أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حمزه الجناحي - مكبات النفايات ارحم لنا منهم














المزيد.....

مكبات النفايات ارحم لنا منهم


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 3073 - 2010 / 7 / 24 - 20:10
المحور: كتابات ساخرة
    


العبارة تلك لم اقتنصها من مخزوني الادبي او مخزونات الكتب التي مررت عليها في فترة ما بل سمعتها من فم احد الاطفال الذي صادفته في عيادة الطبيب هو وابيه وقد امتلا جسمه بالبثور والبقاع والدنابل والطفح الجلدي وهو يجلس بجانب ابيه المتعب ذو الوجه الستيني وهو ينظر تارة لطفل بجانب ابنه واخرى ينظر لولده الذي بالكاد يستطيع النظر الى ابيه او احد الاطفال الموجود بالعيادة الطبية الحكومية ..
انتهزت الفرصة لاسئله عن مرض ابنه الغريب الجلدي لم يخبرني بل رمى بذالك على الله وهو يقول الله اعلم واعرف فرددت سؤالي الا تعتقد ان وضع ابنك خطير لماذا لاتذهب به الى طبيب محترف في بغداد او في مركز المحافظة في الحلة ,,ابتسم الرجل بصعوبة وواضح عليه ان لايريد ان يبتسم ليس لأنه على عداوة مع الابتسام او الضحك بل وكما يبدو انه لايعرف الضحك ولايستطيع ان يرشد تقاسيم وججه لهذه الصفة التي عرفت انها غريبة عليه فيما بعد. بعد الحاحي وجلوسي معه لفترة طويلة بدا يقطر بحديثه تقطيرا وكأنه يريد الاطمئنان اكثر ليس لانه يعمل في منظمة ارهابية بل لانه يعمل وعائلته عند سفوح مكبات القمامة بالقرب من داره الصفيحي وهو يخبرني ياخي ان هذا الزمان صعب جدا تصور اني لم اجد لقمة لعيالي فكيف بي الذهاب الى الطبيب (ابو فلوس) ومن لهؤلاء وهذا ابني البكر (علي) وهذه حالته وانا اعرف مرضه اننا كعائلة نعمل من الصباح حتى المساء نجمع النفايات ونصنفها لسد رمق يومنا والجوع لايرحم ذهبت الى اكثر من مكان طلبا للرزق لكني فشلت التدافع مع الشباب واصحاب العمل يفضلون الشاب القوي فقررنا ان نستمر هكذا الى ان يرحمنا الله وليس علي في هذه الحالة لدي اخته ايضا في حال صعب وزوجتي وربما غدا انا نحن نعمل مع الكلاب والقطط والامراض والروائح الكريهه ونتسابق يوميا لنصل الى مكب جديد علنا ننبشه لنحصل على علبة مشروب فارغة او كيس نايلون او زجاج او قنينية زجاجية نجمعها لنستمر بالحياة ..قررت ان اداعبه بسؤال استفزازي (ايكولون احنه اهل النفط ) الرجل لم يضحك وكأنه لم يسمع عبارتي هذه راح مع خياله وهو ينظر لولده المسجى ليلتفت لي ثانية نعم اعلم اننا (اهل النفط )لكن قل بربك اين هي الحكومة ومن ينظر لنا وحالنا هذه فقط جائنا هؤلاء الناس ايام الانتخابات واحدهم ذهب الى البرلمان عرفت من الناس ووعدنا الكثير ليحققه لنا في احدى جولاته وكنت جالسا جاء هذا العضو في البرلمان اليوم ليخبر الجالسين وهو يلقي علينا بكلمة توددية وكاننا انبياء ومخلصين له من الجحيم وهو يقول ..
اخواني اعدكم باني اذا وصلت الى البرلمان ساأمر بازالة هذه المكبات القريبة من بيوتكم وسأطلب من البلدية ان تذهب باليات النفايات الى مكان اخر ..
رفعت يدي قاطعا خطبته تلك ليسمح لي بالكلام واطلب منه ان يؤجل رفع هذه المكبات ولا نريد ان يزيلها وربما لاتصدقني لقد قلتها بوجهه نحن نعرفك وسننتخبك لكن لا نطلب منك ان تزيل هذا المكب لانه حياتنا عندما نرى ان ازالته ضرورية سنقول لك ازله ..
تعجب من كلامي هذا وقلت له بالحرف الواحد (تره مرات حتى الزبالة ارحم من البشر)
نزل من مرتفعه ولم نراه بعد ذالك ونحن نخشى ازالتها وساقول لك ياصديقي بعد اربعة اشهر ونصف تبين لنا ان النفايات ارحم من هؤلاء الذين لايستطيعون ان يقودوا انفسهم وليس قيادة العراق ..



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبقي الساسة العراقيين على طموحاتهم لكن ليؤجلوها هذه المرة ف ...
- إلى كل من صار مسئولا لستم وحدكم المسئولين مما يجري في العراق ...
- ألفيفا .. تدخل سافر ولكن هذه المرة بلا حياء
- الحصار الأممي على إيران ..وفشل قاسم سليماني ..لاريجاني في ال ...
- قبل44 عام اوصلها السيد جاسم الى موشي دايان من يوصلها اليوم ا ...
- قناة الحرة عراق تثير رعب المواطن وهي تعرض تقريرا عن درجات ال ...
- بإيدن جاء ولا يعود إلا وحكومة عراقية على مقاساته والسبب المو ...
- مليون دولار فقط رشوة صفقة شراء رابع أثيل الرصاص الداخل في صن ...
- إذا فشل الفرقاء في تكوين الحكومة ..لابأس بالتدخل الخارجي للت ...
- أهرامات السياسة العراقية والتنافر المغناطيسي بينهما ... هروب ...
- فضائح عراقية فقط .. موظف بدرجة وزير يتقاضى وعائلته رواتب حما ...
- الانتفاضة الرجبية مستمرة ... ووزير الكهرباء الكبش الجاهز
- القصف الإيراني التركي لشمال العراق..ردود الفعل الخجولة ..الأ ...
- البرزاني يضيع المشيتين ..واغلوا تذكر العلم العراقي وبقي العل ...
- العراقية لم ينفذ الوقت بعد .. والطريق الى التكليف والتشكيل ب ...
- الاسباب التي تجعل الحكومات العراقية تصمت ازاء الافعال الكويت ...
- من جوف العراق ..صور ليست فوتوغرافية
- سردشت .. لو كنت أنا الرئيس لمنعت النساء من الإنجاب وبقرت بطو ...
- ألا يعتبر العراق بوضعه الحالي شرطا يستحق ان يلتقي من اجله عل ...
- جريدة المدحتية ..انطلاقة من عمق التخلف وصعوبة في اثبات الوجو ...


المزيد.....




- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حمزه الجناحي - مكبات النفايات ارحم لنا منهم