أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد المصباحي - العلمانية والدين واليسار















المزيد.....

العلمانية والدين واليسار


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3076 - 2010 / 7 / 27 - 16:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




العلمانية والدين
لم تظهر العلمانية في الغرب كرد على رفض المجتمع الأروبي لما هو ديني كما اعتقد الكثير من المفكرين العرب,بل كانت نتاجا لمخاضات تاريخية وثقافية توجت في الأخير بالحسم السياسي لعلاقة الدولة بالدين,أما المجتمع فبقي حرا في اختياراته الدينية العقدية التي اعتبرت مسألة شخصية لادخل للدولة فيها من بعيد أو قريب,لكن الحسم السياسي تفاعل مع التحولات الثقافية التي عاشتها المجتمعات الغربية,المدعومة بالإكتشافات العلمية وما تلاها من صراعات ضد سلطة الكنيسة المحتكرة للتأويل الديني المطلق الصلاحيات والحقائق الكونية الغير القابلة للمراجعة والمساءلة العلمية,وهي عملية ليست معزولة عما عرفه الفكر الغربي من مناوشات بدأت على جميع المستويات الفنية والأدبية لتنتهي بالتمهيد لما هو علمي,فلكي طبيعي وحتى طبي,لم يحدث أن تفاعلت كل هده العوامل صدفة,بل هناك ممهدات تاريخية,غالبا ما يتناساها المفكرون العرب,فالغرب في تاريخه السياسي,عرف التجربة الرومانية التي تبنت الديانة المسيحية رسميا حفاظا على وجودها السياسي الحضاري,لكنها عرفت أيضا التجربة اليونانية الديمقراطية,فالمقارنة كانت حاضرة في الوعي التاريخي الأروبي,وهي الحاسمة,لأنه وجد أمامه خيارين على الأقل,دعم أحدهما بالعلم والمعرفة للإنتصار له وتجاهل غيره,بينما نحن في العالم العربي بشكل عام لم نجد في التاريخ المصرح به إلا تجربة واحدة,هي تجربة الخلافة المعتبرة مقدسة وغير قابلة للنقد,ومع دلك فإن هنا دولا في عالمنا العربي طمس تاريخها السياسي ما قبل الإسلامي لأجل هده الغاية,كالعراق ومصر والمغرب وإيران وكأنها لم تعرف الدولة إلا مع الفتوحات الإسلامية,وهو حكم فيه من السياسة أكثر مما فيه من التاريخ,وهو حكم مشوه للحضارة والوجود الإنساني،بل يقدم دليلا على أن مفهوم الدولة لم تعرفه مجتمعاتنا العربية إلا بظهور الإسلام,مما عقد مهمة الباحث والسياسي والمفكر أيضا,بل خلق خلطا بين الحقيقة التاريخية والأوهام السياسية التي دعمتها دول العالم العربي ودعمت بها الحركات السلفية السياسية فيه,فجعلت منها الوريث المنتظر لتجربة الخلافة بل وتحولت إلى مهدد لها من خلال هدا الوهم السياسي المزعوم,مما عقد مهمة اليسار العربي,وأعاق رسالة التقدم التي جاء من أجلها.بل حتى اللحظة فإن التطور السياسي يعرف العديد من الهزات بسبب نمو الفكر التقليدي وتبعاته الثقافية والسياسية.كما أن اليسار العربي المتأرجح حاليا بين الشيوعية والحركات الإشتراكية الديمقراطية المتحولة في الكثثير من الدول العربية إلى قوى حداثية اختزلت قوتها في مجرد الدعوة إلى تحديث الدولة.وتطويرها تفاديا للعنف والمواجهات بتفعيل الديمقراطية والتمثيلية السياسية ,وقد اختلفت التقديرات السياسية لهده المرحلة السياسية,من منطلق أن المنطقة العربية لم تعد في حاجة إلى المزيد من التقاطبات الحادة بين السلطة السياسية والأحزاب دات التوجهات الإيديولوجية الشيوعية أو حتى الإشتراكية الديمقراطية,كما أن العولمة وما فرضته على العالم من إعادة الحسابات الإقتصادية والسياسية لم تساعد على بلورة رؤية سياسية لليسار العربي,الدي مني بهزيمة بعد مشاركته في اللعبة السياسية الإنتخابية وحتى الدي حقق تفوقا على مستوى التمثيل السياسي وجد نفسه في مواجهة مناضليه الدين أعجبوا باللعبة الديمقراطية فتفننوا في الدفاع عنها باسم الوطنية والحرص على المسارات السياسية الخالية من العنف والمواجهات الدامية مع أنظمة الحكم القابلة للدمقرطة والتحديث السياسي على المدى القريب والبعيد,كل هده الرهانات جعلت الحركات السلفية تنتزع المبادرة من اليسار وتنخرط بقوة في لعبة العنف وحتى المشاركة السياسية التي اختبرتها في العديد من الدول العربية وغير العربية,لكن شقها السلفي الجهادي لازال يتحرك بقوة,وينتظر الفرص للنيل من الأنظمة السياسية والمجتمع المدني دي التوجهات العلمانية وحتى الحداثية التي تحاول افتعال صراع ضده لتوهم أنظمتها بوحدة العدو وربما المصير على حد زعمهم,ناسية أو متناسية أن الحركات الجهادية وجهت من طرف بعض الأنظمة العربية نحو الخارج,ومولت من طرف بعضها ضد البعض الآخر,ومع انسحاب الإتحاد السوفياتي وتراكم التجارب في المواجهات وجد الجيش السري نفسه عاطلا عن العمل,فتسلح ضد مواطنيه بحجة الإنتصار للدين وفرض سلطة الخلافة التي تغنت بها حتى بعض الأنظمة العربية ولازالت لحد الآن تدكر في المساجد ويصرح بأنها النموذج الأمثل والأصلح للنظم السياسية العربية والغربية ,وبدلك فإن المشكلة ازدادت تعقدا,وانضافت إليها عوامل جديدة,حتمت التعامل الإيديولوجي المتطور مع ما تعرفه المجتمعات العربية من تحولات عصفت بالكثير من القيم اليسارية والتقدمية التي طالما دافع عنها اليسار,وفرض بعضها في صراعاته مع بعضه وضد خصومه السياسيين وحتى الطبقيين,لكن هدا التراث لم يستثمر في الصراعات الأخيرة التي عرفها العالم العربي,سواء كانت صراعات يسارية يسارية أو حتى قطرية وعرقية,بل إنها امتدت لبعض الإجتهادات النظرية,وأزعم أن اليسار لم يفقد صلاحية وجوده وقابليته للجواب على مثل هده الإشكالات النظرية والسياسية,فقد راكم طيلة تاريخه معارف وتجارب تؤهله لأن يقول كلمته مستقبلا وراهنا.لكن شريطة تجديد رؤاه الفكرية وإعادة شحد إيديولوجية الصراع من خلال تملكه لآليات الصراع حسب ما يقتضيه الفعل وتحدده موازين قواه ووجهات العالم راهنا,وأن يخرج الأجوبة الحاسمة على الأسئلة المؤرقة له وعجزه الفعلي عن إيجاد حلول لها بفعل غياب المثقف أو تهميشه من طرف حركت اليسار,التي صارت تبحث عن الحلول الآنية والظرفية لأجل التأقلم مع محيطها وما عرفه من تحولات,أهمها انتصار ثقافة الإستهلاك والسعي الحثيث لتحويل الرأسمال الرمزي والسياسي إلى ثروة مالية يتخلص بها أفراده من الحيف الإجتماعي الدي امتد إلى الطبقة الوسطى مهددا إياها بالتفقير وخنق طموحها في الرقي الإجتماعي و الإقتصادي,وقد عملت الإختيارات الرأسمالية على تدجين اليسار العربي أو إضعاف القوي منه والتاريخي,مما شوش مشروعه الفكري والسياسي وعرضه للتآكل,بل منه من غير اختياراته وسعى للتحول إلى قوى مدافعة عن العولمة باسم التحديث و ديمقراطية الواجهة التي تستفيد منها الأنظمة السياسية العربية وحركات الإسلام السياسي.
حميد المصباحي,عضو اتحاد كتاب المغرب ورواني



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة السياسة
- حكومة القلق الفاسي
- تحايلات وتحالفات
- الحملات الإنتخابية
- اليسار المغربي
- التاريخ السياسي في المغرب
- الحزب في المغرب والحداثة
- المجتمع والسلطة في المغرب
- مغربي المفارقات
- الثقافة بين الرفض والإذعان
- سياسة الحقيقة وسياسة الحقيبة
- سياسة المثقف
- تحالفات سياسية
- متاهات التخلف
- اليتم قراءة في ديوان أشياء أخرى للمصطفى غزلاني
- الهروب من الجسد والهروب إلى الجسد
- دولة التنوير ودولة التهويل
- الدولة والحزبية
- العلمانية في العالم العربي
- السلطة بين التقليد والحداثة


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد المصباحي - العلمانية والدين واليسار