمائنا الحارة نبول على التراب ونتبرز فوق دقائق الزمن معلنين انتصاراً على ارواحنا ... لصالح انفسنا ... لكننا نحن الذين نتكلم عن ذلك لا دخل لنا في الحرب بيننا وبيننا .... ما هذا .. ايعقل ان يكون في الهواء والاحواز الفارغة .. كثيراً من مخلوقات الوهم ... واكداساً من تجارة الايهام ... لكننا لكي نكون اكثر حياداً وابرع في فرز التداخل المربك.. علينا ان نتنحى جانباً لننظر... من يريد من ... هل نريد حياتنا أم انها هي التي تريدنا .. واين تقف هي واين نقف نحن ... ثم نحاول فك الاشتباك ... لو اننا نريد حياتنا لابعدناها تماماً عن وعورة الطريق ... ومكامن الخطر ... رغم ان على جانبيه البساتين التي لا نعرف عنها الا اننا خارج أسوارها ... ننظر .. ونشتهي ونرى علو الاسوار .. والشوك ... المحيط بتلك الثمار الشهية ....
ولو كانت هي تريدنا ... ستنشغل بنا لدرجة اننا الذين فيها .. سوف لن نتعرف على ما يجري ... رغم كل محاولاتنا ... ذلك ناتج عن انشغالها التام بنا كما ينشغل الحانوتي بجنازة قبل ان تتعفن ... لذلك لسنا في هذه الحالة اصحاب شأن في الموضوع ... هي .. سترى ... وتتفحص ... فلو رأت اننا نستحق ان نصنع لنا أملاً سنفعل ... كصاحب الببغاء اذا رأى انها مميزة .. ومن النوع الذي يحشر منقاره ولسانه فيما يفعل وينطق الظيوف سوف يضع لها قفصاً ويجلب لها حب زهرة الشمس وهي تستحق ذلك، كذلك حياتنا ستضع لنا املاً تنشغل بنا وتشغلنا كالاطفال ... الذين لا يريد ابوهم ان يعبثوا باشيائه ... وهو ... منشغل بعمله لكن عينه عليهم ... هكذا قال الهدهد ام انه لم يتكلم سوى مرة واحدة ... فاذا اعتقدتم انه لم يتكلم سوى تلك المرة .. فانا أهذي .. وانا محموم.
اما اذا كانت ترى اننا لا نستحق حتى ان تنظر الينا فستتركنا نعبث بانفسنا متقنين جهلنا بانضباط صارم .. ليقودنا هذا العبث المتقن بقوانين الجهل الصارم الى حاوية ازبال ... لا تبعد كثيراً عن وجودنا التافه ان ذلك الأمل الذي تصنعه لنا يأتي من خارج مربع الحضور والذي نحن منشغلون به دائماً غير منتبهين لما يجري خارج هذا المربع .. وكأننا كرات بليارد محصورة باطار طاولة تضرب بعضها بعضاً لكنها لا ترى من ولا كيف يفعل ذلك هناك انشغال مغلق وكأن الكرات قد حلت بها كارثة او انها تهرب من شيء ما.. وعندما تصل الى نقطة الحيرة تلقي بنفسها في ذلك الكيس الموجود في زوايا المربع غير آبهة باللاعب ولا باللعبة .. لكنها عندما تُلقى على الطاولة الخضراء مرة اخرى يراودها أمل بان تقف ساكنة لتستمتع بوجودها ككرة في مكانها وليست أي كرةٍ .. متفحصة نفسها بعين الرضا .. لما تمتاز به من قوام مقوس .. جميل ...
ان ذلك الأمل يعيد تأهيل نفسه كلما صادف عقبة لكي يتغلب عليها كما تريد الحياةلا كما نريد نحن، نحن محض نقص، كان سبباً لائقاً لمشاكل الملائكة في البدء... خلقنا مع نقصنا وعوزنا ... لذلك فان ارادتنا التي افترضنا انها وهمية .. او .. مصنوعة من الوهم الذي توأمه ذلك الأمل ، تنحرف دائماً وفي كل وقت الى الشمال او الى اليمين، الى الخلف او الى الامام ... ويوم يمر علينا وقف لا نعرف ما تفعل وتشعر اننا لسنا خلف عجلة القيادة ـ ندرك بان مفصلاً ما قد انكسر ... وتغير اتجاه المزولة ... الى ما لا يستطيع العقل استيعابه .. او انه اكبر من ان ينحشر في مجاله ... عند ذلك نُرمى بعيداً فيما نجهل...
هذا الأمل الآتي من منطقة بين اليقين والريبة .. نحو حياتنا التي اعطيت لنا بركلة في لحظة مقدسة .. مع حيرتنا الممهورة بقصور وسائلنا وتفاهة اهدافنا يبزغ اصراره المحموم لتوليد رغبة اصيلة لاعادة انتاج نفسه وبقوة هيبته الآتية من خارج شروط الحضور الى كل لحظة تمثل نفسها في الزمان والمكان ... رغم كل العراقيل والصعوبات الصادرة عن كائنات فاسدة عالقة يجسد زمننا لكي تقتتات على آمالنا، كما تفعل طفيليات ملتصقة على حوض ماء بقي راكداً لأمد طويل لذلك لا شيء نجد لمواجهة الألم الهابط علينا كالليل غير الأمل ولو كان وهماً.
وأظن ان الهدهد تكلم ثانية مبدياً تساؤلاً يوحي بانه غير متيقن رغم انه الهدهد .. ذو الخبر اليقين .. قائلاً أكانت قضية انتاج الامل وتكرار انتاجه لغرض ان تمضي الحياة في مساراتها التي يبدوا ان جميع مسالكها لم تعد مجهولة هل لتمضي الحياة قدما نحو حدودها المعروفة ام كانت لغرض ابعد من هذا واكثر لزوماً مما يستلزم استمرار هذه الحياة المحدودة والمعرضة دائماً للسلخ والتخريب والهجر ... ان الأمل نفسه يقبل باصرار تبرير وجوده من داخل معناه وضرورة اعادة انتاجه لاجل ان تؤمن بوظيفته ودوره حتى بعد الموت .. ذلك بعد ان نوجه وجوهنا نحو الامام متجاهلين لعبة الحياة والموت لصالح لعبة الأمل .. لذلك يسأل الهدهد .. ما الذي يضير اولئك الذين لا يؤمنون بوجود مثل هذا الامل حاضراً بيننا كما يحضر الخيال بين عالمنا وما بعده ما زال اولئك يتسببون بضرر فادح للافراد والجماعات دون ان يحققوا هدفاً ما ويطرحون ما عندهم بيأس ميت في داخل عقل "مشرف" على الموت ... مجبرين عليه كالذي لا يعرف السباحة فيغرق في البحر دون محاولة تحريك يد او رجل ...
ذلك ان انقطاع الامل او نفيه من منطقة وجوده في الوعي يكون محبطاً للحياة محيياً للموت، بينما حضوره في الوعي لا يسبب ضرراً لايٍ كان. ولو كان وهماً.
لذلك انا ماضً قدماً لا صعد درجات العمارة رغم هزالي ... لا عرض هذه الرزمة من الاوراق والفحوصات على الطبيب .. برغم الحمى الذي يقولون انها قاتلة ، اذ ان وجود هذا الامل الذي يضللني كغمامة... تمد كفاً تربت على كنفي بحنان يجعلني ممتناً للشارع والرصيف والحصى.. وبلاطات الدرجات التي ارتقيها الآن... وقبل ان تبتلعني انيابه ما بعد الدرجة الاخيرة من السلم الصاعد بحذر ابقي الشارع الذي غادرته تواً مضاءً في داخلي بمخلوقاته العاقلة والهمجية.. الذكية والبليدة.. مصطحباً معي دائما حيرتي التي لا يسعني الاّ ان اتأكد من وجودها في وجودي قبل خروجي الى الشارع.
ــ *** ــ



#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنقاء بغداد -قصيدة
- قرار السيد الوزير -قصة قصيرة
- مرثية-لبغداد
- ذات الوشاح
- السر-قصة قصيرة
- سلاما لبغداد- قصيدة
- صديقي فارع الطول-قصة قصيرة
- رهاب- قصة قصيرة
- وظيفة محترمة - قصة قصيرة
- حصيات شيرين الجميلات- قصة قصيرة
- مياه ضحلة- قصة قصيرة
- ريب الضباب-قصيدة
- الفقاعة-قصة قصيرة
- يوميات
- سل الفؤاد-قصيدة
- مولعون بالوهم
- مسامير الأوغاد - شعر
- احلام
- السيدة ذات الوردة البيضاء
- الطبول


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الفتاح المطلبي - السيرة الذاتية لمحموم في زمن الحمى