أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صادق إطيمش - قرآت شيطانية














المزيد.....

قرآت شيطانية


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 3078 - 2010 / 7 / 29 - 09:08
المحور: كتابات ساخرة
    


لا نريد بهذا العنوان التذكير بما كتبه سلمان رشدي حول " آياته الشيطانية " إذ أن هذا الموضوع لا علاقة له البتة بالدين من قريب او بعيد . إلا أن ذِكر الشيطان هنا بهذا الوصف يُراد به التحايل في قراءة بعض المصطلحات التي تخضع للتغير الكامل بالمضمون لا بالشكل وذلك حينما يجري تغيير حركات الحروف فيها ، وهذه إحدى ميزات اللغة العربية . فمثلاً حينما نكتب كلمة تتكون من حروف العين واللام والميم ( علم ) لوحدها ودون ربطها بجملة توحي بمعناها ، فإننا لا نستطيع في هذه الحالة أن نجزم بالمعنى المُراد دون وضع الحركات على الحروف . إذ في هذه الحالة فقط نستطيع أن نقول أن هذه الكلمة تعني عِلْمٌ أو عَلَمٌ أو الفعل عَلِمَ أو عَلَّمَ وهكذا . إلا أن هناك بعض الكلمات التي يمكن تحريف قراءتها لغرض شيطاني تهكمي حتى وهي داخل الجملة .
لقد قرأت مرة أثناء إستعدادات دول التحالف لإسقاط النظام الدكتاتوري البعثفاشي بالعراق بأن أمير قطر قد كتب رسالة إلى الجرذ المقبور . وذكرت الجريدة " بأن الأمير طلب من الرئيس العراقي أن يتنح فلم يستجب لنصيحته ويتنح " . وحينما قرأ أحدهم هذا الخبر علق قائلاً " هذا غير صحيح ، إذ ليس من المعقول أن يخاطب أمير قطر رئيس دولة بهذا الأسلوب اللاأخلاقي . إن سبب هذه القراءة لهذه الجملة والذي إعتبره هذا القارئ لاأخلاقياً يعود إلى القراءة العراقية التي يمكن لها ان تكون قراءة شيطانية إذا أُريد لها ذلك . ولتوضيح ذلك أكثر للقارئ غير العراقي أسرد القصة التالية التي رواها لي صديق كان يدرس في لندن . يقول هذا الصديق " جاءني من الوطن أحد أقاربي إلى لندن لإجراء عملية البواسير . وبما انه لم يكن يتكلم اللغة الإنكليزية فقد أخذني معه إلى الطبيب الذي سيقوم بإجراء هذه العملية له . وعند دخولنا على الطبيب أوضحت له سبب الزيارة ، فقال لي ألطبيب : يجب أن أقوم بفحصه أولاً قبل أن أقرر إجراء العملية أم لا ، واستمر الطبيب قائلاً أخبره أن يقف أمام طاولة الفحص وينزع سرواله ولباسه الداخلي ثم يفتح قدميه وينحني على طاولة الفحص بحيث أستطيع أن أفحص مؤخرته . وبعد هذا الشرح الطويل لتهيئة الحجي إلى الفحص ناديت الحجي قائلاً له : حجي ..... فقال الحجي نعم ...فقلت له : تَنِحْ .... فما على الحجي إلا وبدأ يقوم بكل الخطوات التي طلبها الطبيب . وهنا تدخل الطبيب ليسألني ماذا قلت له ، فأجبته بإنني أخبرته بما قلت لي به ، فقال الطبيب وهل كل هذا بكلمة واحدة ...؟ " .
بهذا الفهم ، وليس بمعنى التنحي عن السلطة ، أي ان يَتَنَحَ فلم يَتَنَحَ ، تمت قراءة رسالة الأمير القطري على أنه طلب من الجرذ المقبور أن يُتَنِحْ فلم يستجب لنصيحته ولم يُتَنِحْ .
هذه الكلمة نريد أن نخاطب بها حكومتنا التي أصبح الخطاب الجدي معها كمن يرجو من السراب ماءً . وأترك للقارئ الكريم أن يحرك الكلمة كيفما يشاء . إنني ، على أية حال لا أقصد بها قراءة شيطانية ، وإن لم أذكر عبارة " عن السلطة ".
فإذا تنحت هذه الحكومة فإنها ستقدم إنجازاً كبيراً آخراً لهذا الشعب الذي عجز عن تعداد هذه الإنجازات في كل المرافق السياسية والإجتماعية والإقتصادية ومن أبرزها المرافق الخدمية ، وعل الأخص تلك المرافق الخدمية المرتبطة بمقاولات ضخمة . إن هذا الإنجاز الذي ستقدمه ، إن تنحت ، هو إعطاء المجال لإعداءها المتربصين بها من التفتيش عما كانوا يدعونه من عورات وسيئات كانت تخفيها هذه الحكومة ، حسب إدعاءاتهم وظنونهم ، وإن بعض الظن إثم ، كما يقال . وطبعاً لم يستطع هؤلاء الأعداء الكشف عن هذه العورات قبل أن تتنح هذه الحكومة . وبذلك فقط يمكن أن نقطع الطريق على الأعداء الحاقدين على كل هذه المنجزات التي جاءت بها هذه الحكومة ، وتوضيح وقفتها إلى جانب الشعب في كل ما مرَّ عليه من مآسي أراد بها الأعداء الحاقدون تشويه سمعة هذه الحكومة التي ظلت صامدة أمام كل هذه الضغوط ولم تتنح لحد الآن وإنها سوف لن تتنح في المستقبل أيضاً .
كما أنها ، إن تنحت ، فإنها ستقدم الدليل الساطع على أنها لا تخفي شيئاً تعمد على إخفاءه قبل ان تتنح. فتقدم بذلك إنجازاً آخراً ودليلاً قوياً إلى الشعب الذي كان يثق تماماً بأن هذه الحكومة سليمة من كل الإتهامات والأمراض التي يوجهها الأعداء الحاقدون كوصول روائح الفساد الى عنان السماء بحيث لم يعد أحد تحمُل هذه الروائح الكريهة التي يتهمون هذه الحكومة وأجهزتها بأنها السبب في ذلك .
إن تنحت هذه الحكومة فإنها ستعطي مثالاً جيداً للآخرين بأن يتنحوا أيضاً في المستقبل لو وصلت بهم ألأمور إلى نفس هذه الحالة التي وصلتها حكومتنا الآن . وهذا درس لا مثيل له بإعطاء الآخرين فرصة التدريب على ذلك ، إذ ليس كل إنسان قادر على أن يقف الموقف الصحيح الذي يقود إلى أن يتنح المرء بكل ثقة وثبات أقدام إذا ما تطلب الموقف ذلك .
وهكذا نرى أنه ليس في هذا الأمر من عمل يُعاب عليه المرء إذا ما أراد أن يتنح سواءً كان ذلك ما يخص حكومة بكاملها أو شخص بمفرده ، وليكن شعار الحكومات العراقية القادمة : مَن لم يتنح اليوم فإنه سيُجبر على أن يتنح غداً ، والله في عون المتنحين .
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الرابع عشر من تموز وعمليات تجميل الوجوه القبيحة
- حينما يحاول المُشرعون الإلتفاف على ما شرَّعوه بأنفسهم
- درس للسياسيين العراقيين ....علَّهم يفقهوه فيأخذوا به
- القضاء العراقي بين الساهرين عليه والمتلاعبين فيه
- مَن وأين هم اللصوص إذن ...؟
- حملة للتضامن الأممي مع الصوت الإعلامي الحر - روج تي في -
- إلحاح المجلس ألإسلامي الأعلى على ما يسميه - حكومة الشراكة ال ...
- وهل يمكن إصلاح ما خربته البعثفاشية ...؟؟؟
- فصل المقال في تفسير حدوث الزلزال
- شتائم تحت العمائم
- لغط لا معنى له
- آذار الوطن ... آذار الحب
- حينما تتراكم القمامة ...
- لماذا هذا اللف والدوران ..... يا حكومة ؟
- واقع المرأة العراقية بعد التغيير
- إتحاد الشعب في مواجهة التخلف الفكري
- أخلاق - الكفار - و أخلاق - المسلمين -
- إتحاد الشعب ومسؤولية التغيير
- إتحاد ألشعب ... البديل ألأحب
- ساهموا في الإنتخابات ......ولكن ......


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صادق إطيمش - قرآت شيطانية