أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان النقاش - عقدة الاشتباك السياسي الحتمية














المزيد.....

عقدة الاشتباك السياسي الحتمية


سلمان النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 3078 - 2010 / 7 / 29 - 00:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





برزت الديمقراطية كنظام حكم ضروري في المجتمعات التي مرت بمراحل تطور والتي مثلت انظمتها تناقضا وعائقا امام التحولات التي فرضتها الحركة الاجتماعية المرافقة للتطور الفكري الذي انتج الاكتشافات العلمية اذ دخلت في عملية انتاج الحاجات الضرورية للانسان وتلبية خدماته ، وتحولت تبعا لهذا مكونات المجتمع منذ ذلك الحين في تصنيفها تبعا لمصالحها والقدرة على تثبيت هذه المصالح من خلال التنافس على المشاركة في السلطة السياسية التي بيدها القدرة على المحافظة على تلك المصالح والترويج الى ثقافة بامكانها توسيع القاعدة الجماهيرية الساندة لامكانية هذه الحماية وبعبارة اوضح ان خيار الديمقراطية استند بالاساس على التطور التقني لسوق العمل وعلى ارادة المجتمع ..

الهدف من هذه المقدمة هو لتقريب صورة الذي جرى في العراق وخصوصا بعد نيسان عام 2003 الذي حدد الرأي الجماهيري فيه على مكونات ثقافية موروثة وفق مصالح حددت قبل الثورة العلمية والصناعية التي افرزت او التي حتمت الطريق الديمقراطي الذي سلكته المجتمعات وفق تطورها التراتبي والذي اوصلها الى صورة مجتمع متمنى ويطمح لبلوغه الانسان اينما وجد على الارض مهما كان مستوى تحضره .. ففي هذه المجتمعات اليوم يبرز الانسان كقيمة عليا من خلال الضمانات الاجتماعية والصحية والثقافية والسياسية ..

وعلى ركام التخلف الاقتصادي والبيئي والاجتماعي والمعرفي والسياسي والعلمي والصناعي و.... و... و... ادخلت علينا ادوات الديمقراطية لتكون خيارا وحيدا لشكل النظام الذي ينبغي ان يدار به الشأن العام ولم يأت هذا كمعطى ثورى قادته طليعة سياسية محددة ووجدت فيه الخلاص انما اقر الخيار الديمقراطي نتيجة سقوط نظام البعث نتيجة تدخل عسكري حظي ولو بالشكل على تأييد المجتمع الدولي وفق قرار مجلس الامن 1483 .. مما اعطى للتشكيلات السياسية التي ظهرت بعد التغيير صفة التمثيل لمكونات عراقية صنفت على اساس طائفي وديني وقومي وهذا ما تأكد بشكل مجلس الحكم الذي صنف شخصيات سياسية معروفة بابتعادها عن النهج الديني على انهم ينتمون الى هذه المكونات .. ولان الصراع لم يدرك التناقض المؤدي الى ازالته والعبور الى استثمار المتاح المطور .. ولان التشكيلات السياسية كان تهم بالحصول على مساحة اوسع ضمن التقسيمات المطروحة .. اخذ الصراع شكله الثقافي بتصعيد المحتوى التراثي المنغرس تماما في مزاج الجماهير وتصاعد المد المحرض والضروري للتشكيلات السياسية لتثبيت اقدامها في قاعدة انطلاق السياسة .. وهذا ادى كما هو معروف الى تصادم عنيف اشعلت فتائله الصراعات بين القوى المتنافسة اقليميا ودوليا ليتحول العراق الى ساحة لتثبيت صحة المنطلقات الفكرية والثقافية للجماعات المتطرفة وكذلك لافشال المشروع الامريكي الذي اعلن على لسان كوندليزا رايس وزيرة خارجية بوش الابن حين اعلنت عن ستراتيجية الشرق الاوسط الكبير التي من خلالها تولت الولايات المتحدة الامريكية اعلان الحرب على الارهاب ونشر الديمقراطية في العالم والذي فسره بوش الابن على ان هذه المجتمعات وما عانته من انظمتها الديكتاتورية مولدة خطرة ومصدرة للارهاب الى مجتمعاتنا اي المجتمعات الغربية .. وفسره بعض المحللين انه يمكن ادخال المباديء والادوات الديمقراطية الى هذه البلدان دون الحاجة للانتظار من هذه المجتمعات الى المرور بالمرحلة الصناعية والثقافية الضرورية لوجودها ذلك لان الانسانية اليوم تمكنت من تعميم قوانين اخذت صفة العالمية كاعلان حقوق الانسان والقرارات الدولية الملزمة لجميع الامم اضافة الى التطور الهائل في وسائل الاتصال ونقل المعلومات .. اي ان الحياة متجهة تماما الى ان تدار بواسطة قانون دولي واحد ويعني هذا ان المجتمعات الداخلة اليها ادوات الديمقراطية كاجراءات حكم ستتمكن من تطبيقها وان تعرضت الى فوضى اطلق عليها الفوضى الخلاقة ..

اذن كانت الديمقراطية ليست خيارا انما خارطة طريق على جميع المكونات السياسية وحسب مرجعياتها الاقليمية والدولية وقليل من المحلية الانصياع لها .. ولو ترك خيار السلطة لاحد اللاعبين السياسيين على الساحة لحسم الامر له ولم يعد بحاجة الى هذه الفوضى .. اذن الفوضى كانت تمثل نتيجة وليست اسلوبا

وهذا يمثل جزء من الصراع هدفه الاساس هو تحميل الفشل الى جزء من الظاهرة .. فالفساد مثلا هو نتيجة طبيعية لبلد يخوض مرحلة انتقالية لا يمكن لاحد اللاعبين ازاحة الاخر مهما كانت امكانياته .. والغريب في الامر ان الصراع بدا ويبدو على انه بين التشريعات القانونية والدستورية الجديدة وبين الثقافة الموروثة منذ مئات السنين .

في اعتقادي ان الخلل في تلكوء اعادة بناء القاعدة الاساسية لبناء الدولة لا تجعل من حكومة المالكي تتصف او تقيم بالفشل .. اذا ما قدرت الامور على النيات الداعية للبناء ، الجميع قد ساهم وبشكل فعال الى وصول الفوضى الى مداها الاوسع وخصوصا في عام 2006 .. وعلى الجميع ان يعترف ان المالكي تمكن ان يقود وزارة غير منسجمة وان مجلسها لا يكترث كثيرا لارادته بل لارادات الحصص التي كونته ..

واليوم تتجه العملية السياسية بعد انتخابات اذار 2010 الى عقدة اشتباكها الحتمية ، لتضع العاملين عليها امام تحد يحدد قدرتهم وجديتهم في رسم ملامح تكوين الدولة وفق مشروع التغيير الديمقراطي الذي انتج انهيارا واسعا لبنى اجتماعية واقتصادية وثقافية وبيئية والاهم سياسية.

ان تأخر تشكيل الحكومة وما يرافقه من اختناقات في مجمل الاوضاع العراقية واتضاح المصالح الاقليمية والدولية في تحديد ملامح حكمه .. يضع العراق في مفترق وان كان خطرا لكنه يؤذن ببناء مستقر لدولة عصرية حديثة وان تأخر قيامها زمن ليس بالقريب .



#سلمان_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحاولة الاخيرة
- البحث عن ثورة
- حتمية البناء الديمقراطي
- احمد عبد الحسين
- الكفاءة ...الضرورة والادعاء
- الواقعية السياسية
- وطنية الصائح المفرطة
- الربع المعطل
- شعار الجنس
- المستنصرية : مواجهة جديدة
- الطريق الى المصالحة
- المالكي للنزاهة: هذه ذمتي
- مجال الاسترخاء
- الكوتا
- مصنع الرأي
- المفتش العام
- قوة الجيش مهمة وطنية
- الفساد بين والواقع والتضخيم
- الصوت الانتخابي.. كمشروع سياسي
- الانسان .. مهمة وطنية


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان النقاش - عقدة الاشتباك السياسي الحتمية