أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مهدي سعد - عن المؤتمر الاغترابي ووفد التواصل ومستقبل الطائفة الدرزية














المزيد.....

عن المؤتمر الاغترابي ووفد التواصل ومستقبل الطائفة الدرزية


مهدي سعد

الحوار المتمدن-العدد: 3077 - 2010 / 7 / 28 - 00:19
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


شهد الأسبوع الماضي حدثين بارزين يسجلان في تاريخ الطائفة الدرزية، وهما انعقاد المؤتمر الاغترابي الأول لطائفة الموحدين الدروز الذي استضافته العاصمة اللبنانية بيروت، بالإضافة إلى زيارة وفد مشايخ دروز فلسطين إلى لبنان بمبادرة من لجنة التواصل الدرزية التي لبت دعوة لحضور المؤتمر المذكور. ويكتسب الحدثان هذه الأهمية لكونهما سجلا سابقة لم تحصل من قبل، إذ يعتبر المؤتمر الاغترابي الأول من نوعه، كما أنه لأول مرة منذ 62 عامًا تُنظم زيارة رسمية لوفد من دروز فلسطين إلى لبنان.

في الحديث عن المؤتمر الاغترابي لا بد من الإشادة بالتوصيات الهامة التي صدرت عنه والتي أكدت على "الثوابت السياسية والتاريخية التي لطالما شكلت الموقع القومي والعربي لطائفة الموحدين الدروز"، بالإضافة إلى تثمين "مشاركة الوفد الديني من العرب الدروز في فلسطين للمرة الأولى في لبنان". وكان لافتًا توجيه المؤتمر التحية لـ "نضالات وشجاعة رافضي الخدمة العسكرية الإلزامية المفروضة على العرب الدروز من أبناء الداخل دون غيرهم من أبناء الشرائح العربية"، وتجسيدًا للرغبة في تعزيز العلاقات مع دروز فلسطين أكد المؤتمرون تطلعهم إلى "متابعة مسيرة التواصل التي بدأت في العام 2001"، مشددين على "الاستعداد لتقديم كل أشكال الدعم المطلوب لاستمرار هذه المسيرة".

لا شك أن هذه التوصيات تعبر عن تطلعات الدروز في تثبيت "الموقع الطبيعي" الذي وضعوا أنفسهم في إطاره على مدار تاريخهم الحافل بالمحطات السياسية والعسكرية الهامة، وهو ما أشار إليه المؤتمر من خلال "التأكيد على العمق العربي للطائفة وعلى العلاقة التاريخية مع سوريا". وفي سياق آخر لفت المؤتمر إلى "ضرورة تعزيز مناخات الوحدة الإسلامية والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يوترها"، ويمثل هذا التوجه الحرص الواضح على تكريس دعائم التقريب والتلاقي بين المذاهب الإسلامية المختلفة.

بالانتقال إلى موضوع التواصل نشير بفخر واعتزاز إلى أن زيارة وفد رجال الدين الدروز الفلسطينيين إلى لبنان حققت أهدافها القومية والإنسانية والمذهبية، ونجحت في إيصال رسالة مفادها أن دروز فلسطين يرفضون سياسية السلطات الإسرائيلية التي تعمل على سلخهم عن بقية مكونات شعبهم الفلسطيني وأمتهم العربية. وأكد الوفد على مناهضته للتجنيد الإجباري المفروض على الشباب الدروز وضرورة العمل على إلغائه بكافة الوسائل المتاحة.

إن هذه الزيارة يجب أن تشكل فاتحة لوحدة كافة القوى الوطنية الفاعلة بين أوساط الطائفة الدرزية في إسرائيل، وفي هذا الإطار لا بد من إعادة توحيد لجنة التواصل الدرزية التي انقسمت على نفسها في الآونة الأخيرة وأصبحت تعمل في إطارين مستقلين. المصلحة العليا للقوى الوطنية الدرزية تحتم علينا إنهاء حالة الانقسام وتوحيد صفوفنا لمواجهة التحديات المقبلة والتصدي لها بأكبر قدر من العمل المشترك والتعاون والتكاتف.

أثارت زيارة وفد التواصل حفيظة "اليمين الدرزي" الذي بدا منزعجًا ومحرجًا بسبب هذه الزيارة، وظهر ذلك من خلال تصريحات عدد من "القياديين الدروز" لوسائل إعلام إسرائيلية أكدوا فيها رفضهم سفر الوفد للبنان بحجة أنه حصل بدون موافقة السلطات المسئولة ويشكل خرقًا للقانون الإسرائيلي الذي يمنع زيارة "الدول المعادية"، ووصل بأحدهم الأمر إلى وصف أعضاء الوفد بـ "القيادات غير المسئولة" باستهتار واضح من قبله بكرامة المشايخ الأفاضل. في الواقع السبب الحقيقي لانزعاج هؤلاء من الزيارة هو أنها تشكل طرف نقيض للمشروع السلطوي الذي يدافع عنه أزلام السلطة المستفيدون منه في تثبيت نفوذهم في الطائفة، بالإضافة إلى أنها تمثل خروجًا عن المخطط الذي رسمته المؤسسة الإسرائيلية لدروز فلسطين والقاضي بجعلهم مجموعة منكفئة على ذاتها ومنعزلة عن محيطها العربي. ولذلك قامت أجهزة المخابرات باستدعاء المشاركين في الوفد للتحقيق فور عودتهم إلى أرض الوطن، في خطوة استفزازية تهدف إلى ترهيبهم وثنيهم عن ممارسة حقهم الطبيعي في التواصل مع فضائهم الثقافي والحضاري.

على ضوء ما تقدم فإن المؤتمر والزيارة شكلا حدثين مُؤسِسَين سيكون لهما ما بعدهما على صعيد تعزيز الانتماء الوطني والعربي للدروز، واستكمال مسيرة التواصل القومي بين دروز فلسطين من جهة وأبناء شعبهم في لبنان وسوريا وسائر العالم العربي من جهة أخرى. وهذا يتطلب تكثيف الجهود بين كافة الجهات المعنية من أجل أن ننطلق إلى الأمام نحو تحقيق الأهداف النبيلة التي نتطلع إليها لبناء مستقبل أكثر إشراقًا للطائفة الدرزية يعزز من منعتها وصلابتها ويفعّل دورها المميز والرائد في المنطقة العربية.



#مهدي_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانزلاق الفاشي يحتم بناء جبهة يسارية عريضة
- نحو إعادة تشكيل اليسار الدرزي
- نحو تنجيع أداء المعارضة الشفاعمرية
- قراءة في المشهد السياسي الشفاعمري
- عن الوطنية والمقاومة والإسلام السياسي
- لنجعل من احتفالات المئوية تظاهرة ثقافية مميزة
- لا بد من إرساء معادلة شفاعمرية جديدة
- الخلاف حول العطلة الأسبوعية هو نتاج لواقع طائفي مرير!
- حينما يتحول العنف إلى سلوك مبرر!!
- نحو تنشيط الحراك الثقافي الشفاعمري
- حول العلاقات المسيحية- الدرزية
- عن المسألة الطائفية مرة أخرى!
- في نقد اليسار الدرزي!
- نبني يسارًا جديدًا مع الجبهة
- الليبرمانية تشكل خطرًا على الديمقراطية الإسرائيلية!
- حمد عمار وخيانة الذات!
- ثقافة الحذاء!!
- نحو نهضة شفاعمرية حقيقية
- قائمة - دروز شفاعمرو- تستغل الدين لأهدافها السياسية !!
- الوحدة من أجل حشر قائمة -المستقبل- في الزاوية!


المزيد.....




- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب
- هـل انتهى حق الشعوب في تقرير مصيرها بمجرد خروج الاستعمار ؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مهدي سعد - عن المؤتمر الاغترابي ووفد التواصل ومستقبل الطائفة الدرزية