أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - هل فقد الفيزازي الحماسة والمشيخة ؟(3)














المزيد.....

هل فقد الفيزازي الحماسة والمشيخة ؟(3)


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 3078 - 2010 / 7 / 29 - 18:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عاش الفيزازي مرحلة "السيبة" والتسيب في الحقل الديني بعنترية لا تحدها ضوابط ولا تردعها قوانين ، فانفلت لسانه من كل عقال أو رادع ، حيث قادته حماسته المفرطة إلى التعالي على القوانين والافتراء على الدين والتطاول على أولي الأمر والتحريض ضد المواطنين بكل حقد وضغينة . فلم تعد ضغائنه مقصورة على الدروس المنبرية وحماسة الخطابة في المصلين ولا حتى أضواء الكاميرات وعدسات المصورين ، بل غدت نمط تفكير مُعتمَد ومُتعمَّد طغى على لحظات الكتابة التي من المفروض أن تتم في أجواء السكينة والتروي وهدوء الأعصاب وصفاء الذهن . وكمثال على هذا الاندفاع وهذه العنترية ، نقرأ له في كتابه" بين منهج الرحمن ومنهج الشيطان " تشديده على تكفير المثقفين ــ يساريين وحقوقيين ــ وتحريضه على تطبيق حد الردة المفترى عليه وهو القتل في حقهم كالتالي (إنهم ليسوا طلاب علم فنعلمهم، وليسوا مريدي خير فنهديهم، وإنما هم ثلة من أولئك الذين يسرحون ويمرحون ويعبثون بكل مقدسات أمتنا اليتيمة التي غاب عنها شرع الله أو غيّب، فاستنسر البَغاث واستأسد الكلاب. وإلا فهؤلاء ينبغي أن يحالوا على المحاكم الشرعية وقاضي المسلمين لإقامة حد الله تعالى عليهم. لكن أين هذه المحاكم الشرعية في بلاد الإسلام؟ وأين هذا القاضي المسلم وليس هناك إلا القوانين الوضعية الوضيعة وحقوق الإنسان الوثنية من وراء القوم تحميهم وترعاهم وتبارك زندقتهم. وبالتالي هم آمنون من هذه الناحية - على الأقل الآن - وحيث إن معركتهم مع الإسلام والمسلمين في حدود القرطاس والقلم، فدونهم هذا الرد والردع، وعلى نفسها جنت براقش ). ما الذي جنته براقش ؟ وماذا أعد الفيزازي لهؤلاء المواطنين الذين أفتى في حقهم بالردة ؟ وهل فتاوى الفيزازي تنفتح على ثقافة وقيم حقوق الإنسان ؟ المقصود من هذه الأسئلة هو التثبت من مدى مصداقية ما أعلنه الفيزازي من "مراجعة فكرية" ومدى استعداده لتغيير عقائده . ذلك أن الفيزازي ظل ينكر أنه حرض على القتل أو شرعنه . ويكفينا ، هنا ، التذكير ببعض ما قاله الفيزازي خلال مرحلة التسيب الفقهي والعنتريات الدعوية . ففيما يتعلق بحرية الاعتقاد يجزم أنه ( ليس عندنا في ديننا شيء اسمه حرية الاعتقاد، إنما عندنا في ديننا ما قاله الرسول الكريم في صحيح البخاري: "من بدل دينه فاقتلوه" . وعليه فحرية الاعتقاد تضمنها المادة الثامنة عشرة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وقتل المرتدين يضمنه حديث رسول الله السالف الذكر، فهل أنت مع إعلان اليهود والنصارى؟ أم مع شريعة رب العالمين؟ ) . إنها دعوة صريحة إلى تكفير المواطنين ومصادرة حقهم في الحياة . وما أقدم عليه الانتحاريون في أحداث 16 ماي 2003 وما تلاها من المخططات التخريبية التي أفشلتها الأجهزة الأمنية مشكورة ،هو تطبيق مباشر لمثل هذه الفتاوى . وإمعانا في التحريض على التكفير والقتل ، يقول الفيزازي موضحا ومشرعنا ( ولا يضحكن عليك أحد بقوله تعالى: "لا إكراه في الدين" و"لكم دينكم ولي دين" و"أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"، فإن معناه غير مراد عند هؤلاء الزنادقة، إن هذا يعني فيما يعنيه في الإسلام أن أهل الذمة وأن المصالحين على عهد وأن المستأمنين من طرف السلطة الشرعية وما إلى ذلك هؤلاء لا إكراه في الدين ويحمون بموجب الشريعة؛ لأنهم تحت شريعة العهود والمواثيق وشريعة أهل الذمة التي من أسسها إعطاء الجزية عن صغار والرضا بحكم الله تعالى .. أما حرية الاعتقاد على نحو ما طرحت والحرية الشخصية فلا حق لأحد من ذلك في بلاد الإسلام.) ماذا لو كان الفيزازي يملك سلطة الحكم والقضاء ، هل يبقى من المواطنين أحد على قيد الحياة؟ هل المغرب وكل الدول الإسلامية بحاجة إلى هذا الخطاب التكفيري الذي يحرض على الكراهية والقتل ؟
إن الفيزازي الذي رفع عقيرته بفتاوى الكراهية والقتل هو شريك مباشر لا تقل مسؤوليته عن مسئولية الذين نفذوا وخططوا للتفجيرات الإرهابية تحت تأثير هذه العقائد . واليوم إذ يعلن الفيزازي ، باحتشام ، عن دعوة العلماء إلى مساندة أولي الأمر من الحكام المسلمين والكف عن الاشتغال بالأمور السياسية ، فلا شك أنه يدرك حقيقة الوضع الذي انتهى إليه داخل التيار الجهادي نفسه . ذلك أن الفيزازي ، وبسبب المواقف التي أعلن عنها أمام المحكمة طمعا في البراءة وتلهفا إلى الحرية ، جرّت عليه نقمة السلفيين الوهابيين والجهاديين ، على حد سواء ، وأذكت حقدهم عليه . ومما قاله بعضهم طعنا في الفيزازي : (قال الطاغية المفتون في شريط حي الانبعاث (1414هـ-1993) شريط احذروا علماء الحرمين : صحبة والده الطاغية الأكبر محمد بن الحسن الفزازي. "على هذا فالذين يتخلفون على (الجهاد) في الجزائر، وبدعائهم في سجودهم .. أقول أنهم خونة لله ولرسوله وخونة لكتاب الله وسنة المصطفى وخونة للتاريخ الإسلامي، وخونة لمستقبل هذا الدين.. فإن كانوا جاهلين فليتعلموا وإن كانوا عالمين فليتقوا الله تعالى في هذا الدين وإلا سيأتي يوم بيننا وبينهم القتال، لأننا لن نفرق بينهم وبين الطواغيت أبدا، بل إننا نعتقد أنهم شرعا أخطر على ديننا من الذين يحركونهم إما خفية وإما علنا". . إن موقف الفيزازي هذا يفند مزاعمه أمام المحكمة بكونه لم يدع إلى قتل المسلمين ــ بل راهن على قطع رأسه إن كان فعَل ــ كما يزيل عنه المشخية التي ظل يتباهى بها وتكسبه ود السلفيين الجهاديين . إن الفيزازي خسر مشيخته كما فقد "هيبته" التي أضفاها عليه التيار السلفي الجهادي . الأمر الذي يفقد الفيزازي كل مصداقية وتأثير على أعضاء هذا التيار ، سواء داخل السجون أو خارجها . ومن ثمة غدا ورقة خاسرة لا يمكن المراهنة على ما يزعمه من "مراجعة فكرية" في التأثير على أعضاء هذا التيار بعد أن انفضوا من حوله وجردوه من كل هيبة ومشيخة .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جماعة العدل والإحسان تدين الاختطاف والتعذيب وتمارسهما ببشاعة ...
- حوار حول الظاهرة الدينية في المغرب (الأحداث المغربية ) الجزء ...
- هل اقتنع الفيزازي بالمراجعة أم هي المكيدة والمناورة ؟(2)
- حوار حول الظاهرة الدينية في المغرب
- هل اقتنع الفيزازي بالمراجعة أم هي المكيدة والمناورة ؟(1)
- هل غدا -الجهاد- ضد الشعب المغربي مقدما عن الجهاد ضد الاحتلال ...
- النقاب الدخيل والنقاب الأصيل !
- هل سينفذ تنظيم القاعدة تهديده ضد المونديال ؟
- هل تحترم الجمعية حقوق الإنسان حتى تدافع عنها ؟
- التطرف عقائد واحدة غايتها فرض الوصاية على المجتمع (6) .
- الحوار الذي لم ينشره موقع إسلام أون لاين حول جماعة العدل وال ...
- الغلو والتطرف دوائر تتكامل في الأهداف والوسائل (5) .
- حوار لفائدة جريدة المنعطف
- بعد سبع سنوات عن الأحداث الإرهابية ، أين المغرب من خطر الإره ...
- التطرف ثقافة ومواجهته فرض عين وليس فرض كفاية(4) .
- التجديد ولعبة وضع السم في العسل؟(3)
- متى يدرك المثقفون مثل الأستاذ الساسي غلو التجديد وتطرف أصحاب ...
- وأخيرا أدرك الساسي غلو التجديد وتطرف أصحابها !!(1)
- الفساد واللاعقاب يقودان حتما إلى الكارثة أو الفتنة .
- مبادرة -أنصفونا- تخلو من عناصر الاتزان والإنصاف والمصداقية.


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - هل فقد الفيزازي الحماسة والمشيخة ؟(3)