أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غادة عبد المنعم - لأن -الفضيلة- كانت مسعى دائم للبشر جميعا.. نريد أن نحلم بحصة دين تحث على الأخلاق..!!؟















المزيد.....

لأن -الفضيلة- كانت مسعى دائم للبشر جميعا.. نريد أن نحلم بحصة دين تحث على الأخلاق..!!؟


غادة عبد المنعم

الحوار المتمدن-العدد: 3075 - 2010 / 7 / 26 - 22:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



فى مصر لدينا حصة أسبوعية فى كل المدارس مخصصة للتربية الدينية، حيث لا تخلو أى من مراحل التعليم الثلاث الأولى من تلك الحصة ، التى يدرس فيها الطلاب منهج للمادة الدينية والذى غالبا ما ينصب حول العبادات، وهى حصة أولى بها فى تصورى أن تستخدم فى تأهيل المواطن لممارسة القوام الرئيسي فى أى شريعة وهو المعاملات فكل الشرائع كما نعلم تصب فى نقطة هامة هى التعاليم التى تهدف لحث البشر على التعامل سويا بشكل طيب صالح بهدف تسهيل الحياة لهم، ، فهدف أى دين هو للحفاظ على مسار حياتها حتى لا يتحول لكارثة إنسانية تهدد إمكانية استمرار تدفق الحياة، وحتى يمكن الحفاظ على الجنس البشرى من التآكل تحت سوء تصرفه من طمع وظلم واستعداء و قتل وغير ذلك، فقواعد الدين الرحيمة هدفها التفاهم، التسامح والعدل ومنح الفرص للأضعف للبقاء وللأنقى للنمو والاستمرار لذا كانت السمة الرئيسية للدين القويم لأى دين قويم هى أن يهيأ البشر لحياة أنقى وأطهر ويكيفهم للتعامل سويا بشكل مناسب. وأن يحض على الكف عن تعاملات ضارة كالكذب والغش والقتل والنهب والسرقة والخداع ..إذن إذا كان الحال كذلك فلما لا يكون لدينا كتاب دين لطلبة المدارس يحض على الأخلاق ويعَّوِد طلاب المدارس والنشء على حياة أساسها التعامل الطيب مع الحرص كذلك على تقديم نبذة تتعرض بالشرح لسمات الأديان كل الأديان، إذا توفر لدينا منهج دراسى كهذا قد نلحق به ملحق صغير حول العبادات والتى تشغل الجانب الأكبر من كتب الدين الحالية ، أو يمكن بما أن العبادات هى فى الأساس ممارسات يومية أن تطبع وزارة التعليم مرشد كبير فى العبادات للآباء والأمهات وللمدرسين ليرشدوا أبنائنا فى ممارساتهم التعبدية اليومية كلُ تبع دينه. بالإمكان أيضا أن يعَّوِد المدرسين طلابهم على أن يصحبوا المسلمين منهم كل جمعة للجامع، والمسيحيين منهم كل أحد للكنيسة فيكون هناك يوم تعبد اسبوعى يختلف بالنسبة لكل طالب باختلاف دينه، لكننا مع ذلك سنظل محتاجين لان نستخدم حصة الدين أو على الأقل حصة إضافية أخرى مماثلة، لشرح الدين فى جوهره وبعده الأعمق وأقصد بذلك البعد الأخلاقى. ففضلا على أننا هكذا سننشأ أبنائنا نشأة يطبقون فيها عمليا ممارسات دينية أخلاقية مستمرة، فإننا أيضا سنقوم بتعريفهم أن الأخلاق كانت دوما مسعى إنسانى فى كل الحضارات والأديان.

مشروع لتطوير المنهج الدراسة..
انتظر يوما سوف امسك فيه بكتاب الدين فأجده يتدرج فى وصف الأخلاق وممارستها تبعا لتطور فهم الطفل لنبدأ مثلا فى العام الأول، حيث الوقت الذى يبدأ الطفل فيه ممارسته الاجتماعية الأولى الكبرى خارج المنزل بدرس أول بعنوان لا تسرق.. لماذا؟
ثم نقدم لأبنائنا إجابة السؤال من وحى أدياننا التى نعتنقها فى مصر، ففى الإسلام قال الرسول محمد (ص) وفى المسيحية قال النبي عيسى عليه السلام وكذلك فمن تعاليم النبى موسى حول تحريم السرقة كذا ، وكذا.. إذا شرحنا الأخلاق هكذا فى حصة الدين، بربطها به سنخلق مواطن مؤمن تماما بدينه، وراغب فى ممارسة طقوسه وشعائره. مواطن يعلم أن هذه الطقوس لا تغنيه أبدا عن أن يكون نموذج أخلاقى فهذا اقل ما يطلبه منه دينه. أما كتاب الدين سيكون هناك كتاب يضم موضوعات المعاملات الأخلاقية اليومية وما ذكر بالأديان الكبرى ( أو الديانات والطوائف المنتشرة محليا على مستوى كل بلد) عنها ، على أن يكون هناك فصل أو كتاب صغير مستقل يشرح فى كل عام تطور وتاريخ نشوء ديانة ما أين ظهرت ومن رسولها وعلى ماذا تحض وكيف انتشرت والأسباب الأخلاقية لانتشارها والملابسات التاريخية التى حدثت فى فترة بداية الدعوة لها، إلى آخر ذلك من التاريخ المرتبط جذريا بالدين والتدين. هكذا يكون لدينا كتاب دينى واحد لكل الطلاب من كل الأديان و بذلك سنخلق جيل جديد شديد المعرفة بدينه وقيمه الأخلاقية وشديد الرغبة فى ممارسة قيمه الدينية، غير متصور أن مجرد قيامه ببعض الشعائر الدينية المحدودة سيحميه وسيكفيه هم المسئولية الأخلاقية لأفعاله.وفى تصورى أنه بمنهج مدروس يتم وضعه فى هذا الإطار. يمكن لكل مراهق قد تعدى الخامسة عشر ومر بمرحلتي التعليم الابتدائي والإعدادي أن يكون قد تعلم فى مرحلته الإبتدائى ما يحتاجه من ممارسات أخلاقية قويمة وقام بربطها بممارساته الدينية ولديه فهمه المبدئى لطبيعة الأديان الأخرى ومسعاها الأخلاقى خاصة الديانات والطوائف المنتشرة ببلده ففى حالة مصر مثلا سيكون لديه إلمام بديانات الإسلام والمسيحية مع القليل من اليهودية وإشارة للبهائية كطائفة موجودة بمصر. هذا ما قد يتعلمه الطفل حتى ينتهى من مرحلته الابتدائية.
طلائع ضد التطرف وبهدف السعى لخدمة المجتمع..!!
فى المرحلة التعليمة التالية الإعدادية قد نحث كل طفل على البحث بنفسه عن مشاريع تدين ولكتابة مقالات حول الممارسات الأخلاقية والمقولات الدينية التى تحث عليها مع منحه ملخص عن تصور باقى الأديان فى المناطق والبلدان المحيطة به ومسعاها الأخلاقى والقليل حول ممارستها. ففى هذه المرحلة علينا أن نغلق على كل مراهق باب التطرف الدينى والتعصب الذى كثيرا ما يتسرب لنفوس المراهقين حيث يعلون من شأن حضاراتهم ودينهم ويتمردون أحيانا بنفى الآخر والمصادرة عليه أن تحويل حصة التربية الدينية فى هذه المرحلة لحصة حضارية تشرح للأبناء كل ما يخص الأديان فى جميع أنحاء العالم مع منهج مكثف يشرح لكل شاب الممارسات الدينية والعبادات فى دينه ويؤكد عليها ويشرح أهميتها سوف يساعد الدولة أى دولة فى رأيى على تنمية جيل من متقبلى الآخر من أى لون ودين وجنس ودولة وهو ما قد يحل عنا هنا فى دول الشرق الأوسط لعنة التعصب والتحيز كما سيحل عنا أيضا لو استخدم فى الدول الأخرى لعنة التحيز والتعصب ضدنا.
والنظرة غير المحدودة المتسامحة هى ما علينا أن نستمر فى تنميته فى كتب الدين للمرحلة الثانوية حيث علينا أن نقلل من المؤثرات التى تدفع الشباب للتطرف ونحثهم على التعامل الوسطى فى مجتمعاتهم كمتدينين ، ويمكننا أن ُندرس فى هذه المرحلة مناهج أكثر تطورا تربط بين التعاليم الأخلاقية من جهة كما وردت فى النصوص الدينية وبين العبادات والممارسات الدينية مثلا لماذا على المسلم أن يصلى خمس مرات يوميا؟ ولماذا قد يستهل المسيحى وجبته أو ينهى يومه بصلاته "دعائه"؟ من الضرورى أيضا أن يتعلم الشاب الممارسة اليومية لما يحض الدين عليه كمساعدة الآخر فيقوم بمشروع أو اثنين فى كل عام لمساعدة الغير بأحد الطرق التى فرضتها علينا الشريعة كإعالة اليتيم، أو إعانة العجوز و المريض، وتقديم المساعدة للآخر.هذا مع تنمية علاقة يومية حميمة مع دور العبادة لمختلف الطوائف فى مدينته أو محافظته وكتابة المقالات حول الفائدة التى عادت عليه من هذه الممارسات هذا بالاضافة لضرورة تقرير منهج فلسفى مختصر عليهم حول فلسفة التدين ومختلف الطوائف فى السعى لله.
ما أحاول أن أقوله هو أنه فى النهاية من الضرورى أن ندرك أننا لن ننجو من أزمتى تدنى مستوى الأخلاق من جهة، والتطرف الدينى من جهة أخرى إلا بتحويل كتاب الدين من كتاب عبادات معروفة مسبقا، يمارسها كل مؤمن فى بيته ودار عبادته إلى كتاب ممارسات يومية يحث على الفضيلة والتطهر ويمنح كل من أبنائنا الفرصة فى التمعن فى التراث الإنسانى للآخر وتقبل حقيقة توجهه الدينى الخَّير والطيب، فهذا ما سيساعدنا على نفى وهم التفوق الأخلاقى لدى كل فرقة دينية، وتطويره لميل حقيقى لممارسة الأخلاق والاقتضاء بكل فضيلة، مع دافع حثيث لمعرفة حقيقة الخير فى العقائد الأخرى.



#غادة_عبد_المنعم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب القادمون من جوانتانامو .. الرعب الأمريكى منهم، ورعب عو ...
- عاجل لأى رئيس وزارء مصرى جديد..!!؟ .. هكذا يجب أن تكون الوزا ...
- الممثلة الرمز للسينما ..؟ جوليت بينوش الروح الأخف فى السينما ...
- ذاكرة الحمل .. مشروع بحثى جديد.
- المرأة .. والقيادة الدينية ؟
- المصريون هل يستقون معلوماتهم عن الرئيس المصرى من إسرائيل..!! ...
- أهو حس المجاملة أم الحس الأمنى..؟ - ممن يخاف رئيس تحرير المج ...
- أفلام كليرمو فيران 2010 والتمعن فى لحظات لا تتكرر ..فقط لأن ...
- قصيدة ( ذات الشعر الأبيض
- قصيدتان ( لن ترانى
- قصيدة ( بيت أحلامها
- قصيدة ( الهديل
- قصيدة ( داخل الهوة السوداء
- الصور
- ردا على برنامج تليفزيونى.. (أسوأ كوابيس -رزق-..؟
- تكنيك جديد للمخابرات المصرية
- قصائد
- تمام يا أفندم .. المسلمين والمسيحين (مية .. مية)..!!
- عرضوا علينا الرعاية فى لوكارنو.. اسرائيل تحاول لعب دور ثقافى ...
- وائل نور الدين مخرج لبنانى يؤكد: لبنان تعيش حرب أهلية..؟


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غادة عبد المنعم - لأن -الفضيلة- كانت مسعى دائم للبشر جميعا.. نريد أن نحلم بحصة دين تحث على الأخلاق..!!؟