أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب الهندي - طعنات في خاصرة الوطن















المزيد.....

طعنات في خاصرة الوطن


رحاب الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 3077 - 2010 / 7 / 28 - 17:21
المحور: الادب والفن
    



طاغية واحد لا يكفي !
حين فقد ابنه البكر بحث عنه في كل مكان كانت أبواب الإجابة موصدة في الليل زاره غرابا بيده رصاصة قال له أدفع ربع دينار ثمن هذه الرصاصة وتعال غدا لاستلام جثة ولدك اشتعل قلبه غضبا وتحجرت عيناه دموعا ولم يملك إلا الصمت صرخت زوجته بجنون القلب وحرقته حاول أن يسكتها فسكتت للأبد قهرا ركع قرب جسدها الذي فارقته الروح نظر إليها كتم صرخاته في جوفه تمالك قبل أن يرفع يديه للسماء بكل قهر الدنيا وعذاباتها قال : يا رب يا رب خلصنا من الطاغية رفرفت حمامة على سطح الدار وطارت مبتعدة وهو يتأملها هامسا : يارب لا تخذل دعائي خلصنا من الطاغية .
صامتا عاش أيامه خائفا على أبناءه الثلاثة ان يكون مصيرهم مصير شقيقهم الأكبر . حين كان يسأله أحدهم ما الذنب الذي اقترفه أخي ليستحق رصاصة ندفع ثمنها كان يصمت بعيون حائرة وشفاه لا تجيب وحين يكرر عليه السؤال كان يقول والله والأنبياء والأولياء الصالحين لا أعرف كان جالسا في المقهى مع أصدقاءه أخذوه من هناك ولم يعد لم أره منذ ذلك الحين لم أر سوى الرصاصة التي مزقت جسده مازلت أحتفظ بها فهي آخر ما عانق جسده الطاهر . يارب خلصنا من الطاغية يارب خلصنا من الطاغية . سنوات قليلة وكان دعاؤه مستجابا لكن فرحته بنهاية الطاغية كانت فرحة حزينة حضن بعضا من ملابس ابنه المغدور وهمس ناظرا للسماء ياربي ليش ما يروح الطاغية إلا والوطن همين يروح ياربي ليش .
ما يصير نفرح إلا بغصة !؟
وتعاظمت الغصة كل يوم بخراب جديد للوطن تعاظم خوفه على أبناءه لم يشعر بالسعادة التي كان يتمناها بسقوط الطاغية هناك طعنة في خاصرة الوطن كان مذهولا دوما يتساءل ياربي ليش . حين دق جرس الباب في يوم ما توجه ابنه الأوسط متسائلا منو لم يرد عليه أحد لكنه فتح الباب كان والده جالسا على سجادة الصلاة باكيا متسائلا يارب ليش استغفر الله العظيم طلقات الرصاص المنهمرة هزت كيانه وتراكض متوجها للباب وجد ابنه مضرجا بدمائه والرصاص من حوله حضن ابنه يبكيه وهو ينظر مذهولا لا يصدق ما حدث وبكل أآلام الماضي وصدمات الحاضر صرخ اللهم خلصنا من الطغاة .


شرط الديمقراطية ....!
انتظرت طويلا لم يعد زوجها من عمله . غلفها القلق . بدأ الظلام يغلف الأمكنة . لا كهرباء ولا إنارة وهي وحيدة مع أبناءها الثلاث . لن تستطع الخروج للبحث عنه . التجول ممنوع . لم تنم تلك الليلة زارتها ألاف الأفكار السيئة وحين انشق النور أدركت أن زوجها لن يعود صرخت باكية ترى أين أنت أبو حيدر .طرقات على الباب رجل يواجهها بوقاحة إذا تريدين أبو حيدر يرجع دفعي دفترين . صرخت ولولت لطمت على وجهها عيني أخويا إنت دا تشوف إحنا على باب الله ألف عراقي ما عندي من وين أجيبلكم دفترين . الله يخليك . لم تتغير معالم وجهه وبنفس الوتيرة أجابها لعاد تعالي وياي . صرخت برعب : وين أجابها : ترجعين رجلش غير . فكري باجر أريد الرد وغاب . هزت رأسها لتتأكد أنها لم تكن تصارع كابوسا . لا ليس كابوسا إنه رجل من لحم ودم يحدثها عن زوجها المخطوف . قررت أن تذهب لإنقاذ الزوج وحين دق جرس الباب فتحت له قائلة عليك الله أبو حيدر مابيه شئ أجابها هسه تشوفين لا لا مابيه شي أهو بخيرتجين وياي بعد ساعة إنشوفش بهالعنوان بس ديري بالج تقولين لأحد ترى بعد ما تشوفين أبو حيدر إلا جثة يم بابكم : كانت ترتجف وهي تكاد تهمس إيه أخويا مارح أكول لأحد أجي أجي إن شاء الله . بعد ساعة كانت أمام باب تدقه فتح لها نفس الرجل وبنفس وتيرته قال : أهلا وسهلا طبي ذيج الغرفة هسه نيجي : جسدها يهتز خوفا لا تكاد تتمالك نفسها صرخت رعبا حين دخل أحدهم للغرفة قال لها إش ليش داتصرخين شوفي يا أم حيدر أنا زلمة ديمقراطي ولأني ديمقراطي مو مثل ذوله اللي جايين بالديمقراطية رح أخيرش خيارين وإنت اختاري . تقف في وسط الغرفة لا تفقه شيئا لكنها سألته وين أبو حيدر الله يخليك . أجابها إنت تريدين أبو حيدر وأني أريدش . وأنت فاهمه طبعا صرخت لا الله يخليك بجاه نبييك محمد بجاه الحسين والعباس لا ما أكدر لكنه بنفس البرود والقسوة قال لها : ويلش كلها ساعة زمن وترجعين إنت ورجلش هاي شنو إلا إذا ماتريدين أبو حيدر يرجع . بكت رجته أن يتركها لحال سبيلها لكنه إقترب منها وقال أريد أنا وإنت نعيش ساعة ساعة بس عمرج ماحلمت بيها ترى ما أريد أغصبج علي شي أريدج تيجين مستعدة إذا مو هسه خليها لباجر أنا مو مستعجل . ركعت على ركبتيه الله يخليك لا دفعها بقدمه فارتمت على ظهرها رفع ملابسها حاولت مقاومته لكنه عض على شفتيه وهو يقول لها إيششششششششش إهدي هاي شلون فرس كل هذا لأبو حيدر الملعون وانهال على جسدها الملقى يأكل من خيراته . حاولت أن تقوم من مكانها لكنه مسح على رأسها ضاحكا هاي وين الحلو أخذي نفس . أريد مرة لخ بس ماأريد صنته أريدج أتصرخين تنفعلين تتونسين تذوبين ثم صرخ بعنف ولج مودا أكول أني ديمقراطي أحبج تنطيني مثل ما أنطيج ثم سكب كأس الخمرة على جسدها وتابع قوله وداعتج يطلع أبو حيدر وينام وياج باجر ها شتكولين . عيناها زائغتان روحها مشروخة صوتها مخنوق تنبهت إلى صراخه متسائلا ها شتكولين ماأريد جثة أريدج مرة تنشب أظافرها بصدري وتفرد شعرها على جسمي دا تفهمين لو لا جاوبي صفعها على وجهها ثم غرق بين شعرها وهو يكاد يلتهم جسدها كله مرة أخرى .
وصلت لبيتها وضوضاء أطفالها يلعبون فتحت أمها الباب صرخت بوجهها هاي وين وين جنت لهسه لم تجب عاودت أمها السؤال أبو حيدر عرفتوا عنه شي
لم تجب كانت لا ترى شيئا كل الصور مختلطة وأوجاعها تهيمن على الوجود ساعة من الزمن فتح الباب ودخل زوجها. ضمها وأطفاله إلى صدره وكانت العائلة كلها تبكي بينما هلاهل والدتها تصعد للسماء . على طاولة الإفطار تجمعوا لم تتكلم لم تتحدث لم تسأل أبو حيدر شيئا كانت في حالة موت بطئ قبل أن يدق مدفع الإفطار تسلم زوجها مظروفا فتحه صرخ رعبا ألقى بالمظروف في وجهها وغادر البيت راكضا كانت صورها العارية ورجل يضاجعها بين أيدي أطفالها .

( هذه قصة حقيقية حدثت في بغداد في عهد الديمقراطية )






اعتراف بلا استهزاء وإلا !
معلق من قدميه يصرخ "والله وعلي والحسين ما أعرف كلشي ما أعرف ليش ما تصدقوني "وكلما ازداد حلفانا زادوه عذابا . دار حوله المعذب أكثر من مرة قائلا بغضب " لك عبالك إنصدق كلامك تعترف هسه لو لا " رأسه في الأسفل لا يكاد يرى وجه معذبه :" عيني سيدي شكول والله لو أعرف أكول أني زلمة كاسب ماعندي كل شي والله ومحمد وعلي والحسين شتريد أحلفلك بعد ما أعرف ما أعرف ماعندي شي " صرخ المعذب هسه تعرف إبن القحبة باوع إهنا ومن بين نظراته في الأسفل شاهد قدمين ناعمتين ملتصقتين تصطكان رعبا صرخ المعذب "ها شرايك هسه تعرف لو ما تعرف " صرخ " سيدي سيدي ابوس إيدك زوجتي لا زوجتي شعليها " بصلافة يجيبه المعذب : "زوجتك هسه أخليهم يتونسون بيها واحد واحد من الحرس تراهم جوعانين ومحرومين "صرخ بلوعة ورجاء "ابوس رجولك سيدي عوفها عوفها شتريد أكولك أكول والله " المعذب بهدوء مصطنع يعني موافق تعترف تأرجح رأسه قائلا إيه أعترف بكل شي تريدونه بس رحمة على والديك عوف زوجتي خلها تروح البيت الله يخليك يصرخ المعذب علاوي لك علاوي يركض علاوي طائعا وملقيا التحية "نعم سيدي "يأمره بإنزال السجين فيقطع الحبل العلوي ليتكوم السجين عند قدمي المعذب تحاول زوجته الاقتراب فيدفعها المعذب بصدرها كعدي هناك ولا حركة أسنانها تصطك وتجلس القرفصاء تحاول خنق صوتها . أوراق وأقلام أمام السجين والمعذب يقول له أكتب اعترافك ينهار السجين بكاءا "والله سيدي ما أعرف شكتب "المعذب بحنق أنت ما ينفع وياك يصرخ علاوي لكن السجين يتحدثا مسرعا لا لا لا سيدي رح أكتب أني فلاح محمد أقر وأعترف إني منضم لتنظيم ضد الحكومة يبتسم المحقق وقع عيني وقع بس قبل ما توقع أكتب أسماء اللي وياك ينهار السجين والله سيدي ما أعرف أحد والله يصرخ المعذب بنفاذ صبر لك علاوي لا لا لا أكتب رح أكتب كل عشيرتي وجيراني ومعارفي لكن المعذب يصطك غضبا "لك دا تغشمرني يا النذل " يصرخ علاوي قيد السجين مرة لوخ هسه تشوف جيبها يركض علاوي للزوجة بعد تقييد السجين من يديه هذه المرة ويتركه معلقا يصرخ ويجر الزوجة قريبا من المحقق يصرخ به المعذب أريدها على ظهرها وإلزم إيديها المرة كالمجنونة تحاول أن تقاوم فلا تستطيع والزوج المعلق يرجو بلا فائدة المعذب ينزع بنطاله ويدير ظهره للسجين ويكشف عن جسد المرأة علاوي يبلع ريقه برأس البندقية يمزق المعذب ثيابها وبغوص في الجسد المقاوم حين ينتهي ينظر للسجين المنهار والذي ينظر بنظرات تائهة ويقول علاوي هسه دورك شلون مرة تخبل خذها من هنا تونس بيها أنت واللي وياك خليه ما يعترف ويستهزأ بأسياده ينظر للسجين وهو يرتب هندامه ويقول ماعلينا عتب عيني قلنالك وإنت ما رظيت إنت تريد نشق زوجتك بكيفك إنت حر أودعناك كانت صرخات زوجته تتعالى بين فترة وأخرى إلى أن صمتت نهائيا انزلق رأسه إلى كتفه وأغمض عينيه وضاع في غيبوبة ولم يسمع صوت الباب وهو يغلق

( هذه قصة أثناء نظام الحكم الديكتاتوري )



#رحاب_الهندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين نحيا بدون الآخر
- زهراء .....حين فقدت معناها !
- المطر قبيل الشتاء
- حكايا وطن معاصر ( قصص قصيرة )
- الفلم المصري واحد صفر
- مساءلات سينمائية لعبدالله حبيب
- حزب الحب الديكتاتوري !!!!!
- الروائي العماني محمد العريمي ورحله التفوق على الذات وصولا لل ...
- نساء ذبح حلال
- القاص العماني سالم آل توية
- ذكريات إمرأة مشاكسة 2
- بشرى خلفان كاتبة من عمان (مسقط)
- ذكريات إمرأة مشاكسة !!!!
- إني أغرق ياعراق !!!!!
- لؤلؤة الشعر العربي ج 1
- العودة للبيت وسقوط الأقنعة !!!!
- هذيان إمرأة نصف عاقلة حلول في زمن اللاحلول !!!!!
- أحمد الفلاحي
- هذيان إمرأة نصف عاقلة إمرأة لاتعرف الحب !!!!
- هذيان امرأة نصف عاقلة يارب !!!


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب الهندي - طعنات في خاصرة الوطن