أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - صدام .. كم, مما كان فيك ما زال فينا















المزيد.....

صدام .. كم, مما كان فيك ما زال فينا


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3078 - 2010 / 7 / 29 - 22:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثير من الكتاب ربما يتمنون أن يحدث لهم نفس ما يحدث معي الآن, ففي أقل من أسبوعين جعل السيد ( حسين عبدالزهرة ) إسمي عنوانا لمقالتين كانتا قد نشرتا في مدونة ( كتابات ), وارى إن إسلوبه من الدقة ومفرداته من البلاغة ما يوفران عليه حاجة أن يكون ظلا لكاتب متواضع مثلي, وهو أمر لا أرضاه له ولا أتمناه لغيره من الكتاب الذين يستطيعون بالفعل أن يرتقوا بأقلامهم تدريجيا إلى مصاف الكتاب المرموقين بدلا من أن يكونوا ظلا لكتاب متواضعين.
ولأنني معجب بأسلوبه عن حق وليس مراءاة, ولأنني أعرف أنه بات يحتل مكانة معتبرة على صفحات الموقرة ( كتابات ) لذلك وجب أن أشعر بالسعادة الحقيقية وبالامتنان العميق له وأنا أرى أسمي يتكرر في عناوين مقالاته, فتكون مقالاته بالتالي سببا لشهرة قد لا أستحقها مطلقا وقد لا أصل إليها بجهدي الخاص وبقلمي المتواضع وبأفكاري الساذجة البسيطة.
ولغرض أن سهل الأمر على الجميع سوف أعود إلى بعض ما جاء في رد السيد "حسين" على مقالتي التي نشرت في ( الحوار المتمدن ) بداية وفي ( كتابات ) بعدها والتي كان عنوانها ( من انحرف عن ثورة تموز .. قاسم أم عارف ), متمنيا على القارئ أن يجهد نفسه في البحث عنها لحتى يستجيب الأستاذ الزاملي لاقتراحي ويفتح باب الردود في ذيل كل مقالة, كما تفعل الصحف ( المترفة ) فتسهل عندها الأمور علينا وعلى القراء, ويقل تعب البحث والتفتيش عن الحقائق الضائعة أو المبعثرة.
وأرى أن من المفيد لي أن أبدأ بعنوان مقالة السيد حسين وهو ( المظفر يعكس الحقيقة ) فهو في اعتقادي, أي العنوان, يشكل أساس الموضوع وجوهره, لكنني سأعترف هنا بعجزي عن كتابة رد مباشر ومقنع على ذلك العنوان لسبب بسيط هو إنني لم أفهم ما المقصود منه, ومن حقي هنا أمنح نفسي حق فهمه على طريقة " أما وأما ".
فأما أن أن أكون متفائلا وأفهم إن كاتب المقالة قد قصد بكلمة ( يعكس ) إن آرائي هي ( انعكاس ) للحقيقة تماما كما تفعل المِرآة مع الوجوه المتطلعة فيها. وأما أنه أراد بذلك أن يقول إن آرائي ( تقلب ) الحقيقة قلبا و( تلويها ) لويا.
. ولأن السيد حسين لم يشأ أن يتركني أواصل ارتكاب خطيئة التفاؤل لذلك أراه يسرع في شرح مقصده فيعلن إنني ( ألوي الحقيقة تماما ) , فيكون استعماله لكلمة ( يلوي ) قد جعله يخطأ استعمال المفردة التي لا حاجة إلى شرح معناها بأكثر من القول إنها مشتقة أصلا من (الالتواء ) وإن السيد حسين بهذا قد تصورني صيدا سهلا لهجماته المتكررة فلم يحرص مطلقا لا على مراجعة أفكاره بعناية ولا على اختيار كلماته بدقة.
سيكون ما قاله السيد حسين حول ( لوي الحقيقة تماما ) صحيحا ومعقولا لو إنني أردت من إيرادي لتفصيلة إنتماء الزعيم عبدالكريم لتنظيم الضباط الأحرار أمرا مخالفا لما انتهيت إليه على صعيد النتائج المبدئية , فإن أقول ( إن العقيد عبد السلام عارف كان هو الذي حقق أول انتماء للزعيم مع مجموعة الضباط الأحرار ) لايرتقي, في حالة خطئه أو تفارقه مع الرواية التي يتقدم بها السيد حسين, سوى إلى خانة الاختلاف على بعض التفاصيل الفنية وليس خانة الاختلاف على المبادئ الأساسية المفصلية.
والاختلاف في التفاصيل لن يرقى إلى مستوى الاختلاف على المبادئ ولن يؤدي التفارق بينها إلى أية مشكلة إلا إذا جرى توظيفها لخدمة مبادئ متناقضة وغير صحيحة وبمقاصد إستخدامية ضالة, لذلك لن يكون هناك مبرر مطلقا لاستعمال جملة ( لوي الحقيقة تماما ), حيث كان أفضل لو أن السيد حسين ذكر بأنه يقوم بتصحيح بعض من تفاصيل رواية قد أكون أخطأت في تناولها, وهو خطأ لا أراه سيؤدي إلى فعل( الالتواء ) إلا إذا أستخدم في تأسيس حقيقة تقول إن قاسم هو الذي إنحرف عن ثورة الرابع عشر من تموز لأنه خالف العقيد عارف ولم يقدره ويطيعه كولي لنعمته الزعامية حيث إنه كان أول من حقق ارتباطه بتنظيم الضباط الأحرار.
سأمدح نفسي هنا قليلا, بعد أن همشتها كثيرا, وسأتجرأ على أن أقول إنني أول من طرح, أو على الأقل من أوضح مفهوم الانحراف عن ثورة تموز من خلال التركيز على مسألتين هامتين, أولهما الإجابة بدقة على سؤال: ثورة من كانت الثورة..؟, وثانيهما التركيز على مبادئ الثورة من خلال ما تضمنه بيانها الأول ثم تحديد الانحراف عنها من خلال استخدام ما جاء في ذلك البيان من مبادئ سياسية عليا كمعيار لذلك الانحراف.
ولا شك أن الكثيرين كانوا تعاملوا مع الإجابات المطلوبة بطرق مبعثرة تعتمد أكثرها على الانتماءات والإنحيازات وحتى على العواطف الشخصية, وهي أمور أحاول أن أنأى كثيرا عنها وأنا أقترب من التاريخ السياسي للعراق. وهنا أيضا يخطأ السيد حسين حينما يعتقد إن الجميع يجب أن يؤمنوا تماما كما هو يؤمن, وحتى على مستوى التفاصيل الصغيرة, أو على مستوى انتهاج نفس سبله التحليلية وصولا إلى النتيجة, والتي من المحبذ الوصول إليها بعد استفاضة تحليلية, نرى السيد حسين يلغي الحاجة إليها من خلال التعامل مع الأمر وكأنه أصبح بديهية من البديهيات التي لا يجوز الاختلاف عليها, فيقرر سلفا إن مجرد الاقتراب من دور الزعيم التفصيلي برؤى تختلف عن رؤاه وبمعلومات تختلف عن معلوماته هو (لوي لعنق الحقيقة ) أو كما قال ( المظفر يعكس الحقيقة ).
والأدهى من كل ذلك إن السيد حسين لم يكلف نفسه لأن تتوقف بالقرب من النتيجة التي انتهيت أنا إليها وهي إن المنحرف عن خط الثورة كان عارف وليس قاسم, وذلك لأن بيان الثورة الأول لم يتحدث مطلقا عن الوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة التي كانت قد تأسست بين مصر وسوريا بقيادة عبدالناصر والذي أسس عارف خلافه مع قاسم حولها,ولكي يتأكد بالتالي إن ما أردته من خلال الإشارة لقصة إنتماء قاسم للضباط الأحرار لم يكن هدفه لوي الحقيقة التي ظهر إنها مشابهة تماما للحقيقة التي يدعو إليها وإن اختلافي معه كان إختلافا على تفصيلة محددة وحتى صغيرة وليس على مجموعة من التفاصيل التي يمكن لها أن تقلب الحقائق التاريخية رأسا على عقب .
إنها عودة حقيقية لمفهوم ( الزعيم الأوحد - قاسم ) الذي لا يختلف كثيرا عن مفهوم ( الإنجاب التاريخي – صدام ), لما يؤسسه كلا المفهمين من ثقافة ضالة ومخربة.
وإن من حقي أن اسأل هنا.. من هو الذي خدم الحقيقة, - وهي هنا - تلك التي تتناول ( دور الزعيم في ثورة تموز وعلاقته بتنظيم الضباط الأحرار ): هل هو ذلك الذي يصل إليها من خلال تحليل موزون ومقنع أم ذلك الذي يقررها سلفا وكأنها بديهية صنمية لا يجوز مناقشتها ويدعو الآخرين بطريقة قسرية للإيمان بها.
ومرة أخرى سأترك التواضع وأقول إن عددا غير قليل من الذين أتبادل الحوار معهم قد غيروا قناعتهم السابقة التي كانت تتناول معنى الانحراف عن ثورة تموز ومن كان الذي انحرف وذلك بعد قراءتهم لمقالتي, وأعتز إنني كنت أحد من ساهموا بتوضيح هذه الحقيقة وتغيير القناعات بشأنها بطريقة متوازنة تحليلية وليس بطريقة تقريرية أمْرِية صنمية. ولقد اعتمدت وصولا إلى ذلك كما قلت على توضيح حقيقة إن ثورة تموز التي تم تنفيذها على الأرض قد كانت لصاحبيها قاسم وعارف, ولم تكن ثورة لمجموعة الضباط الأحرار الذي ادعى بعضهم إن قاسم كان قد انحرف عنها, والتي لم تنفذ أصلا وإن جرى العمل والتخطيط المشترك لتنفيذها.
وهل من الممكن الاختلاف على حقيقة إن الضباط الأحرار كانوا مختلفين على صعيد المبادئ, وإن اختلافاتهم كانت كثيرة وكبيرة وقد تم التعبير عنها بطرق دموية ساهمت كثيرا باختلاط الأوراق, ولتأسيس كل المراحل الدامية المتراكمة المتتالية وصولا إلى مرحلة العنف الحالية, مما يوجب علينا بالتالي أن نحرص تماما, ونحن نفتش عن بعض الحقائق التائهة والمبعثرة, على أن ننأى بأنفسنا عن الإنحيازات الذاتية أو الإنتمائية المسبقة.
أم ترى إن هذه المرحلة التي نعيش فيها اليوم قد هبطت علينا من الفضاء الخارجي وجاءت كاملا مع الإحتلال ولم يكن لها ثمة علاقة مطلقا بمراحل أنهار الدم, تلك التي كانت قد أسست لها مرحلة ثورة تموز بالأصل, والتي كان الجميع بدون استثناء مسئولا عنها ومشاركا فيها, وعلى الرغم من وجود الاختلاف حول حدة الدور وحجمه.
إن كل من يحاول الوصول إلى فهم حقيقي للمآسي التي تسبب بها صدام للعراق من خلال التركيز على تركيبة صدام الشخصية المعقدة سيكون على صواب, لكنه سيكون مخطئا حينما يعتقد إن تلك التركيبة كانت لوحدها من أنتج الأزمة, فلا يعرج على حقيقة إن صدام كان أيضا نتاجا لتاريخ سياسي عراقي معقد كانت مرحلة قاسم قد شكلت واحدة من أهم حلقاته, وإن ثقافة الإنجاب التاريخي هي من ناحية الجوهر امتداد لثقافة الزعيم الأوحد.
إن البعض منا كان قرأ ما يؤكد على دور لعبدالسلام عارف في تحقيق صلة قاسم بالضباط الأحرار والبعض الآخر قد قرأ , ومن بينهم السيد حسين, عن دور لإسماعيل العارف في تلك المسألة, وهناك آراء حول وجود تنظيمات عديدة للضباط الأحرار, لذلك فمن الطبيعي أن يكون هناك إختلاف على صلة هذا بذاك وعلى تواريخ هذه الصلة, ولسوف يرتقي الأمر إلى حد لوي عنق الحقيقة كما يدعي السد حسين فيما لوجرى توظيف ذلك الاختلاف لخدمة نتائج وإستخلاصات غير صحيحة, وأتمنى على السيد حسين هنا أن يراجع ما استخلصته من نتائج حتى يتوفق في وضع الكلمة المناسبة في المكان المناسب.
ترى ونحن ندين ثقافة صدام حسين أو صدام شخصيا أليس من الحق علينا أن نسأل:
ترى, كم مِما كان فيه, هو ما زال فينا.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق.. النجاح في الفشل
- من إنحرف عن ثورة تموز.. قاسم أم عارف ؟!
- من الذي بدأ القتال بعد الثامن والخمسين.. الشيوعيون أم البعثي ...
- سقوط النظام الملكي وعيوب نظرية الْ.. ( لَوْ ) لقراءة التاريخ ...
- عيوب في قراءة التاريخ....العيب الثاني
- 14 تموز والعهد الملكي.. عيوب في قراءة التاريخ
- المالكي وعلاوي... بين لغة الأرقام ولغة الأحكام
- عبدالكريم قاسم.. ليس بالنزاهة وحدها يحكم القائد ولكن بها يبد ...
- الرابع عشر من تموز ونظرية المؤامرة
- تموز.. حيث الآخر الطيب هو الآخر الميت
- ظاهرة الأسماء المستعارة
- الديمقراطية العراقية.. وهل ممكنا أن تبيض الديكة
- الدلتا العراقية السياسية... على أبواب أن تغرق
- العراق أفضل بدون حكومة
- الشيوعيون والبعثيون.. وقضية الرحم الواحد
- مقالة بين مقالتين.. عن الشيوعيين والبعثيين وهل هم أبناء رحم ...
- الشيوعيون والبعثيون.. هل هم أبناء رحم أيديولوجي واحد
- محاولة نظرية لفهم تاريخية القتال البعثي الشيوعي وذلك الذي قد ...
- الحزب الأيديولوجي... نزول إلى الأعلى
- أمريكا.. هل هناك فرق بين الجمهوريين والديمقراطيين


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - صدام .. كم, مما كان فيك ما زال فينا