أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد أبو مطر - نضال الإنترنت الفلسطيني















المزيد.....

نضال الإنترنت الفلسطيني


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 3077 - 2010 / 7 / 28 - 20:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


نضال الإنترنت الفلسطيني:
حزب التحرير وحركة الأحرار نموذجا
أصبح انتشار الإنترنت كتكنولوجيا لتبادل وإرسال المعلومات نعمة كبرى للنضال الفلسطيني الذي يعتمد على البيانات والخطابات والرسائل ونشر نشاطات وفعاليات، تعتمد في مجملها على تنظيم المهرجانات الخطابية الكلامية شعرا ونثرا، وعقد لقاءات على مستوى زيارة العشيرة الفلانية، وتكريم البطل المناضل الفلاني، وتهنئة العريس الفلاني والرقص حتى الصباح في حفل عرسه ،وإذا بالشعب الفلسطيني أمام دكاكين جديدة لا ترقى لمستوى السوبرماركات، فهي مجرد عدة أشخاص وجهاز كومبيوتر واشتراك في شبكة الانترنت وشخص أو اثنان يجيدان كتابة موضوعات الإنشاء التي كنّا نكلّف بها ونحن في المرحلة الدراسية الثانوية. وهنا يساء استخدام الإنترنت فلسطينيا، فبدلا من نشر المعلومات التكنولوجية والمواد العلمية، يسيطر أصحاب البلاغات الديكورية لتضليل الشعب الفلسطيني، عبر وهم نضال جديد يضاف أصحابه لعشرات الدكاكين الموجودة منذ عام 1965 دون أية فاعلية لها بين الشعب الفلسطيني، بدليل واحد واضح ومؤكد، وهو أنّ كافة هذه المنظمات مجرد ( شاهد ما شافش حاجة ) فكافة الشؤون الفلسطينية سلبا وإيجابا، وحدة وانقساما، سلما وحربا، يتحكم فيها تنظيمان فقط هما فتح (السلطة الفلسطينية) وحماس (الحكومة المقالة). ومن الأمثلة الواضحة للعيان هي مجموعة الدكاكين الفلسطينية المقيمة في دمشق التي يزيد عددها عن سبعة ، فهل لها أية فاعلية داخل القطاع أو الضفة؟ أم أنّ كل ما نسمعه عنها هو اجتماعات وبيانات، ولولا الإنترنت ما سمعنا بهذه البيانات. ومن نماذج دكاكين النضال الإنترنتي الفلسطيني في السنوات الأخيرة ، دكانان يصلحان نموذجا للعبث بالقضية الفلسطينية التي أصبحت مجالا للإسترزاق والحضور البائس على حساب شقاء شعب وانقسامه المخزي.

أولا: دكان حزب التحرير

هذا الحزب حسب موقعه الإنترنتي قد تأسس عام 1953 أي قبل 57 عاما، ويهدف الحزب حسب موقعه أيضا إلى( استئناف الحياة الإسلامية وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم. وهذه الغاية تعني إعادة المسلمين إلى العيش إسلاميا في دار إسلام، وهي مجتمع إسلامي بحيث تكون جميع شؤون الحياة فيه مسيّرة وفق الأحكام الشرعية، وتكون وجهة النظر فيه هي الحلال والحرام في ظل دولة إسلامية التي هي الخلافة، والتي ينصّب المسلمون فيها خليفة يبايعونه على السمع والطاعة على الحكم بكتاب الله وسنّة رسوله، وعلى أن يحمل الإسلام رسالة إلى العالم بالدعوة والجهاد ).

ومن الملاحظ أن هذا النضال الإنترنتي الخطابي لا يوجد إلا في مدينة رام الله بالضفة الغربية التي يشكو الحزب المذكور دوما من أنّ سلطات الأمن الضفاوية العباسية تمنع مهرجانات الحزب وخطبه الداعية إلى الخلافة الإسلامية، بينما لا يجرؤ هذا الحزب الإنترنتي على إقامة أي نشاط مهرجاني أو تهريجي لا فرق، في قطاع غزة حيث تسيطر منذ أربعة أعوام ( حركة المقاومة الإسلامية-حماس)، أي أنّ هذه الحركة ذات التوجه الإسلامي ينبغي أن تكون أقرب وأكثر تحالفا مع حزب التحرير الذي يهدف إلى استئناف الحياة الإسلامية ، مما يعني أنه محظور عليه العمل الإسلامي في القطاع من قبل حركة إسلامية، وهي نفس الحركة التي سبق لها أن دمّرت مسجد ابن تيمية في مدينة رفح في أغسطس من عام 2009 الذي كان يتواجد فيه الشيخ عبد اللطيف موسى وأنصاره ممن كانوا يطلقون على أنفسهم اسم ( جند أنصار الله )، وحسب تصريحات مؤكدة آنذاك للدكتور معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارىء في قطاع غزة، فقد بلغ عدد القتلى 22 قتيلا ( أو شهيدا ليس أنا من يقرر)، أما عدد الجرحى فقد تجاوز 120 جريحا.

ومن المعروف أن الشيخ عبد اللطيف موسى هو طبيب أطفال وكان مدير عيادة مركز شهداء رفح الأولية الحكومية، وجاء قصف حركة حماس للمسجد وتدميره على رؤؤس من فيه، بعد خطبة جمعة ألقاها الدكتور الشيخ عبد اللطيف موسى الملقب بأبي النور المقدسي ، أعلن فيها (ولادة الإمارة الإسلامية في أكناف بيت المقدس ) التي ( سنقيم هذه الإمارة على جثثنا، وسنقيم بها الحدود والجنايات وأحكام الشريعة الإسلامية، ونعاهد الله أن نعمل على طاعته )، بينما وصفته وزارة الداخلية الحمساوية المقالة بأنّ ( لوثة عقلية قد أصابته )، وفي هذه الحالة كان يجب تحويله لمستشفى مجانين وليس تدمير المسجد عليه وأنصاره، حيث أن الإسلام ينهى عن تدمير المساجد حتى لو استجار بها يهودي.

ورغم أن بيانات حزب التحرير لم تستثن حدثا في العالم إلا وأصدرت بيانا خطابيا حوله، إلا أننا لم نقرأ للحزب الإنترنتي أي بيان على الإنترنت وفي مواقعه حول تدمير المسجد وقتل الشيخ عبد اللطيف موسى وأنصاره، ولم تصدر أية إدانة لحركة حماس حول هذا العمل الإجرامي. هذا بينما بيانات الحزب حسب موقعه الإليكتروني فقد شملت:

- دعوة مخلصة لبدء كفاح سياسي موحد ضد الإمبرياليين وعملائهم.
- أيها المسلمون، الشيخة حسنية تسلمكم للصليبيين الأمريكان والمشركين الهنود.
- استفتاء قرغيزستان وما سبقه من أحداث.
- موافقة إيران على التخصيب خارج أراضيها.
- الإنقلاب على باكييف والصراع الروسي الأمريكي في قرغيزيا.
وهم بذلك تماما مثل أشقائهم في جماعة الإخوان المسلمين الأردنيين الذين لم تهمل بياناتهم الخطابية الإنترنتية حدثا في العالم إلا وأدلت بدلوها فيه، بما في ذلك إعصار كاترينا في أمريكا كما أوضحت في مقالة سابقة.

ضمن هذا التخبيص ( وليس التخصيب) : أيٌ من هؤلاء المناضلين بإسم الإسلام نتبع؟ و أية تجارة ومتاجرة بالإسلام هذه؟. مع ضرورة التركيز على أنّ تجارة حزب التحرير هذه لا وجود لها خارج مدينة رام الله، وتصوروا للحزب المناضل من أجل الخلافة الإسلامية ثلاثة مواقع إنترنتية على الأقل. فأبشروا ياعرب ومسلمين فالخلافة التحريرية قادمة، طبعا دون أن يوضحوا لنا: هل ستكون على النمط الأموي أم العباسي أم الفاطمي أم الأيوبي أم العثماني؟.

ثانيا: دكان حركة الأحرار الفلسطينية
الملاحظ أن هذا الدكان انطلق انترنتيا بعد الانقلاب العسكري الحمساوي، الذي سيطر على قطاع غزة ورسّخ انقساما فلسطينيا طويل الأمد، وكما أنّ دكان حزب التحرير لا نشاط ولا فروع له في القطاع، فدكان حركة الأحرار لا وجود له في الضفة الغربية. ويكفي أن يتعرف القارىء على نشاطات هذا الدكان من موقعه الإنترنتي، وهذه نماذج موجودة في الصفحة الرئيسية للموقع وليست من اختراعي وتلفيقي:
- حركة الأحرار إقليم رفح تشارك في حفل زفاف الأخ فادي الشاعر.
- قيادة إقليم خان يونس تشارك في اللقاء مع وزير الداخلية فتحي حماد.
- قيادة إقليم الوسطى تشارك في مهرجان ذكرى انطلاق الحركة الثالثة في مدينة غزة.
- أعضاء قيادة إقليم غرب غزة تقدم واجب العزاء لآل درويش الكرام.
- قيادة حركة الأحرار الفلسطينية إقليم الشمال تشارك في المسيرة الجماهيرية الحاشدة.
- قيادة حركة الأحرار تشارك في مؤتمر فصائل المقاومة والممانعة حول رفض المفاوضات المباشرة.
- الناطق الإعلامي لحركة الأحرار : سيشهد العام الرابع انطلاقة فعلية لكتائب الأنصار الجناح العسكري للحركة.

وهذا غيض من فيض النضال الإنترنتي لحركة الأحرار، دون أن يقولون لنا: هل سألوا فتحي حماد وزير الداخلية في حكومة حماس المقالة أثناء اجتماعهم المذكور معه: كيف تمّ فتح معبر إيريز ليلة الخامس والعشرين من أبريل الماضي بشكل خاص سري في منتصف الليل لإدخال عائلة السيد الوزير، لعلاج ابنته (إلهام) التي هي زوجة القيادي في كتائب القسام عبد الله اللداوي، ومعها والدتها ( رباب نظمي أحمد) وشقيقة الوالدة ( أنغام نظمي أحمد)،علما أنّهن شقيقات القائد في كتائب القسام محمد نصّار، الذي تتهمه إسرائيل بالمسؤولية عن خطف الجنديين الإسرائيليين ( آفي ىسبورتس و إليان سعدون). وقد تم نقل العائلة بتنسيق حمساوي إسرائيلي إلى مستشفى إسرائيلي بمدينة المجدل، حيث قدمت للإبنة ( إلهام ) الإسعافات الأولية، قبل نقلها بطائرة خاصة إلى المدينة الطبية الأردنية في عمّان.

نتمنى لها الشفاء، ولكن من حق أي فلسطيني أن يسأل: بماذا تختلف السيدة إلهام عن ألاف المرضى الفلسطينيين؟ ولماذا يقبل وزير داخلية حكومة حماس الإسلامية التي تحكم بقوانين الإسلام كما تدّعي، هذه المعاملة الخاصة لإبنته، والتنسيق مع الاحتلال من أجلها، في حين أنّ الإسلام يدعو للمساواة والعدل؟. وهل التنسيق الذي تمّ مع سلطات الاحتلال يحظى به مريض فلسطيني عادي؟. لماذا تسكت حركة الأحرار على هذه الممارسات الفاضحة، ولم تصدر بيانا حول ذلك؟ أليس هذا أهم من المشاركة في مهرجانات خطابية ديكورية وحفلات زفاف وأعراس؟.

هذه نماذج من النضال الإنترنتي الفلسطيني في القطاع والضفة، وكنتيجة لهؤلاء المناضلين ونوعية نضالهم هذا نقول: يا شعب فلسطين كم سيطول شقاؤك وعذابك وتشردك، فهؤلاء المناضلون الإنترنتيون يعيشون في رخاء وبحبوحة، ولا يشعرون بمعاناتك وشقائك على الحواجز والمعابر!!!.
[email protected]



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا قواعد أحمد جبريل في لبنان وأعراس خالد مشعل في دمشق؟
- تفاصيل جديدة عن التوطين والتجنيس للفلسطينيين
- هيثم المالح ثمانون عاما أغلبها طردا وسجنا
- نعم للتوطين والتجنيس
- النقابات العربية واقع أم خطابات وهمية
- حذاء الزيدي عريسا في غزة
- خطاب الملك عبد الله الثاني صراحة غير معهودة
- وماذا بعد انتهاء موسم اللطم والخطابة؟
- تداعيات القرصنة الإسرائيلية
- عرب ومسلمون في بلاد الإفرنج
- من رسائل المنفى والغياب، الحلقة الرابعة
- الشاعر الراحل محمد حسيب القاضي
- مدرستي فلسطين..هل هناك ضرورة لمبادرة الملكة رانيا ؟
- هدية جديدة للعرب أتباع النظام الإيراني
- رابطة الجوار العربي : فكرة منطقية أم مجرد نكتة ؟
- من رسائل المنفى والغياب ،الحلقة الثالثة
- دولة فياض الفلسطينية على الورق..ماذا تعني ؟
- نفس الأحلام في كل المنافي
- غائبون حاضرون..نفس القمم الكلامية
- من رسائل المنفى والغياب ، الحلقة الأولى


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد أبو مطر - نضال الإنترنت الفلسطيني