أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - الله لا يشبعكم يا رب














المزيد.....

الله لا يشبعكم يا رب


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3073 - 2010 / 7 / 24 - 14:29
المحور: كتابات ساخرة
    



تفرز لنا حقبة الانهيارات القيمية التي نعيش بظلالها ونعيمها، وكل الحمد والشكر لله، كثيراً من الظواهر والرموز الاجتماعية الشاذة التي يميزها أول ما يميزها الجهالة وانعدام القيم وأية صفة للجمال أو الاحترام للقيم الإنسانية المتعارف عليها تاريخياً لا بل التنكر لها بـ"تياسة" وتناحة، وعذراً منكم جميعاً.

وآخر تلك المظاهر والإفرازات والشخصيات، التي نقف نراقبها، ونضحك منها أحياناً، ونبكي في أحايين أخرى، هو سقوط أحد كبار التجار، وحيتان المال الـ Tycoons المعروفين في قبضة رجال الأمن وإيقافه بتهمة الاتجار بالمخدرات وقدّرت المواد المصادرة، حسب ما سمعت ولم يمكن التأكد منه، بما قيمته مليون دولار أمريكي، هذا والله أعلم على أية حال. الشخص المعني، هو أصلاً تاجر معروف في قطاع آخر، غير المخدرات، ويقوم بتجارة وعمل معروف وشرعي وظاهر للعيان، وكان يدر عليه الملايين، كما يمتلك أراض شاسعة وبيارات من البرتقال، ومعملاً آخر لإنتاج مادة حيوية، وأكثر من مصلحة "كسّيبة"، حسب الخطاب الشعبي ويشغـّل هذا الشخص عشرات وربما مئات الموظفين لديه، ويتحدثون لك عن حياة خرافية وأسطورية، كان يعيشها هذا الشخص، متشبها بالمسؤولين، والعياذ بالله، من أساطيل من السيارات الحديثة والفارهة، ومرافقة، وسكرتيرات، وما شابه ذلك من مظاهر المرض التي اكتسحت مجتمعاتنا وتنم، أولاً، عن نفسية مريضة أكثر من أي شيء آخر، ويسيطر على تجارة ومادة غذائية حيوية في إحدى المدن، ويقال بأنه أهدى أخاه في عيد ميلاده سيارة حديثة جداً، من تلك التي يركبها أصحاب النعمة المحدثة والبطرانين، قدرت قيمتها بمبلغ خرافي وأسطوري، بالنسبة لنا على الأقل، وهو مائة ألف دولار أصحابنا الأمريكيين الذين كنا نفكر بالقضاء عليهم يوماً ما لأنهم إمبرياليون وأعداء لتطلعات أمتنا "العربية والإسلامية"، مع ألف خط تحت آخر كلمتين. المهم ما علينا وبلا طول سيرة، يا طويلي العمر، الرجل لم يكن ينقصه من عمله الأـصلي أي شيء، لا جاه ولا بنون، ومال ولاشيء. والأنكى من ذلك أنه كان يقوم ببعض الطقوس الدينية "لزوم الشغل" والتبرع للأولياء والصالحين ومن "حر ماله" طبعاً لإتمام الحركات المعروفة إياها، ولديه من الممتلكات والأطيان ما يكفي حفيده السادس عشر، فما الذي حدا به كي يقوم بهذا العمل غير المشروع وغير الأخلاقي لولا النهم والطمع والمرض النفسي قبل المرض الاجتماعي ووباء النهب وتكديس المال والانبهار بإغراء القشور الذي بات يسطر على عقول وألباب الناس بفعل تمدد قيم الاستهلاك الرأسمالي التي باتت وباء عالمياً تفرز لنا هذا الداء العضال. ل وبات السؤال هل للغنى والثروة والمال، وأياً كان مصدره أية علاقة بالأخلاق؟

وطبعاً لو قام أحد من الدراويش والمساكين والفقراء المحرومين بهذا العمل ولجأ إلى أساليب غير قانونية وغير شرعية لكسب المال، لوجدنا له العذر، أما أن يقوم به من هو ليس بحاجة لذلك فالأمر بات ظاهرة تجتاح لدراسة وتقوقف وربما معالجة نفسية، فناهيك عن السقوط الأخلاقي المدوي لهذا الشخص وانكشافه بهذه الطريقة المهينة، فإن للأمر بعداً أخلاقياً، وصحياً وهو الأهم، ويتجلى بإحداث الضرر النفسي والجسدي بأناس آخرين من خلال توريد هذه المواد المخدرة السامة والقضاء على حياتهم ومعيشتهم وأسرهم وتدميرها نهائياً ومن دون أي اكتراث بمستقبل الشباب وحياتهم. ولذا يجب أن يواجه هو وغيره ممن تسول له نفسه تدمير المجتمع، بأقسى وأشد العقوبات، ولا علاقة لنا بحياة الشخص المعني، وماذا يريد أن يفعل بها، لكن حياة وأمن المجتمع هي خط أحمر يجب عدم العبث به. والسؤال الذي يجب أن نوجهه لهذا وغيره من ملوك النهب والطمع والمال السحت الحرام، في كل مكان: متى سيشبع هؤلاء، وما هو الشيء الذي يشبعهكم، بالضبط، ومتى ستصرف هذه الأموال، والمليارات، وهل فكر هؤلاء أين ستذهب هذه الأموال بعد أن يأخذ الله أمانته، ويذهبون للجنة بالطبع، لولا أنه المرض والعدوانية التي تعشش في النفوس المريضة التي لا تشبع ولا تكل ولا تمل ولا تهدأ من جمع المال وتكديسه؟

لقد قيل قديماً، اثنان لا يشبعان طالب علم، وطالب مال، وقيل أيضاً إن ابن آدم لا يشبع عينه إلا حبة التراب التي ترمى في عينيه حين يسجى في مثواه الأخير، وبعيداً عن أي تشف، ومشاعر حقد وشماتة، فالرجل اليوم في موقف لا يحسد عليه، بعد أن دمرت سمعته، كماا إمبراطوريته المالية، وبات خلف القضبان بانتظار حكم العدالة الذي لا نشك فيه أبداً، كلا وحاشانا وحاشاهم على أية حال، فإن أكبر دعاء يمكن أن يوجه لملوك النهب وتكديس المال، وهي باعتقادنا أكبر عقوبة ودعاء له، هو : " الله لا يشبعكم يا رب"، نقولها لكل منحرف ومتيم بالمال، في كل مكان، ولا تشبع عينه إلا حبة التراب، كي تستمروا في دوامة البحث عن المال التي لا تنتهي، وليس لها نهاية ولا قرار.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقاب والعبودية والاستبداد
- وهم الاستثمار واستثمار الوهم: لا لتوطين الوهابية في سوريا
- سورية: ضربة جديدة ضد ظاهرة النقاب
- ]لماذا لا يوجد حزب علماني في سوريا؟
- هل بدأ شيوخ الأزهر ببيع صكوك الغفران؟
- دعوى قضائية عاجلة ضد جميع إجراءات الفصل الجنسية في سورية
- بانتظار هيئة الأمر بالمعروف والمنكر في سورية
- العلم السوري
- إرضاع الكبير: ومجتمع الدواويث
- ماذا لو كانت إسبانيا عربية وإسلامية؟
- حضارة لصوص الخراج
- لا للنقاب، لا لثقافة التصحر والغباء
- رئاسة الاتحاد العام للطلبة العرب: من ندرة الفعل إلى قلة الأص ...
- بلاغ عاجل إلى محكمة الجزاء الدولية- لحجب نايل وعرب سات
- كلهم يصلّون ويصومون ويقرؤون القرآن
- حق العودة للمسيحيين واليهود إلى جزيرة العرب
- إسرائيل والتطبيع الرياضي
- يا بخت هنود الخليج
- لماذا لا يقاطع العرب كأس العالم؟
- هل نرى يهودياً عربياً زعيماً لحزب قومي عربي؟


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - الله لا يشبعكم يا رب