أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - غورنيكا عراقية














المزيد.....

غورنيكا عراقية


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3076 - 2010 / 7 / 27 - 09:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


غورنيكـا.. عراقيـة!
في عام 1936 حدثت في اسبانيا اضطرابات تنذر باندلاع حرب اهلية زمن الدكتاتور (فرانكو). وكأي وطني غيور على وطنه وحريص على ارواح شعبه،اعلن الفنان بيكاسو موقفه النبيل في البوم يحمل عنوان (حلم فرانكو وسقوطه) يحتوي ثمانية عشر رسما" محفورا" بالمعدن تصور قسوة وعنف الحرب الأهلية.وحين ضربت مدينة(الجورنيكا) في نيسان 1937 بطائرات هتلر خدمة للجنرال فرانكو، كان قصفها بالنسبة لبيكاسو اكثر من تهديد واعتداء على اسبانيا. كان يراه عدوانا" همجيا ضد الانسانية التي وظّف فنّه للدفاع عنها. فهو لم يصور في(الغورنيكا) حادثة فردية تتعلق بقصف مدينة، بل احتجاجا على مستوى عالمي ضد فضائع الحرب وفواجعها التي جسدتها وجوه ملتويه وافواه فاغره باللعنة وحصان يصهل من شدة الفزع وامرأة تحمل طفلها الميت وثانية شاردة من بيتها المشتعل نارا" وأخرى تستفزك وتثير حميتك في انفعال يجسد تعرضها للاضطهاد والعدوان بتخطيطات حادة كالسيف!.ومن المفارقات أن بيكاسو كان يتصدر قائمة الفنانين الذين وصفهم هتلر بالانحطاط..وحين زاره مندوب هتلر في باريس وشاهد لوحة الغورنيكا ،اندهش لما رأى فقال لبيكاسو:أهو أنت الذي صنعت ذلك؟ فأجابه على الفور:كلا بل أنتم الذين صنعتموه!.
ومن اسبانيا ايضا رسم الفنان (غويا)لوحته الثورية(3 مايس1808)يصور فيها مذبحة حقيقية ارتكبها القائد الفرنسي (مورات)حين جوبه دخوله مدريد محتّلا بتظاهرات صاخبة في الشوارع فأمر باعدام مئات من المتظاهرين الاسبان في 3 مايس،سجّل فيها احتجاجه بلوحة عاطفية مثيرة،رسم فيها مشهد الاعدام ليلا يعكس منظره الفضيع ضوء مصباح على الضحية ودماء تلون الأرض بالأحمر القاني..مع أنه كان لا يفهم ما يجري من حوله لكونه كان يعاني من الصمم التام!.
ما يثير التساؤل،أن لدينا فنانين كبار،والفن التشكيلي العراقي عبر الحدود العالمية،وأن وطننا شهد أحداثا وفواجع في زمن الطاغية صدام أقسى وأكثر وأشمل من تلك التي ارتكبها سلفه الطاغية فرانكو.وأن عديد الضحايا في الاحتراب الطائفي بعد التغيير بلغ أكثر من مائة ضحية في اليوم الواحد وبأساليب قتل بشعة،مما يستوجب تسجيلها بأصدق الفنون تعبيرا وأبقاها زمنا..فالتصوير على امتداد تاريخ الفن هو تعبير عن الأحداث التي وقعت للشعوب وتجسيد لوجدانها بدءا من الفن البدائي وما يتضمنه من رموز وطلاسم ومجهول وسحر..الى تصوير الحضارات كما في الفن المصري الفرعوني والفن البابلي..فلولا تلك المنجزات لضاع الكثير من تاريخ العراق القديم وتاريخ الشعوب.
والمؤسف أن الأحزاب والكتل السياسية صارت تتسابق على تسمية شوارع المدن بأسماء شهدائها،تكون الغلبة فيها لمن يمتلك مقاعد اكثر في مجلس المحافظة..دون أن ينتبهوا الى أن "فائز" اليوم هو "خاسر" غدا مما يعني استبدال أسماء الشوارع في عملية ديمقراطية مستمرة!تولّد الكراهية..فضلا عن تجاهل شهداء ليس لهم ممثلون في الحكومات المحلية..مع أنهم حاضرون في ذاكرة الشعب!.
ان لدينا أكثر من جورنيكا عراقية ومئات المشاهد من 3 مايو عربية وكوردية ينبغي على وزارة الثقافة وامانة بغداد ومجالس المحافظات توجيه دعوات للفنانين العراقيين في الداخل والخارج لتسجيل تاريخ العراق الحديث في نصب ولوحات هي الأصدق والأبلغ،ليس بهدف التذكير بفواجع العراقيين ،بل ايصال رسالة يومية للأجيال تدين الحروب وتدعو لثقافة السلام..فهل هم فاعلون؟!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخلاق والديمقراطية..ايها السياسيون
- السياسي..المثّلث
- سيكولوجيا التماهي والطقوس الدينية في الزيارات المليونية
- غضب العراقيين..وصناعة الحاكم
- ثقافة نفسية-15 :حين يكون شريك حياتك مربّعا!
- رفاهية مناضلين ..وشقاء شعب
- حين تبتلع السياسة علم الاجتماع
- القيلولة..قد تطيح بالنظام!
- البطالة أشد تأثيرا من الفساد والارهاب!
- كأس العالم وسيكولوجيا الطبيعة البشرية..والعراقية
- سياسيون ولكن..مرضى عقليا!
- الى الائتلافين والعراقية..مع التحية
- السياسيون..وسيكولوجيا الاسقاط
- فراش الزوجية..وثقافة العيب
- ثقافة نفسية 14:الأوهام
- ثقافة نفسية 13:شيزوفرينيا- عتاب من مريض عقليا
- برلمان ديمقراطي ..لم ينتخبه الشعب!
- لمناسبة فوز ( الشرقية ) بالاستفتاء..تبيان موقف
- ثقافة نفسية : 12 طنطا!
- اثقافة نفسية -11: الرهاب الاجتماعي


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - غورنيكا عراقية