|
هل باتت ازمة تشكيل الحكومة العراقية مسالة ربح او خسارة ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 3074 - 2010 / 7 / 25 - 14:34
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
تعقد الوضع السياسي العراقي بعد الانتخابات النيابية الاخيرة بشكل ليس له مثيل من قبل، و الاسباب متعددة و مختلفة المصادر، سوى كانت نابعة من غموض بعض بنود الدستور و عدم تلائمه التام مع الخصوصية العراقية و تركيز الصلاحيات في منصب معين ، او حداثة التعددية الحزبية بعد كبت دام لسنين طويلة ، وايضا الاهتمام بالسلطة التنفيذية كواقع حال كما يفرضه الشعب و نظرته الى السياسة، و الثقافة الاجتماعية الموجودة و الكلتور بشكل عام، والاهم هو محاولة الجميع للمشاركة في السلطة كمكسب خاص و لضمان تثبيت قاعدة استمراريتهم و بقائهم كما هم على الاقل دون الاعتماد على الفكر و المباديء المفروض الارتكاز عليها لو حاولوا ادامة نفسهم طبيعيا، و لوجود هذه الاتجاهات و التيارات دون تزكيتها من قبل الواقع و الضرورة الموضوعية بعيدا عن فرضيات التاريخ ايضا، و تكثيف جهود الجهات كافة دون استثناء على المصالح الذاتية فقط و الاستاثار بالسلطة في عملية تنميتها الحزبية الواجبة حصولها في هذه المرحلة لاظهار ثقلها. هناك توجهات مختلفة برزت على الساحة السياسية و تشكلت تيارات و منها بدعم خارجي اعتمادا على العقلية المترسخة و الوضع الاجتماعي و ما موجود من القبلية و العشائرية و الحالة النفسية للفرد العراقي و اهتماماته و فكره و عقائده و ترسبات التاريخ على سلوكه و نظرته للحياة بشكل عام. لو تحرينا عن الجهات السياسية التي انفلقت بعد سقوط الدكتاتورية البعثية و في فترة قياسية قصيرة و من ثم اختفت باشكال و ظروف شتى سنتاكد من كثرة عددها و بها نكشف مدى و نسبة التغييرات السريعة الحاصلة في الظروف السياسية العامة و تاثيراتها على تركيبات الجهات و احتمالات ديمومتها . من جهة اخرى حدثت انشقاقات عديدة في صفوف كافة الاحزاب و المكونات السياسية و بشتى الطرق و الاساليب لاسباب ذاتية خاصة ، لم يكن الفكر و العقائد و المباديء قريبا منها ، بل المصالح الضيقة و النرجسية الموجودة في صفات القيادات و الاهتمام بالموقع الاجتماعي كالشخص الاول و نظرة المجتمع اليه و اعلاء شانه و مدى تبجيله و ان لم يستحق، في مقدمة المثيرات و المشجعات و الدوافع الرئيسية للانشقاقات، و الاهم عندهم بذل كافة الجهود للفوز بموقع ما للانفراد بملذات السلطة. هذا ان لم نحسب المصالح الاقليمية و توغل الجهات الخارجية المتعددة في مجريات العملية السياسية وفق ما يتمنون، مرتكزين على الجهة التي تضمن مصالحهم الاستراتيجية في العراق بشكل خاص و المنطقة بشكل عام، لذا نجد تدخل الدول المجاورة كافة في تشكيل الحكومة الجديدة واضحة و بالمكشوف تقريبا ، و نلمس عملهم الدؤوب في تحوير الاتجاهات او وضع العراقيل امام اية تشكيلة ان لم تناسبهم و لم تكن في نظرتهم راعيا لمصالحهم ، و لهذا نشاهد حوارات و زيارات ماراثونية و مكوكية عديدة و محاولة الجميع بذل اقصى الجهود للمشاركة في الطبخة التي يريدون تذوقها على مقاييسهم الخاصة. الراعي الكبير يحاول من كل جهة و لحد الان دون جدوى، يبحث عن فجوة و يحاول سحب هذه الجهة و دفع ذاك و تضحية بصديق و مساومة مع اخرى من اجل الخروج من النفق المظلم ، و الاهم هو تنفيذ وعوده المقطوعة امام شعبه للانسحاب من العراق في الموعد المعلن مهما تكن النتائج، و لكن محذرة من زيادة سيطرة ايران و احتمال ازدياد اسهمها و ثقلها في المنطقة على حساب حلفاء هذا الذي يعتبر نفسه الراعي الكبير في المنطقة و كما يحدث لحد اليوم، دون ان يقدر على منع الجارة الشرقية للعراق في تنفيذ مخططاتها ،محاولا بكل الوسائل و السبل المتوفرة لديه و بذل الجهود الممكنة في وضع حد معين لها. النقطة الفاصلة في عملية تشكيل الحكومة العراقية الجديدة هي بقاء جهات و اندثار اخرى على الساحة السياسية العراقية لاسباب خاصة، و منها المادية على الاكثر و مدى تاثرهم بالسلطة، و اكثر الاسباب و العوامل كامنة في السلطة و كيفية الارتباط بها، و شاهد العراقيون ماحصل لهذه الجهات و ما الت اليه اوضاعهم عندما لم يتعلقوا بزاوية منها. و لكون العملية السياسية متخبطة من لحظتها الاولى و لم تولد او تفرز بشكل طبيعي او بجهد داخلي محض ، فان النتائج المتوقعة لظروف هذه الجهات جاءت كما هي و كانت متوقعة، و تفرعت الطرق و تعقدت الامور و اشتدت الصراعات و تدخلت القاصي و الداني في هذا الامر الى ان بقت من هذه الجهات من قاوم و استند على الظروف الاجتماعية العامة، والى ان تخثرت العملية السياسية بشكل و طريقة اصطناعية و اصبحت المسالة و من يشارك فيها اما ابيضا او اسودا في عين المجتمع . و بعد هذه التجربة اصبح الموجود في الساحة اكثر حساسية و لم يثق بنفسه ان يقف على ارجله بعيدا عن السلطة، لذا يفكر الجميع ان لم يشارك في الحكومة سيصبح خاسرا و يختزل في مكانه، و من يكون رئيس مجلس الوزراء الواسع الصلاحية من نصيبه يعتبر نفسه الرابح الاكبر و يفكر في توسيع قاعدته و تثبيت اركانه لمقاومة العواصف المتوقعة. و ما يحزن الشعب بان الحكومة المقبلة حسب كل التوقعات تهتم بامور ما يخص الاحزاب الموجودة بالسلطة فقط و ربما تكون بعيدة عن فسحة المجال التي يجب ان تكون هي من الاولويات و التي تهم الشعب، اي تكون السلطة من اجل تقوية الذات و التحضر الكبير من اجل الصراع في الحلبة الكبيرة في الجولة المقبلة و هي الانتخابات البرلمانية المقبلة من اجل تصفية كافة الحسابات المعقدة .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف يُستاصل العنف و القمع في الفكر السياسي العراقي
-
النخب و الجماهير و الاحزاب السياسية في اقليم كوردستان
-
كيف نحدد الفروقات الطبقية في اقليم كوردستان ؟
-
القصف الايراني مستمر و اقليم كوردستان يحتفي بذكرى موت الخمين
...
-
المرتكزات الاساسية العامة لتشخيص هوية اي بلد
-
ليس من اجل سواد عيون ابناء غزة
-
مابين كوردستان و الصحراء الغربية و جنوب السودان
-
ملالي طهران و استشهاد بَسوز و اسطول الحرية
-
نعم لحرية التفكير و الاقرار و عدم النزوح وراء الخطابات التوج
...
-
ماتفرضه الاحساس بالمسؤولية على السياسة
-
هناك شيء اعمق و اهم من اللغة باعتبارها كلمات و جمل
-
الم نحتاج الى الحوارات بعيدا عن السياسة في هذه المرحلة ؟
-
متى نقطع دابر الانحناء امام الكاريزما
-
من يقف ضد تأليه القيادات الجديدة في العراق؟
-
لم نلمس الردود الفعل الاقوى ازاء ما تعرضت اليه كوردستان ايرا
...
-
اين وصلت حركة الخضر الايرانية؟
-
هل من المعقول ان تبدا و تنتهي الاحتجاجات العفوية بامر خاص
-
هل حقا لا يريد الشعب الكوردستاني ممارسة حقه في تقرير المصير
-
اسرع انجاز سياسي في تاريخ العراق الحديث !!
-
مقومات بقاء فاعلية الايديولوجيا او استنفاذها
المزيد.....
-
نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض
...
-
أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
-
الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
-
غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز
...
-
-حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
-
قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
-
ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب
...
-
حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
-
إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
-
سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|