أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجليل النعيمي - تحدٍّ جديدٌ أمام الاقتصاد العالمي














المزيد.....

تحدٍّ جديدٌ أمام الاقتصاد العالمي


عبدالجليل النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 3076 - 2010 / 7 / 27 - 21:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عضو المنبر (إقتصاد)

اعتدنا أن نرى اليابان ريادية دائماً بمؤشراتها وسط البلدان المتقدمة. لكنها هذه المرة تتصدر هذه البلدان من حيث المؤشرات السلبية على المستويين الاقتصادي والسياسي.
تشير معطيات منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية إلى أن حجم الدين الحكومي الياباني صار يشكل 205 % من الناتج الإجمالي المحلي للبلاد. وتتصدر اليابان من حيث عدد السيارات التي يتم استدعاؤها بسبب مختلف أنواع الخلل المصنعي، حيث بلغت الملايين.
وقد ضربت اليابان رقماً قياسيا في عدد الحكومات ورؤساء الحكومات المتعاقبة.
ففي السنوات الأربع الأخيرة وصل عددها إلى خمس. ثلاث منها فقط تعاقبت خلال التسعة أشهر الأخيرة. النخبة السياسية اليابانية صارت تعاني من التخبط والارتباك.
منذ أيام أصبح واضحاً أن الحزب الديمقراطي الياباني الذي أطاح قبل أقل من عام بالحزب الليبرالي الديمقراطي الذي عشعش في الحكم مدة طويلة، عاد هو الآخر ليخسر انتخابات الغرفة البرلمانية العليا.
طبعاً لم يفقد الحزب وضعه كحزب حاكم بالتآلف مع الحزب الشعبي الجديد، لكنه لم يعد من السهل عليه أن يحكم بموجب سياسته الخاصة. رئيس الوزراء ناؤوتو كان قدم قبل أقل من شهرين اعتذاره أمام حزبه معلناً أن السبب الرئيسي وراء هزيمة الحزب كان اقتراحه حول زيادة الضرائب على المبيعات بنسبة 5 %. واعترف بأنه لم يوفق في شرح ضرورة الإقدام على هذا الإجراء غير الشعبي بشكل مقنع، ما أفقد حزبه ثقة الناخبين. الرئيس السابق يوكيو هاتاياما أيضاً لم يبرر الآمال التي عقدت عليه.
لم يكرس جهده من أجل إعداد الاستراتيجيات الاقتصادية، بل ركز على تحقيق وعوده الانتخابية، بما في ذلك الإقراض الميسر للزراعة وتملك المنازل. وبالنتيجة تم في العام 2010 إقرار الميزانية اليابانية التي ضرب فيها جانب المصروفات رقماً قياسياً، حيث زادت على 1 ترليون دولار. زد على ذلك أن ضعف هذا المبلغ سيغطى عن طريق سندات الدولة، وهذا رقم قياسي هو الآخر. ولم يستطع هاتاياما تحقيق وعد انتخابي آخر بنقل القاعدة العسكرية الأميركية من جزيرة أكيناوا.
باعتباره وزيراً سابقاً للمالية ركز ناؤوتو كان على اختصاصه. لقد صرح أن اليابان تقع على حافة الانهيار المالي بسبب الدين الكبير الحجم وسياسة الميزانية المحكوم عليها بالفشل؛ لكونها قائمة على الاقتراض. وضع رئيس الوزراء الجديد أمام الحكومة مهمة مزدوجة – حفز النمو الاقتصادي، وفي الوقت نفسه إعادة التعافي إلى الميزانية. لكن ما الذي يمكن أن تفعله الحكومة من أجل حفز الاقتصاد إذا كانت موارد الميزانية قد استنفدت؟! ويسعى كان إلى تنشيط سياسة مصرف اليابان الإقراضية. وهو يرغب أيضاً في إعادة النظر في السياسة الضريبية، مقترحاً زيادة الضرائب على المبيعات إلى الضعف.
الآن أصبحنا نعرف كيف ارتد هذا الاقتراح على حزبه. أما كيف سيعود ذلك على الاقتصاد المشرف على حافة الإفلاس؟ يقول الخبراء إن زيادة هذه الضريبة لا تحفز الطلب الاستهلاكي، بل بالعكس، تخنقه. ومن ثم ستبدأ معدلات نمو الانتعاش الاقتصادي بالاعتلال. بينما كان هذا العام قد اعتبر بالنسبة لليابان واعداً تماماً. فحسب معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي في الفصل الأول، والذي بلغ 1.2 % مقارنة بمثيله في العام الماضي و4.9 % بالحساب السنوي، تكون اليابان قد سبقت كلاً من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية. أما الآن فالوضع يتغير نحو الأسوأ، فقبل قليل أعاد صندوق النقد الدولي النظر في توقعاته لنمو الاقتصاد الياباني بالاتجاه السلبي.
من حسن حظ السياسيين اليابانيين أن مواطنيهم يتحلون بالصبر الجميل تجاههم. إن أكثر من 90 % من السندات التي أصدرتها الدولة موجودة في حوزة المواطنين وصناديق الاستثمار الوطنية اليابانية. وربما لهذا الوضع بالذات يعود سبب تراخي الحكومة اليابانية في سياساتها المالية في عقود السنوات الأخيرة، كلما احتاجت الميزانية إلى الأموال اقترضت من السكان ومن رجال الأعمال. ويحدث هذا بسعر فائدة متدن للغاية. فالفائدة على سندات الحكومة اليابانية بالكاد تزيد على 1 %. ولا يمكن أن تصادف مثل هذا لا في اليونان ولا حتى في ألمانيا. لذلك فقد كان يصعب تصور أزمة مديونية شبيهة باليونانية في اليابان. لكن دَيناً بحجم كل ما ينتجه ثاني أكبر اقتصاد في العالم لا يعني سوى أن كامل الاقتصاد العالمي يجلس من جديد على قنبلة موقوتة. وفي اللحظة التي سينفد عندها صبر الدائنين الخاصين في اليابان فعندها سيحدث انهيار مديوني حقيقي.
يرى بعض الخبراء أنه لايزال يوجد الوقت لإدارة هذه المشكلة بهدوء. لكن خبراء آخرين أيضاً يرون أن اليابان تعاني أكثر ما تعاني من الحاجة إلى قائد فذ وحكومة بتوجهات صارمة.
ويبدو أن الحكومة الحالية غير قادرة على أن تصبح كذلك.



#عبدالجليل_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام ضحية المال السياسي
- الاقتصاد الخليجي وتحورات الأزمة العالمية
- عمي يا بو شاكوش
- صندوق النقد الأوروبي شبيه الدولي أم نقيضه؟
- يوم المرأة.. مئة وردة مئة عام
- الموجة الثالثة للأزمة تضرب «خنازير» أوروبا
- بين الأخلاق والسياسة
- قمة «الثمانية» التي لم تعد كذلك
- المرأة تتقدم.. المجتمع يتعافى
- ما بعد لندن
- قمة العشرين على صفيح ساخن
- فرنسا.. ابن الناتو «الضال»؟
- قمة تحويل التهديدات إلى فرص
- خاتم خاتمي وعجائب الانتخابات الإيرانية
- الثورة الإيرانية بعد ثلاثين عاماً وقبل الانتخابات المقبلة
- من الرأسمالية إلى رأسمالية الدولة.. وماذا بعد؟
- سيناريو أوسيتيا الجنوبية وتغيرات دولية ودولتية
- ثمن ضعف الإمبراطوريات
- أحمد الذوادي .. حقك باق
- إرهاصات التغيير في انتخابات الكويت 2008


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجليل النعيمي - تحدٍّ جديدٌ أمام الاقتصاد العالمي