أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - اختفاء جيفارا-فصل من رواية-الفصل الخامس














المزيد.....

اختفاء جيفارا-فصل من رواية-الفصل الخامس


عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 3075 - 2010 / 7 / 26 - 22:11
المحور: الادب والفن
    


اختفاء جيفارا-فصل من رواية-الفصل الخامس

-5-

بعد نقاش مطول بدأ الجمع بالانفضاض،عندئذ تذكره ذلك الشاب،ناداه طالبا منه الاقتراب من الطاولة وقدمه للشخص الجالس وراء المكتب،موضحا سبب قدومه للاتحاد.رحب به الاخر ودعاه للجلوس ثم استفسرعن الاسم والكلية وهل معه صورة شخصية لانجاز هوية العضوية؟سجل المعلومات في دفتر كبير أسماه الشاب دفتر العضوية،ثم طلب منه رسم الاشتراك السنوي،من جديد لم يفهم ما هو المقصود،أوضح له الشاب أن المطلوب دفع مبلغا قليلا من المال يسدد سنويا يسمى رسم العضوية والاشتراك السنوي،بعد دفعه المبلغ المطلوب استلم هوية الاتحاد ووصل التسجيل،ثم سأله الشاب عن :"هل أنت عضو في فتح ،الصاعقة،الجبهة الشعبية،الديمقراطية،القيادة العامة،الفلسطينية،النضال أم شيوعي"؟،لم يدر ماذا يجيب،وبعفوية أجاب:"من هؤلاء،أنا لا أعرف أحدا بهذه الأسماء"،قال له الشاب:"يعني مستقل"،أجابه:"هو كذلك".فأردف الشاب :"بكرة بيركض عليك الكل لينظموك"،أستغرب الأمر وقال بحزم :"أنا لا أريد أن أتنظم مع أحد،لقد أخذت عهدا على نفسي أمام والدي أن أنتبه لدراستي فقط وأن لا أدع شيئا يصرف انتباهي عن ذلك".ثم قام مودعا لكن الشاب سأله مجددا:"أين تسكن؟،هل تعرف أحدا في كلية الطب؟"،أوضح أنه يقيم الأن في فندق بسيط يقع في ساحة المرجة،ولم يتعرف بعد على أي طالب في الكلية،ختم الشاب حديثه :"ان احتجت الى أي مساعدة يمكنك اللجوء الينا،سأعطي اسمك للزميل عبد الحي و يكني نفسه "جيفارا" وهو عضو الهيئة الادارية عن كلية الطب ليتصل بك،انه في السنة الرابعة ويعرف كل مداخل الكلية ومن المؤكد أنك ستحتاج الى مساعدته قريبا،انه ليس موجودا هنا الليلة،واذا كنت محتاجا اليه كثيرا بوسعك السؤال عنه غدا في الكلية".،استغرب أن يسمي الشاب نفسه جيفارا لكنه لم يعلق على الأمر حيث اعتبره لا يعنيه .شكر عضو الهيئة الادارية ثم نهض مغادرا مقر الاتحاد الذي ما زال يعج بالطلبة رغم أن الساعة قد تجاوزت العاشرة مساء.
رجع الى الفندق ماشيا،عبر سوق الصالحية الذي أقفلت محلاته منذ بعض الوقت،ثم انعطف من ساحة عرنوس باتجاه سوق الخجا ،كان مسحورا بشوارع دمشق المنارة والنظيفة والتي ما زالت تعج بالناس.وجد نفسه في" المرجة"،طوال الطريق لم يغب عن ذهنه النقاش الذي دار أمامه في الاتحاد،استاء من نفسه كثيرا خاصة حينما انتبه الى ضحالة معلوماته بل عدم وجود أية أفكار أو مبادىء يعتنقها عكس معظم الطلبة اللذين كانوا يصولون ويجولون حين عرض أفكارهم ويستميتون في الدفاع عنها.بدأ الشك يراوده حول صحة نصائح والده ،هل من المعقول أن كل هؤلاء على خطأ ووالده فقط على صح؟.
توقف في ساحة المرجة المزدحمة كالعادة ثم اتجه الى محل للفلافل،ابتاع سندويشتين وزجاجة مرطبات مقررا تناولهم في الفندق، بمجرد انهاؤه العشاء فى الغرفة،دفعه الفضول للهبوط الى قاعة الاستقبال للفرجة على النزلاء وتمضية الوقت فالنعاس قد جافاه.الوجوه تبدلت ما عدا مجموعة الفتيات ،كن هناك بكامل عدتهن وعددهن،انتبه الى أن الفتاة التي اصطدمت به صباحا تجلس وحيدة ولم تكن تشارك الأخريات الحديث،تأملها جيدا،لم تكن تتجاوز العشرين من العمر،سمراء البشرة،ملامحها جميلة وناعمة،شعرها طويل وترتدي تنورة سوداء قصيرة لا تسترالا جزأ يسيرا من ساقيها وقميص أحمر من الشيفون يظهر مفاتن ثدييها،ابتسمت له ما أن تلاقت عيناهما،ارتبك للحظات لكنه سرعان ما تجرأ ورد لها التحية بابتسامة مماثلة،تعجب من جرأته هذه،لكنه اعتبر الأمر مجرد تسلية ليس أكثر.وجدت الفتاة في ابتسامته فرصة لاستدراجه الى حبالها،فهي هنا للعمل ولا يهمها شكل أو عمر الزبون ما دام يدفع المعلوم،قررت نصب شباكها سريعا قبل أن تختطفه فتاة أخرى،خاصة أنها تنبهت منذ البداية أنه شاب غض لا خبرة له في الحياة وربما لم يلمس أية أنثى في حياته.أشارت له بايماءة من رأسها نحو الأعلى،نظر للأعلى بغباء دون أن يفهم ما تعنيه ايماءة الفتاة،ظن أنها تستأذن للذهاب الى النوم،ابتسم مجددا وهز رأسه لها ايجابا قاصدا القول "تصبحين على خير.اعتبرت الفتاة هزة الرأس موافقة منه ،حدثت نفسها قائلة:" غمزت السنارة ولم يتحمل االمسكين في يدي سوى غلوة ".
نهضت الفتاة واقتربت من صديقة لها،انحنت همست فى اذن صديقتها بشيىء ما ثم مرت من أمامه،ما أن حاذته غمزته وأشارت برأسها مجددا للأعلى،وأتبعتها باشارة من يدها تطلب منه الوقوف واللحاق بها.انخلع قلبه عندئذ،لم يتوقع ما حدث،ظن أن الأمر مجرد تسلية،تلفت حوله ليرى ان كان أحدا من النزلاء قد لاحظ حركات الفتاة،وجد الجميع لاهين بشؤونهم ولم ينتبهوا للفتاة،ارتبك ولم يدر ما يفعل ،هل يلحق بها ،والى أين؟وان كشف أمره ماذا سيحدث له؟
دوامة عصفت برأسه،تخبط ما بين الشعور بالخوف والرغبة والشهوة التي بدأ يحس بها،أحس أن جسمه بات مشتعلا وأن حلقه جف أما نصفه الأسفل فقد بدأ هيجان.دون أن يدري نهض من مكانه متجها صوب السلالم،لكنه لا يعرف غرفتها،كل ما يعرفه أن غرفهن جميعا في الطابق الثاني،أما غرفته فهي في الطابق الثالث.ارتقى السلالم،لم يجد لها أثرا في الطابق الأول،توقعها تنتظره في الثاني،لكنه لم يجد أحدا هنا.خاف من أن يلمحه أحد ان تجول في الطابق باحثا عنها،لعله أساء فهم اشاراتها وهي الأن تغط في نوم عميق.أصيب بخيبة أمل،الهيجان والاثارة تمكنا منه،وجسده في حالة فوران وانتصاب،صعد الدرجات المتبقية الى غرفته،ما أن انهى صعود السلالم واستدار للاتجاه نحو غرفته حتى لمحها تنتظره على باب الغرفة.



#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم تكوني هنا...أو هناك..
- عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة6/عن اي يسار نتحدث?
- عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة 5/قابيل وهابيل يقتتلان ...
- اختفاء جيفارا /فصل من رواية/الفصل الرابع
- عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة3
- عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة 2
- اختفاء جيفارا/فصل من رواية/3
- اختفاء جيفارا/فصل من رواية/2
- المثقف الفلسطيني ما بين التهميش والالغاء والنواح من غياب الم ...
- حكاية اللصوص والفقير/ حكاية من حكايا ستي اليافاوية اللي لسه ...
- القروش الستة/حكاية أطفال من حكايا ستي اليافاوية اللي لسه ما ...
- العنزة العنزية/حكاية اطفال من حكايا ستي اليافاوية اللي لسه م ...
- النعامة والحوت/حكاية اطفال من حكايات ستي اليافاوية اللي لسه ...
- اختفاء جيفارا/فصل من رواية/1
- ابريق الزيت/قصة التعجيز الابدي/قصة اللي ما عنده قصة على رأي ...
- اعتراف
- القط ذو الشاربين/ اقصوصة قصيرة جدا
- رثاء متأخر
- كوابيس
- مدينة


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - اختفاء جيفارا-فصل من رواية-الفصل الخامس